كثيرة هي القضايا والمشكلات والملفات و «البلاوي» الثقيلة التي يحملها بعض الصحافيين ويلقون بها في أحضان المسئولين في الديوان الملكي، لتبدأ بعد ذلك عملية السؤال والمتابعة والشد والجذب التي لابد وأنها ترهق الطرفين!
فمن قضايا المواطنين المعوزين، إلى قضايا العلاج… إلى قائمة طويلة جدا من «المظالم»… ولا بأس في ذلك فمن حق الناس أن يتجهوا إلى الديوان الملكي.
لكن كلمة حق لابد وأن تقال… وقبلها، لا ضير من أن نعترف بأن بعض الملفات «الحساسة» كانت سببا في توجيه الانتقاد عبر المقالات الصحافية الى المسئولين في الديوان، وعلى رغم أن أولئك المسئولين تقبلوها بصدر رحب وتعاملوا معها بتجاوب حينا، وبتأجيل حينا آخر، و… بتعجيل في حين ثالث، لكن، يبقى أن نقول للمسئولين إنكم ملاذ لأصحاب الحاجات من المواطنين، ولابد وأن يكون الملاذ الآمن قادرا على استيعاب الجميع.
لسنا في حاجة إلى ذكر أسماء، إلا أن المهم بالنسبة إلينا هو أن نذكر بشكر وتقدير تجاوب المسئولين مع الشكاوى والملاحظات والرسائل والكتابات التي ننشرها، ومتابعتهم المستمرة لسير الكثير من القضايا والشكاوى، واهتمامهم بأن تكون القناة بينهم وبين الصحافيين مفتوحة بثقة وحسن ظن من كلا الطرفين… وهذا الجانب، يمكننا من أن نتواصل لإيصال هموم الناس ومشكلاتهم التي يصل بعضها إلى الحل ويبقى بعضها الآخر في مشوار البحث عن الحل أو إيجاد الوسيلة الملائمة لإنهاء مشكلة ما.
حتى على مستوى الخدمات والاحتياجات الأساسية في بعض المناطق، ولاسيما في القرى، فبعض تلك المشروعات يتعطل ويتعقد ويتشعب ما يدفع ببعض أعضاء المجالس البلدية والمحافظين إلى مخاطبة الديوان الملكي مباشرة، فتكون النتيجة إيجابية وربما جاءت الحلول بصفة أسرع مما هي عليه في دهاليز اللجان والوزارات الخدمية.
لا نقول ذلك لأنه «الديوان الملكي» وحسب… إنما هو قول يأتي في إطار العلاقة الصحيحة والفاعلة بين الصحافة وبين المسئولين في الديوان الملكي، وعلى رأسهم وزير الديوان الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الذي تعودنا منه الحرص على توجيه المسئولين لمتابعة القضايا التي تصل عبر الصحافة أو تلك التي تنشرها الصحافة المحلية وخصوصا المرتبطة بالظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها هذا المواطن، أو مشكلة مستعصية تتعرض لها تلك الأسرة، أو مظلمة من المظالم التي لابد وأن تصل إلى الديوان الملكي، باعتباره ملاذا للمواطنين كما ذكرت سابقا.
على مدى أكثر من عشرين عاما من العمل في ميدان الصحافة، لا يمكن احصاء الشكاوى والقضايا التي رفعت إلى الديوان، فلم أجد صراحة تعاملا تصنيفيا خاضعا «للتمييز»، ولا أسلوبا خارجا عن حدود المسئولية، بل حتى في حال الكتابة بأسلوب قاسٍ، وجدت التجاوب طيبا والمتابعة متواصلة لحين إنهاء مشكلة أو مظلمة أو انتهاك أو هضم لحقوق تعرض لها مواطن، بل أن أحد المسئولين كان يكرر عبارة الشكر لأننا أوصلنا هذه المشكلة أو تلك ليتم التعامل معها بجدية، والأمل كبير في أن يستمر هذا التواصل في ظل القناعة والتفاهم المشترك بين الطرفين… الصحافة والديوان الملكي…
فلكل مسئول مخلص يبذل جهده ويقوم بمسئوليته الوطنية تجاه أهل البلد.. كل الشكر والتقدير