البلد مصاب بـ«فري في الرأس» ويحتاج إلى «أم مشعل» لتعمل له «صبخة». الطب الحديث لم يعد ينفع. و الحكومة مثل الطالب البليد، تقف على رجل واحدة رافعة يديها ووجهها إلى الحائط ولا تدري من هو «طقاقها» ولا من أين يأتي «الطق»، وفي كل يوم أزمة، وآخر أزمة هي «أزمة البزمة»، ومن جرف إلى دحديرة يا قلب لا تحزن.
والنائب الفاضل أحمد المليفي يتعامل مع سمو رئيس الحكومة بـ«شخصنة» لا نظير لها في الأسواق العربية والإسلامية، ويراقبه «مان تو مان»، و«قاعد له ع الوحدة»، ويعتقد بأنه ليست من مسؤولياته مراقبة أي وزير آخر، المهم هو الرئيس فقط، وفقط تعني فقط، وهي نظرية منسوخة وحقوقها محفوظة للاعب نادي الفحيحيل السابق «ربيع سعد»، وهو لاعب أسمراني رائع يتضاءل مارد الخاتم بجانبه ويتشعبط على زنده، ولو لحق بك ربيع سعد والكرة معك فستترك له الكرة والمحفظة وستهرب خارج الملعب، وستبكي، وستلعن الساعة التي تعلمت فيها لعب كرة القدم. لكن مشكلة ربيع سعد هي أنه مبرمج على مهاجم واحد فقط برمجة لا يمكن فكها أو تغييرها، أنت فقط شاور بيدك إلى المهاجم المنحوس، وبسم الله والله أكبر، عليّ النعمة سيلتهمه. متابعة قراءة أزمة البزمة
اليوم: 28 أكتوبر، 2008
تهريب الذهب وإشكال البورصة
لنبدأ من الازمة السياسية التي كادت تطغى اخبارها ومانشيتاتها على اخبار الازمة الاقتصادية لنقول ان الاوضاع العامة في امس الحاجة للتهدئة السياسية كي يتم تفرغ الجميع لعلاج الكارثة المالية التي يمر بها البلد ولن يستفيد احد من خلط الحابل السياسي بالنابل الاقتصادي، فالحكمة الحكمة، والتهدئة التهدئة.
وعودة للاوضاع الاقتصادية وحقيقة ان الازمة الحالية قد كشفت وفضحت بعض اوجه القصور المتجذرة في الذهنية الاقتصادية الكويتية المتوارثة والتي لا ترى خطأ او خطيئة في الالتفاف على الضوابط والتشريعات والقوانين التي يصدرها البنك المركزي وغيره مادام الهدف هو تحقيق الارباح، ولا شك في ان اشكال احد البنوك المحلية ومعه اغلب اشكالات الاقتصاد الحالية والسابقة، ولربما حتى المقبلة، تقع تماما تحت مظلة الايمان بمبدأ «ان الغاية تبرر الوسيلة» ونسيان ان تلك التشريعات ما وضعت الا لخدمة الصالح العام وحماية النفس من اطماعها ولمنع الانتكاسات المتكررة.
ولو اننا حاسبنا وعدلنا موروثاتنا الاقتصادية الخاطئة التي كانت تعتمد تاريخيا على «التهريب» للهند ودول الجوار، وهي وسائل غير مشروعة وذات مخاطرة عالية تهدف للربح السريع، لمنعنا كثيرا من الكوارث الاقتصادية اللاحقة المتصلة والمتواصلة منذ السبعينيات حتى اليوم، والتي قام الكثير منها على روح المقامرة والمغامرة أكثر منها على المعطيات الاقتصادية السليمة، ويخبرني صديق شديد الاختصاص بالشأن الاقتصادي المحلي بان بعض مديري المحافظ هم في الاصل مضاربون لا يتورعون عن القيام بأي شيء للوصول الى الارباح مما يؤدي بهم في النهاية الى المخالفات والسقطات والخسائر!
ومن غرائب السوق ان هناك خاسرين بالأصالة، اي من هم لاعبون دائمون بالسوق يقابلهم الخاسرون بالوكالة ونعني من لم يدخلوا السوق إلا في وقت متأخر استماعا لصيحات مضمونها ان الاسعار مغرية والأوقات مناسبة لتحقيق الأرباح والثروات كما كان يصرخ بعض «المحللين» الاقتصاديين في وسائل ووسائط الاعلام ممن حذرنا من نصائحهم في مقال سابق، وقد انتهى من استمع لأقوالهم الى أن اصبحوا من التابعين بخسران، ان الخــوف هذه الأيام هو من خروج الازمة من دهاليز البورصة إلى الشـــارع العـــام أو كما قيل في الغرب من الوول ستريت الى المين ستريت.
آخر محطة:
في منتصف الستينيات ارادت احدى الجهات السياسية الاضرار باقتصادي معروف يدعى يوسف بيدس الذي كان يرأس بنك انترا في لبنان فنشرت حول البنك الإشاعات مما جعل المودعين يقفون بالطوابير لسحب ودائعهم منه، مما تسبب حقا في إفلاسه، لقد ضمنت الحكومة الودائع في جميع البنوك اذن لا داعي للهلع او القلق او الوقوف في طوابير طويلة لسحب الاموال، وقد اخبرني في هذا السياق الصديق العزيز د.شملان العيسى، في لقاء ضمنا في ديوان الروضان الكرام بأنه لن يسحب ودائعه من بنك الخليج، وهو امر مطمئن جدا للبنك وزبائنه.
«كوكوش»
أخرج صابر آتشي يده من حزام بنطاله الفضفاض وبحركة سريعة أخرج يده وبها كرة قماش بيضاء اللون وضعها على رأسه وأخذ يدور على المسرح متباهيا بقدرته على إبقائها في مكانها. وفجأة أطلق صرخة وصاحبها بضربة خفيفة على بطنه بقبضة يده فانفتحت الكرة بما يشبه الانفجار وخرجت منها مئات أشرطة القماش الملونة التي غطت صابر آتشي من رأسه حتى أخمص قدميه، وهنا بدأ في الدوران حول نفسه والرقص مع إيقاع الموسيقى، ثم رفع ساقه الى الأمام، خارج الشرائط التي تغطيه، لتنزلق من داخل بنطاله فتاة صغيرة وتقف على قدميها جامدة ثم تبدأ بمشاركة الرجل في الرقص السريع والمرح وسط تصفيق الجمهور الذي تعجب من وجودها كل ذلك الوقت حول قدم الرجل دون أن يفطن أحد لذلك على الرغم من كل ما قام به من حركات ورقص. كان ذلك في ستينات القرن الماضي وفي «تياتر» متواضع في خيابان (شارع) «لاله زار» الذي كان يقع وسط العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان صابر يؤدي وصلاته كل ليلة برفقة ابنته الصغيرة الموهوبة، وكانت تلك البدايات الأولى للمطربة كوكوش، التي نجحت خلال سنوات قلائل في أسر قلوب عشرات ملايين الإيرانيين وغيرهم ولعقود عدة.
وفجأة نجح آية الله الخميني في ثورته في نهاية السبعينات، ومثل أي شيء جميل آخر يمت للفن، انتهت حياة كوكوش الإبداعية في اليوم الأول لنجاح الثورة الخمينية، وانتهت معها عشرات آلاف المهن وما يتبعها من وظائف وأعمال بعد أن أقفلت جميع دور اللهو والمسرح وصالات السينما والملاهي الليلية. كما منع غناء الرجال والنساء في الأماكن العامة… وغطى الشادور والمنتو إيران من أقصاها إلى أقصاها.
كانت كوكوش متزوجة من محمود قرباني، وكان رجل أعمال معروفا، ولكن ربما تطلقت منه بعدها، حيث أشيع أنها اقترنت، أو أجبرت على الاقتران، بأحد رجال الدين (الملالي) المقربين من السلطة. كانت كوكوش، التي كانت في ثلاثيناتها في تلك الفترة، لا تزال تتمتع بالجمال والصوت الآسر، وكانت عصرية في كل أمور حياتها، وبالتالي لم يعرف أحد حتى اليوم السبب الذي دفعها للإقدام على تلك الزيجة، ولكن خروجها من إيران هربا بعدها بقليل لفضاء الحرية الرحب في أميركا أطلق مجموعة من الأقاويل التي كانت في مجملها في مصلحتها.
لم يمر وقت طويل على استقرار كوكوش في ولاية كاليفورنيا، حيث تقطن غالبية إيرانيي أميركا، حتى عادت لإحياء الحفلات الغنائية. كما ارتبطت بالغناء في «لاس فيغاس» لأكثر من مرة. كما كانت في «دبي» قبل فترة قصيرة، ويقول كل من شاهدها انها، وعلى الرغم من سنيها الستين فهي لا تزال محتفظة بنضارتها وحيويتها وقوة صوتها وجماله!
موضوع هذا المقال يتعلق بـ«فيديو كليب» جديد ومثير للجدل صورته الفنانة كوكوش أخيرا في أميركا بعنوان «شك ميكونم»، أي أنني أشك، من إخراج سيروس كردواني!! ووجه الإثارة فيه يتعلق بكونه أول أغنية مصورة بإتقان لمطربة بوزنها، وبخلفيتها الدينية والعرقية، تنتقد فيها الأنظمة الدينية، أيا كانت، وتحذر من الأوجه الشيطانية لبعض رجال الدين، وعدم ترددهم في ربط الأحزمة الناسفة حول أجساد الفتيات الصغيرات البريئات وإرسالهن للقيام بالعمليات الانتحارية بعد تعليق مفاتيح الجنة في رقابهن.
تقول الأغنية، والترجمة لصديق وبتصرف أعتقد أنه مخل: …طالما شككت بهؤلاء الدمى (تقصد رجال الدين)، وشككت في مقاصدهم. لقد اشمأزت نفسي من ملائكة الخداع، كم أتمنى أن أشي بهم لمن هو أعلى منهم، ولست بخائفة على فعل ذلك بعد أن فقدت كل شيء، والشيطان يقول ان الحاكم مدين لي بالكثير، وأنا سعيدة لأني قادرة على تقديم الخير الوفير.
رابط الأغنية على الإنترنت موجود لدينا لمن يود الاطلاع عليه.
أحمد الصراف