محمد الوشيحي

العدساني… الملط

ملعون أبو من ألّف الحكمة الجبانة: «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، أستغفر الله، لعْن الأب حرام، ملعون جده الأكبر لأنه غش الحكومة فصدقته، وسكتت وخرمست، وتركت «السكان» أو مقود السيارة وقفزت تزاحمنا على «الكشن الورّاني».

أيها الحفل الكريم، عليّ الطلاق «ما في الحمض أحد»، وليس لديكم حكومة كما بقية البشر، رغم كل الصحف والقنوات التي تطبل لها، ورغم انضمام «بعض الكتّاب» إلى الفرقة الاستعراضية الراقصة، مرددين حكمة المومس الفاضلة: «ورانا عيال». اللهم أعط كل مومس على قدر نيتها الطيبة، وليّن خصرها لتؤدي وصلتها بما يرضي الضمير. ومن هنا إلى أن تسترد الحكومة منصب «الناطق الرسمي» من النواب الذين استحوذوا عليه بوضع اليد، دعونا ندردش مع رئيس ديوان المحاسبة عمنا الكبير عبدالعزيز العدساني، وهو من أفرحنا خبر توليته المنصب الحساس هذا، ورحنا نبوس أيدينا شعر ودقن، على رأي اللمبي.

شوف يا عمنا أبا يوسف… في مصر، لا يحلف الغلابة هناك إلا برأس الدكتور «جودت الملط»، رئيس جهاز المحاسبة المركزي، وهو ما يعادل رئيس ديوان المحاسبة عندنا. لماذا؟ لأن صاحبنا الملط ملو هدومه. وأتمنى عليك أن تتابع ما يُكتب عنه هناك، وأن تقرأ ما دار في جلسة مجلس الشعب من مشادات بينه وبين بعض الوزراء. هذا الملط الشريف عرّى وكشف مصائب وألاعيب بعض الوزراء، فهاجوا فهاج، وماجوا فماج، لأنه لا يقبل الاعوجاج. وها هم الناس، والشباب خاصة، يرتبون صفوفهم للوقوف خلفه ودعمه وإعلان مساندته في وجوه الغيلان. وبطولة الملط أنه جاء إلى مجلس الشعب يحمل معه ملفاً لكل وزارة، مبيناً فيه «مؤشراً عاماً» لأداء الوزارة هذه السنة، إلى الأعلى أو الأسفل، شوف البطولة! يعني أنت يا الوزير الفلاني تسببت في هبوط أداء وزارتك، بحسب المؤشر، وأنت يا فلان ابن فلانة (بالاسم والمنصب) رفعت أداء الوزارة، فاتضحت الصورة أمام النواب والصحافة والشعب، والدين ممنوع والعتب مرفوع. وليت النظام هذا يطبق في الكويت.

أبا يوسف، هات أذنك لأهمس لك، أو خلّك قاعد، الحق لك، أنا سأنهض لأهمس في أذنك: السيد نشطراوس، رئيس ما يعادل ديوان المحاسبة في إسرائيل، يعلق على حائط مكتبه جملة قصيرة اقتبسها من قانون الدولة «إن الوزراء والمسؤولين خدم للشعب لا سادتُه» (راجع قانون الدولة الإسرائيلي). نشطراوس هذا هو من أحال رئيس الوزراء أولمرت إلى المحكمة الجنائية، ليش؟ لمخالفتين ارتكبهما عندما كان وزيرا للتجارة والصناعة، تم اكتشافهما أخيراً، إحداهما (تخيل)، الحصول على تذاكر طيران مجانية هدية له ولزوجته من إحدى الشركات بما يعادل ألفي دولار، أكرر ألفي دولار، وهنا تبرز شبهة الانتفاع من المنصب الوزاري! شوف جشع ابن اليهودية. وتم إدخال الشركة في القضية كمتهم مشارك في جريمة الرشوة للتدقيق على صفقاتها منذ ذلك الحين إلى اليوم! وفي الكويت لا يقبل سمو رئيس الحكومة الصعود على المنصة لكشف مصروفاته التي تعادل نحو سبعين مليون دولار.

آمالنا و«هقوتنا الطيبة فيك»، قبل عيوننا، شاخصة تجاهك. لا تنسَ أبا يوسف. أرجوك لا تنسَ أنك مسؤول، والوزراء والمسؤولون خدم للشعب لا سادته.

* * *

غداً الجمعة سأكتب معلقاً على توضيح الهيئة العامة للبيئة، الذي بثته (كونا)، والذي نفت فيه خطورة الموضوع… انتظرونا.

* * *

رحم الله العم بو بدر، هيف سعد الحجرف، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وآل حجرف الكرام الصبر والسلوان.

سامي النصف

الإعلام والصحافة الإلكترونية

شاهدت قبل يومين لقاء ممتعا وشائقا مع الأديب عبدالعزيز البابطين ضمن برنامج «في ضيافتهم» الذي يقدمه الاعلامي بركات الوقيان وقد امتد اللقاء الى حلقتين بدلا من واحدة كما هو معتاد، ومما تم طرحه الاشارة لمقترح نائب رئيس المجلس البلدي بتسمية شارع باسم السيد عبدالعزيز البابطين وهو ما نود ان نراه مطبقا اضافة الى رغبة مستحقة بأن تضاف الى الـ 11 دكتوراه فخرية التي حازها بوسعود من مختلف جامعات العالم دكتوراه فخرية من جامعة بلده الكويت، فتكريم الرجال المحبين والمخلصين لوطنهم في حياتهم خير ألف مرة من تكريمهم بعد رحيلهم.

التهنئة القلبية للزملاء والاصدقاء د.علي الزعبي على تدشين موقع صحيفته «النون» وبسام الفهد ومبارك العمير على تدشين موقع صحيفتهما «المسائية» والتهنئة كذلك لموقعي «زووم» و«الحدث» لتصدرهما اعداد الزائرين والشكر موصول للصحف والمنتديات الالكترونية لا يمكن الإلمام بما يجري في بلدنا دون زيارة مواقعهم كل صباح كحال جرائد «الابراج» و«الوهج» و«الديوان» و«منتديات» و«الشبكة الوطنية» و«كويت المستقبل» وغيرها.

لا أقرأ ولا أشارك في المدونات إلا ما ندر لمحدودية زائريها ولكونها تمثل رأيا شخصيا وذاتيا لصاحبها وأستبدل ذلك بالمساهمة الفاعلة ومنذ سنوات في المنتديات الفكرية والاسلامية والعربية والخليجية الاكثر شهرة وانتشارا والممتدة من الماء الى الماء لتصحيح مفاهيم النشء العربي التي تتكون عبر الانترنت بأكثر من اي شيء آخر وكي نبعده عن تيارات التوحش والقتل والتطرف، وللدفاع عن بلدنا امام حملات الكذب والافتراء وما اكثرها، واشكر في هذا السياق الاخوين بدر الكويت وعدنان الشويحان على مساهماتهما الفاعلة بهذا الشأن.

عندما أطلق سراح الصحافي الكبير مصطفى امين في منتصف السبعينيات وقلد رئاسة تحرير جريدة اخبار اليوم واسعة الانتشار اشترط ان يتولى الاشراف على صفحة القراء وقد استخدمها باحتراف شديد في الانتقام من خصومه عبر الرسائل المفبركة فهذه رسالة من قارئ من بني سويف تطعن في ذلك الخصم واخرى من الدقهلية تجرح بخصم آخر وكان تأثير تلك الرسائل اكثر ضررا وتدميرا مما لو كتبها باسمه الشخصي.

تقوم «بعض» الصحافة الالكترونية بدور مماثل فإذا ارادت استقصاد شخصية عامة او «كاتب ما» لحساب مموليها او لتنفيس احقاد بعض ملاكها ومحرريها، وضعت لتلك الشخصية خبرا او لذلك الكاتب مقالا ثم ألحقته بالعشرات من رسائل الشتم والقدح التي يكتبها عادة شخص واحد (او حاقد) من داخل الموقع بأسماء مختلفة ولا يتورع ذلك البعض عن تسريب اسماء من يرسل لهم الرسائل رغم الادعاء الكاذب بالاحتفاظ بسرية ما يبعث ولا حول ولا قوة الا بالله.

آخر محطة:

المسجد هو الذي يصلى فيه والمخزن هو الذي يخزن به وعليه فما هدم قبل شهر هو مخزن ولا يجوز تسميته بمسجد بعد ان توقفت الصلاة فيه منذ سنوات. مع تعدي احد المنحرفين على طفل في احدى المدارس الخاصة نصبح في الوزير الرابع للتربية خلال 10 ايام فيما لو طبقنا الفكرة المجنونة القائلة بأن تعدي اي منحرف على بريء يوجب استقالة الوزير والعدادة تحسب.

سعيد محمد سعيد

فقأنا… عين «الخفاش»!

 

يقع في الكثير من الأحيان اللوم على صحيفة «الوسط» من قبل بعض المسئولين والمتنفذين في أنها «تقسو» على الباطل! وهل القسوة على «الباطل» توجب اللوم أم الإشادة والثناء؟ ذلك لأن هذا الصوت الإعلامي البحريني الحر، سار منذ صدور الصحيفة في منهج واضح للعيان، وليس بدعة أن يكون ذلك المنهج هو إيصال صوت المواطن والمقيم وصوت (من لا صوت له) إلى المسئولين في مختلف المواقع.

لذلك، يصبح الأمر قاسيا حين يتعرى البعض من المسئولين وتنكشف نواقصهم وعيوبهم! وحري بهم، في هذه الحال، أن يفرحوا لأن الصحيفة أهدت اليهم عيوبهم… ليصححوا الأخطاء لا ليغضبوا، وعلى رغم الحملة تلو الأخرى، والطعنة تلو أختها، إلا أن الشرف الكبير العظيم لنا في صحيفة «الوسط» أن تكون قيادتنا الرشيدة واثقة من أدائنا ومن رسالتنا ومن حبنا لوطننا وخدمة قيادتنا وشعبنا.

لهذا، فليس هناك وسام أعلى من شهادة جلالة العاهل، في لقائه مع أهالي المحافظة الشمالية يوم أمس الأول (الثلثاء) في قصر الصافرية، حينما وصف جلالته هذه الصحيفة بأنها وسيلة من وسائل إيصال قضايا الناس إلى المسئولين، ويكفينا هذا الاعتراف فخرا، بأننا نسير في المنهج السليم الذي كانت عليه العبارة التي تزين لافتات الإعلان عن قرب صدور الصحيفة في سبتمبر/ أيلول من العام 2002، ولا تزال تلك العبارة باقية بكل قوتها ورونقها وبهائها: «كلمة طيبة في أرض طيبة»، لهذا، كان القراء قبل أسرة «الوسط» يتابعون تساقط «الطفيليين» الذين نصبوا لها العداء هكذا (من الباب للطاق ولغايات في نفس يعقوب) يتساقطون الواحد تلو الآخر.

في لقاء أهالي قرى المحافظة الشمالية ما عكس الكثير، وما يمكن أن يتمخض عنه الكثير، وخصوصا أن جلالة العاهل كان يستمع إلى الناس بسعة صدر، وكنا نسمع من بعض المسئولين والوجهاء الذين حضروا اللقاء: «عليكم أن تنقلوا ما دار للناس، فالكل يثق في صوتكم»، ولا ريب في أن مثل هذا الكلام، حينما يصدر عن كبار المسئولين، ومن شخصيات ووجهاء لهم مكانتهم الكبيرة في المجتمع، فإنهم لا يتحدثون عن صحيفة صفراء، أو جريدة نكراء، أو بيان يصدر من هنا أو هناك بغباء، ولكن يتحدثون عن صحيفة استطاعت أن تثبت قدمها بقوة لتكون جزءا من نبض البحرين اليومي، وهو أمر يستحق كل الفخر.

وبالمناسبة، ولعلني أذكر البعض، بهذه الفقرة، وهي أن شكر المسئولين بوزارة الداخلية، لا يعني أن الكاتب يخشاهم، فهم حين يجيدون العمل، نتوجه لهم بالشكر وهذا حقهم لأنهم يحملون مسئولية وطنية وأمانة، وحين يقصرون لا نتأخر عن لومهم وهذا المنهج مقبول حتى لدى معالي وزير الداخلية الذي نعرفه جيدا بأنه لا يمانع من الإشارة إلى الخطأ بالخطأ والصواب بالصواب… ومن الصواب، أن نشكر الداخلية على اعتذارها «للوسط» عن عدم إرسال خبر صادر منها بخصوص الاعتداء على آسيوي على دراجة في الديه، والذي قالت فيه بأن مجهولين من مثيري الشغب والتخريب في منطقة الديه اعتدوا بالضرب على سائق دراجة نارية آسيوي وحرقوا دراجته بالكامل»، حتى لا يتقول المتقولون على الوسط بما تمليه عليه «تطفلاتهم السيئة»، ويصدرون البيانات التي تخلو من المسئولية والمبادرة للنقاش مع الصحيفة على طاولة البحث والحوار بدلا من إصدار البيانات في السر، ثم إطلاقها في العلن.

شخصيا، كما أبلغت الكثير من الشباب الذين اتصلوا خلال الأيام الماضية بشأن موضوع (التطرف)أنني ضد أعمال العنف أيا كان سببها والمبتدئ بها، وضد استخدام العنف والقوة المفرطة ضد الأهالي، وفي الوقت ذاته ضد خفافيش الظلام الذين يحرقون ويدمرون، ويعتدون على المقيمين أو حتى على رجال الشرطة… ولا نعلم من هم؟! لكن الذي نعرفه، أنهم سواء كانوا من شباب القرى، أو من المندسين من خارجها، إنما هم بالفعل خفافيش يحبون الوضع المزري من الظلام المقيم في بعض القرى في هذه الليالي.

النتيجة المهمة هي أن «الوسط» فقأت عيون الخفاش؟