سيكون أمام مملكة البحرين في العام المقبل، وبعد أن انتهت أعمال «منتدى ومعرض الأمن» الذي عقد يومي 23 و24 فبراير/ شباط المنقضي، تحديات كبيرة تندرج تحت إطار دور هذه البلاد الصغيرة في بحث القضايا الأمنية الكبيرة التي تهم منطقة الشرق الأوسط والعالم، وخصوصا بعد موافقة معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بالاقتراح الذي قدمه ممثل المملكة العربية السعودية لتغيير اسم المنتدى إلى «منتدى البحرين الدولي».
أن تكون البحرين مشارك رئيسي في صياغة الأمن العالمي؛ فهذا أمر نفتخر به من دون شك، وخصوصا في حقبة تواجه فيها كل دول العالم مخاوف متزايدة من تأثير المد الإرهابي على استقرار البشرية، في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، ولعلنا هنا نشير إلى ما طرحه رئيس الأمن العام اللواء عبداللطيف الزياني فيما يتعلق بتقييم البحرين للمخاطر والتهديدات الأمنية التي يمكن أن تواجه المملكة، وقد تم ترتيب هذه المخاطر ضمن أولويات لوضع الحلول المناسبة لها ضمن القدرات الذاتية، وإنه لمن المؤكد أيضا أن هذه المخاطر تواجه جميع الدول، وسيكون التأثير عليها بمقدار حجم وإمكانات تلك الدول، ونحن في البحرين نعمل بكل طاقاتنا وإمكاناتنا لدرء هذه المخاطر ضمن استراتيجية أمنية تعمل على كل المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
وفي الإشارة إلى المستوى الوطني، فإن كل الدول التي شاركت وستشارك في المنتدى، قادرة على طرح مرئيات جديدة وفاعلة في محور العدالة الاجتماعية، ولا شك في أن اللجنة المنظمة للمنتدى جديرة بأن تضيف هذا المحور إلى جلسات المنتدى في عامه المقبل، وأجد النقطة التي طرحها رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري من أن الأمن الداخلي لكل بلد يتعزز بصورة مباشرة من خلال تحقيق شعار الأمم المتحدة (مجتمع للجميع)، وتحقيق مثل هذا الشعار، يتطلب التزام الحكومات بإنشاء إطار للعمل من أجل تعزيز العدالة الاجتماعية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي (الوسط – 25 فبراير).
إن هذه المشاركة الكبيرة والناجحة لممثلين من مختلف دول العالم، تسجل كنقطة تميز للجنة المنظمة ورئيسها العقيد رياض عيد في إعداد وإدارة منتدى بهذا الحجم من الأهمية، فتوجيهات وزير الداخلية لتسجيل ووتوثيق كل ما طرح من أفكار وآراء داخل المنتدى في مطبوعات وأقراص كمبيوتر، لحفظها وتوزيعها على المشاركين، وإقامة ورش عمل حولها، يؤكد الحرص على توحيد الرؤى الأمنية وتأكيد ضرورة مواجهة أخطر التحديات التي تواجه دول العالم، من خلال أساليب العمل الجماعي الدولي أو الإقليمي، وحين تكون البحرين ركنا رئيسيا في صياغة استراتيجية أمنية عالمية، فإن تحديات المنتدى في العام المقبل ستكون أكبر، لكننا على ثقة بأن اللجنة المنظمة قادرة على تجديد قراءة المشهد الأمني العالمي وتقديم قراءة مرجعيتها (منتدى البحرين الدولي)