سامي النصف

مشروع اليرموك ضاحية صحية

هناك وجه حضاري للكويت لا علاقة له بالعواصف والزوابع السياسية المتلاحقة التي تشهدها البلاد، ذلك الوجه هو العمل الاجتماعي التطوعي الذي يروم خدمة الناس والحفاظ على ترابطهم والعناية بصحتهم بعد ان تفشت في الكويت مجموعة من الامراض المزمنة والخطيرة كالسكري والضغط والقلب وارتفاع معدلات الكوليسترول التي هي في مجموعها أشبه بالكوارث الطبيعية المدمرة التي تصيب البلدان الاخرى فتسخر الموارد وتنشئ فرق الطوارئ لمكافحتها.

كنا وجمع من اهالي اليرموك الكرام قد أنشأنا مجلسا للحي وما ان تولى المختار شديد الديناميكية عبدالعزيز المشاري منصبه حتى سارع لإحياء الفكرة وتنظيمها بشكل جديد، فأنشأ اللجان المختلفة ودعم المجلس بجمع من الكوادر المميزة، منها السيدة شيخة العدواني مديرة ادارة تنمية المجتمع ود.هدى الدويسان مديرة المركز الصحي في المنطقة.

وقد تقدمت الدكتورة النشطة هدى الدويسان بمشروع مميز أسمته «مشروع اليرموك الرابح الاكبر للصحة والخاسر الاكبر في الوزن» وهو عبارة عن مجموعة أنشطة لأهالي منطقة اليرموك تبدأ الساعة 6.30 مساء اليوم في مركز تنمية المجتمع ويُطمح من خلاله الى ان تتحول اليرموك الى منطقة صحية وبيئية خضراء وان يخرج اهلها وشبابها للملاعب والمماشي بدلا من البقاء الساكن في البيوت.

فسيتم هذا المساء بعد مراسم الافتتاح السريعة تحت رعاية وزير الصحة البدء في عمليات قياس الطول والوزن والسكر والضغط والدم وكمية الدهون في الجسم ثم بعد ذلك قيام الاطباء والاستشاريين والمختصين بتقديم النصائح والوصفات المختصة في التغذية والغدد والنشاط الرياضي.. إلخ.

وضمن تلك الأنشطة التي يراد منها الخروج من اليرموك الى الكويت عامة العمل على تغيير دائم في سلوكيات الغذاء والحياة التي هي أهم كثيرا من عمليات الريجيم «المؤقتة»، وسيتم ضمن البرنامج القيام بزيارات دورية لبعض العائلات لتغيير انماط الغذاء فيها، كما سيتم بالتعاون مع جمعية اليرموك وادارتها الجديدة وضع «ليبلات» على المواد الغذائية الموجودة في الاسواق طبقا لنسب الدهون والسعرات الحرارية فيها.

وسيستمر البرنامج الذي يبدأ هذا المساء لمدة عام تقاس بعده الاوزان مرة أخرى، أملا في أن يحقق اهدافه الخيرة عبر الايمان بأن الربح الاكبر للصحة يأتي من الخسارة الاكبر للوزن، وان تتغير سلوكيات أهالي المنطقة واهالي الكويت معهم الى الابد، فتعود الصحة للابدان والابتسامة للوجوه الغاضبة، لذا فالدعوة عامة لأهالي المنطقة للمشاركة في الأنشطة والمسابقات ولتفعيل عمليات التواصل الاجتماعي التي هي من صلب اهداف مجلس الحي بعد أن أصبح الجار لا يعرف جاره، فإلى الملتقى هذا المساء.

آخر محطة:
الشكر الجزيل لرئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية اليرموك ومديري ومديرات مدارس المنطقة على جهدهم المميز في دعم انشطة المنطقة.