محمد الوشيحي

الشيك بالشيك يُذكر

الحمد لله استقالت الحكومة، وستأخذ لفة على قطعة أربعة وستعود لنا مرة أخرى بعد شهرين: «بخ، أنا الحكومة القديمة رجعت من جديد»، فنضحك كما الأطفال على محاولتها الفاشلة لتغيير الـ«لوك»، ونكركر ونكعكع ونضرب كفا بكف وسنّا بسن والبادي أظلم! مشهد جميل يتكرر للمرة المليون وسبعة.

لا جديد تحت سقف الشمس. زرقاء اليمامة الكويتية شوهدت في عيادة طبيب العيون تفرك عينيها وتشتكي جفاف القناة الدمعية بعدما أعماها الغبار. والغربان غادرت الصومال الشقيق في اتجاهنا بحثا عن بلد حوّلته حكومته إلى جيفة لا عرق فيها ينبض. وأكْل الميتة حرام، لكن الغراب كافر والجوع أشد كفرا، ثم ان الكويت لم تمت فطيسة، لذا فهي ليست ميتة، هي متردية، كانت على قمة جبل فسقطت، أو أُسقطت، بضم «الألف» على الصدر كما تضم الغندورة كتابها.

وأقسم قسما، لو كانت هذه الحكومة امرأة لمات أبناؤها جوعا، ولامتلأ بيتها ذبابا، ولطلّقها زوجها ليتدارك ما تبقى له من عمر، حتى إنْ كانت أجمل النساء، فما بالك وهي قبيحة دميمة، لا ودود ولا ولود، ولا وجه في المقعد ولا جسم في المرقد.

استقالت الحكومة، إلى حيث ألقت رحلها، بعدما خلفت لنا طبالين وراقصات، من قنوات فضائية تعلمنا الوطنية بالكاسور واللطميات، وصحفا صفراء شاحبٌ لونُها، وكتّابا برائحة الثوم السوداني، ونوابا لشدة ورعهم لا تدري شمالهم ماذا قبضت يمينهم. وهؤلاء كلهم سيموتون جوعا بعد موت وليّهم.

استقالت الحكومة الرفلى الشعثاء، يا ما أنت كريم يا رب، بعدما عجزت عن إدارة دولة هالكبر ذات فوائض مالية كانت تشغل بال خالد السلطان.

استقالت الحكومة، والطريق اللي يودّي، وارفعوا أيديكم معي بالبكاء والنشيج والدعاء: «اللهم يا رب الأرباب، قيّض لبعض النواب القدرة على الاعتذار عن عدم قبول العانية مرة أخرى».

استقالت الحكومة، وسيحل البرلمان وستجرى الانتخابات خلال شهرين، وسنبدأ رحلة جديدة، لأن الرحلة الماضية غير محسوبة، يحسبوها ازاي عليّا، ولن تؤثر نتائج الانتخابات بقدر ما سيؤثر اسم رئيس الحكومة الذي يمتلك سيارات الرحلة ومؤونتها.

استقالت الحكومة، وحذفنا وراءها سبع حصوات، والطق في الميت حرام، أو الطق في المتردي حرام (للمرة الثانية أخطئ)، وانتهت حقبة وابتدأت أخرى، حقبة ما بعد ناصر الدويلة، أعجب نائب مر في ذاكرة تاريخ الكويت.

وفي دستور كوريا الجنوبية هناك مادة تقول: «الحكومة مسؤولة عن بث السعادة في أرجاء البلاد»، وحكومتنا المتردية استطاعت مرة واحدة بث السعادة في الأرجاء، عندما استقالت… بالسلامة، وعيّدي يا كويت.

سامي النصف

الملتقى الإعلامي الكويتي ـ الأردني

أكتب من عمان حيث أحضر أنشطة الملتقى الإعلامي الكويتي ـ الأردني والجميع هنا من كويتيين وأردنيين في قلق لما يجري على الساحة السياسية الكويتية من أزمات طاحنة متلاحقة لا يستحقها الوطن وقد تواترت الأنباء عن استقالة جديدة للحكومة ويضع الجميع ثقتهم المطلقة بربان السفينة صاحب السمو الأمير حفظه الله لوضع حد لتلك الاشكالات السياسية المتكررة وكان الله في عون سموه.

هناك سفراء يمرون مرور الكرام على الدول التي يعينون بها وهناك في المقابل سفراء يضعون بصماتهم اينما حلوا واينما رحلوا ولاشك في أن سفيرنا النشط في الأردن الشيخ فيصل المالك الذي تشرف الوفد الكويتي بلقائه ظهر أمس في مبنى السفارة هو من النوع الأخير الذي نحتاج لاستنساخه.

وهناك كذلك ملحقون اعلاميون مروا على الدول التي عينوا بها دون ان يعرفهم أحد وهناك في المقابل ملحقون اعلاميون كالزميل منصور العجمي الذي نجح في خلق علاقات شعبية مميزة بين البلدين وقد استمرت علاقته بالأردن حتى بعد انتهاء فترة انتدابه مما أهّله لتبني فكرة الملتقى الرائع الحالي والذي اهتمت المملكة الأردنية الهاشمية بشقيها الرسمي والأهلي بتغطية أنشطته والمشاركة في ندواته.

وقد شاركنا في الندوة الأولى التي خصصت للحديث عن التجربتين الديموقراطيتين في الأردن والكويت اللتين بدأتا بتاريخ واحد هو بداية العشرينيات وكان ضمن المشاركين النواب احمد الصفدي ود.نصار القيسي عن الجانب الأردني والنائب الفاضل د.محمد العبدالجادر وكاتب السطور عن الجانب الكويتي.

ان فكرة الملتقى الاعلامي الكويتي ـ الأردني الذي عمل الزميل الاعلامي منصور العجمي على إنجاحها هي فكرة رائدة نتمنى بذل الجهود لدعمها وان نرى مستقبلا الكثير من اللقاءات الاقتصادية والثقافية والشعبية الكويتية في العواصم العربية المختلفة فليس هناك أنجح وأنجع من اللقاءات المباشرة لكسب ود الشعوب وازالة سوء الفهم ومن ثم دعمها لقضاياك.

آخر محطة:
كان للزميل فيصل القناعي مداخلة اقترح فيها تسمية شارع في العاصمة الأردنية باسم الكويت كحال تسمية الكويت شوارعها باسم البلدان العربية وفي لقائنا مع السفير اقترحت أن تتبنى الكويت صياغة مقترح للجامعة العربية يتضمن تسمية الشوارع الرئيسية في المدن العربية وخاصة الجديدة منها بأسماء دولنا العربية حتى يشعر الجميع بالانتماء لأمة واحدة.

احمد الصراف

عادل الفلاح المؤتمري الخارق

«.. ان لدى المسلمين اليوم فرصة ذهبية كونهم المؤهلين الوحيدين لانتشال البشرية من التخبط الذي تعيش فيه، ومن تلك المشاكل الكثيرة.. ومنها مشاكل البيئة..» (!!!!!) (عادل الفلاح، الصحف 13ـ3ـ2009).

***
السيد عادل الفلاح، وكيل وزارة الاوقاف، شخص مثير للعجب والدهشة، وربما لبعض الاعجاب، بسبب قدراته التنظيمية الكبيرة وانشطته المؤتمرية (من مؤتمر) الجمة. فلا يكاد ينتهي من التحضير لمؤتمر في الكويت وترؤسه، حتى يسافر لحضور آخر سبق ان نظمته وزارته في الخارج، وايضا برئاسته، ليعود بفكرة جديدة لمؤتمر ثالث تحت رعايته ورابع تحت اشرافه وخامس تحت ابطه وهكذا من دون كلل او ملل او تعب.. وكانت آخر تخريجاته، او اختراعاته، المؤتمر الاخير الذي عقد في فندق الشيراتون يومي 14و15 مارس، والذي دعي لحضوره 60 خبيرا في البيئة وتغير المناخ، وبالذات من اليابان، وكان بعنوان «حوار الحضارات بين العالم الاسلامي واليابان»!!.
اللطيف او المضحك حقا، ان ضيوف المؤتمر اليابانيين، من الخبراء في شؤون البيئة، لم تكن لهم علاقة مباشرة بالدين ولا الفقه ولا علم الكلام ولا الشريعة ولا حتى حوار الحضارات، او الوسطية، التي طالما برع فيها السيد عادل الفلاح، وكان رئيسا وعضوا عاملا في الكثير من لجانها في العصر الذهبي للسيد عصام البشير، الذي كان امينا عاما لمركز الوسطية وكان في الوقت نفسه عضوا في الحزب الحاكم في السودان وعضوا في التنظيم العالمي للاخوان المسلمين!! وبالتالي كان مستغربا حضور هؤلاء مثل هذا المؤتمر وبدعوة من هيئة دينية بحتة لا يتعلق عملها من بعيد او قريب بالبيئة وتغيرات المناخ وثقوب الاوزون، ودرجة حرارة الجو وتلوث المحيطات والبحار، ولا ادري حقيقة كيف نجح السيد الفلاح في الحصول على قبول كبار مسؤولي الدولة فكرة قيام وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بالذات، وليس الصحة ولا الهيئة العامة للبيئة، ولا معهد الكويت للابحاث ولا حتى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ع‍لى عقد مؤتمر عن البيئة في الكويت!! وكيف يمكن لمتخصص في شؤون الوقف وبناء وترميم المساجد وصيانتها وتوظيف الائمة، داخليا وخارجيا، والاشراف على خطبهم ومراقبتها وطبع الكتب الدينية وما الى ذلك من انشطة عديدة تتعلق بالدعوة والفقه وعلم الكلام العظيم، ان ينظم ويترأس مؤتمرا يتعلق بحوار الحضارات والبيئة!! وهل انتهت مشاغل وزارة الاوقاف ومشاكلها بحيث اصبح لدى وكيلها العتيد كل هذا الوقت للاشراف والتحضير والتدبير والمشاركة في مثل هذه المؤتمرات المتخصصة؟!
وعليه نتمنتى على السيد وكيل الاوقاف، الذي خفت حركته مع انتهاء دور عصام البشير، وشبه تصفية انشطة مركز الوسطية الذي كلف المال العام ملايين عديدة من الدنانير من دون طائل، نتمنى عليه التركيز على اعمال وزارته والتوقف عن التدخل في امور لا يفقه لا هو ولا وزارته فيها.
كما نتمنى عليه افحامنا بنشر «المنجزات» الكبيرة التي تمخضت عنها مؤتمراته التي عقدت في السنوات الثلاث الماضية، ومنها المؤتمر الاخير.
اما ما اوردناه من كلام على لسانه في بداية المقال فنترك للقراء حق التعليق عليه!!

أحمد الصراف