علي محمود خاجه

تدرون؟

– هل تعلم عزيزي القارئ أن أفضل دول العالم في كرة القدم، والمحكومة وفق النظام الوراثي كإسبانيا وإنكلترا وهولندا، لا يوجد بين أعضاء اتحاداتها أي فرد من الأسرة الحاكمة في المناصب التنفيذية.

– هل تعرف أيها القارئ الكريم أن عدد بطولات كأس الخليج لكرة القدم التي حصل عليها المنتخب الكويتي هي 9 بطولات.

– وهل تعلم أن مجالس إدارات الاتحاد الكويتي لكرة القدم المنتخبة، التي لم يترأسها أحد من أبناء الأسرة حققت خمس بطولات من أصل خمس بطولات خليجية، في حين أن البطولات الخليجية التي حققتها الكويت تحت قيادة أحد أبناء الأسرة هي 4 من أصل 13؟

– هل تعلم أن أندية التكتل، وهي حاليا «القادسية- اليرموك- الفحيحيل- التضامن- الصليبخات- الجهراء- الساحل- خيطان- الشباب»، كانت ومازالت تحتكر وتتكتل لاحتكار مقاعد اتحاد كرة القدم جميعها، مستبعدة بذلك العربي وكاظمة والكويت.

– وهل تعلم أن مجموع بطولات أندية التكتل في كرة القدم للكبار يقل عن مجموع بطولات كرة القدم للنادي العربي وحيدا، ومع ذلك فالعربي والكويت وكاظمة تُستبعد من إدارة الاتحاد؟!

– هل تعلم أن من تصدى وحارب قوانين الدولة المتعلقة بالرياضة التي أدت إلى ورطة إيقاف أنشطتنا الكروية، بل رفضوا أيضا الإقرار بقوانين الدولة الممهورة بتوقيع أمير البلاد، هي أندية التكتل السابق ذكرها؟!

– هل تعلم أن رئيس نادي القادسية، وهو زعيم أندية التكتل طلال فهد الأحمد الصباح وهو من هو من أبناء أسرة الحكم؟

– هل تعلم وفق الحقيقة المعطاة في النقطتين السابقتين أن الكويت هي حالة نادرة في دول التاريخ الحديث، بحكم أن من يعارض نظام سير الدولة في الكويت هم بعض أبناء الأسرة الحاكمة فيها؟

– هل تعلم عزيزي القارئ أن المحاولات السابقة من بعض أبناء الأسرة للتعدي على القانون أو تهميش الشعب منذ بداية العهد الدستوري كلها باءت بالفشل.

– وهل تعلم أن المحاولة الوحيدة التي نجحت في التمرد على رأي الأمة وتهميش رأي الشعب هي محاولة طلال الفهد ومجموعته التي ستؤدي عاجلا أم آجلا إلى تغيير قانون الدولة إرضاءً لأهوائه.

– هل تعلم عزيزي القارئ، وكي لا يجتهد المجتهدون، أنني قدساوي متعصب منذ الطفولة.

خارج نطاق التغطية:

الصديق العزيز والمتابع لما أكتب عبدالله تقي العوضي أرسل لي مستاءً من نشر صور سوزان تميم وهي متوفاة في إحدى الصحف المحلية دون أي تحذير، كما يحدث في الوسائل الإعلامية الكبرى، مما قد يعرض الأطفال وغيرهم لمشاهدة صور بشعة كهذه، وهو أمر يخلو من أي مسؤولية اجتماعية أو مراعاة لتنوع قراء الصحف… ومنا إلى صحفنا المحلية.

سامي النصف

وصفة دائمة لإشكالات اقتصادية قائمة

حسنا فعلت الحكومة بعملها على ضمان ودائع البنوك، واقرارها انشاء محفظة جامبو من مليار ونصف المليار دينار لانقاذ الشركات المساهمة العامة المتضررة من تداعيات الازمة العالمية وندرة السيولة، وبهدف حماية اموال مئات الآلاف من المساهمين الكويتيين ومنعا لامتداد الازمة الى كل قطاعات الدولة الاخرى.

ان القرارات السابقة مهمة وضرورية لمعطيات الحل الآني، الا انها تحتاج كما فعلت سنغافورة بعد كارثتي الاسهم والعقار فيها الى البحث عن الحلول الدائمة عبر خلق وصفة تتضمن تعديل مناهج التعليم الى ما هو قريب مما يدرس في المدارس الاجنبية وتحويل الكويت عبر عمليات التدريب المستمر الى مجتمع عالي الاداء والانتاج وتعزيز عملية التحول السريع الى مركز مالي عالمي ينافس ما لدى الجيران.

ومن ضمن الحلول الدائمة ضرورة الاسراع بالموافقة على برنامج عمل الحكومة او تحديدا برنامج عمل كل الكويت وابعاده عن عمليات العرقلة والابطاء المعهودة، فلم يعد ظرف الزمان يحتمل المزيد من الاعاقة ثم الشكوى من تقدم الآخرين وتخلفنا، ان على الجميع الحث على البدء في اقامة المشاريع المختلفة التي احتواها ذلك البرنامج الضخم لخلق موارد بديلة للنفط الذي اصبح سعره وحاله حال اسعار الاسهم لا يمكن لاحد ان يعرف قاعها الاخير.

وفي عز ارتفاع اسعار النفط وابان المقولة المتكررة من خبراء الطاقة ان اسعاره لن تقل أبدا عن 100 دولار للبرميل بسبب الطلب المتزايد عليه من الهند والصين والاقتصادات الناشئة، قلنا وكتبنا في حينه ان جميع تلك النبوءات خاطئة وان سعره سينخفض الى الحدود الدنيا مع اقتراب وصول الديموقراطيين للحكم كونهم يمثلون عادة الولايات الشمالية الشرقية غير النفطية، والاعتقاد انه سيقل كثيرا خلال حكم الديموقراطيين الذي قد يستمر 8 سنوات عجاف، وقانا الله تداعياتها.

آخر محطة:
عندما ارتفع سعر النفط الى 146 دولارا للبرميل، تابعنا عشرات المقترحات المدغدغة الكفيلة بحرق الفوائض المترتبة على تلك الزيادة «المؤقتة» دون مردود، الآن ومع الانخفاض الحاد في اسعار النفط هل سنرى مقترحات معاكسة تحث على تحميل المواطنين بعض اعباء تلك الانخفاضات، كأن نبدأ بالازالة التدريجية للدعم الحكومي عن اسعار الوقود والماء والكهرباء.. الخ كي لا نضطر لازالتها مستقبلا دفعة واحدة فتحدث القلاقل والاضطرابات كما يجري في الدول الاخرى؟

احمد الصراف

نظام الخمس.. ما له وما عليه!

الخُمس نظام مالي إسلامي فرض للتعامل مع غنائم الغزوات في عهد الرسول، وقد توقف العمل به بعد وفاته، إلا ما كان يدفع إلى «بيت المال»، واحتساب الخُمس ليس سهلاً وتختلف التفسيرات بشأنه من جهة إلى أخرى، ولكن بشكل عام يقوم على أساس قيام المرء باحتساب 20% من مربحه السنوي أو غنمه وتسليمه إلى جهة ثقة وعادلة تمثل النبي أو من آل بيته، حسب التفسير الشيعي، ليتصرف به بالطريقة التي يراها مناسبة، وبسبب شك الشيعة التاريخي في توافر حكام ثقاة يمكن الوثوق بهم فقد أجمعوا على أفضلية دفع الخُمس إلى ولي الإمام أو نائبه، ولكن مع الوقت زاد عدد هؤلاء وتعددت المرجعيات مع زيادة أتباعهم، أو مقلديهم من دافعي الخُمس.
ويمكن القول إن نظام الخُمس الحالي لم يترسخ إلا مع إنشاء أول دولة شيعية اثني عشرية في التاريخ، فالدولة الفاطمية، على الرغم من تشيعها، لم تكن اثني عشرية ولا يوجد ما يثبت انها كانت تطبق نظام الخُمس.
وعلى الرغم من الاستقلالية العظيمة التي وفرها ويوفرها هذا النظام المالي للمؤسسة الدينية الشيعية، وهي الاستقلالية التي تفتقدها المؤسسة الدينية السنية، أياً كانت، أقول على الرغم من هذه الاستقلالية التي وفرتها لرجال الدين وقوت موقفهم من السلطة ومكنتهم من بقاء هياكلهم التنظيمية كما هي عليه لسنوات طويلة وأعطتهم القدرة على الوقوف في وجه أقوى الملوك وأعتى الطغاة، فان تطبيق النظام، بصورته الحالية، لم يخل من المثالب.
فلو نظرنا لما دفعه ويدفعه الشيعة، ومنذ خمسة قرون تقريباً، من أموال طائلة إلى رجال الدين في صورة «خمس» لوجدنا ان من الصعب تقديرها بصورة دقيقة بسبب ضخامتها.
ولو قامت أي جهة مستقلة بإجراء مسح ميداني لمنجزات المؤسسات الدينية في قم ومشهد والنجف وكربلاء، وهي المواقع التاريخية الدينية التي عادة ما تصب فيها غالبية أخماس الشيعة، والتي أصبح البعض منها يتجه للبنان في السنوات الأخيرة، لوجدنا أن الظاهرة الوحيدة الواضحة في هذه الأماكن، عدا لبنان، هو تعدد وكبر حجم المدارس الدينية، أو الحوزات فيها، والتي يتلقى بها عشرات الآلاف من الطلبة العلوم الدينية من دون مقابل مع توفير الغذاء والمسكن والملبس لهم مجاناً، ولا يوجد خلاف ذلك ما يمكن الاعتداد به بشكل واضح ومحسوس، فكل ما تم إنجازه من مؤسسات إنسانية في هذه المدينة أو تلك المنطقة لا يسد إلا جزءاً صغيراً من احتياجات المجتمعات الشيعية للمدارس الجيدة والجامعات المميزة والمشاريع الاقتصادية التي توفر العمل لمئات آلاف العاطلين وغير ذلك الكثير مما تعانيه مجتمعاتهم في العراق وإيران!
لا نريد هنا الدخول في تفاصيل أكثر، فهذا ما يدلنا عليه منطقنا وفهمنا الديني وقد نكون على خطأ في كل أو بعض ما ذكرناه، ولكن من الصعب مثلا معارضة قولنا ان طريقة دفع أو تحصيل الخُمس كان له أكبر الأثر في تفرق وتعدد المراجع الدينية وتنافرها وأحياناً تصارعها على كيكة الخُمس، فهذا النظام الضريبي الديني كان له أثر واضح في منع وحدة الصف الشيعي ووحدة قراره ومرجعيته، حتى في الوطن الواحد أو ضمن المدرسة أو الحوزة الدينية، فلو اتحدت هذه المراجع، وفي الاتحاد قوة، فإن الخُمس سيتجه لصندوق الجهة الموحدة وليس لحساب مرجع محدد، وفي ذلك تضعيف لدورالمرجع ومكانته السياسية والاجتماعية!
وأخيراً يمكن القول انه على الرغم من رسوخ نظام الخُمس، لكن هناك اتجاهاً متزايداً بين رجال الأعمال الشيعة، وفي الخليج بالذات، للقيام بعملية التصرف بالأخماس المستحقة عليهم في أوجه الخير التي يرونها مناسبة من دون المرور في قنوات «وكلاء المراجع»، خاصة بعد زيادة الأقاويل عن بعض تصرفات هؤلاء وزيادة أعدادهم في كل دولة.

ملاحظة: قام السيد محمد السداح، صاحب «المدرسة الانكليزية» بالاتصال بنا بخصوص مقال الأمس، ليؤكد لنا بأن ما كتبناه لم يكن دقيقاً وان الطالب الهندي لم يفصل، وقد عاد منذ فترة إلى الدراسة، وانه يدرس لديهم منذ سنوات، وولي أمره على علم بتعليمات المدرسة التي تمنع الطلبة من تربية اللحى، وسبق ان قام بتوقيع تعهد بهذا، وان إدارة المدرسة حريصة على حقوق الإنسان ومصلحة الطالب، وهنا نعتذر للمربي الفاضل محمد السداح عن أي اساءة قد تكون لحقت به أو بمدرسته التي كان لها دور مميز في رفع مستوى التعليم الخاص في الكويت.

أحمد الصراف