و«في فجأة» عادت ذاكرتي الغائبة لتهمس لي بأن حركة المسلم هذه هي ذات الحركة التي عملها عام 2006، وقابلها شباب «نبيها خمس» بالرفض القاطع الساطع والضغط الشديد، إلى أن نجحوا في إقناعه بخوض الانتخابات. وأتذكر أنهم حينئذ فشلوا في إقناع الغائب الحاضر وليد الجري بالعدول عن قراره.
إذاً التاريخ يعيد نفسه مع أبي علي الدكتور فيصل المسلم، والحركة هذه «اشتريناها» من قبل، وهي – في لغة «الشريطية» وباعة السيارات – حركة «مستعملة، ساكند هاند»، لذا نتمنى على دكتورنا المفضال ألاّ يبيعنا إياها بسعر الجديدة، وألا يبيعنا إياها هي ذاتها مرة ثالثة في الانتخابات المقبلة، الصيف الجاي، إذا الله عطانا وعطاه العمر.
ما علينا من السيارات والحركات، الله يرزق عبيده، المهم هو أن لنا عند الدكتور فيصل دَين (افتح الدال وسكّن الياء ما عليك أمر) عليه سداده، وهو الإفصاح عن أسماء النواب المرتشين الذين تحدث عنهم في وسائل الاعلام. ماذا وإلا فسنرفع أيدينا بدعاء يُخجل الأرامل على مَن «سكت عن الحق» وتسبب في عودة المرتشين إلى البرلمان مرة أخرى! صرّح يا دكتور بأسمائهم، حبا في الله وفي الوطن، وأنت متدين وطني. فقضيتك هذه تاريخية، ستتحدث عنها الأجيال.
وأظن أن الأجيال بعدما تنهي سوالفها عن قضية المسلم ستبدأ بالحديث عن «قلْبة» أو انقلاب صالح الملا من معارض لمشروع الحيتان قبل حل البرلمان إلى موافق ومؤيد له، في عملية سطو مسلح على طريقة «حدس» الحصرية.
هل نسي الملا وجود «الأرشيف» في الصحف؟ أم أن «القاعدة» الانتخابية مارست عليه الإرهاب التصويتي فأذعن؟ لا أدري، ولا يهمني أن أدري، المهم عندي فقط أن حكاية «هوبّا يمين هوبّا شمال» مملوكة لحدس، ونحن شهود الله في أرضه، فإذا كان الملا استعارها فعليه إعادتها إليهم بعد «النجاح»، فقد يحتاج إليها في الانتخابات المقبلة، هو أو غيره.
* * *
الأخ وكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد الرجيب، الإدارة العامة للسجون، ولا أعرف إن كان هذا المسمى صحيحا أم لا، يحتاج القائمون عليها إلى التذكير بأن المساجين «بشر»، لهم حقوق لا يسلبها السجن منهم، وأهم الحقوق هذه هو حق «الخلوة» مع الزوجة، كي لا يرقص الشيطان في بيوتهم أثناء غيابهم… أرجو الاهتمام أبا طارق، فما وصلني من زوجات السجناء محزن للغاية.
كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء