قام مواطن في دولة «جزر اللاق لاق» الاستوائية، والتي كانت سابقاً من مستعمرات التاج البريطانية، بتغيير لون اسفلت الشارع الذي يقع منزله في منتصفه، من اللون «القاري» الأسود إلى لون أصفر فاقع.
بسبب قوة انعكاس الضوء على اللون الأصفر البراق وما يتسبب فيه من ازعاج للمشاة وسائقي المركبات، قام جيران ذلك المواطن برفع شكوى لمدير المرور، السيد «مو مون»، طالبين إعادة تزفيت الشارع، وإزالة التعدي على لونه الأسود السابق الجميل، أو إعادة طلائه بالأسود. استجاب السيد «مو مون» للطلب وحرك آليات المرور مصحوبة بدعم أمني وباشر بإعادة لون الشارع الى وضعه السابق. وهنا قام صاحب ذلك المواطن الغريب الطبع برفع الأمر الى السيد «بابا سيلي»، عضو البرلمان اللاق لاقي، طالباً تدخله لوقف مدير المرور عند حده ووقف أعمال الطلاء فوراً، وإجبار الدولة على تعويضه عما تكلفه من مال في طلاء الشارع باللون الأصفر، كما قال لقريبه (العضو) إن استمرار إدارة المرور في عملها يتضمن إهانة لكرامته، وسيعرضه مستقبلاً لسخرية جيرانه!
لم يتردد العضو البرلماني «بابا سيلي» في الاستجابة لطلب مرشحه الثري والمؤمن القوي، وعقد مؤتمراً صحفياً هدد فيه رئيس الوزراء بالاستجواب من فوق المنصة إن لم يوقف فوراً أعمال التعدي المتمثلة في تغيير لون الشارع، مع تعويض المواطن على ما تكلفه من أموال. كما طالب الحكومة بالتعهد بوقف كل أعمال الإزالة المشابهة، وان على رئيسها تقديم مدير إدارة مرور الجزيرة السيد «مو مون» للنيابة لمساءلته عما اقترفته يداه ورجلاه عند تطبيقه القانون (!!!).
لتجنب صعود منصة الاستجواب، قام رئيس الوزراء بالاتصال عن طريق الـ SMS بعضو البرلمان وتعهد له بتعويض المواطن من جيبه الخاص، وبالقيام بإعادة طلاء الشارع على حسابه أيضاً، واعتذر له عن تصرف مدير المرور، ولكنه رفض طلب الإحالة للنيابة! ولما لم يعجب ذلك العضو «بابا سيلي» فقد تقدم بطلبه استجواب رئيس وزراء الجزيرة!
ما ان باشرت قوى رئيس الوزراء بإعادة طلاء الشارع باللون الأصفر، حسب التعهد للعضو «بابا سيلي»، عقد السيد «جود هولي مان»، العضو الآخر في البرلمان، مؤتمراً صحفياً هدد فيه رئيس مجلس وزراء الجزيرة بالاستجواب، إن لم يوقف إعادة طلاء الشارع باللون الأصفر القبيح!
وهنا اصيب الشارع السياسي بالارتباك، بسبب تردد الرئيس في اختيار القرار السليم وفي تهور النائب الاول واصرار النائب الثاني على المضي في الاستجواب، ولم تفلح تدخلات جميع الاطراف في تهدئة الوضع بعد ان اصر كل نائب على موقفه. وبالتالي، لم يجد رئيس وزراء جزيرة «اللاق لاق»، بُدًّا من ارضاء الطرفين بطريقة او بأخرى، تجنبا للصعود الى المنصة، وقام بالطلب من ادارة المرور تقسيم الشارع لمجموعة كبيرة من الشرائح المستطيلة وطلاء واحدة باللون الاصفر واخرى باللون الاسود، وهكذا الى الانتهاء من الشارع بكامله!
ومن هنا جاءت فكرة الوان الارصفة الصفراء والسوداء التي تشاهد في الكويت وفي اماكن كثيرة اخرى في دول العالم الاخرى، وكان سبب انتشارها هو اقتناع حكومة صاحب الجلالة البريطانية في اربعينات القرن الماضي، بالفكرة ونقلها وتطبيقها في انكلترا وبقية مستعمراتها!
•••
• ملاحظة: أعلمنا السيد فواز الفرح، رئيس الطيران المدني النشط والمثابر، بعد الاتصال به بخصوص مشكلة الاتصال باستعلامات المطار، أن الرقم قد تغير الى 161. كما يمكن الاتصال بالرقم 1888180 للحصول على الخدمة نفسها.
أحمد الصراف