محمد الوشيحي

المسلم والملا… هوبّا هوبّا

و«في فجأة» عادت ذاكرتي الغائبة لتهمس لي بأن حركة المسلم هذه هي ذات الحركة التي عملها عام 2006، وقابلها شباب «نبيها خمس» بالرفض القاطع الساطع والضغط الشديد، إلى أن نجحوا في إقناعه بخوض الانتخابات. وأتذكر أنهم حينئذ فشلوا في إقناع الغائب الحاضر وليد الجري بالعدول عن قراره.

إذاً التاريخ يعيد نفسه مع أبي علي الدكتور فيصل المسلم، والحركة هذه «اشتريناها» من قبل، وهي – في لغة «الشريطية» وباعة السيارات – حركة «مستعملة، ساكند هاند»، لذا نتمنى على دكتورنا المفضال ألاّ يبيعنا إياها بسعر الجديدة، وألا يبيعنا إياها هي ذاتها مرة ثالثة في الانتخابات المقبلة، الصيف الجاي، إذا الله عطانا وعطاه العمر.

ما علينا من السيارات والحركات، الله يرزق عبيده، المهم هو أن لنا عند الدكتور فيصل دَين (افتح الدال وسكّن الياء ما عليك أمر) عليه سداده، وهو الإفصاح عن أسماء النواب المرتشين الذين تحدث عنهم في وسائل الاعلام. ماذا وإلا فسنرفع أيدينا بدعاء يُخجل الأرامل على مَن «سكت عن الحق» وتسبب في عودة المرتشين إلى البرلمان مرة أخرى! صرّح يا دكتور بأسمائهم، حبا في الله وفي الوطن، وأنت متدين وطني. فقضيتك هذه تاريخية، ستتحدث عنها الأجيال.

وأظن أن الأجيال بعدما تنهي سوالفها عن قضية المسلم ستبدأ بالحديث عن «قلْبة» أو انقلاب صالح الملا من معارض لمشروع الحيتان قبل حل البرلمان إلى موافق ومؤيد له، في عملية سطو مسلح على طريقة «حدس» الحصرية.

هل نسي الملا وجود «الأرشيف» في الصحف؟ أم أن «القاعدة» الانتخابية مارست عليه الإرهاب التصويتي فأذعن؟ لا أدري، ولا يهمني أن أدري، المهم عندي فقط أن حكاية «هوبّا يمين هوبّا شمال» مملوكة لحدس، ونحن شهود الله في أرضه، فإذا كان الملا استعارها فعليه إعادتها إليهم بعد «النجاح»، فقد يحتاج إليها في الانتخابات المقبلة، هو أو غيره.

* * *

الأخ وكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد الرجيب، الإدارة العامة للسجون، ولا أعرف إن كان هذا المسمى صحيحا أم لا، يحتاج القائمون عليها إلى التذكير بأن المساجين «بشر»، لهم حقوق لا يسلبها السجن منهم، وأهم الحقوق هذه هو حق «الخلوة» مع الزوجة، كي لا يرقص الشيطان في بيوتهم أثناء غيابهم… أرجو الاهتمام أبا طارق، فما وصلني من زوجات السجناء محزن للغاية.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

التيارات الوطنية في المناطق الخارجية

مما كتبه الزميل سعد العتيبي قبل ايام ضمن رده على احد الكتّاب طلبه أن يفتح التيار الوطني ابوابه لجميع اطياف المجتمع الكويتي ليكون تيارا وطنيا بحق ويبتعد عن النخبوية، وان الشباب المستنير في المناطق الخارجية لا يجد امامه الا خيارين: التيارات الاسلامية أو العودة لمظلة القبيلة وما يحمله ذلك من تبعات سلبية على حساب الوطن وهمومه حسب ما جاء في المقال الشائق.

في البدء ما كتبه الصديق أبومحمد هو ما كللنا من قوله وتكراره وترديده على مسامع الناشطين في التيار الوطني وما كتبناه مرات عدة واعترف بأنني لم أستوعب فحوى الردود التي استمعت لها على مقترحات الانفتاح على المنطقة الممتدة من شمال الجهراء الى جنوب أم الهيمان وان كان البعض يخشى الفشل والبعض الآخر يدعي الجهل بالاوضاع.

ما أراه وأقترحه على شباب القبائل والمناطق الخارجية المستنيرين ان يبدأوا الخطوة المكملة لمسيرة الرجال الوطنيين العظام أمثال سعد طامي وراشد حجيلان وخميس طلق وعبدالله الركيان وغيرهم وقد يكون من المناسب في هذه الانتخابات أو القادمة أن يبدأ الشباب المستنير بتشكيل قوائم وطنية موحدة، فهذا عجمي وذاك مطيري وآخر رشيدي وعازمي وكندري وعتيبي.. الخ، وهو أمر سمعنا باحتمال قيامه في الجهراء لأسباب مناطقية أي نزول مرشحين من قبائل وانتماءات مختلفة ضمن قائمة جهراوية واحدة.

عمل كهذا لو بدأنا به قبل عقود لما شهدنا ما نشهده هذه الايام من دعوات لإحياء العصبيات الجاهلية المحرمة شرعا وما تجره من مشاكل أمنية وضرب للوحدة الوطنية، ان على الشباب الوطني في جميع دوائر الكويت الالتقاء والنزول بقوائم موحدة في الدوائر الخمس لا البعض منها.

وأعتقد ان النظام السابق للدوائر كان أسهل فيما يخص خلق تيار وطني يخترق بعض الدوائر الخارجية كما حدث في السابق مع الاسماء الوطنية السالف ذكرها، اما ضمن النظام الحالي فالامر أصعب نسبيا بسبب نظام الفرعيات وكبر الدوائر والحاجة لإمكانيات مادية ضخمة للنجاح ويبقى الامل قائما بوجود شباب وطني كالأخ سعد العتيبي.

آخر محطة:
أغلب المترددين من المرشحين الوطنيين سبب ترددهم هو نظام الدوائر الخمس الذي دعموه وقلنا لهم في حينه انهم سيكونون أول ضحاياه فحجم الدائرة يجعل الحسبة لا تضبط بعكس ما كان قائما في الدوائر الصغيرة، افضل ما يمكن عمله هذه الايام هو رفع يافطات مكتوب عليها «نظام 25 دائرة ضيعناك وضعنا معاك».

احمد الصراف

قف مع أخيك ظالماً أو مظلوماً

انفردت أغلبية الدول العربية، من دون بقية دول العالم الحر التي تحترم نفسها، بالتنديد بقرار المحكمة الجنائية الدولية المتعلق بالقبض على الرئيس عمر البشير ومحاكمته لدوره في احداث دارفور! ووصفت أغلبية دولنا قرار المحكمة بالجائر تارة وبالمتحيز تارة اخرى، ولم تكلف اي منها نفسها البحث بصورة جادة في حيثيات القرار ومدى شرعيته، او حتى التزام الصمت حياله!
تداعيات القرار الجنائي الدولي، لكونه الاول في التاريخ الذي يصدر بحق رئيس دولة لا يزال في سدة الحكم، ستكون في مصلحة الشعوب المضطهدة كافة، او التي قد تضطهد مستقبلا. والحكم جرس انذار لكل زعيم يعتقد بأنه في مأمن من المساءلة والعقاب مهما ارتكب من جرائم بحق شعبه او غيره، ويجب ألا ننسى في الكويت فضل المجتمع الدولي ودوره في تحريرنا ووطننا من حكم احد طواغيت هذا العصر!
الطريف، او ربما المبكي في الموضوع، ان السلطات السودانية، وبعد تنديد العالم بقرارها طرد 13 منظمة اغاثة دولية تعمل في مجال تقديم المساعدات الطبية والتعليمية والغذائية لمئات آلاف المشردين والمهجرين والجياع من شعبها، بررت قرارها بالقول ان تلك الجهات كانت تتجسس عليها! وهذا بحد ذاته اعتراف غير مباشر بالتهم!
كما صرحت الحكومة السودانية بأنها ستقوم بتقديم الخدمات الانسانية نفسها التي كانت تقوم بها منظمات الاغاثة تلك، ولا حاجة بالتالي لوجودها وجهودها مستقبلا! ويجب ان يتمتع الواحد منا بمستوى عال من العته ليصدق مثل هذا الادعاء!
وفي حركة استباقية لقرار الرئيس البشير السفر لحضور قمة الدوحة، وتعريض نفسه لخطر القاء القبض عليه، التزاما من دول العالم كافة بالقرار الدولي، فقد اصدر «علماء» السودان فتوى تمنع الرئيس من السفر خارج السودان لأن سلامته ليست موضوعا شخصيا يتعلق به، بل يتعلق بــ «رفاهية» الشعب السوداني وسلامته ووحدته الوطنية، ولكنه تجاهل الفتوى وسافر إلى أريتريا الأكثر تخلفا منه!
والرهيب اننا لم نتردد في اصدار مختلف بيانات التنديد بإسرائيل وعدوانها الاخير على غزة وتسببها في قتل 1200 مواطن فلسطيني، ولنا كل الحق في ذلك. ولكننا لم نحرك شعرة او ننطق بكلمة عندما قتل احدنا وشرد اكثر من 1200000 انسان من شعبه من دون رحمة! وهذا يعني ان من حقنا قتل بعضنا بعضا ولو بلغ الضحايا الملايين، ولكن ليس من حق الغريب قتل اي منا ولو بالعشرات.
الموت للعصير!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الدعوة بالتي هي أحسن ولكن!

 

إذا لم تخني الذاكرة، فإن مسمى «لجنة المطلقات والمهجورات» بدأ يتردد في الصحافة المحلية منذ شهر يونيو/ حزيران من العام 2008 عندما نظمت مجموعة من المواطنات اعتصاما أمام المجلس النيابي هدفه لفت أنظار المسئولين إلى الأوضاع التي تعيشها الكثير من النساء بسبب إجراءات التقاضي في المحاكم الشرعية.

لم يكن هناك، حسبما بدا من تحرك عضوات اللجنة، أي هدف غير التعبير عن شدة المعاناة بسبب إجراءات التقاضي، والحال كذلك، كانت ولاتزال تحركات أولئك النسوة تسير طبقا للدعوة بالتي هي أحسن، فمن خلال اللقاءات التي عقدنها مع بعض المسئولين في وزارة العدل والشئون الإسلامية ومع نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء، وعبر الخطابات واللقاءات التي وجهت وأجريت مع بعض النواب، وكذلك من خلال الاتصال بالسادة القضاة، كانت تلك المجموعة الصغيرة تحمل قضية كبيرة، لا يراد منها الإساءة للقضاء، بقدر التطلع إلى تحسين إجراءات التقاضي، وإعادة النظر في بعض الأحكام التي صدرت وتركت تبعات ثقيلة على استقرار أسرهن، ولا شك في أن من حقهن المطالبة بذلك.

الغريب في الأمر، أن بعض الآراء اتجهت إلى تشويه تحرك تلك النساء! فمن قائل إنهن لا يبغين سوى الإساءة إلى الشرع الحنيف وإلى القضاة، ومن قائل إن هناك من يحركهن في الخفاء لتحقيق مكاسب سياسية، فيما لم يشر أصحاب تلك الآراء فيما قالوا… إلى الظروف القاسية التي تعيشها بعض الأسر… وخصوصا بالنسبة للحاضنات منهن، حتى أن إحدى المواطنات واجهت صعوبة في رؤية أطفالها حتى بعد صدور حكم قضائي، وذلك بسبب تزمت الزوج ورفضه تطبيق الحكم… ووقف المركز الاجتماعي الذي كان مسئولا عن تطبيق الحكم مكتوف الأيدي!

ويبدو أن اللجنة كانت تتابع ما يجري، فأصدرت بيانا على هيئة خطاب (الى من يهمه الأمر)، ضمنته شرحا صريحا لأهدافها، وجاءت مقدمة الخطاب مباشرة تقول: «انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي السامية، التي تمثل دستورا سماويا يحقق للبشرية جمعاء أسس الحياة الكريمة، تستمد لجنة المطلقات والمهجورات مبادئ عملها المتوافقة مع ديننا الحنيف الذي كرم المرأة ورفع شأنها وأعزها، وحفظ لها كيانها وشخصيتها تأكيدا لدورها في المجتمع».

وأعاد الخطاب مرة أخرى التأكيد على ما تريده المواطنات اللاتي يتابعن قضاياهن في المحاكم، وكانت الفقرة المعنية في الخطاب واضحة المعنى: «إن تحركاتنا منطلقة من قضايا واقعية، باستقلالية ونوايا حسنة ترفع الخير والصلاح لها شعارا مستمدا من الدين الإسلامي الحنيف، والمطالبة بالحكمة والموعظة الحسنة لما هو مشروع من مطالب، وكلنا أمل في أن تشارك المؤسسات الدينية والنسائية وقضاة الشرع والمسئولون في تبني الملف المطروح، كونه يهدف في الأساس إلى حماية حقوق المرأة والأسرة البحرينية».

وبعد، يبدو أن هناك تفهما لما تريده اللجنة، وخصوصا أن اللقاءات التي عقدت مع المجلس العلمائي، وبعض علماء الدين والنواب، وفقا لما صرّحت به رئيسة اللجنة أمل جمعة للصحافة، وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالأهداف… لكن، هل سنشهد تحركا قريبا لتغيير واقع الحال؟ هذا الأمر في يد قضاة الشرع الأفاضل وحدهم، وهم موضع ثقة عضوات اللجنة