محمد الوشيحي


ملبوس العافية

يميناً بالله لو قدّموا لي – في أجواء كهذه – عضوية البرلمان على بشت من ذهب لرفضتها، شكر الله سعيكم جميعاً ولا أراكم مكروهاً في عزيز. ولو جاءتني رئاسة البرلمان بنفسها وجلالة قدرها وبروز صدرها تتغنج وتتمايل، ترفع خصلات شعرها بيد وترفع طرف فستانها بالأخرى من باب الإغراء، لصفعتها على معدتها، ولألحقت الصفعة بشلّوت من باب الاحتياط، والباب بالباب والبادي أظلم. وأتذكر عندما قال النائب السابق عصام الدبوس – شفاه الله وعافاه – في لقاء صحافي أجرته معه الزميلة «الرؤية» أن «محمد الوشيحي يحارب بعض النواب بهدف إزاحتهم عن طريقه كمنافسين له في الدائرة». أضحك الله سنك يا أبا نايف وفك كربتك. خذوها أنتم، ملبوس العافية.

ربعنا الناخبين – في الغالب – فاهمين السالفة خطأ، ولا فرق عندهم بين النائب والسائق الآسيوي إلا بالتقوى. وأغلبية النواب لا مانع لديهم من توصيلك إلى وجهتك والانتظار في السيارة إلى حين خروجك، بشرط أن «تحتكم» على ستة أصوات وما فوق.

ياعمي بلا هَم يجبرك على التعامل مع ناخبين بعضهم لا علاقة له بالاحترام. سامعين عنه بس ما شافوه من قبل. ولو كنت – لا قدر الله – في محل النائب الذي يتعرض يوميا لبوفيه مفتوح من الشتائم، أخفها «يا كذاب»، لكَمنت للناخب الشتّام في رأس العاير بالشوزن.

العضوية في بعض الدوائر تحتاج إلى أشخاص من معادن خاصة. ألسنتهم تطول جباههم للوازم اللحس. فقد تقول اليوم كلاما تحتاج إلى لحسه غداً. والنائب الحدسي السابق مبارك الدويلة، خيّب ظني فيه وطيّر أبراجاً من دماغي عندما انتقد رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي قبل يومين. «يا ناس كيف تستوي هاي؟»، كما يقول الإماراتيون. الدويلة ينتقد الخرافي؟ منذ متى؟ ماذا حدث في الدنيا؟… لكن الرحمن أعاد أبراج دماغي بعد تصريح الدويلة «الاستدراكي» الذي صرح به أمس وامتدح فيه الخرافي «حتى ظننت أنه سيورّثه».

ومربّو الحَمام يفرحون كلما اشتدت سرعة الرياح التي تتيح لحمامهم «القلّابي» استعراض مهاراته، وهذه الأيام أصيبت الرياح بلوثة جنون فخرجت من بيت أهلها تجري بأقصى سرعة، ففرح «مربّو الحمام السياسي» وأخرجوا حماماتهم من المحَكَر، وهات يا «تقلّب»، دون أن يدركوا أن الصحافة قاعدة لهم مثل القضاء، هناك خلف المحوّل، مصوّبة فوهة بندقيتها إلى الأعلى، وأي حمامة تطير وتتقلب في الهواء، ستحصل على طلقة بالثلاث.

* * *

وصلني فاكس من النائب السابق صالح الملا يرد فيه على ما جاء في مقالتي المنشورة يوم الأحد الفارط، جاء فيه:

«الأخ محمد الوشيحي المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أخي العزيز ورد في مقالتكم بتاريخ 29 مارس 2009 أنني قد غيرت رأيي بالنسبة إلى قانون الاستقرار المالي من مُعارض إلى مؤيد، وأنا أود أن أوضح أنني لم أحِد عن رأيي المعارض لذلك القانون منذ الحديث عنه حتى اليوم، وكان آخرها ما ذكرته خلال لقائي بقناة العدالة يوم الجمعة 27 مارس 2009.

وأؤكد أنني سأظل متخذا مواقفي وفق قناعات وطنية بحتة بعيدة عن أية مصالح انتخابية أو غيرها. ويطيب لي في هذا المقام أن أشير إلى أن مَن يبحث عن المصالح الانتخابية فعليه أن يعارض القانون الآن لا أن «ينقلب» ويؤيده».

تقبل مني التحيات… صالح محمد الملا

شكرا للنائب السابق على توضيحه، وإن كنت أستغرب عدم نفيه ما جاء على لسانه في وسائل الإعلام واتكأت أنا عليه. وليتك يا أبا محمد تعود إلى عدد جريدة «الجريدة» يوم الأحد، أمس الأول، وخدمات الرسائل الإخبارية، وخبر جريدة «نون» الإلكترونية المنشور بتاريخ 27 مارس 2009، ودعني أقرأ لك بعض ما جاء فيه: «أكد النائب السابق صالح الملا أن قانون الاستقرار المالي الذي شرعه مجلس الوزراء أمس، هو قانون ضروري للبلاد وتنطبق عليه شروط مرسوم الضرورة، في إشارة منه إلى موافقته (لاحظ كلمة موافقته) على هذا المرسوم الذي لاقى اعتراضا من بعض النواب السابقين».

وهذا التصريح لاحق للمقابلة المذكورة، لذا، «عاتب الوقت لا تعاتبني أنا» يا أبا محمد. وقبل عتاب الوقت ليتك توضّح لنا – وأنت في طريقك – هل هذا هو موقف المنبر الديمقراطي كله، أم موقفك الشخصي؟ لأن موقفك وموقف زميلك في المنبر الديمقراطي محمد العبد الجادر متساويان في القوة متضادان في الاتجاه. هاي شلون.

سامي النصف

«تو الليل» و«الاتجاه المعاكس»

شاركنا هذا الأسبوع في تجربتين إعلاميتين: الأولى مع تلفزيون الوطن حيث استضافنا الأخ محمد المنصور والأخت نادية صقر ضمن برنامجهما الشائق «تو الليل»، وأول انطباع خرجنا به من تجربة تلفزيون الوطن انها ذات رائحة وعبق كويتي مميز استطاع ان يشد الأنظار إليه.

فمن لحظة الوصول كان هناك استقبال بالبخور ودهن العود بتوصية من الإعلامي المبدع أحمد الدوغجي والشرقاوي «الفلة» بن هندي، كما يمتاز الجو العام في الاستديو وضمن البرنامج بإضفاء روح المرح والابتسامة – العزيزة هذه الأيام لأسباب غير معروفة – على الوجوه، فالرسالة تصل دون غضب أو زعل لقطاع كبير من المشاهدين وأرى ان هذا هو أحد الأسباب الرئيسية لنجاح القناة.

ومن الرسالة الباسمة إلى الرسالة الغاضبة حيث أشارك الليلة في حلقة أخرى من برنامج الاتجاه المعاكس الذي مازال، وبعكس ما يعتقده كثيرون، مشاهدا من قطاع كبير من المسؤولين والمواطنين العرب لذا وان قل اهتمام الكويتيين به بعد سقوط صدام إلا أن استفادتنا من الظهور خلاله تتأتى من حقيقة اننا في الكويت أصبحنا نمثل الفكر الجديد غير المتأزم على الساحة العربية التي انقسمت الى تيار إعلامي «ثورجي» يتبع دولا ثورية عربية وإعلام ثوري عربي يتبع دولا عاقلة وحكيمة، ولم يبق أحد يمثل صوت الاعتدال والحكمة على الساحة العربية.

وهناك حقيقة تستحق الذكر في هذا السياق وهي انني لم أسمع قط من مقدم البرنامج ومُعدّه أي أفكار شخصية عدائية تجاه الكويت، وانما توجد لديهم كإعلاميين محترفين رؤى تجاه البرنامج يرون من خلالها انها واجبة لاستمرار نجاحه واستقطاب المشاهدين له.

وتتعلق حلقة الليلة بالعلاقة العربية – اللاتينية على ضوء القمة التي تضم الطرفين في الدوحة بقصد الوصول لعلاقة أوثق بعد ان ارتفعت أرقام التبادل التجاري بينهما من 7 مليارات ابان القمة الأولى عام 2005 إلى 21 مليارا هذه الأيام، وتضم دول أميركا اللاتينية الملايين من أصول عربية انقطعت صلاتهم بأوطانهم العربية.

آخر محطة:
تفكر بعض الأنظمة الثورية اللاتينية والعربية في تشكيل تحالف يضم دول جنوب العالم لمحاربة شماله، وفي هذا يقول الزعيم الراحل سعد زغلول: ان مجموع الأصفار هو صفر كبير.

احمد الصراف

فضيحة عبد الله الفهيد الثانية

سبق أن كتبنا مقالا انتقدنا فيه جامعة الكويت، بسبب فشلها في تنظيم المؤتمر الــ 42 للجامعات العربية. قام مدير الجامعة بتكليف من لا نعتقد باختصاصه، الرد علينا، وعلى الرغم من افتقار التعقيب للكثير من الكياسة، وما تضمنه من اوصاف شخصية مسيئة، لكننا رأينا التغاضي عنها والرد عليه. تركز التعقيب، الذي كان بتوقيع السيد فيصل مقصيد، مدير العلاقات العامة، على امرين:
1 ـ الاشادة بنجاح المؤتمر وخلوه من العيوب.
2 ـ عدم صحة، او بالأحرى، كذب ما ورد في مقالنا عن المؤتمر، واننا لم نتواجد في انشطته، وانكار قيامنا بمقابلة اي من المشاركين فيه! أولا: لن نرد على الجزئية الاولى، فالجامعة ونحن والكثير غيرنا، على علم تام بأن المؤتمر لم يخلُ من الكثير من الفوضى وسوء التنظيم والتنسيق. ثانيا: اما القول اننا لم نتواجد في اي من انشطته او اننا لم نقابل ايا من المشاركين فيه، فهو كلام باطل (!!). فكما ان عدم التواجد في كل مكان ووقت المؤتمر ينطبق علينا، فإنه ينطبق على المعقب ايضا، فهو حتما لم يتواجد في كل الانشطة، في كل الاوقات واعتمد في تعقيبه على السمع من آخرين، وهذا ما حصل معنا، وليس من حقه ان ينكر علينا ما منحه لنفسه، علما بأن الامر لا يتطلب دائما التواجد في مكان الحدث للكتابة عنه، ومع هذا لم نعتمد على وسائل الاعلام، بل على ما اخبرنا به كبار ضيوف المؤتمر، الذين التقيناهم يوم السبت 7 مارس، وهو اليوم الذي وصلوا فيه واعتقدوا ان المؤتمر سيعقد في اليوم التالي، ولكنهم فوجئوا وبموجب المستندات الدامغة الموجودة لدينا، بأن المؤتمر قد تأجل افتتاحه ليوم 9 مارس، وهذا اوقعهم والكثيرين في ارباكات تغيير حجوزات السفر، وتأخير سفرهم وتعطل اعمالهم! فهل بإمكان المعقب اعطاء تفسير وجيه لوصول وفود من دول عربية قريبة قبل يومين كاملين من الجلسة الافتتاحية؟ لو كنت مكان السيد مقصيد لما وقعت كتاب التعقيب اصلا! ولعلم المعقب، لا نحن، ولا المكانة العلمية والادبية لمن اخبرنا بسوء التنظيم، تسمح لنا ولهم باختلاق او ادعاء امور لم تحدث تتعلق بسوء التنظيم والفوضى وقلة الاحترام لمكانة الكثير من الضيوف. كما ليس لنا، ولا لمن اخبرنا، عداء شخصي مع مدير الجامعة او اي من كبار موظفيه. ولا نعرف ايا منهم ولم يسبق لنا ان التقيناهم! ثالثا: لا علاقة لنا، لا من قريب ولا من بعيد، بجمعية او هيئة اعضاء التدريس، ولم يحدث بيننا وبينهم، لا قبل ولا بعد ولا اثناء انعقاد المؤتمر، وحتى كتابة هذا الرد، اي اتصال ومن اي نوع او شكل كان، ولا نعرف حتى اسماءهم! ونحن على استعداد لتفويض الجامعة بالاطلاع على كشف مكالماتنا الهاتفية مع شركة الهاتف المحمول، ووزارة الاتصالات عن تلك الفترة.
رابعا: ورد في التعقيب ان ضيوف المؤتمر كانت تنتظرهم في غرفهم «حقيبة» تحتوي على مطبوعات المؤتمر، وانها كانت محل تقديرهم واعجابهم! وهذه الفقرة كافية للدلالة على مستوى التنظيم، فقد اوحت وكأن الحقيبة هي الهدف، علما بأنها وزعت يوم المؤتمر، لا في الغرف، كما ورد في التعقيب.
خامسا: نرجو ان يزيل ردنا هذا النفس التآمري الذي امتل.ئ به كتاب التعقيب! فما كتبناه كان من واقع تجربتنا الشخصية وليس تأثرا بطرف او جهة معادية للجامعة.

أحمد الصراف

سامي النصف

هل هناك ديموقراطية عربية؟!

الجزائر بداية التسعينيات، بعد فترة حكم شمولي قاربت الثلاثين عاما أتت الديموقراطية البيضاء واكتسحت التيارات المؤدلجة الانتخابات فوقف زعيمها عباس مدني ليعلن على الملأ ان ذلك آخر عهدهم بالديموقراطية مكررا ما قامت به الأحزاب النازية والفاشية والماركسية من وصول عن طريق صناديق الانتخاب ثم إغلاقها بالضبة والمفتاح وسقط بعد ذلك مائة ألف رأس جزائري ثمنا لذلك الفهم الخاطئ للعملية السياسية.

لبنان أقدم ديموقراطية عربية قائمة حتى اليوم وتحت مظلتها قامت حروب 58 و69 و73 و75 ـ 90 و78 و82 و2006 والخير لقدام، وتحت راية الديموقراطية اللبنانية تقوم ديكتاتورية قمعية مستترة التي منها ديكتاتورية صدام لزعماء الأحزاب والطوائف فمن يعارضهم أو يبدي رأيا آخر يقتل أو يفجر أو يهجر، وهؤلاء الزعماء ـ لا الشعب ـ هم من يقرر أسماء المرشحين والفائزين بعد ان يتسلم المقسوم منهم، وآخر إبداعات الديموقراطية اللبنانية الاختراع الجديد المسمى «الديموقراطية التوافقية» أي لا يهم من يختار الناس توجهه وبرنامجه فللآخر حق التعطيل والڤيتو!

العراق 2003 وسقوط أعتى ديكتاتورية في العالم وتنفس الشعب المظلوم الصعداء لتشرق بعدها ديموقراطية مدمرة اخرى تعتمد على الطائفية والعشائرية والانشطارية والانتحارية ونسف أسس المجتمع المدني القائم منذ قرون واستبداله بمليشيات القتل والنحر والتفجير التي أعاقت عمل الحكومات المتعاقبة لإصلاح البنى الأساسية للدولة.

الكويت وديموقراطية الغوغائية والدغدغة والنهب والسلب والشتم والسب، والعرقلة المستمرة لعمليات التنمية وتطوير البلد، ديموقراطية السرقات والرشاوى والواسطات والمقترحات المضحكة والمجنونة، ديموقراطية الصياح والتهديد والوعيد ومحاسبة الشرفاء وترك المتجاوزين، ديموقراطية اختزل دستورها وجهد آبائها المؤسسين بمادة واحدة هي «الاستجواب ولا شيء غيره».

وكان الصديق العزيز د.مأمون فندي قد اتصل بي قبل ايام للسلام وللسؤال عن الرأي فيما طرحه في مقاله الأخير بجريدة الشرق الاوسط المسمى «الحل في غير الحل» والذي اقترح خلاله الاخذ بنظام المجلسين كحال اغلب الديموقراطيات الاخرى المتقدمة منها والمتخلفة والتحول لنظام الدائرة الواحدة ـ غير المعمول به في الديموقراطيات الأخرى ـ والحقيقة ان المقترحين يحتاجان لنقاش عاقل وجاد وتعديل دستوري في بلد اصبح فيه الحديث عن تنقيح الدستور امراً يعادل ارتكاب جريمة الخيانة العظمى، وأخشى ما أخشاه مع عدم عمل دورات تدريبية للنواب الجدد ان يتقدم احدهم بطلب استجواب للصديق مأمون فندي كما طالب بعضهم الآخر، فيما سبق، بمنع دخول الشاعر العراقي «المرحوم» معروف الرصافي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

آخر محطة:
بعد سلسلة فضائح بعض النواب المالية نرجو ان يكون اول مقترح يقدم للمجلس المقبل هو إنشاء «لجنة قيم» تحاسب وتسقط عضوية المتجاوز منهم.

احمد الصراف

فؤاد بطرس ومسجد الكيربي

وردت الفقرة التالية في كتاب «المذكرات» لفؤاد بطرس، الشهابي والوزير والنائب اللبناني السابق، التي ذكرتني كثيراً بقصتنا في الكويت وتجاربنا الأولى مع الدستور وما كانت عليه الكويت في سنوات استقلالها الأولى، وما آلت إليه الأمور بعدها بأعوام قليلة، بعد ان شجعت السلطة تنامي نفوذ القبلية وتأجيج الطائفية عن طريق نظام المحاصصة، وغضت النظر عن كل أمر مخالف ما دام يخدم هواها!! يقول السيد بطرس، الذي تجاوز التسعين من العمر، في مذكراته:
«.. وما كان ليتم الاستقلال وليقوم لبنان كدولة ناشئة حاضرة في الأسرة الدولية لولا الميثاق الوطني الذي توصلا اليه (أي الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح)، والصيغة المميزة والممتازة التي جاءت كترجمة أولى لهذا الميثاق. لقد قدر جيلنا هذا العمل وثمنه إلى أبعد الحدود، وكان همنا أن يكون التطبيق على مستوى هذا التصور، فيمارس الاستقلال في شكل يمكننا من خلق دولة تتمتع بصفات مثالية وتجمع اللبنانيين على مختلف تياراتهم وانتماءاتهم، وترتقي تباعا إلى ان تبلغ المستوى المطلوب. للأسف، اصطدم هذا التصور بعثرات جمة، لكن الفكرة بحد ذاتها كانت براقة وجديرة بالتضحية والاهتمام، وتبنّيناها بحماسة ودون تحفظ»!!
هكذا بدت الأمور في لبنان في فجر استقلاله، وهكذا كانت أحلام مؤسسيه، ولكن كل شيء تدهور مع الوقت، بعد ان نخرت الطائفية في نسيج المجتمع وحولته الى نظام أعجز من أن ينهض بقواه الذاتية، أو أن يعتمد على نفسه ويمنع الآخرين من التحكم بمصيره أو الاعتداء عليه.
ما آلت إليه الأمور في لبنان نحن مقبلون عليه، وبخطى حثيثة!
فحلم الدستور والديموقراطية، التي وضع الآباء المؤسسون وأسرة الحكم أسسها، يبدو في طريقه الى الانهيار، بعد ان وصل اليأس الى قلوب اعتى المؤمنين بالدستور والمتمسكين بنصوصه وروحه المبدعة.
فكيف يمكن ان نصدق أن الأمور ستصل الى درجة يتعهد فيها رئيس وزراء، رئيس السلطة التنفيذية، خطيا لنائب بأنه سيقوم شخصيا بترخيص بناء مخالف، سبق ان تمت إزالته لمخالفته كل قانون وعرف وذوق، وانه يتعهد، وأيضاً شخصيا، بإعادة بنائه على نفقته الخاصة (؟!!).
نعم، الحرية أهم من الديموقراطية، والكرامة أهم من الدستور، فسلام على الاثنين ان كان هناك ضمان لأن نكون أحراراً في دولة بلا دستور، وأن نكون أصحاب كرامة في غياب الديموقراطية، ولكن من الذي بإمكانه الاتفاق معي على هذا الأمر، أو الاختلاف فيه معي؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

المسلم والملا… هوبّا هوبّا

و«في فجأة» عادت ذاكرتي الغائبة لتهمس لي بأن حركة المسلم هذه هي ذات الحركة التي عملها عام 2006، وقابلها شباب «نبيها خمس» بالرفض القاطع الساطع والضغط الشديد، إلى أن نجحوا في إقناعه بخوض الانتخابات. وأتذكر أنهم حينئذ فشلوا في إقناع الغائب الحاضر وليد الجري بالعدول عن قراره.

إذاً التاريخ يعيد نفسه مع أبي علي الدكتور فيصل المسلم، والحركة هذه «اشتريناها» من قبل، وهي – في لغة «الشريطية» وباعة السيارات – حركة «مستعملة، ساكند هاند»، لذا نتمنى على دكتورنا المفضال ألاّ يبيعنا إياها بسعر الجديدة، وألا يبيعنا إياها هي ذاتها مرة ثالثة في الانتخابات المقبلة، الصيف الجاي، إذا الله عطانا وعطاه العمر.

ما علينا من السيارات والحركات، الله يرزق عبيده، المهم هو أن لنا عند الدكتور فيصل دَين (افتح الدال وسكّن الياء ما عليك أمر) عليه سداده، وهو الإفصاح عن أسماء النواب المرتشين الذين تحدث عنهم في وسائل الاعلام. ماذا وإلا فسنرفع أيدينا بدعاء يُخجل الأرامل على مَن «سكت عن الحق» وتسبب في عودة المرتشين إلى البرلمان مرة أخرى! صرّح يا دكتور بأسمائهم، حبا في الله وفي الوطن، وأنت متدين وطني. فقضيتك هذه تاريخية، ستتحدث عنها الأجيال.

وأظن أن الأجيال بعدما تنهي سوالفها عن قضية المسلم ستبدأ بالحديث عن «قلْبة» أو انقلاب صالح الملا من معارض لمشروع الحيتان قبل حل البرلمان إلى موافق ومؤيد له، في عملية سطو مسلح على طريقة «حدس» الحصرية.

هل نسي الملا وجود «الأرشيف» في الصحف؟ أم أن «القاعدة» الانتخابية مارست عليه الإرهاب التصويتي فأذعن؟ لا أدري، ولا يهمني أن أدري، المهم عندي فقط أن حكاية «هوبّا يمين هوبّا شمال» مملوكة لحدس، ونحن شهود الله في أرضه، فإذا كان الملا استعارها فعليه إعادتها إليهم بعد «النجاح»، فقد يحتاج إليها في الانتخابات المقبلة، هو أو غيره.

* * *

الأخ وكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد الرجيب، الإدارة العامة للسجون، ولا أعرف إن كان هذا المسمى صحيحا أم لا، يحتاج القائمون عليها إلى التذكير بأن المساجين «بشر»، لهم حقوق لا يسلبها السجن منهم، وأهم الحقوق هذه هو حق «الخلوة» مع الزوجة، كي لا يرقص الشيطان في بيوتهم أثناء غيابهم… أرجو الاهتمام أبا طارق، فما وصلني من زوجات السجناء محزن للغاية.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

سامي النصف

التيارات الوطنية في المناطق الخارجية

مما كتبه الزميل سعد العتيبي قبل ايام ضمن رده على احد الكتّاب طلبه أن يفتح التيار الوطني ابوابه لجميع اطياف المجتمع الكويتي ليكون تيارا وطنيا بحق ويبتعد عن النخبوية، وان الشباب المستنير في المناطق الخارجية لا يجد امامه الا خيارين: التيارات الاسلامية أو العودة لمظلة القبيلة وما يحمله ذلك من تبعات سلبية على حساب الوطن وهمومه حسب ما جاء في المقال الشائق.

في البدء ما كتبه الصديق أبومحمد هو ما كللنا من قوله وتكراره وترديده على مسامع الناشطين في التيار الوطني وما كتبناه مرات عدة واعترف بأنني لم أستوعب فحوى الردود التي استمعت لها على مقترحات الانفتاح على المنطقة الممتدة من شمال الجهراء الى جنوب أم الهيمان وان كان البعض يخشى الفشل والبعض الآخر يدعي الجهل بالاوضاع.

ما أراه وأقترحه على شباب القبائل والمناطق الخارجية المستنيرين ان يبدأوا الخطوة المكملة لمسيرة الرجال الوطنيين العظام أمثال سعد طامي وراشد حجيلان وخميس طلق وعبدالله الركيان وغيرهم وقد يكون من المناسب في هذه الانتخابات أو القادمة أن يبدأ الشباب المستنير بتشكيل قوائم وطنية موحدة، فهذا عجمي وذاك مطيري وآخر رشيدي وعازمي وكندري وعتيبي.. الخ، وهو أمر سمعنا باحتمال قيامه في الجهراء لأسباب مناطقية أي نزول مرشحين من قبائل وانتماءات مختلفة ضمن قائمة جهراوية واحدة.

عمل كهذا لو بدأنا به قبل عقود لما شهدنا ما نشهده هذه الايام من دعوات لإحياء العصبيات الجاهلية المحرمة شرعا وما تجره من مشاكل أمنية وضرب للوحدة الوطنية، ان على الشباب الوطني في جميع دوائر الكويت الالتقاء والنزول بقوائم موحدة في الدوائر الخمس لا البعض منها.

وأعتقد ان النظام السابق للدوائر كان أسهل فيما يخص خلق تيار وطني يخترق بعض الدوائر الخارجية كما حدث في السابق مع الاسماء الوطنية السالف ذكرها، اما ضمن النظام الحالي فالامر أصعب نسبيا بسبب نظام الفرعيات وكبر الدوائر والحاجة لإمكانيات مادية ضخمة للنجاح ويبقى الامل قائما بوجود شباب وطني كالأخ سعد العتيبي.

آخر محطة:
أغلب المترددين من المرشحين الوطنيين سبب ترددهم هو نظام الدوائر الخمس الذي دعموه وقلنا لهم في حينه انهم سيكونون أول ضحاياه فحجم الدائرة يجعل الحسبة لا تضبط بعكس ما كان قائما في الدوائر الصغيرة، افضل ما يمكن عمله هذه الايام هو رفع يافطات مكتوب عليها «نظام 25 دائرة ضيعناك وضعنا معاك».

احمد الصراف

قف مع أخيك ظالماً أو مظلوماً

انفردت أغلبية الدول العربية، من دون بقية دول العالم الحر التي تحترم نفسها، بالتنديد بقرار المحكمة الجنائية الدولية المتعلق بالقبض على الرئيس عمر البشير ومحاكمته لدوره في احداث دارفور! ووصفت أغلبية دولنا قرار المحكمة بالجائر تارة وبالمتحيز تارة اخرى، ولم تكلف اي منها نفسها البحث بصورة جادة في حيثيات القرار ومدى شرعيته، او حتى التزام الصمت حياله!
تداعيات القرار الجنائي الدولي، لكونه الاول في التاريخ الذي يصدر بحق رئيس دولة لا يزال في سدة الحكم، ستكون في مصلحة الشعوب المضطهدة كافة، او التي قد تضطهد مستقبلا. والحكم جرس انذار لكل زعيم يعتقد بأنه في مأمن من المساءلة والعقاب مهما ارتكب من جرائم بحق شعبه او غيره، ويجب ألا ننسى في الكويت فضل المجتمع الدولي ودوره في تحريرنا ووطننا من حكم احد طواغيت هذا العصر!
الطريف، او ربما المبكي في الموضوع، ان السلطات السودانية، وبعد تنديد العالم بقرارها طرد 13 منظمة اغاثة دولية تعمل في مجال تقديم المساعدات الطبية والتعليمية والغذائية لمئات آلاف المشردين والمهجرين والجياع من شعبها، بررت قرارها بالقول ان تلك الجهات كانت تتجسس عليها! وهذا بحد ذاته اعتراف غير مباشر بالتهم!
كما صرحت الحكومة السودانية بأنها ستقوم بتقديم الخدمات الانسانية نفسها التي كانت تقوم بها منظمات الاغاثة تلك، ولا حاجة بالتالي لوجودها وجهودها مستقبلا! ويجب ان يتمتع الواحد منا بمستوى عال من العته ليصدق مثل هذا الادعاء!
وفي حركة استباقية لقرار الرئيس البشير السفر لحضور قمة الدوحة، وتعريض نفسه لخطر القاء القبض عليه، التزاما من دول العالم كافة بالقرار الدولي، فقد اصدر «علماء» السودان فتوى تمنع الرئيس من السفر خارج السودان لأن سلامته ليست موضوعا شخصيا يتعلق به، بل يتعلق بــ «رفاهية» الشعب السوداني وسلامته ووحدته الوطنية، ولكنه تجاهل الفتوى وسافر إلى أريتريا الأكثر تخلفا منه!
والرهيب اننا لم نتردد في اصدار مختلف بيانات التنديد بإسرائيل وعدوانها الاخير على غزة وتسببها في قتل 1200 مواطن فلسطيني، ولنا كل الحق في ذلك. ولكننا لم نحرك شعرة او ننطق بكلمة عندما قتل احدنا وشرد اكثر من 1200000 انسان من شعبه من دون رحمة! وهذا يعني ان من حقنا قتل بعضنا بعضا ولو بلغ الضحايا الملايين، ولكن ليس من حق الغريب قتل اي منا ولو بالعشرات.
الموت للعصير!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الدعوة بالتي هي أحسن ولكن!

 

إذا لم تخني الذاكرة، فإن مسمى «لجنة المطلقات والمهجورات» بدأ يتردد في الصحافة المحلية منذ شهر يونيو/ حزيران من العام 2008 عندما نظمت مجموعة من المواطنات اعتصاما أمام المجلس النيابي هدفه لفت أنظار المسئولين إلى الأوضاع التي تعيشها الكثير من النساء بسبب إجراءات التقاضي في المحاكم الشرعية.

لم يكن هناك، حسبما بدا من تحرك عضوات اللجنة، أي هدف غير التعبير عن شدة المعاناة بسبب إجراءات التقاضي، والحال كذلك، كانت ولاتزال تحركات أولئك النسوة تسير طبقا للدعوة بالتي هي أحسن، فمن خلال اللقاءات التي عقدنها مع بعض المسئولين في وزارة العدل والشئون الإسلامية ومع نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء، وعبر الخطابات واللقاءات التي وجهت وأجريت مع بعض النواب، وكذلك من خلال الاتصال بالسادة القضاة، كانت تلك المجموعة الصغيرة تحمل قضية كبيرة، لا يراد منها الإساءة للقضاء، بقدر التطلع إلى تحسين إجراءات التقاضي، وإعادة النظر في بعض الأحكام التي صدرت وتركت تبعات ثقيلة على استقرار أسرهن، ولا شك في أن من حقهن المطالبة بذلك.

الغريب في الأمر، أن بعض الآراء اتجهت إلى تشويه تحرك تلك النساء! فمن قائل إنهن لا يبغين سوى الإساءة إلى الشرع الحنيف وإلى القضاة، ومن قائل إن هناك من يحركهن في الخفاء لتحقيق مكاسب سياسية، فيما لم يشر أصحاب تلك الآراء فيما قالوا… إلى الظروف القاسية التي تعيشها بعض الأسر… وخصوصا بالنسبة للحاضنات منهن، حتى أن إحدى المواطنات واجهت صعوبة في رؤية أطفالها حتى بعد صدور حكم قضائي، وذلك بسبب تزمت الزوج ورفضه تطبيق الحكم… ووقف المركز الاجتماعي الذي كان مسئولا عن تطبيق الحكم مكتوف الأيدي!

ويبدو أن اللجنة كانت تتابع ما يجري، فأصدرت بيانا على هيئة خطاب (الى من يهمه الأمر)، ضمنته شرحا صريحا لأهدافها، وجاءت مقدمة الخطاب مباشرة تقول: «انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي السامية، التي تمثل دستورا سماويا يحقق للبشرية جمعاء أسس الحياة الكريمة، تستمد لجنة المطلقات والمهجورات مبادئ عملها المتوافقة مع ديننا الحنيف الذي كرم المرأة ورفع شأنها وأعزها، وحفظ لها كيانها وشخصيتها تأكيدا لدورها في المجتمع».

وأعاد الخطاب مرة أخرى التأكيد على ما تريده المواطنات اللاتي يتابعن قضاياهن في المحاكم، وكانت الفقرة المعنية في الخطاب واضحة المعنى: «إن تحركاتنا منطلقة من قضايا واقعية، باستقلالية ونوايا حسنة ترفع الخير والصلاح لها شعارا مستمدا من الدين الإسلامي الحنيف، والمطالبة بالحكمة والموعظة الحسنة لما هو مشروع من مطالب، وكلنا أمل في أن تشارك المؤسسات الدينية والنسائية وقضاة الشرع والمسئولون في تبني الملف المطروح، كونه يهدف في الأساس إلى حماية حقوق المرأة والأسرة البحرينية».

وبعد، يبدو أن هناك تفهما لما تريده اللجنة، وخصوصا أن اللقاءات التي عقدت مع المجلس العلمائي، وبعض علماء الدين والنواب، وفقا لما صرّحت به رئيسة اللجنة أمل جمعة للصحافة، وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالأهداف… لكن، هل سنشهد تحركا قريبا لتغيير واقع الحال؟ هذا الأمر في يد قضاة الشرع الأفاضل وحدهم، وهم موضع ثقة عضوات اللجنة

احمد الصراف

أكرمونا بالسكوت عن الأعراف

بعد التحرير بأشهر قليلة، كنت أستمع مصادفة لإذاعة الكويت واسترعى انتباهي سؤال موجه من مستمع إلى السيد عجيل النشمي تعلق بحكم خروج المرأة من بيتها، وحمل السلاح والمشاركة في قتال العدو المحتل والمغتصب؟! إجابة الشيخ أو «فتواه» كانت واضحة جداً، حيث قال إن مكان المرأة هو بيتها ورعاية زوجها و«تحضير الطعام» له وتربية أولادها(!!)
لم يصدق أحد ممن رويت لهم تلك الفتوى، واعتقدوا بأنني أبالغ، ولم أهتم كثيرا بتغيير رأيهم.
مرت 19 سنة وقام سمو أمير البلاد بتشريف حفل تخرج اول دفعة من ضباط الشرطة من السيدات، وبهذه المناسبة قامت «الوطن» بتوجيه سؤال للسيد عجيل النشمي، ما غيره، عن جواز قيام الرجل بأداء التحية للمرأة في السلك العسكري إذا كانت من رتبة أعلى! فقال إن إدخال المرأة في العسكرية في غير حالات الاستثناء أمر غير مرغوب فيه، بل ينبغي أن يمنع! وأضاف أن الإشكال والاحراج في موضوع تحية الرجل للمرأة، أو العكس، عسكريا، يخالفان الأعراف المحلية، قبليا وحضريا، فمكان المرأة الذي حدده الدين هو القيام بأعباء المجتمع كتربية الأبناء ورعايتهم، فهذا أكرم وأستر لها(!!).
ربما نسي السيد النشمي العجيل أن جميع المجتمعات، والكويت ليست باستثناء، تخلت عن مئات آلاف الأعراف والتقاليد، منذ فجر التاريخ حتى اليوم، والذاكرة والمجال لا يساعدان على حصرها جميعا. ولكننا نعلم جميعا تقريبا أن الزواج إسلاميا، كان، ولأكثر من ألف عام، ولا يزال لدى الكثيرين، يتم شفاهة من دون عقد مكتوب أو موثق! ولكن متطلبات العصر وضروراته ارتأت التخلي عن هذا العرف الراسخ في القدم وضرورة توثيق عقود الزواج وتسجيلها في دوائر الدولة الرسمية. وفي محاولة لثني المعترضين على ذلك قامت الحكومات بربط مساعداتها المالية والسكنية باشتراط وجود عقد زواج مكتوب لطالب المساعدة، وهنا سارع جماعة الشيخ عجيل في التخلي خلال لحظات عن عاداتهم وأعرافهم وتقاليدهم، وقاموا بتسجيل عقود زواجهم وتوثيقها، طمعا في الحصول على قرض التسليف وبيت الاسكان! وهنا نجد أن متطلبات العصر والحياة التي نعيشها، والرغبة في امتلاك شيء ثمين، كانت ولا تزال أقوى من أي تقليد أو عرف. وعليه نرجو من رجال الدين إكرامنا بسكوتهم عن الأعراف والتقاليد فليس هناك من لم يكسر تقليدا أو يتجاهل عرفاً، وفهمكم كاف.

أحمد الصراف