محمد الوشيحي


ملبوس العافية

يميناً بالله لو قدّموا لي – في أجواء كهذه – عضوية البرلمان على بشت من ذهب لرفضتها، شكر الله سعيكم جميعاً ولا أراكم مكروهاً في عزيز. ولو جاءتني رئاسة البرلمان بنفسها وجلالة قدرها وبروز صدرها تتغنج وتتمايل، ترفع خصلات شعرها بيد وترفع طرف فستانها بالأخرى من باب الإغراء، لصفعتها على معدتها، ولألحقت الصفعة بشلّوت من باب الاحتياط، والباب بالباب والبادي أظلم. وأتذكر عندما قال النائب السابق عصام الدبوس – شفاه الله وعافاه – في لقاء صحافي أجرته معه الزميلة «الرؤية» أن «محمد الوشيحي يحارب بعض النواب بهدف إزاحتهم عن طريقه كمنافسين له في الدائرة». أضحك الله سنك يا أبا نايف وفك كربتك. خذوها أنتم، ملبوس العافية.

ربعنا الناخبين – في الغالب – فاهمين السالفة خطأ، ولا فرق عندهم بين النائب والسائق الآسيوي إلا بالتقوى. وأغلبية النواب لا مانع لديهم من توصيلك إلى وجهتك والانتظار في السيارة إلى حين خروجك، بشرط أن «تحتكم» على ستة أصوات وما فوق.

ياعمي بلا هَم يجبرك على التعامل مع ناخبين بعضهم لا علاقة له بالاحترام. سامعين عنه بس ما شافوه من قبل. ولو كنت – لا قدر الله – في محل النائب الذي يتعرض يوميا لبوفيه مفتوح من الشتائم، أخفها «يا كذاب»، لكَمنت للناخب الشتّام في رأس العاير بالشوزن.

العضوية في بعض الدوائر تحتاج إلى أشخاص من معادن خاصة. ألسنتهم تطول جباههم للوازم اللحس. فقد تقول اليوم كلاما تحتاج إلى لحسه غداً. والنائب الحدسي السابق مبارك الدويلة، خيّب ظني فيه وطيّر أبراجاً من دماغي عندما انتقد رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي قبل يومين. «يا ناس كيف تستوي هاي؟»، كما يقول الإماراتيون. الدويلة ينتقد الخرافي؟ منذ متى؟ ماذا حدث في الدنيا؟… لكن الرحمن أعاد أبراج دماغي بعد تصريح الدويلة «الاستدراكي» الذي صرح به أمس وامتدح فيه الخرافي «حتى ظننت أنه سيورّثه».

ومربّو الحَمام يفرحون كلما اشتدت سرعة الرياح التي تتيح لحمامهم «القلّابي» استعراض مهاراته، وهذه الأيام أصيبت الرياح بلوثة جنون فخرجت من بيت أهلها تجري بأقصى سرعة، ففرح «مربّو الحمام السياسي» وأخرجوا حماماتهم من المحَكَر، وهات يا «تقلّب»، دون أن يدركوا أن الصحافة قاعدة لهم مثل القضاء، هناك خلف المحوّل، مصوّبة فوهة بندقيتها إلى الأعلى، وأي حمامة تطير وتتقلب في الهواء، ستحصل على طلقة بالثلاث.

* * *

وصلني فاكس من النائب السابق صالح الملا يرد فيه على ما جاء في مقالتي المنشورة يوم الأحد الفارط، جاء فيه:

«الأخ محمد الوشيحي المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أخي العزيز ورد في مقالتكم بتاريخ 29 مارس 2009 أنني قد غيرت رأيي بالنسبة إلى قانون الاستقرار المالي من مُعارض إلى مؤيد، وأنا أود أن أوضح أنني لم أحِد عن رأيي المعارض لذلك القانون منذ الحديث عنه حتى اليوم، وكان آخرها ما ذكرته خلال لقائي بقناة العدالة يوم الجمعة 27 مارس 2009.

وأؤكد أنني سأظل متخذا مواقفي وفق قناعات وطنية بحتة بعيدة عن أية مصالح انتخابية أو غيرها. ويطيب لي في هذا المقام أن أشير إلى أن مَن يبحث عن المصالح الانتخابية فعليه أن يعارض القانون الآن لا أن «ينقلب» ويؤيده».

تقبل مني التحيات… صالح محمد الملا

شكرا للنائب السابق على توضيحه، وإن كنت أستغرب عدم نفيه ما جاء على لسانه في وسائل الإعلام واتكأت أنا عليه. وليتك يا أبا محمد تعود إلى عدد جريدة «الجريدة» يوم الأحد، أمس الأول، وخدمات الرسائل الإخبارية، وخبر جريدة «نون» الإلكترونية المنشور بتاريخ 27 مارس 2009، ودعني أقرأ لك بعض ما جاء فيه: «أكد النائب السابق صالح الملا أن قانون الاستقرار المالي الذي شرعه مجلس الوزراء أمس، هو قانون ضروري للبلاد وتنطبق عليه شروط مرسوم الضرورة، في إشارة منه إلى موافقته (لاحظ كلمة موافقته) على هذا المرسوم الذي لاقى اعتراضا من بعض النواب السابقين».

وهذا التصريح لاحق للمقابلة المذكورة، لذا، «عاتب الوقت لا تعاتبني أنا» يا أبا محمد. وقبل عتاب الوقت ليتك توضّح لنا – وأنت في طريقك – هل هذا هو موقف المنبر الديمقراطي كله، أم موقفك الشخصي؟ لأن موقفك وموقف زميلك في المنبر الديمقراطي محمد العبد الجادر متساويان في القوة متضادان في الاتجاه. هاي شلون.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *