سامي النصف

أحقد من هيكل!

في الأردن ضجة إعلامية قائمة منذ أيام يقوم مرتكزها على رد الإعلام الأردني على ادعاءات محمد حسنين هيكل ضد العاهل الأردني الراحل الملك حسين والتي أوردها ضمن برنامجه الأسبوعي على قناة الجزيرة ويمكن لعنوان مقالنا ان يكتب بالدال أو الراء دون الحاجة لتصحيحه.

وكان لنا لقاء مطول ضمن حفل العشاء مع وزير الدولة للإعلام الأردني د.نبيل الشريف ذكرنا خلاله ان هيكل ممن يسعدون برؤية اسمه حتى على شاهد قبره لذا قد يكون فرحا وسعيدا بما يرى ويسمع بعد أن أسدل الستار منذ زمن طويل على تخاريفه ولم يعد أحد يستشهد بأقواله كحاله عندما كان قريبا من السلطة.

ومما ذكرناه التذكير بأن أول مقال لهيكل في صحيفة الأهرام عام 1957 كان بعنوان «اني اتهم» وجه فيه سيلا من الاتهامات للعاهل الأردني الراحل الملك حسين ويعود الآن بعد نصف قرن ليعاود بث كراهيته وليثبت انه أحقد من جمل كما يقول المثل العربي المعروف، كما أعدت للأذهان حقيقة ان الحقبة التي نظّر لها هيكل وكان فارسها الأوحد شهدت أشد حالات التخندق والتنازع العربية والذي يطلع على محاضر الوحدة الثلاثية بين مصر وسورية والعراق عام 1963 يرى ان ما فجرها وتسبب في توقفها هو سلسلة مقالات هيكل في حينها.

وقد يكون حب هيكل لاحتراب العرب وتفرقهم هو سبب ما قاله في حلقة برنامجه الأخير على قناة الجزيرة آملا دق اسفين الخلاف بين الأردن وقطر كي تمتد تلك الفرقة لمعسكري الحكمة والممانعة بعد ان شهدنا حالة الانفراج العربية عبر الجهود التي يقودها العاهل السعودي وبمشاركة مصر وسورية والكويت والتي امتدت لقطر وإيران.

ومعروف ان التهم التي يوجهها هيكل للآخرين هي تهم وجّهت له من قبل القيادة السوفييتية التي رفضت ذات مرة دخوله موسكو مصاحبا للرئيس الراحل عبدالناصر، وتساءل السوفييت آنذاك عن مصادر ثروته الضخمة التي تقدر هذه الأيام، للمعلومة، بمئات الملايين من الدولارات، وتساءل السوفييت عن السبب الذي يجعل بعض دور النشر الأجنبية تجزل له العطاء كثمن لترجمة كتبه التي لا يقرأها أحد في الغرب ولا يمكن ان تجدها ضمن قائمة «أكثر الكتب مبيعا».

ومما قلته للوزير ومحب الكويت د.نبيل الشريف ان رد الفعل العاطفي وغير المدروس سيجعل الشعب الأردني يتابع برنامج هيكل الذي لا يشاهده ولا يستشهد به أحد هذه الأيام وخير من ذلك الاكتفاء بمقالين ينشران في يوم واحد يعتمدان على الأرشفة والحقائق والكتب التي تكشف أكاذيبه وزيف ادعائه حيث لم أشاهد أحدا يكذب في كل ما يكتبه كحال «الاستاذ» هيكل.

آخر محطة:
الشكر الجزيل لكل من العلاقات العامة في وزارة الداخلية ممثلة بالصديق العقيد هاشم الصبر ولمدير «كونا» الناجح في عمان نجم الشمري وللفنانتين التشكيليتين شيخة سنان ونورة عبدالهادي على معرض لوحاتهما الرائع عن مدينة البترا والشكر موصول للأختين الفاضلتين حليمة بولند ومها العدواني على بروزهما كوجوه كويتية مشرقة ضمن الملتقى الكويتي – الأردني.

احمد الصراف

«فضيحة» عبدالله الفهيد التنظيمية

افتتحت يوم الاثنين الماضي الدورة 42 لمؤتمر اتحاد الجامعات العربية. ومجرد تكرم صاحب السمو امير البلاد بحضور حفل الافتتاح يعني ان المشاركين فيه، هم من العلماء المميزين والاكاديميين الكبار، وبالتالي يستحقون معاملة مميزة! ولكن ما جرى مع هؤلاء الضيوف المعتبرين منذ ساعة وصولهم كان خلاف ذلك تماما، فقد تبين ان نسبة كبيرة منهم، ان لم يكن جميعهم، لم يتم استقبالهم في المطار بالطريقة اللائقة بمكانتهم، حيث لم يجدوا، عند وصولهم، احدا في استقبالهم غير مجموعة من السائقين من حاملي اللافتات خارج صالة الوصول. وكان منظرهم، وهم يبحثون عن لجنة الاستقبال او العلاقات العامة لجامعة الكويت او وزارة التعليم العالي، مثيرا للشفقة والأسى.
وكانت المفاجأة الثانية في الفندق، عندما اكتشفوا عدم وجود أي من ممثلي الجامعة باستقبالهم ايضا، ولم تتوافر في غرفهم اي نشرات عن برنامج المؤتمر في اليوم التالي، ولا مكان انعقاده. أما المفاجأة الثالثة فقد كانت في القرار المفاجئ المتعلق بتأجيل افتتاح المؤتمر ليوم كامل، اي تغييره من الاحد الى الاثنين (!!!) وقد اوقع هذا التغيير كثيرا من الضيوف في مشاكل كبيرة تتعلق بحجوزات الطائرات، والاضطرار إلى الغاء ارتباطات ومواعيد سابقة في اوطانهم! وكان من المفترض، ذوقا وأصولا، من مدير الجامعة إعلام الضيوف بقرار التأجيل بفترة كافية.
لم تتوقف المفاجآت هنا، فقد استمرت بصدور قرار بنقل مكان عقد حلقات نقاش المؤتمر من قاعات خاصة داخل الجامعة، والتي صرف على تجهيزها وتهيئتها للمناسبة الشيء الكثير، الى احد الفنادق. وتسبب ذلك في زيادة تكلفة عقد المؤتمر بنسبة كبيرة، ويقال ان قرار نقل مكان المؤتمر كان لتلافي احراج الادارة بمظاهرات واعتصامات هيئة التدريس. كما تم نقل ضيوف المؤتمر بطريقة سيئة ومربكة بحافلات نقل عام من الجامعة، حيث عقدت الجلسة الافتتاحية، الى الفندق، وقد كان منظر «الترحيل» يدعو للرثاء حقا!
ومن المفاجآت الكثيرة الاخرى القرار الذي اصدره «امين عام الجامعة» الذي اعلن فيه عن ايقاف التدريس في الجامعة، في يوم عقد المؤتمر، وهذا مخالف لقانون الجامعة لصدوره ممن لا صلاحية له!
كما ان الطريقة التي عقد فيها المؤتمر، وما صاحب اجراءات الانعقاد من فوضى وإرباك وعدم احترام لسمعة ووقت ومكانة الضيوف بين إدارة الجامعة! فاذا كانت الادارة بكل هذا الوهن في اول تجربة حقيقية لقدراتها التنظيمية، فان هذا يثبت صحة ادعاءات اعضاء هيئة التدريس المتعلقة بضعفها ومطالبتهم باستقالة المدير!
نضع هذه الامور برسم الجهات المعنية متمنين سماع رأيها.

أحمد الصراف