سامي النصف

إضراب

في البدء نحن مع اي مطالبات محقة لإخواننا عمال النفط وغيرهم الا اننا ضد الاضراب كوسيلة للوصول للغايات كونه اسلوبا انصرفت عنه الامم المتقدمة لما يسببه من خسائر مادية فادحة تصيب كل الاطراف، اضافة الى انه ما ان يبدأ في قطاع ما حتى ينتقل سريعا الى جميع القطاعات الاخرى فينتهي اضراب النفط ليبدأ اضراب الاطباء او موظفي الكهرباء او المطار او البلدية ..الخ، مما يحيل حياة المواطنين الى جحيم ويساهم في تدمير اقتصاد بلدنا الذي انخفض دخله خلال اشهر بما يزيد على الثلثين، وفي وسط ازمة مالية عالمية يحلم خلالها الملايين بالحصول على الوظيفة وتوفير الخبز على المائدة.

وأحد الاشكالات التي تسبب الاضرابات في كثير من الاحيان، ضعف مستوى المتفاوضين من الجانبين فنشهد من جانب المسؤولين والمديرين اما رفضا قاطعا لكل ما يقدم ثم انتظار الاضراب لتحقيق بعض المطالب، او بالمقابل الانبطاح الكامل والموافقة سريعا على كل شيء بقصد كسب الثناء والشعبوية وتحميل كبار المسؤولين في الدولة بعد ذلك تبعات رفض المطالب غير العقلانية المقدمة.

على الجانب النقابي هناك كذلك إما اشكالية محاولة فرض الموافقة على كل ما يطلب دون مرونة وتحت راية التهديد بالاضراب، او محاولة استغلال المراكز النقابية للحصول على المكاسب الشخصية ومن ثم التفريط في مصالح العاملين مما يثير غضبهم لعدم الحصول على الحدود الدنيا من المطالب ومن ثم اعلان الاضراب، للمعلومة يستعين الفرقاء في الدول المتقدمة بمفاوضين محترفين ضمن صفوفهم لايصال المفاوضات المضنية التي تستمر لأشهر لبر الأمان بعيدا عن عمليات الاضراب المدمرة التي تضر بالطرفين.

وللتاريخ فان عمليات الاضرابات الحالية والمقبلة المتسبب الرئيسي فيها هو وزير وصل لكرسي المسؤولية في غفلة من الزمن واستخدم الكذب والخداع والانبطاح كوسيلة لكسب الشعبوية واعدا الجميع بتحقيق جميع مطالبهم وان لديه، حسب قوله، ولدى الوزراء كافة القدرة على تحقيق المطالب والقفز على اشتراطات المجالس المعنية كمجلس الخدمة المدنية وغيره.

وقد وضع ذلك المسؤول غير المسؤول كبار المسؤولين ومعهم الجهات المختصة في الدولة في حرج كبير بسبب وعوده الكاذبة بتحقيق جميع المطالب وارسل في الوقت ذاته رسالة لا لبس فيها ومازالت باقية لجميع النقابات بان الاضراب هو الوسيلة الوحيدة والسريعة لتحقيق المطالب وان عليهم الا يصدقوا الوزراء والمديرين عندما يستشهدون بعدم موافقة المجالس المختصة، وقد قرأت على احد المواقع الالكترونية لأحد موظفي ذلك المسؤول السابق ان اضراره على البلد واقتصاده قد قاربت اضرار صدام.

آخر محطة:
 انتخابات اللجان وامانة سر مجلس الأمة مقبلة ونرجو ان نشهد دعما حكوميا قويا للاكفاء و«المختصين» والمخلصين في اللجان المختلفة وخاصة اللجنة المالية لحراجة الاوضاع.

احمد الصراف

قصة استريد مع المستشفى

كتبت “استريد” تقول: اضطررت في يوم الى اصطحاب صديق الى مستشفى يقع جنوب البلاد. وعلى الرغم من عدم ثقتنا جميعا بأي خدمة طبية تقدم جنوبا، بعد هبوط مستوى مستشفى الـ KOC، فان تجربتي مساء ذلك اليوم كانت “غير شكل”. كان لا بد من الاتصال هاتفيا لتحديد موعد. فوجئت بالرد السريع وطلب اختيار اللغة العربية او الانكليزية، وبعكس كل مؤسسات الدولة تقريبا، رد الموظف فور التحويل عارضا المساعدة، ولم تمر دقائق حتى انتهينا من تحديد الموعد وتدوين البيانات الضرورية!
وصلت الى مواقف سيارات المستشفى فوجدته مظللا بكامله، وقد دونت العلامات الارشادية فيه بلغتين، وهذا يدل على حس انساني عظيم، فأكثر من نصف سكان الكويت لا يعرفون العربية.
لاحظت من نظرة سريعة ان الزرع والاشجار مشذبة بشكل جميل ولا توجد مزروعات بلاستيكية او ميتة في أصص مكسورة. كما لا توجد سلاسل صدئة تحجز المواقف القريبة. كما كانت الساحة والممرات نظيفة من أي قمامة، ولا توجد حفر في المواقف وبلاط مكسور او كربستون مهشم من ضربات اصحاب السوبربانات الذين يصرون على ايقاف مركباتهم على الارصفة. كما ان سيارة اسعاف المستشفى تقف في مكانها المخصص وهي، على غير المعتاد، نظيفة ومن غير صدمات!
مسلسل المفاجآت يستمر معك في الداخل، حيث تلاحظ ان النظافة تبدو واضحة على العاملين وعلى تصرفاتهم المهذبة واصرارهم على التحدث معك بلطف، وقدرتهم في الوقت نفسه, على العمل على جهاز الكمبيوتر الموجود امام كل واحد، او واحدة منهم. وبخلاف ما تعودت اعيننا عليه في المستشفيات الاخرى، والحكومية بالذات، فلا تجد هنا موظفين بلا عمل ومرضى يتوسدون كراسي رخيصة ومهترئة، وقطع البلاستك التي كانت تغطيها من المصنع لاتزال معلقة فيها بعد كل تلك السنوات حاملة كل جراثيم العالم. كما لا توجد ملصقات متآكلة لجمعية اعانة المرضى او ملصق لتاكسي او بائع فلافل، حتى سلال القمامة تلمع من الداخل والخارج.
دخلت غرفة الانتظار فوجدت هناك من سبقني. لاحظت ان ليس هناك تجاوزات ولا واسطات ولا تأفف أو تذمر، والجميع تقريبا مشغول بالقراءة، عدا همس مشترك هنا، ومكالمة هاتفية ضرورية هناك.
اضطررت للذهاب الى الحمام فوجدته لا يقارن بحمامات مستشفيات شمال الكويت، فورق التواليت والصابون السائل وورق تنشيف الايدي موجود بوفرة. كما ان فتحة مجاري الحمام لها غطاء وللباب ايضا قفل يحميه، ولا توجد بلاطات مكسورة او دش يدوي مرمي على الارض القذرة ينزف ماء، بل نظافة بمستوى 5 نجوم!
جاء دوري لمقابلة الطبيبة، وتم اجراء العملية بحضوري، ورأيت كيف ان احدا لم يطرق الباب طالبا الدخول، متحديا أي ملصق يمنع ذلك. خرجت بعد ساعتين من المستشفى من دون أن أشاهد أحدا يدخن سيجارة، أو يقع نظري على منافض قذرة مليئة بأعقاب السجائر او بصاق ملوث. كما لم أشاهد في ذلك المستشفى منظر العمالة الرثة السيئة الحظ وهي تتهادى بملابسها القذرة في الممرات تفكر في الكيفية التي ستتمكن فيها من اكمال اشهر بفتات ما يأتيها من راتب!
وقبل ان أخرج اكتشفت أن هناك حديقة صغيرة رائعة التنسيق يمكن لموظفي المستشفى وزواره قضاء وقتهم فيها بعيدا عن ماكدونالد والدونتس.
اعلم جيدا ان ما اقوله يبدو عجيبا، ولا يمكن تخيل وجوده في الكويت، ويا حبذا لو قام وزير الصحة بزيارة المستشفى معي مستقبلا، مع الاعتذار لعدم وجود “شيشة” فيه، ليقوم بتطبيق بعض ما فيه على مستشفيات الدولة!
لا أتكلم هنا عن خيال فالمستشفى موجود ولأي كان حق زيارته، ولكنه مستشفى بيطري خاص.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

لسن سوى نسوة… !

 

منذ كنت طالبا في المرحلة الثانوية، في مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة، وهي المرحلة التي بدأت فيها أهتم بقراءة الصحف والمجلات (مع أن هناك من الطلاب في المدرسة ممن كان ضليعا في المتابعة قبلي وقبل غيري… يعني أبو جرايد كما كنا نقول)، وأنا أقرأ وأسمع الكثير الكثير عن معاناة المطلقات في المحاكم الشرعية… والآن أضيف إلى القائمة، فئة المهجورات!

الحق يقال، في المرحلة الثانوية لم أكن أقرأ في الصحف عن «مهجورات»! اللهم في بعض دول آسيا وفي الأفلام التي قد يسمح لنا بمشاهدتها ليالي الجمعة… أقصد الأفلام العربية، والغربية إن كان «لا بأس بها». في تلك الأفلام، نفهم معنى قرية مهجورة… مدرسة مهجورة… بلدة مهجورة… مزرعة مهجورة… والكثير مما يمكن للإنسان أن يهجره… أما أن تكون الزوجة، رفيقة الدرب، الإنسانة، أم العيال، هي المهجورة، ففي ذلك ما هو أسوأ وصف وأشنع معنى مما كنت ومازلت أعرفه مما يمكن «هجره»!

حتى «الهجر» في الحياة الزوجية، وعلى مستوى المعاملة الشرعية كعقاب، فإنه واضح في المضاجع كتأديب لوقت محدود… أما أن يكون الهجر «هكذا»، وكما يقول بعض أهل البحرين، وخصوصا أهل المحرق في مثلهم القديم: «دودهو من دودهك من طقك»… فلا شيء هنا يمكن أن يكون معينا لمن تعرضن للظلم والهجران من أزواجهن سوى القضاة الشرعيين.

المطلقات والمهجورات، أزمة… حقا أزمة في المجتمع البحريني الصغير، والحل في يد القضاة الشرعيين لا غيرهم، ولأن القضاء في بلادنا مستقل، فإن السؤال الذي يمكن أن نوجهه إلى أي من القضاة الكرام، أو إلى أي موظف يعمل في المحاكم الشرعية: أليس صحيحا ما نسمعه عن «مرمطة» أولئك النسوة في أروقة المحاكم؟

لنفترض أن الكلام «غير صحيح»… وهو الجواب المتوقع، الذي تتلوه إجابات طويلة تدخل في دهاليز أكثر تعقيدا لتثبت أن الكلام غير صحيح… لذلك، سأعود إلى دليل يؤكد أن «المرمطة» صحيحة، وأتحدى أي طرف أن ينفي ذلك…

ففي العام 2005، وتحديدا في يوم 25 فبراير/ شباط، صدر تكليف عن جلالة عاهل البلاد، بدراسة مشكلات المطلقات ووضعهن المعيشي في ضوء الأحكام الصادرة بتحديد النفقة ومفرداتها وإجراءات التقاضي، وفعلا أجريت الدراسة بمتابعة شخصية من قرينة عاهل البلاد رئيس المجلس الأعلى للمرأة سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، من منطلق حرصها على الوقوف على احتياجات المرأة والأسرة البحرينية لضمان استقرارها، وشملت الدراسة بنودا كثيرة لا مجال لذكرها، لكنها أوصت من بين ما أصدرت من توصيات ضرورة تعديل قانون أصول المحاكمات الشرعية بما يضفي صفة الاستعجال على قضايا الأسرة.

إذا، حين تضج مجموعة من المواطنات المطلقات والمهجورات من شدة ما هن فيه من وضع مأسوي، ويتحركن لمخاطبة المسئولين والنواب والمجلس الأعلى للقضاء، وينظمن اعتصاما وثانيا وثالثا، فالعذر معهن، ولا لوم عليهن… ومن يغفل أو يتغافل حقيقة أوضاعهن الصعبة لابد أنه إنسان «غير منصف»!

ربما يثمر تحرك المهجورات والمطلقات، ولو بعد حين، وربما تتعثر خطواتهن وتزداد المعاناة، لكن من المهم أن نأمل خيرا في القضاة الشرعيين لأن يعاد النظر في طريقة التعامل مع ملفات كثيرة هم أدرى بما فيها، وما عليها…

نتمنى أن تثمر التحركات وتعطى كل ذات حق، حقها

احمد الصراف

إيفانجليست التعاون

اكتسحت الساحة الاعلامية في اميركا في السنوات الثلاثين الماضية ظاهرة الدعاة الجدد الذين تحولوا مع الوقت الى «نجوم»، ولكن لاسباب معروفة لم ينبهر احد لمشهدهم في الاماكن العامة، كما الحال مع نجوم السينما. ويسمى نجوم الدعوة هؤلاء بـ Evangelists، وكانت التسمية تطلق اساسا على رجال الدين من المبشرين الانجيليين البروتستانت، ولكن مع انتشار التلفزيون في اميركا وضخامة عدد مشاهديه، وخاصة من قبل ربات البيوت وكبار السن، الاقرب للقبر منهم للحياة، فقد استغل عدد من الدعاة المفوهين ذوي الكاريزما الموهوبين، وان لم يكونوا جميعا من المتخصصين في العلوم الكنسية، او اللاهوت، استغلوا هذه الوسيلة في الدعوة للكنائس التي ينتمون لها او لكنائس جديدة قاموا بتأسيسها، ونجح البعض منهم في خلق هالة عظيمة حوله مكنته من التأثير في حياة الكثير من المشاهير والسياسيين المعروفين، كما قام البعض بتحقيق ثروات خيالية نتج عنها فساد وفضائح كبيرة.
مثل كل بدعة نأخذها من الغرب ونضيف إليها ما يشوهها من واقع بيئتنا، قام البعض من المقلدين الجيدين والمتحدثين المميزين باتباع اساليب الايفانجليست الاميركيين نفسها في الدعوة للدين، وخاصة بعد زيادة ما اصبح يصرف من اموال البترودولار على القنوات الدينية، حيث شاهدنا ظهور طبقة «الدعاة الجدد» او «نجوم الدعوة» من غير مرتدي الجبة والقفطان والعمة والجلباب، ومن غير خريجي المعاهد الدينية، بل كانوا خليطا من المتحذلقين البارعين في صف الكلام ورصه، من مهندسين ومدرسين وكتبة. وتمكن البعض منهم، وفي وقت قياسي، من اثبات وجودهم بجدارة عن طريق ملء ساعات البث المملة والطويلة في المحطات الدعوية بأحاديثهم وفتاواهم وارشاداتهم الدينية التي لا تنتهي، وقد ساعدهم في الانتشار كسل، او بساطة علم، غالبية مشاهدي هذه القنوات وتسليمهم بكل ما يقال من خلالها من دون نقاش، والامثلة اكثر من يسعها اي كتاب، وسبق ان تطرقنا الى البعض منها قبل فترة.
وكمثال على ما يقال من قبل البعض من هؤلاء الدعاة، او نجوم الدعوة في القنوات الفضائية نورد حادثتين: الاولى كانت مع النجم محمود الجندي في برنامج عمرو اديب، وحيث قام طفل لا يتجاوز عمره السنوات الثماني بسؤال الداعية النجم عن حرمة هدايا الكريسماس فأفتى الجندي بأنها حرام، وان على يوسف ان يستبدل ببابا نويل «بابا ثانياً»!
اما الحادثة الثانية فهي لرئيس قناة «اقرأ» ورئيس مكتبة «عالمي الممتع» ورئيس مجلس ادارة «الريادة الدولية» والمشرف العام على موقع الاسرة السعيدة، حيث جاء على لسانه التالي على قناة «اقرأ»:
«.. بحثت في بعض المواقع على الانترنت عن العلاقة الجنسية بين الحيوانات(!!) واكتشفت ان الكثير من الحيوانات اذا اراد الذكر منها ان يجامع الانثى فإنه يتجنب المكان، يعني لا يكون مع المجموعة الحيوانية في الغالب.. والقصة التالية وردت في نصوص دينية معترف بها عن مجتمع القرود، حيث ان قردة جامعها قرد ليس هو القرد الذي دائما يجامعها، او المعتادة عليه، فاجتمع مجتمع القرود وقرر ضرب هذه القردة بالحجارة عندما شاهدوها تجامع قردا غير الذي يجامعها عادة..».
هل فهمتم العلاقة بين الستر في الجماع بين الحيوانات والغيرة الجنسية عند القرود؟ انا شخصيا لم افهم شيئا، ولكن وقت البرنامج الديني ضاع على قصص فارغة المعنى والهدف، تضر اكثر مما تنفع. فالداعية «الكبير» اكد في قصته الخرافية وغير الحقيقية تلك ان الأنثى، حتى في عالم الحيوان، هي التي تعاقب وترجم ويعتدى عليها بالضرب عند وقوع الزنى، اما الذكر فله المتعة والامان، هذا اذا صدقنا ملاحظة صاحبنا عن طريقة الحيوانات في الجماع، ومدى مناسبة الحديث في قناة فضائية.
رابط الانترنت الذي يحتوي على الحديث موجود لدينا لمن يود الاطلاع عليه.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

التائه دائما

للهنود الحمر طريقتهم الجميلة والمميزة في إطلاق الأسماء على الناس، وبدلا من «بيرنارد» و«سكوت» و«وليام» و«إبراهيم» و«أحمد» و«مطلق» و«جاسم»، نجدهم يسمّون الأشخاص بصفاتهم، فقائدهم البطل الذي هزم الجيش الأميركي في أشهر معركة دارت بين الجنسين الأميركي والهندي «معركة فلوريدا» يسمونه «الثور الجالس»، وهو أشهر القادة الهنود وأشجعهم وأنبلهم، وسمّي «الثور» لضخامته وهو وصف حميد في ثقافتهم، أما «الجالس» فلأنه أثناء صباه وبدايات شبابه كان كثيرا ما يجلس فوق الجبال وحيدا يفكر في توحيد القبائل وزعامتها، وهو بالفعل استطاع ذلك، ووحد القبائل تحت لوائه وهزم الجيوش الأميركية في معارك عدة، لكن الأميركان استخدموا الحيلة واستعانوا ببعض الهنود الخونة، وتمكنوا من القبض عليه بعدما قاموا بتخديره، لتتفكك القبائل من بعده ولتبدأ السيطرة البيضاء تدريجيا، وليهرب البقية الناجية من الهنود إلى السلفادور وبوليفيا ونيكاراغوا حيث أبناء العمومة.
وبالإضافة إلى «الثور الجالس»، هناك أيضا «ذو الشفة الواحدة» و«صديق الخيل» و«فم التمساح» وغيرها من الأسماء التي تعتمد على الصفات. متابعة قراءة التائه دائما

سامي النصف

كيف عاملنا اليهود العرب؟!

يجب ان نقر كعرب أننا أسأنا التصرف مع شركائنا واخواننا في الاوطان، فقد عانى الاكراد والبربر والافارقة واصحاب الديانات والمذاهب الاخرى كثيرا من عمليات الاضطهاد والتمييز والقمع التي مارسناها ضدهم عبر قرون، خصوصا ابان حكم الدولة العثمانية، وقد يكون من المناسب جدا ان تتقدم كل دولة عربية على حدة بالاعتذار او ان تتبنى الجامعة العربية ممثلة بأمينها العام اعلان اعتذار عربي عام لمن أسأنا اليه من اخواننا في الاوطان.

وأخشى في غياب مثل ذلك الاقرار والاعتذار ان ينشطر العالم العربي مستقبلا وينقسم الى عشرات الدويلات بدءا من اكراد العراق في شمال الوطن العربي وانتهاء بأفارقة السودان في جنوبه، مرورا بعشرات الاعراق والقوميات واصحاب الديانات والمذاهب ممن لم يعد ممكنا لعواصمنا العربية المدججة بالسلاح ان تفرض هيمنتها عليهم بالحديد والنار في عصر الحريات والتدخل العالمي لإنقاذ الاقليات.

وقد قرأت العديد من الكتب المختصة بأوضاع اليهود في دولنا العربية، والحقيقة التي لا زيف فيها، انه في الوقت الذي اساء فيه بعض المتطرفين الصهاينة في فلسطين لعربها، قام بعض العرب في كثير من اوطاننا خلال القرن الماضي بتحميل اليهود في تلك الاوطان ودون ذنب على الاطلاق مسؤولية ما يحدث وتمت عمليات قتل وابادة ونهب وتهجير لليهود العرب لا لأعمال قاموا بها او لخيانات ظهرت منهم بل لأسباب ثورية انفعالية لا يمكن تبريرها او السكوت عنها.

والغريب في تلك العمليات انها وجهت لليهود العرب الذين تمسكوا بالعيش في اوطانهم العربية ولم يهاجروا لفلسطين، اي اننا بدلا من شكرهم ودعمهم واحتضانهم قام ثوريونا والغاضبون منا بالعكس من ذلك تماما، واصطفوا مرة اخرى مع غلاة الصهاينة ممن كانوا يرغبون في تفعيل مثل تلك الهجرات لتعزيز وجودهم.

وفي هذا السياق يروي الوزير والسفير والمثقف المصري ثروت عكاشة في كتاب ذكرياته انه تسلم عام 1959 إبان الوحدة المصرية – السورية خطابا خاصا من المفكر الاسرائيلي المعروف الياهو ساسون قال فيه انه وكثيرا من المفكرين والساسة الاسرائيليين لا يمانعون فيما لو تحققت الوحدة العربية ان تكون اسرائيل ضمن تلك الوحدة على ان تكون لها وضعية خاصة وعلاقة مفتوحة مع كل العرب وقد فوتت الثورة العربية والانفعالية السائدة فرصة الحديث العاقل حول تلك المبادرة او اي خيار آخر ينهي الإشكال المزمن ويخلق حالة استفادة متبادلة بين الطرفين تجعل تقدمهم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي المعروف بمنزلة القاطرة التي تسحب المنطقة الى الأمام وتجعلهم بالمقابل يستفيدون من محيط شرقي مرحب بهم يعيد للاذهان دور اليهود الفاعل في نهضة الاندلس وعملهم آنذاك مع محيطهم الاسلامي المعتدل والمتسامح.

آخر محطة:
يقع خلف فندق الشيراتون في بحمدون مباشرة شارع يضم منازل ومعابد اليهود اللبنانيين المهجورة ويحسب للبنان ولسكان الجبل حفاظهم على تلك المنازل والمعابد دون مصادرة كما حدث في بعض الدول الاخرى.

احمد الصراف

مساوئ القراءة و”فيري شب”

مثل كل الجهات الأخرى في العالم، قامت الحركات والشخصيات الإسلامية بالدخول إلى عالم «الإنترنت»، كما دخلت من قبل عالم القنوات الفضائية التي كانت لسنوات طويلة محل بغضها وكراهيتها. كما أصبح للكثيرين من رجال الدين عناوين ومواقع الكترونية يتسلمون من خلالها رسائل مريديهم والمعجبين بهم أو بآرائهم، ويقومون بالرد عليها. كما تحتوي مواقع هؤلاء على سرد لسيرهم الذاتية وخطبهم وقائمة بـ«مؤلفاتهم» وابداعاتهم. ومن هؤلاء الشيخ محمد عبدالعزيز المسند، الدكتور في فقه تفسير ابن تيمية لسور قرآنية محددة والذي سبق له أن قام بالتدريس في جامعة محمد بن سعود في الرياض، وله مريدون كثر في السعودية بالذات.
وبمراجعة الموقع الالكتروني للدكتور المسند نجد ان له أكثر من 14 كتاباً، ومنها كتاب «علمتني الحياة» الذي يحتوي على جمل وعبارات غاية في الحكمة والجمال، تم تداول البعض منها عبر شبكة الإنترنت، ومنها النصيحتان العظيمتان التاليتان:
أولا: الشراكة في كل شيء غالباً ما تؤدي إلى النزاع والاختلاف والتفرق، وربما إلى البغي (!!) فتجنب الشركة ما استطعت، وان اضطررت فليكن بقدرالحاجة حتى تتمكن من الاستقلال بنفسك في النهاية (!!) ونترك التعليق والرد على هذه النصيحة الغالية لملايين المستثمرين ورجال الأعمال من أصحاب الشركات والمؤسسات المشتركة الملكية الناجحة.
اما النصيحة العظيمة الثانية فقد تعلقت بأكثر وسائل التثقيف ونشر المعرفة شيوعاً عبر التاريخ البشري، حيث يقول في الكتاب: «العلم لا يؤخذ عن طريق الكتب (!!) وقد ضل من كان شيخه كتابه، وهل بلاء الأمة اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم، إلا من قوم تفقهوا على الكتب فضلّوا وأضلوا وأتوا العجب(؟!).
لا شك أن بيننا «رهطا عظيما»، ومن مختلف شرائح ومذاهب هذا المجتمع، يعجب بهذا القول ويتفق مع الشيخ «الدكتور» في قوله هذا! فكل الشرور التي اصابت الأمم جميعا، وبالأخص الإسلامية، كان مصدرها دائما وأبدا الكتاب وقارئ الكتاب والمثقف والأكاديمي والمهني العالي التعليم! اما الجهلة والرعاع والامعات فلم يشكلوا يوما خطرا على أي نظام أو جهة أو تنظيم ديني أو فكر سلفي، مهما كانت درجة تخلفه، أو خطورته.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا طرحا، لدرجة التمرغ بالتراب، يتعلق بالكيفية التي تعلم بها الشيخ المسند، وما هو مصدر «علومه».. إن لم تكن عن كتاب؟ وما هي الوسائل «السحرية» التي استعان بها في تعليم طلبته على مدى سنوات ست؟
كلام شيخنا هذا يبين أن رجال ديننا، وفي أي بقعة كانوا، لن يتنازلوا قط عن دورهم في تحديد بدء الشهر، سواء كانت تلك الجهة مرصداً عالمياً أو حسابات فلكية دقيقة!! فهم على يقين بان نهايتهم ستبدأ يوم يتوقف الناس عن الاهتداء برأيهم والاستئناس بوجهة نظرهم، وبالتالي فالفرقة بين طوائف الإسلام ستستمر ما دام هناك من يغذي الخلافات بينها ويؤججها!
المهم أننا في ذروة انشغالنا، وإلى حد ما اختلافنا على تحديد الأسلوب الأكثر صلاحاً ودقة في تحديد بدايات الأشهر العربية المختلف عليها منذ الأزل، أعلنت شركة «فيري شب» الأميركية، نجاح علمائها، عن طريق القراءة المستمرة، ولا شيء غير ذلك، في إنتاج جهاز بحجم حبة الأرز يمكن زرعه تحت جلد الإنسان، بعد معالجته كمبيوتريا، بحيث يستطيع حامله عن طريق خاصية معينة دفع فواتيره وقوائم مشترياته من أي مصدر أو جهة من دون الحاجة إلى حمل أمواله نقدية أو بطاقات ائتمان، كما تمكن تلك الحبة من التعريف بشخصه عند السفر والتنقل أو في السماح لحاملي تلك الاجهزة فقط بدخول أماكن خاصة، كما يمكن عن طريق تلك الحبة، عبر الأقمار الصناعية، تحديد موقعه في أي مكان، في حال خطفه مثلا، هذا بالاضافة إلى مئات الاستعمالات الأخرى.
كل ما نحتاجه هو أن نعيش طويلا لنرى عجبا، منا ومنهم، وعليكم حساب الفرق بين الأعجوبتين!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

من أجل طفل رضيع… شكرا لرجال مكافحة المخدرات

 

خلال شهر رمضان المبارك، قدِّر لي أن أصاب بالذهول الشديد وأنا أستمع الى قصة مأساوية حقّا… تفوق مئات القصص التي نسمعها ونقرأ عنها بين الحين والحين من جرائم مدمني المخدرات… لربما هي قصة يتلذذ بها تجار هذه الآفة السامة ومروجوها والذين حققوا الثراء الفاحش الحرام من ورائها… لكنها قطعا، تصيب بألم موجع في القلب.

يقول محدثي، وهو داعية من الدعاة الخليجيين الأفاضل، إن أحد المدمنين، حطم حياته الأسرية تحطيما بسبب إدمانه بل وصل به الأمر الى الاستيلاء على النقود المذخرة لإطعام طفله الرضيع، وفي ذات يوم، عاد الى البيت وشيطان المخدرات يشتعل في رأسه… هاج وماج طالبا النقود، فرفضت زوجته التضحية بما تبقى من نقود قليلة للطفل… فما كان منه إلا أن هددها بقتله!

لم تكن تلك الزوجة تصدق أن الأب، سيقتل طفله الرضيع فقالت له: «اقتله إن أردت، لكن لن تحصل على ما تريد» وبالفعل، أخذ الطفل الرضيع وركض به كالمجنون الى سيارته، وسط ذهول الأم وحالة الذعر التي لا توصف، لكنها كانت تعتقد أنها محاولة للضغط عليها، لكن المجرم نفذ جريمته، فمن أعلى أحد الجسور المعلقة «الكباري» أوقف سيارته وحمل طفله الرضيع ورماه الى نهر الشارع المكتظ بالسيارات المسرعة ليتناثر ذلك الجسد الصغير الطاهر البريء الى أشلاء.

كل ذلك، وشيطان المخدرات ينتشي فرحا مسرورا، لعنه الله!

من أجل ذلك الطفل الرضيع، ومن أجل كل طفل وكل أم وكل أسرة، يستحق رجال الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، وخصوصا عناصر مكافحة المخدرات الأشراف النبلاء، كل الشكر والتقدير والثناء على جهودهم الوطنية والإنسانية التي تكللت بالنجاح بتمكنهم من إحباط محاولة لتهريب 142 كيلوغراما من المخدرات الى بلادنا عن طريق البحر مساء السبت الماضي، ونقول لهم إن هذا الإنجاز شرف لنا كمواطنين يحق لنا أن نفخر به بدرجة أكبر بكثير من شدة الصفعة التي تلقاها مهربون كانوا يحلمون بجني ربع مليون دينار من عرق وشقاء واستقرار ولقمة عيش أسر كثيرة يستهدفون شبابها وشاباتها ورجالها ونسائها وحتى أطفالها.

نقول لوزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ولكل فرد في قسم مكافحة المخدرات: «إن أطلقتم النار بعد تحذير المهربين فلا لوم عليكم… وإن شددتم القبضة على كل الرؤوس الصغيرة والكبيرة ممن يتاجرون بالسموم لتدميرنا جميعا فلكم الشكر، لأن هؤلاء المجرمين الذين يتفننون في استخدام الوسائل التقنية ويطورون من تحركاتهم وسبل اتصالاتهم وخطط ترويج تجارتهم، لابد أن يدركوا أن هناك العيون الساهرة لهم بالمرصاد… وهناك شباب البلد الذين يتسلحون بالمعرفة والعلوم الحديثة في الترصد والمتابعة، وبعد… ليعلموا أن القانون يطبق على الجميع، أيا يكن الرأس/ الرؤوس». الشكر موصول أيضا، الى كل مواطن يقوم بدوره في مكافحة تلك الشرذمة، ويبلغ عنهم من باب شعوره بالمسئولية الدينية والوطنية، فكم من بيوت تدمرت وكم من شباب في عمر الزهور سقطوا ضحايا لنشوة تجار المخدرات ومروجيها… فجعت بهم أمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم وأَحبَّتُهم فيما يشرب أولئك الشياطين، نخب الانتصار وهم يحولون الملايين الى المصارف، ويخططون إلى الغد، حيث المزيد من تجارة الموت، لكن شاء الله أن يوفق رجالا لأن يكونوا لهم بالمرصاد، برّا وبحرا وجوّا…

لنتذكر جسم طفل رضيع تناثر أشلاء… ولنكن في مستوى المسئولية للتصدي لعصابة تجار السموم

د. شفيق ناظم الغبرا

الشباب مفتاح المستقبل!

الاحتكاك الدائم مع الطلبة، وهو احتكاك أمارسه منذ أعوام طوال في جامعة الكويت، كما أمارسه في كل زيارة إلى الجامعات المنتشرة في العالم العربي. فمستقبل العالم العربي مرتبط بالقدرات الشابة التي بدأت تكتشف يوماً بعد يوم مدى ضعف الخطاب المقدم لها من القوى التقليدية، كما وتكتشف أن مستقبلها بسبب الفساد وضعف الإدارة وحدة تسيس القضايا قد يكون هو الآخر في مهب الريح. فهناك طاقة صاعدة تكتشف كل يوم أنها إذا لم تكن أكثر جرأة على النقد، وأكثر استعداداً لتحدي تردد الكبار في صنع القرار الحكيم فسوف تجد نفسها بلا مكان وبلا أوطان. لهذا قد يفقد الجيل الصاعد الاستقرار والاقتصاد المزدهر والوظيفة التي حلموا بها بعد تخرجهم في الجامعات. إنهم يكتشفون مع كل حدث وتطور بأن طريقهم لن يكون مفروشاً بالورود، وأن أحلامهم لن تتحقق بلا جهود مضاعفة، خصوصاً أن الأزمة المالية الأخيرة تترجم في واقعنا تتويجاً لسياسات فيها الكثير من الترهل والضعف في التخطيط. ومقابل هذا الاكتشاف فإن الجيل الصاعد من جهة أخرى يعاني من ضعف في الإعداد، ومن سوء حظه أنه نتاج برامج تعليمية ركيكة، وأن الكثير من التعليم في العالم العربي بحاجة إلى انتفاضة شاملة إن كنا نريد أن ينجح الجيل القادم في التصدي لمشكلاته بفعالية. متابعة قراءة الشباب مفتاح المستقبل!

سامي النصف

عندما ينقشع الغبار

بدأت معالم الصحة والعافية تخيم على اقتصاديات الدول المتقدمة حيث تحولت بورصاتها إلى اللون الأخضر الغامق وتبعتها على عجل الأسواق الخليجية عدا السوق الكويتي الذي مازالت تحكمه المزاجية والنظرة السوداوية، فينخفض مؤشره مع انخفاض مؤشرات الأسواق الأخرى ويعود للانخفاض مرة أخرى مع ارتفاع مؤشراتها.

نرجو حال انقشاع غبار الأزمة العالمية الطارئة الحالية ألا يتبعها قيام أزمة دائمة في بعض المشاريع العملاقة التي أقيمت على الأرض العربية من خليجها إلى محيطها بشكل متعجل ودون دراسة جادة للجدوى الاقتصادية، والتي تم تمويلها بقروض من البنوك جاوزت مئات المليارات من الدولارات، لقد ثبت أن الدول المتقدمة تملك السيولة اللازمة للتغلب على نكساتها الاقتصادية، فهل تملك بالمقابل بعض دولنا العربية مثل تلك الأموال؟!

قام أحد الأصدقاء بحضور جلسة الكونغرس التي نوقشت خلالها خطة انقاذ الاقتصاد الأميركي وأرسل لي انطباعاته من هناك وكان أولها ملاحظته كم الهدوء والعقلانية والاحتراف وعدم الانحراف عن الموضوع المطروح الذي ساد النقاش.

وقد أعطت رئيسة الجلسة دقيقتين لكل عضو، ولم يحاول أحد التمديد أو مقاطعة زملائه، نرجو أن نلحظ أمرا مماثلا عند مناقشة الأزمة الاقتصادية في مجلس أمتنا العتيد.

أجمل ما في اللعبة الديموقراطية أن نتعلم كيفية تقبل الهزيمة بروح رياضية وأن نؤمن بأن الخلاف لا يفسد للود قضية، وقد شاهدنا المرشح ماكين مؤخرا وهو يدافع عن خصمه أوباما أمام من شتمه واتهمه بتهمة شائنة وهي انه «عربي»! نقول هذا ونحن نستمع لأخبار نرجو عدم صحتها عن عزم من أسقطت المحكمة الدستورية عضويتهما حضور الجلسات بالقوة واعتبار حكم المحكمة الدستورية وكأنه لم يكن، الكويت بلد دستوري والتعامل مع أحكام القضاء يجب أن يمر عبر أروقة المحاكم أو انتظار الانتخابات القادمة لتحكيم الناخبين فيمن هو الأصلح لتمثيلهم.

آخر محطة:
كل المحاكم التي تختص بقضايا فردية صغيرة يتم الاختصام ضد احكامها أمام محاكم الاستئناف والتمييز، لماذا لا يتم خلق محكمة دستورية عليا يمكن الرجوع لها حال عدم الرضى عن حكم المحكمة الدستورية الأولى؟!