سامي النصف

الإعلام والصحافة الإلكترونية

شاهدت قبل يومين لقاء ممتعا وشائقا مع الأديب عبدالعزيز البابطين ضمن برنامج «في ضيافتهم» الذي يقدمه الاعلامي بركات الوقيان وقد امتد اللقاء الى حلقتين بدلا من واحدة كما هو معتاد، ومما تم طرحه الاشارة لمقترح نائب رئيس المجلس البلدي بتسمية شارع باسم السيد عبدالعزيز البابطين وهو ما نود ان نراه مطبقا اضافة الى رغبة مستحقة بأن تضاف الى الـ 11 دكتوراه فخرية التي حازها بوسعود من مختلف جامعات العالم دكتوراه فخرية من جامعة بلده الكويت، فتكريم الرجال المحبين والمخلصين لوطنهم في حياتهم خير ألف مرة من تكريمهم بعد رحيلهم.

التهنئة القلبية للزملاء والاصدقاء د.علي الزعبي على تدشين موقع صحيفته «النون» وبسام الفهد ومبارك العمير على تدشين موقع صحيفتهما «المسائية» والتهنئة كذلك لموقعي «زووم» و«الحدث» لتصدرهما اعداد الزائرين والشكر موصول للصحف والمنتديات الالكترونية لا يمكن الإلمام بما يجري في بلدنا دون زيارة مواقعهم كل صباح كحال جرائد «الابراج» و«الوهج» و«الديوان» و«منتديات» و«الشبكة الوطنية» و«كويت المستقبل» وغيرها.

لا أقرأ ولا أشارك في المدونات إلا ما ندر لمحدودية زائريها ولكونها تمثل رأيا شخصيا وذاتيا لصاحبها وأستبدل ذلك بالمساهمة الفاعلة ومنذ سنوات في المنتديات الفكرية والاسلامية والعربية والخليجية الاكثر شهرة وانتشارا والممتدة من الماء الى الماء لتصحيح مفاهيم النشء العربي التي تتكون عبر الانترنت بأكثر من اي شيء آخر وكي نبعده عن تيارات التوحش والقتل والتطرف، وللدفاع عن بلدنا امام حملات الكذب والافتراء وما اكثرها، واشكر في هذا السياق الاخوين بدر الكويت وعدنان الشويحان على مساهماتهما الفاعلة بهذا الشأن.

عندما أطلق سراح الصحافي الكبير مصطفى امين في منتصف السبعينيات وقلد رئاسة تحرير جريدة اخبار اليوم واسعة الانتشار اشترط ان يتولى الاشراف على صفحة القراء وقد استخدمها باحتراف شديد في الانتقام من خصومه عبر الرسائل المفبركة فهذه رسالة من قارئ من بني سويف تطعن في ذلك الخصم واخرى من الدقهلية تجرح بخصم آخر وكان تأثير تلك الرسائل اكثر ضررا وتدميرا مما لو كتبها باسمه الشخصي.

تقوم «بعض» الصحافة الالكترونية بدور مماثل فإذا ارادت استقصاد شخصية عامة او «كاتب ما» لحساب مموليها او لتنفيس احقاد بعض ملاكها ومحرريها، وضعت لتلك الشخصية خبرا او لذلك الكاتب مقالا ثم ألحقته بالعشرات من رسائل الشتم والقدح التي يكتبها عادة شخص واحد (او حاقد) من داخل الموقع بأسماء مختلفة ولا يتورع ذلك البعض عن تسريب اسماء من يرسل لهم الرسائل رغم الادعاء الكاذب بالاحتفاظ بسرية ما يبعث ولا حول ولا قوة الا بالله.

آخر محطة:

المسجد هو الذي يصلى فيه والمخزن هو الذي يخزن به وعليه فما هدم قبل شهر هو مخزن ولا يجوز تسميته بمسجد بعد ان توقفت الصلاة فيه منذ سنوات. مع تعدي احد المنحرفين على طفل في احدى المدارس الخاصة نصبح في الوزير الرابع للتربية خلال 10 ايام فيما لو طبقنا الفكرة المجنونة القائلة بأن تعدي اي منحرف على بريء يوجب استقالة الوزير والعدادة تحسب.

سعيد محمد سعيد

فقأنا… عين «الخفاش»!

 

يقع في الكثير من الأحيان اللوم على صحيفة «الوسط» من قبل بعض المسئولين والمتنفذين في أنها «تقسو» على الباطل! وهل القسوة على «الباطل» توجب اللوم أم الإشادة والثناء؟ ذلك لأن هذا الصوت الإعلامي البحريني الحر، سار منذ صدور الصحيفة في منهج واضح للعيان، وليس بدعة أن يكون ذلك المنهج هو إيصال صوت المواطن والمقيم وصوت (من لا صوت له) إلى المسئولين في مختلف المواقع.

لذلك، يصبح الأمر قاسيا حين يتعرى البعض من المسئولين وتنكشف نواقصهم وعيوبهم! وحري بهم، في هذه الحال، أن يفرحوا لأن الصحيفة أهدت اليهم عيوبهم… ليصححوا الأخطاء لا ليغضبوا، وعلى رغم الحملة تلو الأخرى، والطعنة تلو أختها، إلا أن الشرف الكبير العظيم لنا في صحيفة «الوسط» أن تكون قيادتنا الرشيدة واثقة من أدائنا ومن رسالتنا ومن حبنا لوطننا وخدمة قيادتنا وشعبنا.

لهذا، فليس هناك وسام أعلى من شهادة جلالة العاهل، في لقائه مع أهالي المحافظة الشمالية يوم أمس الأول (الثلثاء) في قصر الصافرية، حينما وصف جلالته هذه الصحيفة بأنها وسيلة من وسائل إيصال قضايا الناس إلى المسئولين، ويكفينا هذا الاعتراف فخرا، بأننا نسير في المنهج السليم الذي كانت عليه العبارة التي تزين لافتات الإعلان عن قرب صدور الصحيفة في سبتمبر/ أيلول من العام 2002، ولا تزال تلك العبارة باقية بكل قوتها ورونقها وبهائها: «كلمة طيبة في أرض طيبة»، لهذا، كان القراء قبل أسرة «الوسط» يتابعون تساقط «الطفيليين» الذين نصبوا لها العداء هكذا (من الباب للطاق ولغايات في نفس يعقوب) يتساقطون الواحد تلو الآخر.

في لقاء أهالي قرى المحافظة الشمالية ما عكس الكثير، وما يمكن أن يتمخض عنه الكثير، وخصوصا أن جلالة العاهل كان يستمع إلى الناس بسعة صدر، وكنا نسمع من بعض المسئولين والوجهاء الذين حضروا اللقاء: «عليكم أن تنقلوا ما دار للناس، فالكل يثق في صوتكم»، ولا ريب في أن مثل هذا الكلام، حينما يصدر عن كبار المسئولين، ومن شخصيات ووجهاء لهم مكانتهم الكبيرة في المجتمع، فإنهم لا يتحدثون عن صحيفة صفراء، أو جريدة نكراء، أو بيان يصدر من هنا أو هناك بغباء، ولكن يتحدثون عن صحيفة استطاعت أن تثبت قدمها بقوة لتكون جزءا من نبض البحرين اليومي، وهو أمر يستحق كل الفخر.

وبالمناسبة، ولعلني أذكر البعض، بهذه الفقرة، وهي أن شكر المسئولين بوزارة الداخلية، لا يعني أن الكاتب يخشاهم، فهم حين يجيدون العمل، نتوجه لهم بالشكر وهذا حقهم لأنهم يحملون مسئولية وطنية وأمانة، وحين يقصرون لا نتأخر عن لومهم وهذا المنهج مقبول حتى لدى معالي وزير الداخلية الذي نعرفه جيدا بأنه لا يمانع من الإشارة إلى الخطأ بالخطأ والصواب بالصواب… ومن الصواب، أن نشكر الداخلية على اعتذارها «للوسط» عن عدم إرسال خبر صادر منها بخصوص الاعتداء على آسيوي على دراجة في الديه، والذي قالت فيه بأن مجهولين من مثيري الشغب والتخريب في منطقة الديه اعتدوا بالضرب على سائق دراجة نارية آسيوي وحرقوا دراجته بالكامل»، حتى لا يتقول المتقولون على الوسط بما تمليه عليه «تطفلاتهم السيئة»، ويصدرون البيانات التي تخلو من المسئولية والمبادرة للنقاش مع الصحيفة على طاولة البحث والحوار بدلا من إصدار البيانات في السر، ثم إطلاقها في العلن.

شخصيا، كما أبلغت الكثير من الشباب الذين اتصلوا خلال الأيام الماضية بشأن موضوع (التطرف)أنني ضد أعمال العنف أيا كان سببها والمبتدئ بها، وضد استخدام العنف والقوة المفرطة ضد الأهالي، وفي الوقت ذاته ضد خفافيش الظلام الذين يحرقون ويدمرون، ويعتدون على المقيمين أو حتى على رجال الشرطة… ولا نعلم من هم؟! لكن الذي نعرفه، أنهم سواء كانوا من شباب القرى، أو من المندسين من خارجها، إنما هم بالفعل خفافيش يحبون الوضع المزري من الظلام المقيم في بعض القرى في هذه الليالي.

النتيجة المهمة هي أن «الوسط» فقأت عيون الخفاش؟

سامي النصف

مشروع اليرموك ضاحية صحية

هناك وجه حضاري للكويت لا علاقة له بالعواصف والزوابع السياسية المتلاحقة التي تشهدها البلاد، ذلك الوجه هو العمل الاجتماعي التطوعي الذي يروم خدمة الناس والحفاظ على ترابطهم والعناية بصحتهم بعد ان تفشت في الكويت مجموعة من الامراض المزمنة والخطيرة كالسكري والضغط والقلب وارتفاع معدلات الكوليسترول التي هي في مجموعها أشبه بالكوارث الطبيعية المدمرة التي تصيب البلدان الاخرى فتسخر الموارد وتنشئ فرق الطوارئ لمكافحتها.

كنا وجمع من اهالي اليرموك الكرام قد أنشأنا مجلسا للحي وما ان تولى المختار شديد الديناميكية عبدالعزيز المشاري منصبه حتى سارع لإحياء الفكرة وتنظيمها بشكل جديد، فأنشأ اللجان المختلفة ودعم المجلس بجمع من الكوادر المميزة، منها السيدة شيخة العدواني مديرة ادارة تنمية المجتمع ود.هدى الدويسان مديرة المركز الصحي في المنطقة.

وقد تقدمت الدكتورة النشطة هدى الدويسان بمشروع مميز أسمته «مشروع اليرموك الرابح الاكبر للصحة والخاسر الاكبر في الوزن» وهو عبارة عن مجموعة أنشطة لأهالي منطقة اليرموك تبدأ الساعة 6.30 مساء اليوم في مركز تنمية المجتمع ويُطمح من خلاله الى ان تتحول اليرموك الى منطقة صحية وبيئية خضراء وان يخرج اهلها وشبابها للملاعب والمماشي بدلا من البقاء الساكن في البيوت.

فسيتم هذا المساء بعد مراسم الافتتاح السريعة تحت رعاية وزير الصحة البدء في عمليات قياس الطول والوزن والسكر والضغط والدم وكمية الدهون في الجسم ثم بعد ذلك قيام الاطباء والاستشاريين والمختصين بتقديم النصائح والوصفات المختصة في التغذية والغدد والنشاط الرياضي.. إلخ.

وضمن تلك الأنشطة التي يراد منها الخروج من اليرموك الى الكويت عامة العمل على تغيير دائم في سلوكيات الغذاء والحياة التي هي أهم كثيرا من عمليات الريجيم «المؤقتة»، وسيتم ضمن البرنامج القيام بزيارات دورية لبعض العائلات لتغيير انماط الغذاء فيها، كما سيتم بالتعاون مع جمعية اليرموك وادارتها الجديدة وضع «ليبلات» على المواد الغذائية الموجودة في الاسواق طبقا لنسب الدهون والسعرات الحرارية فيها.

وسيستمر البرنامج الذي يبدأ هذا المساء لمدة عام تقاس بعده الاوزان مرة أخرى، أملا في أن يحقق اهدافه الخيرة عبر الايمان بأن الربح الاكبر للصحة يأتي من الخسارة الاكبر للوزن، وان تتغير سلوكيات أهالي المنطقة واهالي الكويت معهم الى الابد، فتعود الصحة للابدان والابتسامة للوجوه الغاضبة، لذا فالدعوة عامة لأهالي المنطقة للمشاركة في الأنشطة والمسابقات ولتفعيل عمليات التواصل الاجتماعي التي هي من صلب اهداف مجلس الحي بعد أن أصبح الجار لا يعرف جاره، فإلى الملتقى هذا المساء.

آخر محطة:
الشكر الجزيل لرئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية اليرموك ومديري ومديرات مدارس المنطقة على جهدهم المميز في دعم انشطة المنطقة.

محمد الوشيحي

الجهراويون… لا يعيدون الأحذية

الزميل مساعد مدير التحرير سعود العنزي، ذو القلب الوسيم (معذرة بو راشد، كتبت «الزميل الوسيم» ومسحتها بعدما تذكرت أن «حبل الكذب قصير») اقترح علينا، نحن الكتّاب، التعقيب على تعليقات القراء المنشورة في موقع الجريدة، من باب التفاعل مع القارئ.

أثناء حديث أبي راشد تذكرت اللقاء الذي أجراه معي «منتدى الشبكة الوطنية»، أكبر موقع إلكتروني كويتي، وكان ضمن آليات اللقاء «الرد المباشر على أسئلة أعضاء المنتدى مدة ساعتين»، وامتدت الساعتان إلى عشر ساعات، هذا مع الاستعجال. وبسببي أُلغي بند الأسئلة المباشرة نهائيا.

يمينا بالله، سأعُك الدنيا، وأخشى أن تُطلَّق نساء وتترمل أخريات إذا تم الاعتماد عليّ في الكمبيوتر والإنترنت. والزملاء هنا في «الجريدة» يعرفون غشامتي الفاقعة في الكمبيوتر رغم أنني مهندس! لكن هذا لا يمنع متابعتي لأغلبية – أو كل – ما يُكتب عني في الإنترنت واستمتاعي بمعرفة بعض المعلومات عني، التي لم أكن أعرفها من قبل. وقد كتب أحدهم أن «الوشيحي يتعرض للطرد من ديوانيات قبيلته بعد مهاجمته الانتخابات الفرعية»! قرأت ذلك وتذكرت أنني كنت البارحة ضيفا على الشيخ فيصل خالد بن حثلين، وقبلها كنا نفكر في السفر معاً، أنا ومحمد سلمان بن حثلين، وقبلها أيضا وبعدها حاولت وأحاول أن ألبّي أكثر عدد ممكن من الدعوات لزيارة دواوين أبناء العمومة، وأتشرف بذلك. وسرت الإشاعة وتكاثرت ونصحني الربع بالرد والتوضيح فرفضت.

وكتب آخر: «صحافة آخر زمن يكتب فيها الصيّاع، والوشيحي أحد أبناء الشوارع المعروفين في منطقة الجهراء»، وهذا كذب بواح عطره فوّاح، والصحيح أنني «كنت أحد أبناء الشوارع المعروفين في الصباحية العظيمة»، ويبدو أن صاحبنا ضعيف في الجغرافيا. والجهراء زرتها مرة واحدة – أثناء الحقبة الشوارعية – بدعوة كريمة من أحد الأصدقاء للمشاركة في هوشة، وأتذكر أننا عندما وصلنا إلى الجهراء والتقى الجمعان في الموعد والمكان المحددين، وخلال ساعة أو أكثر قليلا، تفرق الأعداء بددا وكانوا أقل منا عددا. وأثناء تقاسمنا الغنائم (أحذية الأعداء)، مرّ بجانبنا ابن عم صاحبي يجري هاربا بأقصى سرعة، وكان سمينا يشار إلى كرشه بالبنان، وقال لنا كلاما لم نفهمه، الله لا يوفقه، وضحكنا على منظر فخذيه أثناء هروبه، ويبدو انه لايزال يجري هاربا إلى اليوم، وخلال دقيقة حلّت الطامة، وكبس علينا الأعداء يرافقهم اخوتهم الكبار (كان متوسط أعمارنا ما بين 12 و 13 سنة، بينما كان الأعداء الجدد على مشارف العشرين من أعمارهم)، وسبحان الله تبدلت الأحوال، وأخذوا هم أحذيتنا غنائم، والأحذية يوم لك ويوم على دماغك، وعدتُ إلى الصباحية مظفرا حافيا أعرجَ بعين زرقاء، لكنني تماسكت، والله على ما أقول شهيد، ولم أبكِ إلا بعدما دخلت البيت.

شطح القلم، وشطحت معه إلى الجهراء، وابتعدت عن موضوع التعليقات والردود عليها. وأظن أنه من باب أولى أن أرد على الإيميلات التي تصل إليَّ، بدلا من أن أكتفي فقط بقراءتها من دون رد، لأن الكثرة تغلب الشجاعة. ثم إننا ككتاب لدينا المساحة لطرح آرائنا فلماذا نزاحم القراء في مساحاتهم؟ ومع ذلك سأحاول أن ألبّي طلب الزميل أبي راشد، وذنبه على جنبه، وسأرد على التعليقات «في حدود موضوع المقالة».

* * *

بعدما دفع الزميل نبيل الفضل آلاف الدنانير تعويضا للنائب مسلم البراك، ضحكت إلى أن انكشف حساب دموعي وأعلنت إفلاسها، وهات يا شماتة على حبيبنا الخارج على القانون نبيل بن فضل، وسرّبت اشاعة بأنه يبيع عفش بيته للوفاء بمبالغ البراك، ثم اتصلت بالنائب البراك مهنئا: «راعي النصيفة سالم يا بوحمود»، ودارت الأيام، وها هو وزير المالية مصطفى الشمالي يرفع ست قضايا على البراك، وهي حادثة تحدث للمرة الأولى في تاريخ الكويت، أن يرفع وزير دعاوى قضائية على زميله النائب وهما متزاملان في البرلمان نفسه!

ولو استشارني النائب البراك لنصحته بأن يجمع الاثنين، الفضل والشمالي، ويطلب من الأول تحويل الغرامات مباشرة إلى الثاني، اختصارا للوقت! ولأن للصاحب على صاحبه حقا، فسأفتح باب المزاد على عفش بيت مسلم البراك: خمسة آلاف دينار… تبيع؟

والأخبار السعيدة لا تأتي فرادى، إذ بلغني أن النائبين عبد الصمد ولاري رفعا دعاوى قضائية ضد الزميل في جريدة «الراي» سعود العصفور، وبما أن أبا عبدالعزيز لا يمتلك بيتا فأنا على استعداد لشراء سيارته على خرابها.

سامي النصف

هل هناك حل غير الحل؟!

نعلم جازمين ان القيادة السياسية في الكويت لا تفضل اللجوء للحل الدستوري، ناهيك عن الحل غير الدستوري، وانه لو كانت هناك عشرة خيارات امامها لوضعت خيار الحل في آخر سلم تلك الاولويات، وهو امر اكده مرة اخرى ما تسرب من اخبار عن لقاء الاسرة الاخير ان الحل كالكي لا يستخدم الا بعد استنفاد كل الخيارات الاخرى، وهنا يأتي دور حكماء وعقلاء المجلس في تقديم الخيارات البديلة.

«السياسة» كما هو معروف هي فن الممكن، وواضح ان عدم وجود عمليات تأهيل سياسي للاعبين تحت قبة المجلس حوّل ذلك التعريف الى النقيض منه، واصبحت اللعبة السياسية في الكويت تدار عبر طلب المستحيل لا الاخذ بالممكن وتوجيه رسائل لكبار المسؤولين مفادها ان اخذتم بهذا الخيار استجوِبتُم وان اخذتم بالثاني استجوِبتُم كذلك!

ان الخيارات المتوافرة للخروج من المأزق الحالي صعبة للغاية، فاستمرار القبول بعمليات الاستقصاد ومحاولة الاذلال يسيء لهيبة السلطة ويهدد باستفحال تلك الظاهرة واستخدامها تباعا من قبل «جميع» النواب الآخرين، فلو عثرت دابة في الوفرة او عطست فرخة في العبدلي لوجب اعلان الاستجواب وتعطيل حال البلد.

وفي المقابل، فخيار الحل الدستوري يحمل في طياته موازنة دقيقة بين الربح والخسارة، ففي جانب الربح سيمكّن الدولة من التقاط الانفاس وتمرير مراسيم الضرورة كما يمكن له ان يرسل رسالة مفادها ان عمليات التأزيم والاستجوابات الكيدية لن تمر دون دفع الثمن في محاولة لجعل الحل الدستوري اداة دافعة للحكمة والتعقل، وعلى الجانب السالب لهذا الخيار هناك احتمال ان يعزف رجال عرف عنهم الهدوء والرزانة، كحال الرئيس جاسم الخرافي وغيره، عن خوض الانتخابات المقبلة.

ويتبقى خيار الحل غير الدستوري وله مؤيدون ومعارضون كذلك، فعلى جانب التأييد يرى البعض ان البلد في حاجة ماسة لفترة هدوء طويلة يحتاجها الشارع السياسي قبل الحكومة ليتم خلالها الدفع بعمليات التنمية لحدودها القصوى في الدولة مع تفعيل دور الاجهزة الرقابية الاهلية والحكومية، ويمكن تبعا لتلك النظرية ان تستغل فترة الحل الطويلة في محاولة تغيير كثير من الثقافات السالبة السائدة المتوارثة قبل العودة للحياة السياسية الطبيعية، فالمهم في نظرهم هو انقاذ السفينة ثم الاختلاف بعد ذلك.

على الجانب الرافض للحل غير الدستوري، يرى البعض ان ذلك الخيار قد يتسبب في خلق مشاكل امنية في الداخل ورفض من الخارج، كما يقول ذلك البعض ان ذلك الحل يهز العقد الاجتماعي القائم بين الحاكم والمحكوم، والمستغرب ان رافضي ذلك الخيار لا يوفرون البدائل لما يجري عدا المقولة المدغدغة الخالدة: ان علاج مشاكل الديموقراطية هو بالمزيد منها، دون تفصيل.

آخر محطة:

من الامور التي تساعد على حلحلة المشاكل القائمة القبول بالاخذ بالخيارات الدستورية المتاحة كتأجيل الاستجواب او احالته للجنة التشريعية او المحكمة الدستورية او اقرار سرية بعض جلسات الاستجواب. سواء كان الحل دستوريا (شهرين) او غير دستوري (سنوات) فلن يتغير من الاوضاع شيء بعد العودة، وسنرجع سريعا لمسارات التوتر والتأزيم ما لم نبدأ في خلق اصلاحات وتشريعات واعراف تمس اسس اللعبة الديموقراطية الكويتية، ولهذا الخيار مقال آخر.

احمد الصراف

يوسف المشاري وصالح الكويتي

مرت في العيدين، الوطني والاستقلال، الأخيرين ذكرى مرور 18 عاما على غياب عدد ممن استشهدوا دفاعا عن أرض الكويت وأهلها أثناء فترة الاحتلال الصدامي. وكان صعبا على النفس ملاحظة كيف نسينا تخليد ذكرى شهداء الوطن من أمثال يوسف المشاري وأحمد قبازرد واسرار القبندي ومبارك فالح النوت ويونس مال الله وغيرهم العشرات، فلا شارع ولا مدرسة ولا لوحة ولا حتى زقاق، في الوقت الذي اطلقنا فيه اسماء العشرات من الإرهابيين والمغمورين والإمعات على اهم الشوارع واكبرها، لا لشيء الا لوجود من يحميهم ويدافع عنهم، او لأن منزل «المرحوم» تصادف وجوده في ذلك الشارع! ولو كان عذر من اختار عدم تخليد ذكرى هؤلاء الشهداء الأبطال، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم الكويت، هو عدم رغبتهم في احراج اي طرف آخر، او التعرض للقيل والقال لأهالي من توفوا بسبب كبر السن اثناء فترة الاحتلال، فإن هذا كلام مردود عليه، حيث كان ولا يزال من السهل تحديد الفرق بين الشهداء والقتلى والأموات، وذاكرة الكثيرين لا تزال حية وحبلى بأحداث تلك الأشهر السبعة المرعبة!
نجد من جانب آخر، ومع الفارق، ان الذكرى المئوية لميلاد الفنان صالح الكويتي لم تمر من دون احتفال ـ بالرغم من ان وطنه الأول، الكويت، نسيه تماما، وتجاهل وطنه الثاني، العراق، الأمر ذاته. وحدها اسرائيل، وطنه الثالث والأخير، تذكرت المناسبة واحتفلت بها بطريقة لائقة. كما اقيم حفل ساهر كبير في دار «البرت هول» العظيمة في لندن بمناسبة ذكراه المئوية، وعرضت بعض روائع فنه. و أطلقت بلدية تل ابيب اسمه، واسم اخيه، داود، على احد شوارع تل ابيب. وقد كتب تيم فرانك مراسل الـ «بي بي سي» في القدس مقالا بعنوان «موسيقيو العدو»، ذكر فيه ان لافتة جديدة ارتفعت في زاوية شارع في تل ابيب تحمل اسم The kuwaiti Brothers، او الاخوين كويتي، (على وزن الأخوين رحباني). وقال المراسل ان كثيرا من سكان ذلك الحي لم يكونوا سعداء لإطلاق اسم «عربي» الرنين على شارعهم، ولكن بلدية المدينة رأت ان الوقت قد حان لتكريم اثنين من فنانيها المنسيين هاجرا اليها قبل 60 عاما تقريبا.
ولمن لا يعرف فإن الفنانين صالح وداود الكويتي كانا من يهود العراق. وسبق ان عاش والدهما في الكويت، حيث ولدا، واضطر صالح وأخوه داود واسرتاهما الى الهجرة الى إسرائيل عام 1951 بعد ان طردت سلطات العديد من الدول العربية جميع اليهود منها (!!)،
ويقول شلومو، ابن صالح الكويتي، ان والده اسس الموسيقى الوطنية الحديثة في العراق بعد انتقاله اليه من الكويت. وان عائلته اكتسبت اسمها من الكويت واحتفظت به حتى اليوم. وكان حاكم الكويت وقتها يسعد بفنهم، وان والده اطلق اسم «صباح» على ابنه البكر، تيمنا بتلك المحبة والصداقة.
ويضيف شلومو ان خيبة الأمل التي حملها والده وعمه معهما الى إسرائيل استمرت مع رفض الإسرائيليين لموسيقاهم العراقية، لأنها كانت تمثل «موسيقى الأعداء»! وبدلا من ان يقوما بالعزف على المسارح الإسرائيلية اصبحا يعزفان في حفلات الزواج واعياد الميلاد والأعياد اليهودية وسط مجموعة من الرواد اللاهين في الأكل والشرب، من دون اكتراث كبير لعزفهما!
كما صدما بعد فترة بسبب تجاهل مساهمتهما في موسيقى العراق، بعد ان نسبت الحكومات العراقية المتعاقبة الفن العراقي للفولكلور القديم، من دون التطرق الى جهود صالح وداود الكويتي لمجرد انهما يهوديان.
توفي داود عام 1976، اما صالح، والد شلومو، فقد توفي عام 1986.
نقول ذلك، ونضيف ان الأوطان لا تساوي شيئا من دون الإنسان، والإنسان لا يساوي شيئا من غير كرامة واحترام!

أحمد الصراف

سامي النصف

استفزاز أم ابتزاز؟!

الفريق محمد البدر هو احد كبار ابطال المقاومة الكويتية الباسلة التي واجهت الغزو الصدامي الغادر واثبتت للعالم اجمع ان الشعب الكويتي لا يرضى بالاحتلال ولا يقبل بالذل والهوان، في الامم الاخرى يُحمل امثال البطل محمد البدر على الاعناق وتسمى الشوارع والمدارس بأسمائهم في حياتهم، لا ان يتسابق البعض الجاهل باصول العمل الدستوري والمحارب للانتماء الوطني في طلب احالته للنيابة ومحاسبته على تطبيق القانون لا مخالفته!

ومما جمعناه من معلومات وجدنا ان مساجد «الشينكو» و«الكيربي» تنشأ لهدف «مؤقت» هو انتظار انشاء المساجد الدائمة ثم يتم هدمها بعد ذلك لعدم الحاجة لها ولعدم صلاحية اغلبها للصلاة، اضافة لانعدام وسائل السلامة فيها وقد قطعت صور الزميلة «الراي» قول كل خطيب عندما اظهرت صور المسجد المزال وعلى بعد خطوات قليلة منه بنت وزارة الاوقاف مشكورة مسجد دولة ضخما للصلاة فيه.

وقد اتت فتاوى علماء المسلمين من سنة وشيعة واضحة جلية بعدم جواز الصلاة في المساجد غير المرخصة المقامة على الاراضي العامة المغتصبة لذا استمرت عملية ازالة المساجد غير المرخصة وبأمر من وزارة الاوقاف المختصة بتلك الامور ومازلنا نذكر دعاوى بعض النواب المتشددين بازالة مساجد ودور عبادة من يخالفونهم في العقيدة بحجة انها غير مرخصة، وشتاء وصيفا على سطر واحد!

وللتذكير فقد اتضح بما لا يقبل الشك عقب احداث فبراير 2005 الارهابية ان بذور التطرف والارهاب التي سفكت الدم الكويتي نبعت من مساجد «الشينكو» غير المرخصة وقد صرحت وزارة الاوقاف آنذاك على لسان مسؤوليها بانها كررت دعواتها للبلدية منذ عام 2000 لازالة تلك المساجد غير المرخصة التي لا تعلم الوزارة ما يجري فيها، كما اعلن كبار المسؤولين انهم طالبوا البلدية بتفعيل القوانين وازالة تلك المنشآت غير المرخصة التي كان البعض منها بمنزلة «ميكنة» لتفريخ الارهابيين.

واحدى الاكاذيب المؤسفة التي قيلت وذكرت من قبل من يفترض فيهم معرفة رأي الدين في الكذب، ان احد المساجد يحمل صفة القدم وانه مبنى «اثري»، وقد اعلنت بالامس الجهة المعنية بأمور الآثار والتراث ـ ونعني المجلس الوطني ـ ان ذلك المسجد لا يعتبر اثريا خاصة ان عمره لا يتجاوز عقودا قليلة.
 
ان قرار اعادة بناء المسجد المخالف قد بني على معطى كاذب لذا يمكن التراجع عنه ويخصص المال اللازم لاعمال خيرية اخرى.

ويتساءل البعض، وبحق: هل سيسمح لمن يريد ان يحضر مبنى من «الكيربي» او «الشينكو» ويضعه امام بيته او حتى امام بيت جاره دون اذنه ثم يدعي انه مسجد حتى يمنع الدولة من ازالته؟! ومن سيراقب حقيقة ان كان ذلك المبنى مسجدا ام مخزنا ام مكانا للتأجير والمبيت؟! ان توقف عمليات الازالة تعني اننا سنرقب على الفور عمليات زراعة مباني «كيربي» بالآلاف امام البيوت بحجة انها مساجد ومن ثم «لا طبنا ولا غدا الشر» في عملية استمرار الاستيلاء على الاراضي العامة للدولة.

آخر محطة:

كلما استمرت عمليات ازالة التعديات غير المرخصة بحزم تم طرح قضايا القسائم الصناعية والشاليهات، والحقيقة ان تلك الانشطة ومثلها الجواخير والاسطبلات والمزارع والمناحل مقامة على الاملاك العامة للدولة «برخص وعقود»، لذا فاما استمرارها جميعا او ازالتها كلها وليس من العدل التطرق للبعض منها وترك الباقي. كلمني بعض القائمين على الازالة مبدين شعورا كبيرا بالاحباط خاصة انهم يمثلون الدولة لا انفسهم فيما يفعلون. هل ما يحدث أمامنا هو استجواب أم استحلاب؟!

احمد الصراف

يا مسلمي الغرب انتبهوا

بيَّن الحكم الذي صدر قبل أيام من أعلى هيئة قضائية في بريطانيا، والذي قضى بترحيل «أبو قتادة»، الذي يحمل الجنسية البريطانية، المتهم بتشجيع وتأييد الارهاب، بترحيله الى الأردن، بيّن مدى خطورة ما ستتعرض له أوضاع المهاجرين الى الدول الغربية بشكل عام، والمسلمين والعرب بشكل خاص، بسبب تصرفات بعض الجهلة والحمقى من «المشتطين والمتحمسين دينيا»، والذين يعتقدون أن الغرب سيستمر في «تحمل» شططهم وتطرفهم الى الأبد، وأنه أعجز من أن يتخذ اجراء حاسما بحقهم. وتناسوا تماما أن هذه الدول هي التي آوتهم بعد تشرد وأطعمتهم بعد جوع وقبلت بهم بعد لفظ أوطانهم لهم، والتي منحتهم حق اللجوء اليها واكتساب جنسياتها، بعد أن صدرت بحقهم، ومن حكوماتهم، أحكام بالقتل والسحل والحرق بسبب سرقة نعجة أو شتم عريف في المخابرات،او من دون سبب.
ان صبر الغرب، ونعني هنا أوروبا واميركا واستراليا، لن يطول كثيرا في حال استمرار تعدي هؤلاء المهاجرين على أقدس أقداسها واساءة استخدام ما تتمتع به من حريات لتحقيق مآرب مذهبية أو سياسية دينية.
وفي أوضح بيان صدر حتى الآن عن حكومة غربية، قال كيفن رود، رئيس وزراء استراليا، في حديث موجه للمهاجرين الجدد، وهو يقصد أطرافا كثيرة أخرى، ان على أولئك الذين يرغبون في العيش تحت حكم «الشريعة» الرحيل الى حيث توجد. وأن على المهاجرين التأقلم مع الأوضاع في أستراليا، وليس أمامهم خيار آخر. فاستراليا، التي بنيت على مبادئ الحرية، لا يمكن أن تتنازل عن كل ذلك أمام طلبات حفنة من المشاغبين. وان لغة أستراليا هي الانكليزية، وليست الأسبانية ولا الصينية ولا العربية أو الروسية أو اليابانية،ولا حتى اللبنانية(!!)، وعلى المهاجرين الجدد، لكي يصبحوا جزءا من المجتمع الأسترالي، تعلم الانكليزية. وقال ان غالبية الاستراليين يؤمنون بالله، والمسيحيون منهم هم الذين أسسوا هذه البلاد، وعلى الأسس المسيحية انشئت وبقيت، وإذا كان إيمان الاسترالي بربه يسيء لأي من المهاجرين الجدد، أو القدماء، فما عليهم سوى البحث عن أرض أخرى لتكون موطنا لهم، فالله هو جزء من ثقافة الأسترالي، ولا يعني ذلك عدم قبولنا بما تؤمنون به، فكل ما نطلبه منكم هو قبول معتقداتنا كما هي وأن نعيش جميعا بوئام وسلام.
ان استراليا هي أرضنا ووطننا وطريقة عيشنا، وسنتيح لكم ولكل فرد فرصة التمتع بالعيش هنا، ولكن متى استقررتم، فلن نسمح لكم بالشكوى من طريقة عيشنا أو مما يحتويه علم وطننا من رموز لا تتفق ودياناتكم. كما اننا لن نسمح بانتقاد مواثيقنا أو معتقداتنا المسيحية أو طريقة عيشنا، ونشجعكم على الاستفادة القصوى من واحدة من أعظم الحريات في أستراليا، ألا وهي «الحرية في الحياة». واذا كنتم غير راضين بذلك، فما عليكم سوى الرحيل، فنحن لم نجبركم أن تأتوا الينا، فهذا ما طلبتموه أنتم وعليكم بالتالي احترام مبادئنا (!!).
والآن هل سيتعظ مسلمو الدول الغربية ويحترمون نظم الدول وقوانينها التي احترمت كرامتهم، وأعطتهم أضعاف ما لم يحلموا قط بالحصول عليه في أوطانهم الأصلية؟ اشك في ذلك.. والموت للعصير!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

بيج مقلّمة

كمال أتاتورك – أحد الرجال الذين يستحقون كلمة «والنعم» قبل أن يتم توزيع هذه الكلمة بالمجان على بوابات الأسواق المركزية – تولى رئاسة تركيا وهي مهزومة ومفتتة ومنكسرة تتناهشها الذئاب والأسود والنمور والضباع، فأعلن موعداً لإلقاء كلمته، فاحتشد الناس، فوقف وقال كلاما أبكى الجبال والسحب، وبدأ حديثه بصرخة من أقصى حباله الصوتية: «رددوا خلفي: انهضي… تركيا»، فرددوا. وقال محافظ اسطنبول، أو رئيس بلديتها (لا أتذكر) في كتابه: «كانت خطبته مسائية، وكانت ليلة مهيبة، كنا نردد خلفه ببكاء: انهضي تركيا، كنا نسمع صدى أصواتنا في السماء، كانت الأرض تهتز وكانت الجبال تبادلنا الصوت بصدى، كانت تلك اللحظة بداية تركيا الحديثة، تركيا القوية، الواثقة، المدنية، العادلة، كانت صرخاته وصرخاتنا تعلن بداية نهوض تركيا العظيمة لتعود كما كانت وأفضل».

وبالفعل، انتصرت تركيا في عهد أتاتورك في جميع حروبها واستردت أراضيها المسلوبة، بعدما انتصر الانسان التركي من الداخل على هزائمه النفسية، وبعدما شاهد الناس العرق على جبين قدوتهم أتاتورك. وفي الكتاب ذاته يستغرب المحافظ (أو رئيس البلدية) من نشاط أتاتورك الخيالي: «ساورني الشك أنا ونظرائي في أن أتاتورك ليس شخصا واحدا، كان يتنقل بسرعة بين المدن ليتفقدها، وكان يكرر: قدموا إلى تركيا والأتراك كل ما تستطيعون»، ويشدد على أن «تركيا تتسع لجميع الأديان والطوائف، فتعبدوا كما تشتهون، ويا ويل من يتجاوز على الآخرين»، ونفذ وعيده، فغادرت الطائفية تركيا إلى غير رجعة، ويضيف الكاتب: «قال لنا، سأغفر الأخطاء غير المتعمدة لكنني سأقسو بشدة على الكسالى»، وكان يكرر: «القائد يتحمل المسؤولية لا مستشاروه، فإذا صلح القائد انتقى خيرة المستشارين، لا يحق للقائد إلقاء المسؤولية على مستشاريه»… ونهضت تركيا من الداخل والخارج، وطاولت رقاب الأتراك النجوم. ثم مات أتاتورك، فبكى المتدينون عليه قبل العلمانيين.

الشعوب تتذكر عظماءها من أمثال اتاتورك، بل وتتذكره الشعوب الأخرى. وفي مكتب أتاتورك في أنقرة، سألني «بو عنتر»، ولي عهدي سلمان ذو الستة أعوام: «هذا اللي صورته عندنا بالبيت؟»، فأجبته: نعم، هذا أتاتورك العظيم.

وفي الكويت «يهيمن مجلس الوزراء على مصالح الدولة»، كما ينص الدستور، ومجلس الوزراء يرأسه الشيخ ناصر المحمد، وهو قيادي حازم، في عهده أضحت الدولة كما الزبدة تحت شمس آب، فانكسرت الكويت بعدما انكسرت نفسيات الكويتيين من الداخل، وانتشرت «القوارض» الطائفية والعائلية والقبلية والاقتصادية والفئوية، وارتدت «القوارض» بشوتا، وبكينا دما على ديرة كانت هي الأجمل في السهرة، وكان فستانها الأشيك، وإطلالتها الأميز، فانتُهك كل ما فيها كي لا يصعد ناصر المحمد المنصة، وتحملت، ولم يُشترَ لها فستان واحد يسترها أمام الضيوف، وتحملت، وجاعت رغم غناها، وشحب وجهها، وبانت على خديها آثار دموع القهر.

آخ كم بكينا البارحة على فحوى الرسائل المتبادلة بين الرئيس والنائب محمد هايف. آخ يا بلد. وأخشى أن نقرأ غدا: «سأستجوب الرئيس إذا لم يلبس فانيلة بيج مقلّمة».

سامي النصف

غير محشومين يا أم عادل!

غير محشومين يا أم عادل من ارتضوا التجارة بأعراض الناس والتشهير بالأطفال والضحايا المعتدى عليهم وجعلهم مادة للإعلام والاستجوابات الكيدية ناسين متناسين ان لهؤلاء الأطفال الأبرياء عائلات وأولياء امور يحرجون ويخجلون مما يجري، وان الطريقة الوحيدة التي يتم التعامل بها مع تلك الجرائم الشنيعة في العالم اجمع هي عبر إحاطتها بأكبر كمّ من السرية حفاظا على سمعة المعتدى عليهم من الخدش.

وغير محشومين يا أم عادل من ساهموا بفعلهم هذا في تفشي الفاحشة بين الناس وترويع الأهالي ممن سيكتمون مستقبلا مصائبهم ويلعقون جراحهم خوفا مما ستجره الشكوى عليهم من تشهير بصغارهم عبر فلاشات الإعلام واستجوابات النواب ومن ثم سيترك الجناة والمنحرفون والمجرمون في القادم من الأيام طلقاء دون عقاب.

وغير محشومين يا أم عادل من ادعوا زيفا وبهتانا أن تلك الجرائم الأخلاقية الشنعاء لم تبدأ إلا بوصولك ولم ترتكب إلا ابان تسلمك مقاليد الوزارة وهم العالمون بالدرجة الأولى ان تلك الجرائم لم تتوقف قط منذ عقود كما ان اعدادها تجاوزت المئات في المحاكم كما اتى في عدد الزميلة «الدار» بتاريخ 5/3/2009.

وغير محشومين يا أم عادل من ادعوا كذبا او جهلا أن الكاميرات او الحراس الكويتيين يمكن لهم ان يمنعوا من يريد القفز على حوائط المدارس او استخدام المراحيض ـ أجلكم الله ـ والأماكن الخالية لارتكاب الجرائم المخجلة، فالكاميرات لا تزرع في الحمامات كما انها عديمة الفائدة امام من يستخدم غترته لتغطية وجهه اضافة الى حقيقة ان الحارس يحرس مدخل المدرسة ولا يمكن له ان يحيط بما يجري في ارجاء المدارس الواسعة.

وغير محشومين يا أم عادل من لا يراعون مصالح وطنهم الكويت فيرومون ان نخرج من أزمة الاستجوابات القائمة إلى ازمة استجوابات قادمة فالمهم ان يحصدوا هم جوائز الدغدغة وان يزفوا فيما يسمى بـ «عرس النائب» ولا يهمهم بعد ذلك ان دمر وطننا او انهار اقتصادنا او توقفت عمليات تنميتنا «فجلد غير جلدك جره على الشوك»، وكم ادموا جراح الوطن بأقوالهم وافعالهم!

وغير محشوم يا أم عادل من يريد ان يخلق ثقافة سياسية جديدة مدمرة يصبح من خلالها تعيين أو إعفاء الوزراء ليس بيد من خصه الدستور بذلك بل بيد دفتر احوال المخافر وسجلات المحاكم فينتقي منها النائب ما يشاء من قضايا اخلاقية ليفضحها ويهتك اسرار ضحاياها في عمليات تصعيد متعمدة توقف احوال البلد وتجعلنا ملهاة واضحوكة بين امم الأرض الأخرى.

آخر محطة:

لو اتبعنا قاعدة «كل تعد اخلاقي يوجب استقالة الوزير» لكنا نتعامل الآن مع الوزير الثالث للتربية خلال اسبوع واحد، فحادثة «سندس» وزير وحادثة مدرسة الجهراء وزير ولكان الثالث ينتظر وقوع جريمة اخلاقية في اي لحظة ليقدم استقالته ويأتي الرابع وهلم جرا. البديل الواقعي والعملي الذي نقدمه لبعض النواب الأفاضل هو أن يأتي بوزراء «سوبرمانات» يحلقون في الأجواء العالية وما ان يشاهدوا بنظرهم الخارق جريمة ترتكب في حرمة وزاراتهم حتى ينقضوا عليها سريعا لمنعها ثم.. يستكملوا جولتهم الفضائية!  للعلم شعار «كل مواطن خفير» لا يعني ان نحيل مدارسنا إلى قلاع وحصون ونجعل كل مواطنينا ومتقاعدينا حراسا لها.