محمد الوشيحي

الجري والطاحوس والحبيني … والرسالة الشر

المقالة هذه كان من المفترض أن أرسلها عبر «المسج» إلى الثلاثة أعلاه، عبدالله الجري وخالد الطاحوس ومرزوق الحبيني، ولأن المسج سينفقع لو كتبت فيه كل هذا الكلام، قررت تحميل «آمال» مسؤولية توصيل الأمانة والأمل إليهم وإلى غيرهم، فالرسالة هذه خير لكنها كما الشر… تعمّ.

ومع أن حبل الصداقة يربطني بالحبيني والطاحوس، فإنه ليس طويلا كفاية ليربطني بالجري عبدالله، بل لم يسبق له ولي أن جلسنا معا أو شاهد أحدنا الآخر بالعين المجردة، ومازلت أجهل شكله ومضمونه، وإن كنت أسمع طشاش الثناءات عليه من هنا وهناك، وهذا ما يدفعني إلى ضمّه إلى «اللستة» التي أحب.

واخترت الثلاثة بالاسم لمكانتهم عندي وعند الآخرين، ولأن الأحاديث هاليومين تدور عن عزمهم خوض الفرعيات، أو التشاوريات كما نسميها في زمن الفستق والسيبال، لذا قررت أن «ألبد» لهم خلف سور المدرسة بالسكين لأقطع عليهم الطريق، وقد أنجح وقد لا أنجح. هذا إذا صحت الأقاويل والإشاعات عنهم.

والمصيبة أن نبكي لسقوط اسم الكويت – سهوا مع سبق «الإضرار» والتحفز – من كشف اهتمامات الناس، في حين تبرز بوضوح أسماء أخرى مثل «القبيلة والفئة والطائفة والمصلحة» في أعلى الكشف، ثم نأتي بعد ذلك لـ«نثقّل بالقلم» على حروف الأسماء الصغيرة… ليش؟

والكارثة أن نشارك الناس الحوقلة والحسبلة (لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل) على البلد الذي يقوده دجالون ومشعوذون كذبوا على الناس وطووا بشت الدولة وارتدوا بشوت «المشايخ»، من أمثال مَن صرّح بأنه صلّى «صلاة الاستخارة» وحسم أمر خوضه الانتخابات، ونضحك بنحيب لأننا نعلم أنه – تقبّل الله منه – لا يعرف الفرق بين صلاة الاستخارة وصلاة الاستسقاء، وقبل أن تجف دموع ضحكنا نفعل مثله فنطوي بشت الدولة ونرتدي بشتا آخر، بشت القبيلة… ليش؟

والخطيئة أن يتفق البعض على وضع اليد باليد وتقييد الأرجل إمعانا في الثبات على الأرض في وجه جحافل «القبيلة السياسية»، وعندما تحين ساعة الجد ويلتقي الجمعان وترتفع البيارق وتلمع السيوف، يتلبّس هذا البعض الرعب فيزحف بعيدا ويفك وثاق رجليه وينضم إلى الجحافل خوفا وطمعا، ويترك صاحبه «الكاتب» وحيدا في العراء الطلق، يشحن قلمه بذخيرة الحبر، ويتصدى لقذائف اللعنات وهو يردد بيت ابن رشيد «عيب(ن) على اللي يتّقي عقب ما بان، وعيب(ن) طمان الرأس عقب ارتفاعه»… ليش؟

سيكذبون عليكم بقولهم: «ما حنا لحالنا، أو لسنا وحدنا، انظروا إلى أعضاء التيارات السياسية وتصفياتهم»، وليتكم تردون على حجتهم بحجة أطهر منها وأشرف: «فلنفترض أن أعضاء التيارات تلك بتصفياتهم أخطأوا بحق الكويت – وهو كلام غير صحيح لكننا سنسير معهم (لحدّ باب الدار) – لنفترض ذلك، فهل سندافع عن الكويت ونصد هجومهم أم سنفتح جبهة أخرى على الكويت المحاصرة؟». قولوا لهم: حجتكم هذه يأنف عن بيعها سوق الجمعة لرخصها.

الجري والطاحوس والحبيني، قد تحرجكم الرسالة الشر هذه، لا أدري، ولكن انظروا إلى جهّال القبيلة ومصبنتها، في أي صف هم، وحكّموا ضمائركم وحبكم لهذه الحزينة التي تدعى… الكويت.

سامي النصف

الناخب الجديد

وردت في خطاب صاحب السمو كلمة «خطر» بأكثر من خمس مرات، ولا يخفى على أحد مغزى ومعنى هذا التحذير المهم عندما يصدر من القيادة السياسية للبلد التي تتجمع لديها كل التقارير والمعلومات الخارجية والداخلية، فهل نبدأ برسم خارطة لكويت جديدة لا تأزيم ولا تناحر فيها بل صفوف متراصة تدفع الخطر وتنمي البلاد عبر الاختيار الصائب هذه المرة؟!

لقد أرجع الحل الدستوري القرار لنا جميعا بعد أن استنفدت كل الخيارات الأخرى الهادفة لرأب الصدع وأرى – والله أعلم – أن الأمور إن لم تنصلح هذه المرة فلن يبقى لإنقاذ البلد من الغرق إلا الحل غير الدستوري الذي يدفع للأخذ به – بقصد أو غفلة – أعلى الأصوات في معارضته والتحذير منه عبر الأزمات المتلاحقة التي يفتعلونها.

إن بيدنا كناخبين – لا بيد غيرنا – أن نختار المستقبل الذي نريد لوطننا ولأجيالنا اللاحقة، فإن أرجعنا للبرلمان من يختزلون كل مواد دستورنا العظيم في مادة واحدة هي الاستجوابات عديمة الفائدة التي توقفت أغلب برلمانات العالم والأوروبية على رأسها عن العمل بها، كي يخلقوا لأنفسهم أمجادا شخصية وبطولات وهمية نكون قد حكمنا على بلدنا بالدمار وعلى مستقبل أجيالنا المقبلة بالانهيار.

والحال كذلك فيما لو حكمنا رابطة العائلة والفئة والقبيلة والطائفة في اختياراتنا وهي روابط جاهلية جاهلة لا تعمل ولا تأخذ بها الشعوب المتقدمة والأمم المتطورة عند انتخاب من يمثلها، وأبعدنا طبقا لذلك المقياس الأكفاء والأمناء بحجج واهية معتادة، عندها فلا نلوم إلا أنفسنا إذا ما بقيت تجربتنا السياسية «طماشة» للخلق و«أضحوكة» للأمم.

إن طريق جهنم مليء كما هو معروف بأصحاب النوايا الحسنة وحان الوقت لأن نحسن خياراتنا ونبعد أنفسنا تحديدا عمن يوعدوننا بشكل «مسبق» بأنهم سيبقون على حالة «التأزيم» قائمة في البلاد دون أن تهمهم مصالح العباد ومثلهم من يسوق لنا مقولة اعطوني وكالة منكم كي أخدعكم وادمر مستقبلكم بعمليات التحريف والتهييج والتأزيم التي أقوم بها.

آخر محطة:
وبينما نحن مشغولون بالصراعات السياسية التي لا تنتهي قامت وكالة «موديز» الدولية بوضع الكويت تحت المراقبة بسبب تداعيات الأزمات السياسية وانعكاسها على الوضع الاقتصادي في الكويت.

سعيد محمد سعيد

ملاحظات… دراسية

 

هذه بعض الملاحظات التي وردت من عدد من أولياء الأمور، نطرحها هنا بغية لفت نظر المسئولين بوزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس للعلم بها ومتابعتها:

– الملاحظة الأولى، التظلم لإعادة التصحيح:

يرغب عدد من أولياء الأمور في أن تعيد وزارة التربية والتعليم النظر في نظام التظلم لتصحيح أوراق الامتحانات لطلبة المرحلة الثانوية، بحيث يتاح للطلبة وأولياء أمورهم الاطلاع على نتائج إعادة التصحيح، فهناك من أولياء الأمور من يلفت النظر الى أن النظام المتبع في التظلم، وهو دفع رسوم قدرها 5 دنانير ثم إعادة مراجعة ورقة الامتحان للطالب أو الطالبة، وبعد ذلك يتم تعديل الدرجة أو عدم قبول التظلم ولكن لا يتم اطلاع الطلبة وأولياء أمورهم على تدقيق إعادة المراجعة!

وفي بعض الأحيان، يتم تعديل النتيجة بإضافة درجات هي أقل من المتوقع وخصوصا في حال وثوق الطالب أو الطالبة من أن أداءه في الامتحان كان عاليا وأن الدرجة النهائية التي حصل عليها جاءت أقل بكثير مما توقعه أو هي خلاف مستواه في تحقيق النتائج، وخصوصا على مستوى مواد الرياضيات والمواد العلمية الأخرى، فالطلبة الذين يُعتبرون من المتميزين في الرياضيات -كما تشهد بذلك نتائجهم السابقة- لا يمكن أن تصل درجاتهم إلى مستوى أقل من (الجيد)، فقد يحرزون نتائج تنقصها درجات محدودة، لكن ليس بالصورة التي تنزلهم إلى خانة (الضعيف أو المقبول)… ومهما يكن من أمر، ومع اعتبار أن الطلبة لم يوفقوا في هذا الامتحان أو ذاك. وإن من حقهم التظلم، ومن حقهم أيضا الاطلاع على ورقة الإجابة بعد إعادة المراجعة.

هذه ملاحظة يوجهها عدد من أولياء الأمور إلى وزارة التربية والتعليم، وإلى المدارس بحيث يمنح الحق للطلبة وأولياء أمورهم بالاطلاع على ورقة الإجابة بعد إعادة التصحيح.

– الملاحظة الثانية، اللغة الإنجليزية للابتدائي:

يتمنى عدد من أولياء الأمور أن تنظر إدارات بعض المدارس الابتدائية في ملاحظاتهم بخصوص مادة اللغة الإنجليزية، والتي يقوم بتدريسها معلمون عرب أفاضل لهم كل التقدير، إلا أن الكثير من الطلبة لا يتمكنون من فهم الدرس أو التمارين بسبب سيطرة لهجة المعلم وطريقة نطقه للحروف باللغة الإنجليزية، ويشير ولي أمرٍ إلى أنه أراد الاستيضاح بعد أن لاحظ ضعف ابنه في أداء واجبات المنهج، فالتقى بمعلم اللغة الإنجليزية لابنه، وعلى رغم تقديره للمعلم على حرصه وسعة صدره، لكنه بالفعل وجد أن الأطفال الصغار من الصعب أن يلتقطوا بعض المفردات التي ينطقها المعلم، أو حتى فهم ما يريد لشرح تمرين ما بسبب اللهجة.

– الملاحظة الثالثة، متابعة تحصيل الطلبة:

من الملاحظات المهمة أيضا، أن بعض أولياء الأمور، ووفقا للتوجيهات الصادرة باستمرار من المدارس بضرورة التعاون بين البيت والمدرسة، ومتابعة التحصيل الدراسي للطلبة في مختلف المراحل، فإن بعض المدارس تهمل هذا الجانب في حال طلب ولي الأمر الجلوس مع المعلمين للاستماع إلى ملاحظاتهم بشأن مستوى ابنه أو ابنته، والاكتفاء بالتقييم الذي يتم استعراضه مع أولياء الأمور في اليوم المفتوح، وعلى رغم أن اليوم المفتوح لا يكفي، كما يؤكد المعلمون أنفسهم، لمتابعة أوضاع الطلبة وأن على أولياء الأمور المبادرة باستمرار لمتابعة التحصيل بين فترة وفترة طيلة العام.

– الملاحظة الرابعة، التوجيه النفسي:

هناك بعض الطلبة، يواجهون مشكلة التراجع المستمر في التحصيل الدراسي، وفي بعض الأحيان، يكون السبب في ذلك راجع إلى مشكلات نفسية يواجهها الطلبة، وهنا، لابد أن تولي الإدارة المدرسية، مع وجود المشرفين الاجتماعيين، اهتماما أكبر بدراسة حال الطالب أو الطالبة التي تتأخر دراسيا، وتكثيف اتصالهم بأولياء الأمور من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، فبعض المدارس تقوم بهذا العمل بالفعل من خلال استدعاء ولي أو ولية الأمر، وتدارس الموضوع معها، وبعض المدارس لا تدير بالا لهذا الجانب

احمد الصراف

كم فضل الله نحتاج؟

لولا اكتشاف سخف السائد ونقده والاحتجاج ضده (كتابة وقولا) لكانت البشرية ماتزال تركب البغال والحمير، وتتعالج بالكي وتعيش في ظلام الكهوف.. غير ان الاحتجاج يتطلب مجتمعا «ينصت له» ويستجيب.
المفكر السعودي إبراهيم البليهي
***
أجرت «العربية نت» مقابلة مع رجل الدين الشيعي محمد حسين فضل الله، وقد اتسم اللقاء بعقلانية كبيرة، ولأهمية ما جاء فيه وجدنا أن من المفيد التجاوب معه ونقده، ان تطلب الأمر ذلك، واعترف أنها المرة الأولى، منذ نصف قرن تقريباً، التي أقرأ فيها شيئاً لرجل دين في مسائل طالما راودت مخيلتي وأثارت فضولي وأتعبني التساؤل فيها من دون أن أجد من يشفي غليلي من هؤلاء. وشعوبنا اليوم بأشد الحاجة لمثل هذا الكلام السهل والملين للصلب من المواقف، يقول فضل الله ان الحركة الشعوبية سبق وان قامت كردة فعل لمقولة ان العرب فوق الجميع! وقال إن الفكرة ماتت كما ماتت معها الحركة الصفوية، وان العرب الشيعة مخلصون لأوطانهم، وليسوا تابعين بالضرورة لإيران بالمعنيين السياسي أو الديني، بل هناك من يؤيدها بينهم ومن يعارضها، وان ليس للشيعة مشروع خاص بهم، وأن المرجعية الدينية لا موقع ولا وطن معينا لها، لأن ذلك يتبع التزامات الناس وثقتهم الدينية بالمرجع نفسه وليس بالمكان. وقال إن السجود على التربة لا يمثل قداسة لها. (وهذا جميل منه) ولكنه أصر على ان معتقدات الشيعة تتطلب منهم عدم السجود على غير الأرض وما يخرج منها، من غير الطعام. فالسجود على السجاد والموكيت محرم وكذلك على ورق العنب مثلا لأنه يؤكل. كما حرم إدماء الرأس في عاشوراء، وان ذلك يمثل «معصية» وخطيئة دينية، وحرم كذلك إدماء الظهور بالسلاسل، كما أكد ان «شد الرحال» إلى المرقد لم يرد فيه نص من قبل الأئمة، كما قال بأن من المحرّم «تحريما مطلقا» التعرض للصحابة وسبهم، ولكنه لم يطالب بتحريم اللطم ووصفه بأنه حالة تفاعل الحزن مع المأساة! وتناسى بأن بداية عاشوراء ربما لم تكن سلاسل وتطبير، بل تطورت الأمور إلى ما هي عليه اليوم مع الزمن، وان اقتصر الأمر على اللطم، فربما ستعود الأمور إلى سابق عهدها مع الوقت.
كما أكد في لقائه أن أغلبية أئمة الشيعة لا يقولون بولاية الفقيه ولا يرونها ولاية عامة! وهذا موقف يشكر عليه، وقال إن زواج المتعة مباح لدى الشيعة من واقع ما لديهم من أدلة بشرعيته، بينما يعتقد السنة ان لا شرعية له لأن هذا النوع نسخ، وقال إن هذا بحث اجتهادي لا يجوز التراشق فيه بالاتهامات الباطلة (!).
وذكر أن ليس لدى الشيعة ولا واحد في المليون من يعتقد أن هناك قرآنا آخر يسمى بـ«مصحف فاطمة».
وقال إن تضمين الأذان عبارة «أشهد أن عليا ولي الله» غير سليم وأنها ليست جزءا من القرآن! وهذا كلام يتفق كثيرا مع المنطق.
أما ما يشاع عن البعض من أن الشيعة تقول إن جبريل خان الأمانة، وكلف محمدا بالنبوة بدلا من علي، فحديث سخيف، وكل من يقول بذلك محرف عن الإسلام كله.
والآن ما أحوج المسلمين لمثل هذا الكلام، فكفاهم فرقة وتخلفا وتسفيها لبعضهم البعض، فقد أصبحوا اضحوكة للعالم، وسواء شئنا أم أبينا فإن الشر عادة يعم والخير يخص.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

عذراً… يمّه وضحة

والفرس ومربط الفرس وعنانها والجوكي كلهم في يد الحكومة، ونحن الشعب نقسم أوقاتنا ما بين شوية لعن ظلام على شوية إشعال شموع، إلى أن خلت الأسواق من الشموع، وأضحت نادرة كتصريحات الحكومة.

الكويت اليوم مهزومة، وبالرب أقسم على أن هذه الجملة ليست مبالغة ولا تشبيها ولا كناية، هي هكذا حرف ومعنى، مبتدأ وخبر، «الكويت مهزومة»، بسبب حكوماتها المتعاقبة، لا دخل للبرلمان ولا للشعب في الهزيمة، صدقوني، مهما أشاع حسنو النية وملعونو الخيّر. الكويت مهزومة، والحكومة -قائد الجيش المهزوم- ليست ببجاحة جمال عبدالناصر في 56 ولا «حزب الله» في 2006 ولا «حماس» في 2008 لتعلن انتصارها. هي انتهجت المصداقية وأعلنت الهزيمة، لكنها حمّلت المسؤولية للغبار والطوز! خربط بربط ضب اضبابة الليلة بلاغة بلغت اندر.

يا صاحبي الظمآن، لا تتلفت بعيدا بحثا عن أجوبة لأسئلتك، الأسئلة كلها والأجوبة في يد الحكومة، وإذا لم تقُدْنا حكومة فولاذية فسينتشر الشينكو وستتساقط الأعمدة، وإنْ لم تغير الحكومة خططها البالية فستفنى الكويت عن بكرتها ومغزلها، وما لم يتقدم صفوف الحكومة من يخاف الله ويخشانا في الحق فستبلى الملابس السوداء على أجساد نسائنا. فهل آن لنسائنا ارتداء الوردي ومتابعة آخر صرعات الموضة، أم توّ الناس يا قمرنا؟

وأنا مثلك، أمقت مقالات الخطب كمقتي لأنانية كتّاب السلطة وجشعهم – الذين يكتب أحدهم مقالته، وقبل أن يرسلها إلى الصحيفة يرسلها إلى هناك وينتظر الـ«لا مانع» ثم يتصل على البنك ليسأل عن آخر ست عمليات – لكن كي لا ينسى البعض، اقتضى التنويه ورفعُ السبابة: الكويت أكبر من الأسماء كلها، كلها دون استثناء. الكويت أكبر من أي مسؤول يرفض صعود المنصة. الكويت أهم من تراتبية أبناء الأسرة الحاكمة، وسياسة «الكبير أحق من الصغير» كما كانت جدتي وضحة رحمها الله تردد. الكويت أكبر من حكومة تتعالى على الناس وترفض تخصيص ساعة يتيمة في الأسبوع لتخرج إليهم في وسائل الإعلام وتحدثهم في شؤونهم. الكويت أكبر من البشوت الجوفاء.

أكتب هذا قبل أن أعرف مَن سيرأس الحكومة ومن سينضم إليها، لكنني أعرف أن الكويت أهم من هؤلاء كلهم وأكبر، مهما كانت بيانات بطاقاتهم المدنية، لذا اقتضى التنويه.

***

في زحمة تنويهاتي، لا أريد أن أنسى الخطاب الذي أرسله رئيس الفتوى والتشريع الشيخ محمد محمد السلمان الصباح، موضحا فيه أن «إدارة الفتوى والتشريع التابعة لمجلس الوزراء لم تحضر اجتماع اللجنة المالية، كما ذكرت أنا في مقالتي «اللي اختشوا ماتوا».

فعلا، كلام الشيخ محمد صحيح، والجهة التي حضرت الاجتماع هي «إدارة الإفتاء» التابعة لوزارة الأوقاف. لذا اقتضى التنويه والاعتذار… والشكر.

سامي النصف

اختلفنا فتخلفنا

لو حللنا عبر رؤية موضوعية سبب كل أزماتنا السياسية وإشكالاتنا الاقتصادية وعرقلة قضايانا التنموية، وتخلف بلدنا الملحوظ في أمور الصحة والتنمية والبيئة والتعليم والرياضة والفنون وغيرها، لأشرنا بأصابع الاتهام لسبب واحد هو اختلافاتنا وصراعاتنا غير المبررة وغير المفهومة والتي ادت في النهاية لذلك التخلف.

فهل هناك حقا سبب جوهري لاختلاف وتناحر أبناء الأسرة الحاكمة حتى وصلوا للإضرار بهيبتهم وهيبة السلطة التي في غيابها تتدمر البلدان؟! وهل هناك بالمقابل ما يبرر هذا التناحر والاختلاف الشديد الذي جعلنا «طماشة» للعالم اجمع بين الحكومة وبين بعض النواب او الكتل ضمن مجتمع اصطلح على تسميته بمجتمع «الأسرة الواحدة» ؟!

وهل هناك كذلك ما يبرر الخلاف والاختلاف بين طوائف وشرائح المجتمع الكويتي من سنة وشيعة وحضر وبادية وقبائل وعوائل ممن عاشوا ومازالوا اخوة متعاضدين متحابين وهو ما رأيته رؤية العين المجردة هذه الأيام ضمن أنشطة الملتقى الكويتي ـ الأردني، حيث تسابق الجميع لرفع اسم الكويت امام الأشقاء الأردنيين، فعلى ماذا يدل تلاقينا خارج الكويت واختلافنا الشديد داخلها؟!

وهل هناك مبرر لدعاوى الاختلاف المناطقي المزعوم بين اهل الداخل واهل الخارج، او جنوب الدائري الخامس وشماله (!) في بلد لا يزيد امتداده الحضري والعمراني على 30 كم شمالا و30 كم جنوبا، وهو أصغر ـ للعلم ـ كثيرا من امتداد كثير من المدن الخليجية والعربية والدولية؟!

لقد اختلفنا فتخلفنا واظهرنا للملأ اننا لسنا جديرين بديموقراطية خلقها آباء حكماء مؤسسون ارادوا لها ان تجمعنا حكاما ومحكومين وتساوينا كمواطنين، فأبى البعض منا الا ان يحولها الى اداة تحريض وفرقة وصراع دائم لا ينتهي، وقد حان الوقت لأن يتوقف الخلاف وان تسود فترة هدوء تام قد تعاد خلالها القاطرات التي تناثرت يمينا وشمالا الى السكة التي ستنقلنا جميعا الى مستقبل مشرق تبدد شمسه حقبة الظلام الدامس التي صنعناها بأيدينا وارتضيناها لأنفسنا عبر اختياراتنا السياسية الخاطئة.

آخر محطة:

فليكرمونا بصمتهم من خاطروا بمستقبل بلدنا ومصير اجيالنا المقبلة وتسببوا في تخلفنا وجعلنا المثال السيئ في الحمق وقلة «الدبرة» بين الأمم عبر الأزمات الغبية والمضحكة التي اختلقوها، نقول لهم لقد طفح كيل الناس وليس هناك من يود العودة الى الوضع السابق حيث الأزمات التي تلد أزمات. حتى لا نكرر التجربة السابقة نحتاج للجنة من حكماء الكويت لإصلاح ما بين الفرقاء وإلا فسنرجع سريعا إلى ما كنا عليه.

احمد الصراف

دعوة باقر والمنطق

دعا السيد أحمد باقر، وزير التجارة والصناعة الكويتي السابق، المنظمات الحقوقية العالمية، ومنها منظمة العفو الدولية، إلى ضرورة احترام خصوصية الشعوب الدينية والثقافية والاجتماعية. وطالبها بعدم فرض هويتها على أحد. جاء تصريح باقر تعقيبا على اتهام منظمة العفو للكويت بالتمييز ضد المرأة وافتقار العمالة المنزلية للحماية، معربا عن أسفه لموقفها (!!!)
أولاً وزير التجارة لا يحق له، حتى بصفته وزيرا لشؤون مجلس الأمة، التصريح بمثل هذا الكلام. فهذا من حق وزير الشؤون أو العدل! وكونه ممثلا للحركة السلفية في الحكومة «المستقيلة» لا يعطيه الحق في التصريح كيف يشاء، فمنظمة العفو، كما يشير اسمها، منظمة دولية غير حكومية ولا تنطق بالتالي باسم أي دولة أو نظام محدد، بل هي تنطلق من مبادئ ومواثيق حقوق الإنسان التي تخولها مراقبة حكومات العالم وحسن تطبيقها للمواثيق الدولية المتعلقة بالبشر، ونشر تقاريرها. ولو أخذت المنظمات الدولية بوجهة نظر الوزير باقر ومنطقه وقررت احترام خصوصية الكويت الدينية والثقافية والاجتماعية، وسمحت لها بالتعامل كيف تشاء مع الخدم والعمالة الهامشية والاستمرار في التمييز ضد المرأة في العمل والراتب والحضانة وغير ذلك، فإن هذا سيدفع دولا أخرى لأن تطالب المنظمة الدولية بالمعاملة بالمثل. وقد تتقدم دول أخرى وتطالب باستثنائها من أمور مخالفة أخرى، وهذا سيفرق هذه المواثيق من مضامينها وتنتفي الفائدة منها تماما. فهذه الاتفاقية، لم توضع إلا لتوحيد التعامل الدولي مع القضايا الشائكة، ولو ترك الباب للاستثناءات لما وجد شيء يمكن الاتفاق عليه.
على الوزير باقر أن يعترف، ولو أنه غير مجبر على ذلك، بكونه ليس الطرف المخول بالحديث عن مثل هذه الأمور، وبأن الكثيرين من شعوبنا قساة جلاف، وحتى مجرمون في التعامل مع العمالة المنزلية، وسجلات المخافر ونسب حوادث الانتحار المتزايدة وقضايا هتك العرض والضرب التي يتعرض لها خدم المنازل ومن في حكمهم، أكثر من أن يتم حصرها والتستر عليها بتصريح أو تهويل فارغ.
أما حقوق المرأة فحدث ولا حرج، ولا أعتقد ان السيد باقر بالذات، مخول بالحديث عن حقوق المرأة أو الادعاء بأن وضعها في الكويت حالة استثنائية وليست بالتالي بحاجة الى من يدافع عنها.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

«الخفاش» الأعور… والأصم خلاف خلقته!

 

وفقا لما تعلمناه منذ الصغر في مناهج العلوم، وما شاهدناه ونحن صغار في بعض البرامج التلفزيونية، فإن «الخفاش»، وإن كانت له عينان، لكنه يعتمد على الذبذبات الصوتية التي يصدرها وارتداد موجاتها في حركته وهجومه، لكن «الخفاش» الذي ابتليت به شخصيا، أعور، وفي ذات الوقت… أصم خلاف فطرته التي خلقه الله عليها؟!

لكن مشكلتي معه، أنه ما زال يصدر ذبذباته ثم ترتد إليه ليتحرك بغير هدى! فقبل أن أكتب يوم 12 مارس/ آذار الجاري في هذه الزاوية عمودا بعنوان: «فقأنا عين الخفاش»، كان أحد المجهولين يمطرني بالاتصالات الهاتفية في أوقات مختلفة، فمرة من بقالة، وأخرى من مطعم وثالثة من محطة بنزين أو من هاتف عمومي مدعيا أنه يريد أن يوصل صوته إلى المسئولين في «الوسط» ليكفوا عن الترويج للإرهاب والتخريب والحرق والاعتداءات، والنظر بعين الاهتمام إلى البيان الصادر من إحدى الجمعيات بشأن ازدواجية التعاطي الإعلامي مع حوادث العنف… فرحبت به مؤكدا على أن الطريق الأصح هو أن أقابله وجها لوجه، فمن عادتي ألا أخاطب مجهولين أو أشباح أو خفافيش! بل ولا أميل إلى طرح موضوع يتصل بطرف خفي! ثم ما الذي يمنع؟ كل القنوات المحترمة متاحة، وكلنا نعمل لصالح بلادنا… إن كانت النوايا صادقة وليست من قبيل الكيد المتخفي تحت الشعارات الوطنية.

وللأمانة، وفي ذات يوم نشر العمود، اتصل رئيس الجمعية المقصودة شخصيا، معاتبا تارة، مؤكدا حسن النوايا تارة أخرى، ومرحبا بالعمل معا من أجل المصلحة العامة، فأبلغته أن الصحيفة أيضا ترحب بالمبادرات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين بالتحاور وتبادل وجهات النظر قبل (وأشدد على قبل) إصدار بيان من الجمعية، فالأبواب مفتوحة، لكنني قصصت عليه قصتي مع «الخفاش الذي فقأنا عينه» بالسمعة الطيبة للصحيفة بين مختلف الأوساط في البلد، فذلك الخفاش يتصل ليشتم ويهدد ويتوعد وليس لديه الشجاعة الكافية ليقول من هو أصلا؟ فأكد رئيس الجمعية أنه ليس من بين أعضائها من لديه هذا السلوك الشائن المتخفي وراء الاتصالات المجهولة، وأنه، أي رئيس الجمعية، يعتز بالعاملين معه، كما يعتز بأسرة «الوسط»، وعلى استعداد للعمل سويا لتقريب وجهات النظر.

لكن مشكلة الخفاش، الأعور والأصم في آن واحد، هي أنه يتمتع بنفس طويل وقدرة خارقة في مواصلة (مساعيه الوطنية المباركة)! لكنه لا يتمتع إطلاقا بشجاعة ولو بنسبة صفر في المئة في أن يظهر للعيان أو على الأقل يتصل من هاتف جوال بدلا من المطاعم والبقالات ومحطات البنزين والهواتف العمومية، بل وليست له الشجاعة لأن يحدد المكان الذي يريده هو للتحاور في الموضوع!فاتصل مجددا مطلقا صرخة مدوية اتبعها بالقول: «هناك خفافيش غيري مسحوا بك البلاط في الإنترنت… تستاهل ومن هذا الوضع وأردى»، فضحكت أنا أيضا وقلت: «لا بأس، فلك ولهم كل الاحترام، ولكن، إظهر وبان عليك الأمان»، فاكتفى بالقول: «سأحول حياتك إلى سواد… راح تشوف».

طبعا أيها الخفاش، أنا الآن (ميت من الخوف)! بل من شدة خوفي، لا تقوى رجلاي على حملي فقد حولت حياتي إلى جحيم لا يطاق… فأنا لا أخرج من البيت وإذا خرجت، استعين بجند مجندة خوفا منك… لكن ما أملكه من شجاعة، يكفيني لأن أعيد على مسامعك ومسامع غيرك: أنني ضد العنف من أي طرف كان… وضد العبث بأمن المجتمع… وضد الظلم والجور بكل أشكاله… وضد الافتراء على الناس… وضد التشكيك في ولاء المواطنين، شيعتهم وسنتهم، وضد تمزيق الوحدة الوطنية… ومع كل مبادرات الحوار واللقاءات مع المسئولين للتباحث في مشاكلنا… وضد… ضد نفسي حين تمنعني من الإستمتاع بمكالماتك الشيقة… فلا تبخل علي اليوم باتصالاتك الجميلة، إن استعدت شيئا من البصر والسمع.

واختتم بالآية الكريمة: «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا»… صدق الله العلي العظيم.

سامي النصف

أحقد من هيكل!

في الأردن ضجة إعلامية قائمة منذ أيام يقوم مرتكزها على رد الإعلام الأردني على ادعاءات محمد حسنين هيكل ضد العاهل الأردني الراحل الملك حسين والتي أوردها ضمن برنامجه الأسبوعي على قناة الجزيرة ويمكن لعنوان مقالنا ان يكتب بالدال أو الراء دون الحاجة لتصحيحه.

وكان لنا لقاء مطول ضمن حفل العشاء مع وزير الدولة للإعلام الأردني د.نبيل الشريف ذكرنا خلاله ان هيكل ممن يسعدون برؤية اسمه حتى على شاهد قبره لذا قد يكون فرحا وسعيدا بما يرى ويسمع بعد أن أسدل الستار منذ زمن طويل على تخاريفه ولم يعد أحد يستشهد بأقواله كحاله عندما كان قريبا من السلطة.

ومما ذكرناه التذكير بأن أول مقال لهيكل في صحيفة الأهرام عام 1957 كان بعنوان «اني اتهم» وجه فيه سيلا من الاتهامات للعاهل الأردني الراحل الملك حسين ويعود الآن بعد نصف قرن ليعاود بث كراهيته وليثبت انه أحقد من جمل كما يقول المثل العربي المعروف، كما أعدت للأذهان حقيقة ان الحقبة التي نظّر لها هيكل وكان فارسها الأوحد شهدت أشد حالات التخندق والتنازع العربية والذي يطلع على محاضر الوحدة الثلاثية بين مصر وسورية والعراق عام 1963 يرى ان ما فجرها وتسبب في توقفها هو سلسلة مقالات هيكل في حينها.

وقد يكون حب هيكل لاحتراب العرب وتفرقهم هو سبب ما قاله في حلقة برنامجه الأخير على قناة الجزيرة آملا دق اسفين الخلاف بين الأردن وقطر كي تمتد تلك الفرقة لمعسكري الحكمة والممانعة بعد ان شهدنا حالة الانفراج العربية عبر الجهود التي يقودها العاهل السعودي وبمشاركة مصر وسورية والكويت والتي امتدت لقطر وإيران.

ومعروف ان التهم التي يوجهها هيكل للآخرين هي تهم وجّهت له من قبل القيادة السوفييتية التي رفضت ذات مرة دخوله موسكو مصاحبا للرئيس الراحل عبدالناصر، وتساءل السوفييت آنذاك عن مصادر ثروته الضخمة التي تقدر هذه الأيام، للمعلومة، بمئات الملايين من الدولارات، وتساءل السوفييت عن السبب الذي يجعل بعض دور النشر الأجنبية تجزل له العطاء كثمن لترجمة كتبه التي لا يقرأها أحد في الغرب ولا يمكن ان تجدها ضمن قائمة «أكثر الكتب مبيعا».

ومما قلته للوزير ومحب الكويت د.نبيل الشريف ان رد الفعل العاطفي وغير المدروس سيجعل الشعب الأردني يتابع برنامج هيكل الذي لا يشاهده ولا يستشهد به أحد هذه الأيام وخير من ذلك الاكتفاء بمقالين ينشران في يوم واحد يعتمدان على الأرشفة والحقائق والكتب التي تكشف أكاذيبه وزيف ادعائه حيث لم أشاهد أحدا يكذب في كل ما يكتبه كحال «الاستاذ» هيكل.

آخر محطة:
الشكر الجزيل لكل من العلاقات العامة في وزارة الداخلية ممثلة بالصديق العقيد هاشم الصبر ولمدير «كونا» الناجح في عمان نجم الشمري وللفنانتين التشكيليتين شيخة سنان ونورة عبدالهادي على معرض لوحاتهما الرائع عن مدينة البترا والشكر موصول للأختين الفاضلتين حليمة بولند ومها العدواني على بروزهما كوجوه كويتية مشرقة ضمن الملتقى الكويتي – الأردني.

احمد الصراف

«فضيحة» عبدالله الفهيد التنظيمية

افتتحت يوم الاثنين الماضي الدورة 42 لمؤتمر اتحاد الجامعات العربية. ومجرد تكرم صاحب السمو امير البلاد بحضور حفل الافتتاح يعني ان المشاركين فيه، هم من العلماء المميزين والاكاديميين الكبار، وبالتالي يستحقون معاملة مميزة! ولكن ما جرى مع هؤلاء الضيوف المعتبرين منذ ساعة وصولهم كان خلاف ذلك تماما، فقد تبين ان نسبة كبيرة منهم، ان لم يكن جميعهم، لم يتم استقبالهم في المطار بالطريقة اللائقة بمكانتهم، حيث لم يجدوا، عند وصولهم، احدا في استقبالهم غير مجموعة من السائقين من حاملي اللافتات خارج صالة الوصول. وكان منظرهم، وهم يبحثون عن لجنة الاستقبال او العلاقات العامة لجامعة الكويت او وزارة التعليم العالي، مثيرا للشفقة والأسى.
وكانت المفاجأة الثانية في الفندق، عندما اكتشفوا عدم وجود أي من ممثلي الجامعة باستقبالهم ايضا، ولم تتوافر في غرفهم اي نشرات عن برنامج المؤتمر في اليوم التالي، ولا مكان انعقاده. أما المفاجأة الثالثة فقد كانت في القرار المفاجئ المتعلق بتأجيل افتتاح المؤتمر ليوم كامل، اي تغييره من الاحد الى الاثنين (!!!) وقد اوقع هذا التغيير كثيرا من الضيوف في مشاكل كبيرة تتعلق بحجوزات الطائرات، والاضطرار إلى الغاء ارتباطات ومواعيد سابقة في اوطانهم! وكان من المفترض، ذوقا وأصولا، من مدير الجامعة إعلام الضيوف بقرار التأجيل بفترة كافية.
لم تتوقف المفاجآت هنا، فقد استمرت بصدور قرار بنقل مكان عقد حلقات نقاش المؤتمر من قاعات خاصة داخل الجامعة، والتي صرف على تجهيزها وتهيئتها للمناسبة الشيء الكثير، الى احد الفنادق. وتسبب ذلك في زيادة تكلفة عقد المؤتمر بنسبة كبيرة، ويقال ان قرار نقل مكان المؤتمر كان لتلافي احراج الادارة بمظاهرات واعتصامات هيئة التدريس. كما تم نقل ضيوف المؤتمر بطريقة سيئة ومربكة بحافلات نقل عام من الجامعة، حيث عقدت الجلسة الافتتاحية، الى الفندق، وقد كان منظر «الترحيل» يدعو للرثاء حقا!
ومن المفاجآت الكثيرة الاخرى القرار الذي اصدره «امين عام الجامعة» الذي اعلن فيه عن ايقاف التدريس في الجامعة، في يوم عقد المؤتمر، وهذا مخالف لقانون الجامعة لصدوره ممن لا صلاحية له!
كما ان الطريقة التي عقد فيها المؤتمر، وما صاحب اجراءات الانعقاد من فوضى وإرباك وعدم احترام لسمعة ووقت ومكانة الضيوف بين إدارة الجامعة! فاذا كانت الادارة بكل هذا الوهن في اول تجربة حقيقية لقدراتها التنظيمية، فان هذا يثبت صحة ادعاءات اعضاء هيئة التدريس المتعلقة بضعفها ومطالبتهم باستقالة المدير!
نضع هذه الامور برسم الجهات المعنية متمنين سماع رأيها.

أحمد الصراف