علي محمود خاجه

ماكو أحد؟!

بمعنى أن لدينا مئة ألف كويتي وكويتية إن لم يكن أكثر من ذلك غادروا البلاد مع بداية الإجازة التي تنتهي اليوم، أي 10% من الكويتيين تقريبا غادروا الكويت غير الحجاج طبعا.

طيب، لماذا يسافر الكويتيون في هذه الإجازة، فالجو بديع كما تلاحظون، إذن فحُجَّة الحر والغبار غير موجودة، والإجازة قصيرة لا تستحق تكبد عناء السفر خصوصا إلى البلدان الأوروبية أو غير الخليجية بشكل أدق، إلا في حالة واحدة أن البلد لا يطاق البقاء فيه لولا الدوام.

لن أتطرق إلى اللهو غير المقبول عقلاً كالمسكرات أو القمار أو الجنس، والذي قد يكون- وهذا ما لا أتمناه- سببا في نزوح البعض إلى الخارج، وأتمنى، أكثر مما أعتقد، أن يكون المغادرون لهذا السبب قلة، نسبة إلى الـ10% من المغادرين.

لكن البقية تطير إلى الخارج لأن البلد خالٍ من المتعة المقبولة عقلا، فأماكن الفرح محدودة، فإما اللجوء إلى المجمعات التي نملؤها دون تسوق وإما الذهاب إلى المنتجعات الشاطئية التي تكون أسعارها أغلى من السفر أو محجوزة بالكامل من قبل أن يدخل رمضان.

ما آخر مشروع ترفيهي حكومي في البلد؟ الإجابة هي متنزه الخيران في 1987 قبل أكثر من عشرين عاما، وما آخر مشروع ترفيهي خاص؟ أعتقد أنه متنزه الشعب الترفيهي في منتصف التسعينيات، وذلك إن استثنينا بعض المتنزهات المائية التي تغلق أبوابها في الشتاء.

لا حفلات غنائية بحجة أنها مرفوضة في مجتمع محافظ و10% من هذا المجتمع يسافرون إلى بلدان تحلل ما نحرمه، ولو كان بمقدور الآخرين السفر من الناحية المادية لسافروا، فلا أماكن للترفيه والمتعة، ولا نملك صالة عرض مسرحية محترمة كي يكون لدينا مسرح لا تهريج، ولا ملعب رياضيا جيدا يمكّننا من استضافة أحداث رياضية تستقطب الجماهير.

بحسبة بسيطة فإن كان متوسط ما يصرفه المسافر في هذه الإجازة من تذاكر سفر وسكن وترفيه هو 400 دينار كويتي وأعتقد أن المبلغ أكبر من ذلك، فإن هذا يعني أن شعب الكويت المسافر صرف 40 مليون دينار لقضاء خمسة أيام خارج الحدود!!

هل رأيتم حجم «الكدر» الذي نعيشه لدرجة تجعلنا فرحين في صرف 40 مليون عن طيب خاطر في خمسة أيام، المصيبة أن 40 مليوناً تصرف لأننا اخترنا من لا يريد الترفيه في الكويت ويرفض الابتسامة، والمصيبة الأكبر أن هذه الأموال التي تنعش «أبو الاقتصاد» تذهب أمام ناظر الدولة والحكومة مرارا وتكرارا دون أن تقدم البديل كي يصب الدهن في المكبّة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

والحكمة ما قاله حكمة

لا يختلف اثنان على كم الاشكالات والأزمات التي تعيشها الكويت والتي ان استمرت دون معالجة فسيكون لها افدح الضرر سياسيا وامنيا واقتصاديا مستقبلا، وقد تم اكثر من مرة تغيير الوزارات كما تم حل البرلمانات، الا ان الاوضاع بقيت كما هي مما يشير الى ان هناك موقعا آخر يحتاج لمعالجته لمصلحة الكويت والقائمين عليها.

وعبر العصور كانت البطانة هي الفيصل الحقيقي في اداء الدول والممالك فبصلاحها وكفاءتها تصلح الامم ويرتفع شأنها، وفي اخفاقها وانتهازيتها واستغلالها لمواقعها اثر مدمر وسالب كما يشهد بذلك ما حدث بممالك مصر وليبيا والعراق في عصرنا الحديث.

والبطانة بشكل عام هي كل من يحيط بالمسؤولين، صغر المسؤول ام كبر، وللبطانة عبر التاريخ صفات مشتركة وطرق متشابهة في العمل تقلب من خلالها الابيض اسود والاسود ابيض ولا توجد بطانة حقيقة تستحق او تستأهل ان يضحى بمصالح الاوطان او سمعة المسؤولين لأجلهم، وكم من اوطان وممالك كانت ستبقى لو تخلصت من البطانات السيئة بدلا من النهايات المفجعة التي حدثت، ولا شك ان اداء اي مسؤول في اميركا أو الهند أو السند هو نتاج لقدرات الفريق المحيط به.

ومن الصفات المشتركة تاريخيا للبطانة غير الصالحة: (1) تقصدها وتسببها في إساءة العلاقة بين المسؤولين ورعيتهم واقاربهم وتصوير هؤلاء بأنهم الاعداء وان تلك البطانة هي فقط المخلصة والمحبة وسط الكارهين والحاقدين.. بئس ما قالوا وروجوا. (2) استخدام الكذب الشديد دون حياء للوصول للمقاصد مع اخفاء الحقائق عن المسؤولين حتى تحيل اعداءها الشخصيين لأعداء للمسؤولين فتفرق بدلا من ان تجمع وتدمر بدلا من ان تعمر. (3) وتتم فلترة المعلومات فلا يصل الا ما يودون له ان يصل على طريقة (ولا تقربوا الصلاة) لذا لا عجب ان نقرأ في صفحات التاريخ مقولة ماري انطوانيت الخالدة «اين البسكويت؟!» عندما اخبرت بأن الشعب جائع ولا يجد الخبز. (4) كما تتم عادة فلترة المقابلات حتى لا يلتقي المسؤول الا من يريدون له ان يلتقيه. (5) وفي الحالات التي يلتقي فيها المسؤولون دون اذنهم بالناصحين يقومون بإفساد تلك اللقاءات عبر تسريبها وتحريض الاعلام المأجور عليها للادعاء بأن تلك اللقاءات لا يأتي منها الا الاذى والصداع فيتوقفون عنها. (6) وتعمل البطانة على افساد جهد واعمال الآخرين مستخدمة اساليب الزيف والخداع وعدم ايصال المعلومات لإرسال رسالة غير مباشرة للمسؤولين بأنكم تسيئون الاختيار فاتركوا الامور لنا. (7) كما تعمل البطانة في الخفاء وتحت جنح الظلام للتحريض وشتم المخلصين عبر الإعلام المأجور ثم ابداء البراءة الكاذبة مما يجري.

آخر محطة:

صدر في بيروت كتاب الصحافي حكمة سليمان ابوزيد الذي عمل مستشارا اعلاميا لرؤساء الوزارات اللبنانية لمدة 31 عاما (1969 – 2000) عاصر فيها 10 منهم ويذكر ان سبب نجاحه انه اصر منذ اليوم الاول على ان يكون مستشارا لرئيس الوزراء وليس مستشارا في مكتبه والفارق كما يقول كبير حيث ان وجود الوسطاء قد يجعلهم يعمدون لتشويه وتزوير الحقائق دون ان تكون له قدرة الرد على افتراءاتهم.

سامي النصف

إدارة كويتية لشرم المصرية

استقلت الكويت في صيف عام 1961 وتبنت بحكمة بالغة آنذاك الديموقراطية السياسية والليبرالية الاقتصادية نهجا لها كحال ارقى دول العالم مثل اليابان واوروبا واميركا، بينما اختارت مصر في حينها الحكم القمعي كنهج سياسي والاشتراكية والتأميم وسيادة القطاع العام كنهج اقتصادي حالها حال اكثر دول العالم تخلفا مثل الاتحاد السوفييتي ومنظومته.

منذ ذلك الحين ازداد عدد مصر الولادة بما يتجاوز 60 مليون نسمة (من 20 إلى 80) في بلد محدود الموارد، بينما لا يتجاوز سكان الكويت هذه الايام 3 ملايين نسمة يعيشون فوق محيط من النفط وفوائض مالية في الميزانية قل ان وجد لها مثيل عالميا وسط الكارثة الاقتصادية القائمة، لذا فهناك سبق كويتي في المسارين السياسي والاقتصادي يقارب العقد ونصف، عن مصر التي ابتدأت خطوات الانفتاح الحقيقية منتصف السبعينيات.

زرت الاسبوع الماضي جنة أو رائعة شرم الشيخ وامضيت بها 8 أيام في عملية استكشاف دائمة وذهلت مما رأيت رغم تكرار زياراتي لها في الماضي، فعمليات التوسع والانماء والبناء قائمة على قدم وساق حتى ان منطقة «نبق» الواقعة شمال المطار والتي لم يسمع بها أحد هي أكبر واجمل في مشاريعها الضخمة من منطقة خليج نعمة وما يحيط بها.

وأول ما يلحظه الزائر هو سخاء مصر الشديد بإعطاء الأراضي للمستثمرين والمعمرين ولمدة 99 عاما (لا 25 عاما كحالنا)، ولا تأخذ رخص البناء عبر سياسة «الشباك الواحد» إلا أياما قليلة مما أحال تلك الاراضي الصحراوية الجرداء الشبيهة بأراضينا الى منتجعات احلام خضراء وزرقاء.

وقد اغمضت عيني وتصورت ما كان سيحدث لمثل تلك المشاريع الكبرى لو تركت لادائنا الحكومي المترهل ولبعض نوابنا من رافعي شعار «العرض ولا الأرض» وممن يهدفون إما بجهل فاضح او بعلم فاضح، وهذا هو الأنكى، لأن نورث الكويت صحراء قاحلة لاجيالنا المستقبلية بدلا من انشاء ما هو قريب من شرم الشيخ التي تدر على الميزانية المصرية ما يقارب 10 مليارات دولار كل عام.

آخر محطة:

(1) تفهمت بعدما رأيت رفض مصر انشاء جسر يوصل دول الخليج بسيناء وشرم كونها ستحضر نوعية واحدة من السائحين و«يطفش» البقية ولن يستطيع 35 مليون خليجي ان يعوضوا سياحة مفتوحة لـ 7 مليارات من البشر الآخرين.

(2) تهدف الادارة المصرية لجلب ملايين المتقاعدين ورجال الأعمال والسائحين للاستقرار في شرم وما حولها عبر اغرائهم بـ 365 يوما مشمسا في السنة بعكس الجنوب الفرنسي والايطالي والاسباني اضافة الى رخص المعيشة، فليتر بنزين السيارة لا يزيد سعره على 15 بنسا مقابل اكثر من جنيه استرليني في اوروبا، وقلة الضرائب.

(3) سبب المقارنة هو اظهار كم الدمار الشديد الذي تعرضت له الكويت بسبب الضعف الحكومي والجهل النيابي وما أجمل جلد الذات عندما يدفعنا للندم والحركة.

سعيد محمد سعيد

كسوة العيد… الفرح من حقهم

 

كعادته السنوية الكريمة، أصدر عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمره السامي بصرف مكرمة كسوة عيد الأضحى المبارك لجميع الأرامل والأيتام المسجلين لدى المؤسسة الخيرية الملكية والأسر وذوي الاحتياجات الخاصة المسجلين لدى وزارة التنمية الاجتماعية، إذ يستفيد من هذه المكرمة 10282 يتيماً وأرملة مسجلين لدى المؤسسة الخيرية الملكية، إضافة إلى 11996 من الأسر المحتاجة، و6189 من ذوي الاحتياجات الخاصة.
من حق هذه الفئة على الدولة، وعلينا جميعاً أن يعيشوا فرحة العيد، فليس من قبيل المبالغة القول ان هناك الآلاف من الأسر المعوزة، تواجه ضنك العيش ويتمنى أطفالها أن يسعدوا ببهجة العيد وهم يرتدون جديد الثياب، ولا غرو أن تعم الفرحة في بيوتهم ويتوجهوا بالشكر الجزيل والدعاء إلى عاهل البلاد، وإلى جميع العاملين بالمؤسسة الخيرية الملكية ورئيسها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، فهذه العادة السنوية الكريمة، تمثل صورة من صور التكافل الاجتماعي التي نأمل أن تكون من الثوابت في العمل الخيري دون تمييز، وأن تكون هي المنهج لبعض المؤسسات الخيرية الأهلية التي تعمل وفق نظرة طائفية ليست محمودةً إطلاقاً.
فمن المحزن حقاً، ألا تحصل بعض الأسر على مساعدات تقدمها هذه الجمعية أو ذلك الصندوق الخيري لأنها تنتمي إلى طائفة معينة، أو ترفض مؤسسات أخرى مد يد العون لأسرة محتاجة لأنها أيضاً تنتمي إلى طائفة أخرى! ولله الحمد، فإن هذه الممارسات، وإن كانت موجودة، إلا أنها لا تعكس الصورة الحقيقية للعمل الخيري في البلاد، فهناك مؤسسات ورجال أعمال وميسورون، يقدمون كسوة العيد والمساعدات المالية والعينية للأسر البحرينية المحتاجة، وغير البحرينية أيضاً، في مناسبات عديدة، دون النظر إلى (طائفة) الأسرة.
الخير في بلادنا كثير، ووجوه الخير والإحسان، هي النبع الكريم لأعمال الخير الكريمة، وإذا كان المجتمع يعاني بعض مظاهر التمييز حتى في أعمال الخير، من قبل مؤسسات لا تخدم إلا طائفتها، فهناك مظاهر أخرى أكبر وأعظم وأجزل ثواباً، يعرفها البيت البحريني بطائفتيه الكريمتين، وينتشر فضلها بين الناس طلباً للثواب من الله سبحانه وتعالى لا أكثر ولا أقل.
غالبية البحرينيين، وهذا مؤكد، متعاضدون متحابون، يساعد الميسورون منهم كل صاحب حاجة، ويتبادلون فرحة العيد وتهانيه بسعادة غامرة، وبعون الله، سيستمر هذا العطاء المفرح، وإذا كنا نفرح بالمبادرات الكريمة من قبل الدولة في مثل هذه المناسبات، فستكون الفرحة أكبر حين تصبح كل أسرة محتاجة قادرة على العيش بطمأنينة بإيجاد مصدر للرزق، وبتهيئة أفرادها للتعليم والعمل وتحسين مستواها المعيشي.
الخير كثير، وكل عام والجميع بخير

سامي النصف

«دعل» الديموقراطية الكويتية

«الدعلة» في اي لعبة هو اللاعب السيئ الذي لا يتقبل الخسارة بسهولة، فاذا ما بقي بيده «الجيكر» في لعبة «الكوت» قال انه «ما يخيس»، اما اذا بقي في يد غريمه اعلى صوته بأنه «يخيس وعشرة»، واذا اصابت الكرة دون قصد يد لاعب دفاع الخصم صاح «بلنتي» اما اذا اصابت يد دفاع فريقه صرخ «ما فيها شي»!

يرفض دعل اللعبة السياسية الكويتية وجود شيء اسمه حل غير دستوري ـ رغم انه جُرِّب مرتين في السابق ـ ويضيفون ان الحل الوحيد المسموح به هو الحل الدستوري، وهو امر مقبول لولا انهم يقومون بعد ذلك بتقديم استجوابات غير دستورية كأن تتطرق لامور حدثت ابان حكومات سابقة او خارج الـ 16 ضابطا للاستجوابات، كما اتى في حكم المحكمة الدستورية الصادر في اكتوبر 2006، ومن يرفض الحل غير الدستوري يفترض ان يرفض معه الاستجواب غير الدستوري، سواء بسواء، والا سقطت مصداقيته.. ان بقي منها شيء!

ويقول «دعل» الديموقراطية الكويتية ان الاستجواب اداة دستورية فلماذا الجزع منه؟ وهو امر مقبول كذلك لولا انهم يبدون جزعا شديدا عند استخدام المستجوب لادوات دستورية مشروعة ما وضعت الا لمثل هذه الحالات، مثل طلب التأجيل او الاحالة للمحكمة الدستورية او اللجنة التشريعية او المطالبة بسرية الاستجواب متى ما كانت الامور المتطرق لها متصلة بالامن القومي الكويتي، ومن اعطى «الدعل» حق تحريم الحلال الدستوري الذي هو امر مطابق لتحليل الحرام الدستوري؟!

ويتساءل البعض عن سبب اختصاص الاستجوابات بأبناء الاسرة الحاكمة الذين يفترض ان يكونوا آخر من يتم استجوابهم لخصوصية اوضاعهم ـ بعكس الآخرين ـ كون تلك الاستجوابات تخدش امراء المستقبل ابان حقبة تدريبهم السياسي الدستورية، والحقيقة ان السبب الوحيد الذي جرّأ الجميع على التطاول على ابناء الاسرة وكسر هيبة السلطة، وهي قضايا خطيرة جدا لا يجوز الاستهانة بتداعياتها المستقبلية، هم ابناء الاسرة الحاكمة انفسهم.

فانهيار تلك الهيبة اتى بالدرجة الاولى عندما سمح لأصحاب السمعة السيئة بالتعرض لابناء الاسرة الحاكمة كونهم فقط اوقفوا سرقاتهم وتجاوزاتهم على الاموال العامة التي يملكها الشعب الكويتي قاطبة ثم تُركوا يتبجحون بعد ذلك في المجالس والمنتديات العامة ـ وكنا حضورا للبعض منها ـ بانهم يدخلون على كبار المسؤولين في مخادعهم وغرف نومهم لتلقي التعليمات منهم (!)، واذا هانت كرامة من هم ابناء حكام ومن اعمامهم واجدادهم المباشرون حكام فماذا تبقى من الهيبة للاسرة وكيف لا يتجرأ الآخرون على البقية منهم؟!

آخر محطة:
 
1 ـ تشير محاضر المجلس التأسيسي لمحاولة المختص الوحيد بالدستور – ونعني د.خليل عثمان – تحصين منصب رئاسة الوزراء من الاستجواب طمعا في الاستقرار السياسي عبر منع تقلده احدى الوزارات او طرح الثقة بالحكومة (كحال جميع الديموقراطيات الاخرى)، والممارسة تظهر ان الرئيس سيبقى حاضرا ومستقبلا عرضة للاستجوابات المتكررة، فلماذا لا نشهد تعديلا دستوريا مستحقا يسمح له بتقلد وزارة او اكثر كي يخفف العبء عن الوزراء الآخرين ويسمح كذلك بطرح الثقة بالحكومة حتى يلجأ النواب او حتى الحكومة له عندما يكثر النقد لها كي يقرر المجلس ما اذا كانت لاتزال تحوز الثقة ومن ثم توقُّف الانتقادات وقبلها الاستجوابات متى ما حازت تلك الثقة المتجددة؟!

2 ـ الا يعلم البعض بديهية ان تبنيهم لارذال القوم هو نقيصة كبرى في حقهم لدى الشعب الكويتي الذي يعتبر مدح هؤلاء قدحا، وقدحهم في حق الآخرين مدحا، وان ما يخطونه من مقالات هو اقرب للشيكات التي مهما كبرت ارقامها فإنها تبقى دون رصيد لدى الناس؟!

سعيد محمد سعيد

يا… «حظنا الأقشر»!

 

حالة الالتياع والألم على السواحل وما حل بها من مصائب بسبب دفان وتسوير وبيع وشراء قائمة طيلة العام، لكنها تزداد لوعة وأسى عصر عيد الأضحى من كل عام إذ جرت العادة التراثية لأهل البحرين والخليج أن يلقوا (الحيه بيه)، وهي سلة أو علبة معدنية مزروعة ببعض النباتات، في البحر كنوع من الموروث التراثي.

البحث عن مكان مناسب لأخذ الأطفال لإلقاء (الحيه بيه) لم يعد سهلا إطلاقا! اللهم إلا إذا تم استحداث جزء من ساحل هنا أو هناك في المستقبل يكون مخصصا لإلقاء (الحيه بيه) إن سنحت الفرصة أصلا لتوفير ذلك الجزء وإلا فالمتاح هو أجزاء من السواحل المدفونة القريبة من المناطق السكنية هنا أو هناك، أو تحمل مشوار طويل للذهاب إلى بلاج الجزاير لغير أهالي قرية الزلاق والمناطق القريبة منها، أو ساحل الحد لرمي (الحيه بيه) وكأننا نريد أن نتخلص من شيء خطير نلقيه بعيدا ونقفل راجعين.

وعلى رغم ما حل بالسواحل، إلا أن أهل البحرين لم يتركوا هذه العادة التراثية… بل يتحمل الكثير من الناس العناء والمنظر المحزن للكثير من السواحل المدفونة ليثبتوا حضورهم في لقاء جميل لا يمكن إزالة ارتباطه بعيد الأضحى المبارك مهما كانت الظروف، والحاصل، أن الصغار والكبار ما زالوا متعلقين بعصرية عيد الأضحى إذ يجري الأطفال وفي أيديهم (حياتهم) بفرحة وسرور وهم يرددون الأهازيج الشعبية من قبيل: حيه بيه… راحت حيه ويات حيه وما شاكلها.

غير أن هذه العادة التراثية أصبحت تأخذ مسارا آخر بدأ في السنوات الماضية، وهو إصرار أهل البحرين على إثبات ارتباطهم ببحرهم وسواحلهم وحبهم لأرخبيل جزرهم المحاط بالبحر من كل الجهات والفاقد لشاطئ واحد يستطيعون أن يمشوا على رماله الناعمة ويسبحوا في مياهه الجميلة.

المهم، إحياء تراث (الحيه بيه) كان مستمرا لم ينقطع وسيستمر، سواء كان الساحل مهيأ أم لا، لأن الناس يريدون أن يعبروا عن سعادتهم بإتمام الحجيج من ذويهم أو من سائر المسلمين طبعا لمناسك الحج والاحتفال بالعيد من جهة، أو ليلتقوا في اجتماعهم السنوي على سواحلهم المدمرة من جهة أخرى.

وعلى قول المونولوجيست البحريني علي مهنا:

يا أضحى حيه بيه

سواحلنا الضحية

باجر يا حظنا لقشر

نرمي الضحية في البر

عيدكم مبارك، وعساكم من عواده

محمد الوشيحي

سميّة… هو لن يقول امباع

في الندوة التضامنية مع المحامي والكاتب محمد عبدالقادر الجاسم، تحدثت ابنته «سمية»، التي لا أظنها قطفت وردتها الخامسة عشرة من بستان عمرها بعد، فبكت وأبكت، لكن ما لفت الحضور هو جملتها التي قالتها ببكاء المتحدي: «إثبت يا يُبه»، فدوّى التصفيق في القاعة، وانهمرت قطرات الدموع من العيون! الله عليكِ أيتها المهرة الأصيلة. الله عليك أيتها السامية، يا من أدركتِ، رغم صغر سنك، أن ما يحدث هو «مرحلة مهمة» في تاريخ صحافة الكويت، فإما أن يطأطئ الصحافيون، أو أن يرفعوا رؤوسهم.

اسمعيني جيداً أيتها المهرة: والدك هو المخطئ بانتقاده الحكومة، فكل ذنب الحكومة أن الفساد كبر في عهدها حتى طاول أشجار الغابات، وبفضلها احتلت الكويت المركز الأخير على مستوى الخليج، ونتيجة لأدائها سلّ الطائفيون سكاكينهم وفركوا أيديهم قبل الوجبة الرئيسية التي فاحت رائحة ليمونها وكمّونها.

والدك هو المخطئ، فالحكومة لم تعبث بالأموال العامة، كي تستحق النقد، ولم تنثر الأعلاف للأغنام كي تهتف بصوت واحد «امباع»، وكي تنثر «روثها»، أجلك الله، في أغلب الصحف والفضائيات. وإذا كان والدك لا يأكل الأعلاف ولا يجيد نطق «امباع»، فهذه مشكلته، وليحتمل نتائجها. هي خمسة حروف لا أكثر، ألف بدون همزة، ميم بهمزة، باء، ألف، عين وقواة عين.

سمية، أما سمعتِ الأغنام وهي تقول: «ليحمد محمد الجاسم ربَّه أن الكويت ليست مثل غيرها، فلا أسنان تُقلع، ولا عيون تُفقأ، ولا جلود تُحرق وتُسلخ، كما يحدث في بعض الدول القمعية»! ألم أقل لك إنهم أغنام، لا يعرفون إلا «القصّاب» و»المقصب» و»السلخ». ها هم يشيرون بأصابعهم إلى دول القمع، ويغمضون أعينهم عن أوروبا! أغنامٌ هم ورب الكعبة، وقد ارتفعت أسعار الأغنام هذه الأيام بعد ارتفاع أسعار العلف… صحيح أن الكويت لا تقارن بدول القمع، لكن إذا استمر تشبث الرئيس بمنصبه، بهذه الطريقة وبأي ثمن، فلن نستبعد أي شيء.

سمية، تذكري أن الأيام تجري، وأنها أثناء جريها تتساقط منها الأشياء، فلا تحرص عليها، ولا تنحني لالتقاطها، إلا ما يستحق. وموقفك وكلمتك – أنتِ وعمّتك الفاضلة السيدة وفاء، عندما طالبتما والدك بالثبات – من الأشياء التي لن تفرط فيها الأيام أبداً… وكما يتناقل البشر الأحداث جيلاً بعد جيل، تتناقل الأيام الأحداث كذلك، فتحكي «كبار الأيام» إلى أبنائها وأحفادها من «صغار الأيام» ما رأته بأعينها، وستقول الأيام لأحفادها: «ثبتت صبية وشمخت برأسها، وانحنت شوارب ولحى حتى لامست تراب الحظيرة». الأيام لا تكذب. وها هي الأقلام تدوّن كلمتك كي يقرأها أحفادك.

سمية، أعلم أنك لن تشاهدي والدك هذا العيد، وأن سحابة دموعك لن يتوقف مطرها طوال عطلة العيد، لكنّ عزاءك وعزاءنا أن والدك لن يقول «امباع». 

احمد الصراف

تجربة مع الصمت

يؤمن أتباع جماعة أو طلبة «جامعة براهما كوماريز للروحانيات» -ولست أحدهم- بأن كل فرد منا بحاجة للحظات سكون وصمت في حياته كل يوم. وتمكن ممارسة هذا الصمت من خلال «التأمل» لساعة في الصباح المبكر، وساعة قبل الخلود الى النوم. ويرى بعض المختصين أن من المجدي عمليا ونفسيا، ممارسة الصمت والتوقف عن أداء العمل لدقيقة واحدة كل ساعة من اليوم. والصمت لنصف ساعة مثلا، لا يمكن أن يتحقق من خلال القراءة أو حتى من خلال الاستماع لصوت موسيقى هادئة، بل يجب أن يكون شاملا للعقل والجسد بتحريرهما من أنماط التفكير المعتادة، والخروج من أشراك الحياة والعمل، فهناك مساحات داخل كينونة كل منا يجب أن يقوم باستغلالها، كما المساحات غير المستغلة في الرئات الخاملة، وأن علينا السفر في رحلة الصمت من دون جواز سفر ولا فيزا ولا طائرة ولا قطار ولا حقائب، بل رحلة مع الذات داخل النفس البشرية.
وعلى الرغم من أننا في سفرنا الصامت هذا لا نحتاج حقائب، لكننا نحمل معنا أجسامنا وتفكيرنا ووظائفنا وعلاقاتنا المتشعبة. ولكن، هل سنشعر حقا بالراحة ونحن نتوقف عن التفكير في غالبية هذه الأمور والقضايا، علما بأن التوقف التام عن التفكير أمر مستحيل أصلا؟
كيف سنشعر ونحن نمارس الصمت؟ هل سنشعر بالراحة؟ هل علينا تغيير المكان أو المقعد أو ما نشاهده أمامنا؟ هل نحن بحاجة لمن يكون بجانبنا، ونحن نسير في رحلة الصمت تلك؟ ما الذي نراه من خلال عيوننا الداخلية، ونحن نقوم برحلة داخل أجسادنا ننتقل فيها من عضو لآخر؟ هل نحتاج، خلال الرحلة، أن نسأل أنفسنا بضعة أسئلة، مثل: ما السلام؟ ما الراحة النفسية وما التوافق مع الذات؟ ما الذي يمنعنا أن نكون في سلام مع النفس؟ ما العادات أو العواطف أو أنماط الحياة التي تمنعنا من السلام الداخلي؟
فكر في عملك وفي روحك وحاول أن تقارن بينهما. وعندما تعود من رحلة الصمت والسكون تلك يجب أن تسأل نفسك: كم من الأحقاد والضغائن قد تركت خلفك وكم من الحب والتسامح قد اكتسبت؟!
وهل كانت خلوتك مع النفس وصمتك العميق مجديين، وهل ستعود لممارسة هذا الصمت ولو لعشرين دقيقة يوميا؟ ربما البعض منا سيفعل ذلك، كما سأفعل ذلك بعد أن أضع التاريخ على هذا المقال وأنتهي من كتابته.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

البحرينيون في رحاب «عرفة»

 

عن طريق الصدفة، وبعد أن عدت من الجلسة الختامية للمنتدى العربي الثاني للبيئة والتنمية في العاصمة اللبنانية (بيروت) مساء يوم الجمعة 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، كنت أستعد للنوم بعد يوم شاق، ومنيت نفسي بقضاء وقت قصير قبل النوم، فوقع بصري على برنامج «صناعة الموت» في قناة «العربية»، وطار النوم من عيني حينما وجدت أن (الشاهد) الذي يتحدث في البرنامج هو «ناصر الحزيمي»، أحد الأتباع المقربين لجهيمان العتيبي الذي اقتحم الحرم المكي الشريف فجر يوم الحادي من محرم الحرام من العام 1400 هجرية (يوافق يوم 21 نوفمبر 1979).

وكان «الحزيمي»، يتحدث بدقة وحضور ذهني على رغم علامات الإرهاق والتعب البادية على وجهه، وبعد تفاصيل تبعتها تفاصيل برواية شاهد عصر، كانت النصيحة التي قدمها هذا الرجل الذي أعلن ندمه الشديد لعلمه بالحادثة المزلزلة التي يعيش المسلمون ذكراها الثلاثين متزامنة مع حج هذا العام، دون أن يبلغ السلطات… كانت النصيحة البسيطة الثمينة، هي دعوته لنشر العقلانية والنأي بالمجتمع الإسلامي عن التطرف.

لا أحد يجزم، بأن حادثة جهيمان العتيبي الذي بايع، وطلب من أتباعه أن يبايعوا صهره محمد عبدالله القحطاني على أنه (المهدي المنتظر)، يمكن أن تتكرر يوما ما أو… لا يمكن! لكن ثمة استنساخ متتابع للأفكار المتطرفة أخذت في الانتشار داخل المجتمعات الإسلامية وخصوصا بين الشباب الذين وقعوا في شرك التطرف وأصبحوا يرون الدين الإسلامي قتلا واستباحة للدماء وتشددا، ولعلنا في المجتمع البحريني ولله الحمد، أفضل حالا من كثير من المجتمعات بفضل بقاء الوحدة الوطنية صلبة صادقة في دلائلها وليست مغلفة فقط بالشعارات الكاذبة، ولأن ركن الأمن والاستقرار مصان من قبل الدولة ومن قبل المواطن أيضا، لكننا نعاني من بضع أصوات نشاز، وممارسات مشبوهة ما فتأت تثير البيان الفتنوي تلو الآخر، وتطلق الخطبة الكريهة تلو أختها، مدعية أنها بذلك إنما تعبر عن حبها للوطن وولائها للقيادة، وهي في الحقيقة تدمر بفعل همجي بغيض.

اليوم، هو يوم الوقوف بعرفة… مشهد عظيم هو الحج كله، فالحج عرفة كما قال رسولنا الأكرم محمد (ص)، وإذا كان حجاج بيت الله الحرام يلتقون في أروع صور اللقاء بين بني الأمة باختلاف مذاهبهم وطبقاتهم، فإن حجاج البحرين في تلك البقاع المقدسة، يمثلون الصورة الحقيقية الصادقة لأهل البحرين، يجمعهم هذا الدين العظيم ويشتركون برباط عظيم وهو أنهم أبناء (مملكة البحرين)… فلا تجد بين مجاميعهم إلا التواصل والمحبة والتشرف ببعضهم البعض، والاعتزاز بانتمائهم للبحرين.

ولا أدري، هل في وسعنا نحن البحرينيون أن نجدد هذه الصورة سنويا في الحج، ثم ننقلها مصانة الى مجتمعنا لنتصدى الى ممارسات الفتنة والتفتيت والتمييز والتفرقة بين المواطنين، ليصبح موسم الحج بمثابة تجديد لهذا العهد؟ أم أن النفوس المريضة لا يمكن أن تشفى من سقمها، فتبث سمومها في الحج وتعود من جديد لتواصل خطابها المنكر؟

عبارة عجيبة قالها ناصر الحزيمي: «جهيمان لم يكن صاحب فكر، وجماعته يعانون «هوسا دينيا»!

سامي النصف

من عبدالعزيز إلى عبدالعزيز

أكتب من شرم الشيخ الرائعة التي وصلت إليها من القاهرة، حيث ساهم الإعلام ـ لا الرياضة ـ في كل من مصر والجزائر في الإساءة الشديدة للعلاقات الودية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين مما يتسبب بأفدح الضرر للعمل العربي المشترك، حيث إن مصر هي البلد العربي الأكبر والأكثر عددا وتليه مباشرة الجزائر.

وما كان للأمور أن تنجرف وتنحرف لهذا الدرك المؤسف لولا التأجيج والتحريض الإعلامي الذي بالغ في نقل الوقائع وعمم الإساءة التي إن تمت فقد حدثت من قطاع شبابي كروي صغير يوجد مثله في أكثر دول العالم رقيا وتقدما، ولم يكن من العدل والإنصاف أن تعمم خطيئة القلة على الملايين الأخرى في البلدين وكنت في هذا السياق قد كتبت قبل مدة قصيرة رافضا أن يؤخذ 25 مليون عراقي بجريرة وجريمة غزو عام 90.

وكالعادة، لم تقم الأمانة العامة للجامعة العربية بدورها المفترض لإصلاح ذات البين بين الشقيقين الكبيرين مصر والجزائر بل ظلت صامتة ـ دون حكمة ـ وكأنها تفرح وتسعد وتسر وتطرب لأي عمل أو مصيبة تفرق بين شعوبنا العربية وتلك خطيئة كبرى تضاف إلى خطاياها الأخرى وما أكثرها.

وبمقابل إعلام الانفعال في البلدين اطلعت على عدة مقالات ولقاءات هنا في مصر توفق ولا تفرق، تجمع ولا تبدد كحال مقال الصديق أحمد المسلماني في المصري اليوم «تحية الى شعب البربر» وما ذكره الزميل محمود سعد في برنامجه الشائق «البيت بيتك» من أن على مصر أن تبقى الكبيرة دائما وأن تعكس تحضرها عبر ردود الفعل الهادئة والحكيمة رافضا ما يقال في بعض البرامج الرياضية ومثنيا على الاتصالات الهاتفية الحكيمة لبعض البرامج التي يقوم بها السيد علاء مبارك، ومثل ذلك ما قاله النائب والإعلامي مصطفى بكري الذي نختلف معه في بعض المواقف إلا أننا نتفق معه تماما على ضرورة بقاء العلاقات الودية والمصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين في مصر والجزائر.

آخر محطة:

أرسل الرئيس الجزائري المثقف عبدالعزيز بوتفليقة رسالة معبرة للصديق عبدالعزيز البابطين بمناسبة الاحتفال بمرور 20 عاما على قيام مؤسسته والتي اقيمت في القاهرة، اثنى خلالها على ما حققته المؤسسة في عالم الفكر والثقافة والأدب، وفي مجال تعليم الشعر العربي ونشره في أصقاع الأرض، متمنيا للعاملين في المؤسسة المزيد من التوفيق في عملهم، ان اخفقت الجامعة العربية في واجباتها ـ وما الجديد ـ فقد يحتاج الأمر لتدخل شخصية ثقافية مثل الدكاترة عبدالعزيز البابطين كي تصلح الثقافة ـ كالعادة ـ ما يفسده الإعلام والسياسة.