محمد الوشيحي

وهالني ما رأيت وسمعت

درب درب. الكويت تستخدم زلاجات الجليد لتنطلق من أعلى الجبل بأقصى سرعتها للهاوية. ما الذي تبقى؟ كل جميل في الكويت سقط من شاهق ووقع من حالق… الرياضة، سلامو عليكم، حط المفتاح تحت فرشة الباب أو خذه معاك ما عليك أمر. الفن، نايف الراشد حصل على لقب أفضل ممثل في الكويت، ولا تسألني من هو نايف الراشد فوالله الذي لا إله إلا هو لا أعرفه ولا أعرف أين يعمل قبل أن أقرأ خبر فوزه باللقب، ولديّ شهود على صدق كلامي. يستاهل ومطرح ما يسري. والمصائب لا تأتي فرادى عليّ الطلاق، على أي حال، فوز الراشد هو رسالة تحذير للأخ الفاضل روبيرت دي نيرو، وقد أعذر من أنذر. وحدوووه. متابعة قراءة وهالني ما رأيت وسمعت

د. شفيق ناظم الغبرا

براءة من التأبين… الكويت أفضل مكاناً للحرية الصحافية في العالم العربي

تتناقض التقييمات والأجواء على مسألة الحرية في الكويت. فبالإمكان من جهة رؤية غياب هذه الحرية في الكويت في ظل أجواء التحريض التي تزامنت مع حادثة تأبين عماد مغنية، ومن جهة أخرى بإمكان كل فرد أن يرى كيف تكتب الصحافة الكويتية عن كل ما تريد، بينما تتلذذ في تحدي الخطوط الحمر. أحياناً تفعل ذلك بمهنية وأحياناً من دون مهنية.
ورغم مرور شهور طوال على قيام مجموعه من الكويتيين بقيادة نائبين على إقامة مجلس عزاء لعماد مغنية الذي اغتيل في دمشق، إلا أن السؤال وبعد أن قرر القضاء أن التأبين لا يعتبر مخالفاً لقانون، هل كانت حادثة التأبين تستحق ردود الفعل كلها التي أثارتها في حينها الحادثه؟ لقد أدت ردود الفعل على التأبين إلى توتر بين أعضاء في البرلمان، ثم بين الحكومة والحكومة، والحكومة والشارع، وبين الشيعة والسنة. ربما تكون هذه الحادثة فرصة لنا لنتعلم كيف نتعامل مع القضايا التي نختلف عليها، والتي تدخل في صميم الحريات في الوقت نفسه؟ ربما آن الأوان أن نفكر بمسائل الحريات بدرجة من العاطفة أقل وبحدة أقل وبعقلانية أكبر؟ متابعة قراءة براءة من التأبين… الكويت أفضل مكاناً للحرية الصحافية في العالم العربي

سامي النصف

حتى لا تتحول الأزمة إلى كارثة

العزاء الحار لآل المرزوق الكرام بفقيدهم وفقيد الكويت الكبير العم براك المرزوق الذي لم يختلف اثنان على سمعته العطرة وكفاءته وطهارة يده، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون.

نشرت صحيفة «الهيرالد تريبيون» الدولية قبل يومين مقالا في صفحتها الاقتصادية اشترك فيه اثنان من كبار رجال الاقتصاد الاميركي قالا فيه: لو ان الحكومة الاميركية تدخلت في وقت مبكر لانقاذ بنك ليمان براذرز لتم انقاذ البنك وانقاذ الاقتصاد الاميركي والعالمي معه، لقد احتاج الاقتصاد الاميركي لكارثة كبرى وتسونامي مالي كي يتم التعامل بشكل محترف وصحيح مع قضية اعتقد البعض ان تجاهلها او عدم رؤيتها سيعني اختفاءها ذاتيا.

واستمعت لجنة الرقابة في الكونغرس الاميركي للسيد آلان غرينسبان الرئيس السابق للمجلس الاحتياطي (البنك المركزي) الذي اقر بأنه كان مخطئا في فلسفته الداعية لعدم تدخل الحكومات في اعمال المصارف، كما انه كان مخطئا في خفض الفوائد على الودائع لمدة طويلة ما ارغم الاموال على التوجه لسوقي الاسهم والعقار، مما رفع اسعارهما بصورة مصطنعة وتضخمية.

ومن الاخطاء الشائعة الاعتقاد بأن البورصة هي سوق او ملك للقلة من المتداولين او يمكن حصرها بالخمسين محتجا او متظاهرا، ان سوق الاوراق المالية يعكس بصورة مباشرة الاحوال الاقتصادية في البلدان المعنية، ومن ثم فدعم السوق لا يعني بالقطع دعم المغامرين او المقامرين بل يعني في مفهومه الصحيح دعم البنوك والشركات الاستثمارية والعقارية والصناعية والخدماتية التي توظف عشرات الآلاف والتي تقوم بالاعمار والبنيان والصناعة والخدمات في البلد والتي هي الركيزة الاولى للاقتصاد المحلي ولمشاريع كويت المركز المالي.

والكويت بشكل عام ذات ملاءة مالية عالية ورقابة جيدة على الاموال والاسواق ولا تعاني كاقتصاد او كدولة من شح في السيولة، ولا يحتاج الامر إلا الى احضار خبراء مختصين من الخارج للنصح والارشاد في كيفية التعامل الامثل مع المعضلة الحالية كي لا تتحول من ازمة طارئة الى كارثة دائمة، ثم عرض توصيات هؤلاء الخبراء الاكفاء المحايدة على السلطتين التنفيذية والتشريعية لاقرارها بالسرعة الممكنة لتنعكس الحالة الاقتصادية الجيدة للدولة الى حالة اقتصادية جيدة للسوق.

ومما يجب معرفته ان الهيئة العامة للاستثمار تحاسب بشكل دائم من الاجهزة الرقابية ويطلب منها بشكل متواصل الاستثمار الآمن مما يضطرها لشراء الاسهم الزرقاء ذات العوائد المضمونة، والهيئة بحاجة الى تفويض واضح للتوجه لشراء شركات متعثرة يمكن لها ان تعيد هيكلتها وتجديد دماء ادارتها حماية لمساهميها وموظفيها كي تنتهي تلك الاستحواذات بأرباح تستبدل الـ 10 – 20% المعتادة بـ 100 – 200% بعد عام او عامين، والمهم حسن الاختيار والادارة.

آخر محطة:
عمليات الاستحواذ واعادة هيكلة وادارة الشركات المتعثرة لتحقيق عوائد مجزية جدا منها هي امور قائمة بشكل يومي في الاسواق المتقدمة ويمكن تطبيق التجربة في سوقنا المحلي.

احمد الصراف

لحية السيخي أناند.. ونورية الصبيح

تعرفت على صديقي الهندي فلادارس في منتصف ستينات القرن الماضي، واستمرت صداقتنا حتى اليوم دون انقطاع، الا ما فرضته الجغرافيا احيانا من تباعد مادي. وفي آخر لقاء لنا في الصيف الماضي قص عليّ فلادارس القصة التالية:
عندما كنت صغيرا كانت اسرتي تعيش في مدينة ممبي، او بومبي، حيث كان ابي يمارس الطب. وفي يوم استقللت واصدقائي سيارة اجرة متهالكة يقودها مواطن من السيخ، او سرداري!! لم نتوقف خلال رحلتنا القصيرة تلك عن اطلاق النكات على السيخ والسخرية منهم، ومن مركبة ذلك السائق العجوز، ولكن الرجل تجاهلنا تماما، الامر الذي دفعنا الى التمادي في غينا! عند بلوغ، وجهتنا ودفع الاجرة استوقفنا الرجل قائلا: لقد سمعت جميع نكاتكم وسخريتكم مني ومن افراد طائفتي. لن اطلب منكم التوقف عن فعل ذلك مستقبلا، فهذا لن يجدي نفعا، ولا اطلب الاعتذار، فهذا ايضا لا معنى له، ما اطلبه من كل واحد منكم هو ان تعطوا اول متسول سيخي تقابلوه النصف روبية هذا، وهنا ناول كل واحد نصف روبية وذهب الى حال سبيله!!
سخرنا من سذاجة ذلك السائق وضحكنا كثيرا من تصرفه الاحمق، ولكن بعد مرور سنوات طويلة من تلك الحادثة، وعلى الرغم من زياراتي المتكررة للهند، لم اصادف حتى يومنا هذا متسولا من السيخ، ولا ازال احتفظ بنصف الروبية ذلك منذ نصف قرن تقريبا، فقد تعلمت الكثير من ذلك السائق الحكيم، الذي اختار ذلك الطريقة المبدعة لاعطاء كل منا درسا لن ينسى في الحياة، وليقول لنا بطريقة غير مباشرة ان شعبه لا يتسول ولو جاع، وان المظهر الخارجي او العمل الذي يقوم به الانسان، مهما كان بسيطا، لا يعني شيئا، وان ما يشاع عن غباء البعض او سذاجة تصرفهم ليس هو المقياس الصحيح للحكم على الكل، وان السرداري هو الوحيد في العالم الذي لا يمكن ان يلجأ الى التسول، مهما قست عليه الظروف!
انتهت قصة فلادارس.
على الرغم من شعوري بصحة رواية صديقي الهندي، لكنني رغبت في التأكد من الموضوع بنفسي، وهكذا قمت بالسؤال هنا وهناك وتبينت لي حقيقة ان السرداري، او السيخي، أبيّ النفس يعتد كثيرا بكرامته ولا يمانع في القيام بأي عمل، ولكنه لا يلجأ الى التسول مطلقا!
تذكرت تلك القصة لدى سماعي بمشكلة الطالب اناند مع مدرسته الانكليزية في الكويت.
التحق اناند، الطالب السيخي، بمدرسة انكليزية خاصة في بداية العام الحالي. قبلت المدرسة التحاقه بها، بناء على علاماته المميزة وحسن سلوكه، بعد مرور فترة على بدء الدراسة، طلبت منه الادارة حلق ذقنه، بحجة ان الطلبة غير مسموح لهم بتربية لحاهم! رفض اناند تنفيذ الطلب، لان تعاليم دينه تحرم عليه ـ كسيخي ـ حلق شعر رأسه وذقنه. وهنا قررت ادارة المدرسة فصله ان رفض طلبها، فأصر اناند على موقفه، وهكذا حرم من الدراسة، علما بأنه في سنته الاخيرة تقريبا وسيغادر الكويت بعد عام للالتحاق بالجامعة في الخارج.
تقدم والد اناند بطلب لادارة المدرسة لاعادة النظر في قرارها وعدم التسبب في ضياع مستقبل ابنه، فهو لن يرضخ لطلبهم غير العادل من جهة، ومن جانب آخر ليس بإمكان والده ترك مصالحه والعودة الى الهند لكي يدرس هناك من دون قيود، خصوصا ان ادارة المدرسة قبلت به كما هو، بغطاء رأسه ولحيته عند مقابلته لاول مرة، ولم تشترط عليه ازالتهما في حينه. ولكن الادارة اصرت على موقفها، وعلى الرغم من العريضة التي تقدم بها الكثير من الطلبة واولياء امورهم تأييدا لموقف اناند! وهنا لجأ والده إلى سفارة بلاده لكي تنقذ مستقبل ابنه من الضياع، وقامت بالفعل بالاتصال على وزارة التربية ـ ادارة التعليم الخاص، ولكن يبدو ان الوزارة، اما انها ترفض التدخل او لا تود تغيير تعليماتها، وقد باءت كل محاولاتي للاتصال بمدير التعليم الخاص او بالقائم بالاعمال الهندي وحتى بصاحب المدرسة الانكليزية، لمعرفة الحقيقة، بالفشل، حيث كنت فقط ارغب في معرفة الجهة التي تقف وراء هذا القرار المجحف، قبل الكتابة عنه!!
نعتقد ان تدخل وزيرة التربية السيدة نورية الصبيح في الامر اصبح اكثر من ضروري، فالطالب اناند لا يزال يقبع في بيته، وستضيع عليه سنة دراسية على الاقل، ان لم يكن مستقبله الدراسي برمته، وكل ذلك بسبب تعنت طرف ما. والوضع بحق مسيء لنا، شعبا وحكومة، وانسانيتنا ترفض إجبار الناس على مخالفة شرائع دينهم، لا لشيء إلا لأننا نرفض من الآخرين هذا الموقف من معتقداتنا!!

أحمد الصراف
[email protected]

سعيد محمد سعيد

ليس لأنه… «الديوان الملكي»!

 

كثيرة هي القضايا والمشكلات والملفات و «البلاوي» الثقيلة التي يحملها بعض الصحافيين ويلقون بها في أحضان المسئولين في الديوان الملكي، لتبدأ بعد ذلك عملية السؤال والمتابعة والشد والجذب التي لابد وأنها ترهق الطرفين!

فمن قضايا المواطنين المعوزين، إلى قضايا العلاج… إلى قائمة طويلة جدا من «المظالم»… ولا بأس في ذلك فمن حق الناس أن يتجهوا إلى الديوان الملكي.

لكن كلمة حق لابد وأن تقال… وقبلها، لا ضير من أن نعترف بأن بعض الملفات «الحساسة» كانت سببا في توجيه الانتقاد عبر المقالات الصحافية الى المسئولين في الديوان، وعلى رغم أن أولئك المسئولين تقبلوها بصدر رحب وتعاملوا معها بتجاوب حينا، وبتأجيل حينا آخر، و… بتعجيل في حين ثالث، لكن، يبقى أن نقول للمسئولين إنكم ملاذ لأصحاب الحاجات من المواطنين، ولابد وأن يكون الملاذ الآمن قادرا على استيعاب الجميع.

لسنا في حاجة إلى ذكر أسماء، إلا أن المهم بالنسبة إلينا هو أن نذكر بشكر وتقدير تجاوب المسئولين مع الشكاوى والملاحظات والرسائل والكتابات التي ننشرها، ومتابعتهم المستمرة لسير الكثير من القضايا والشكاوى، واهتمامهم بأن تكون القناة بينهم وبين الصحافيين مفتوحة بثقة وحسن ظن من كلا الطرفين… وهذا الجانب، يمكننا من أن نتواصل لإيصال هموم الناس ومشكلاتهم التي يصل بعضها إلى الحل ويبقى بعضها الآخر في مشوار البحث عن الحل أو إيجاد الوسيلة الملائمة لإنهاء مشكلة ما.

حتى على مستوى الخدمات والاحتياجات الأساسية في بعض المناطق، ولاسيما في القرى، فبعض تلك المشروعات يتعطل ويتعقد ويتشعب ما يدفع ببعض أعضاء المجالس البلدية والمحافظين إلى مخاطبة الديوان الملكي مباشرة، فتكون النتيجة إيجابية وربما جاءت الحلول بصفة أسرع مما هي عليه في دهاليز اللجان والوزارات الخدمية.

لا نقول ذلك لأنه «الديوان الملكي» وحسب… إنما هو قول يأتي في إطار العلاقة الصحيحة والفاعلة بين الصحافة وبين المسئولين في الديوان الملكي، وعلى رأسهم وزير الديوان الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الذي تعودنا منه الحرص على توجيه المسئولين لمتابعة القضايا التي تصل عبر الصحافة أو تلك التي تنشرها الصحافة المحلية وخصوصا المرتبطة بالظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها هذا المواطن، أو مشكلة مستعصية تتعرض لها تلك الأسرة، أو مظلمة من المظالم التي لابد وأن تصل إلى الديوان الملكي، باعتباره ملاذا للمواطنين كما ذكرت سابقا.

على مدى أكثر من عشرين عاما من العمل في ميدان الصحافة، لا يمكن احصاء الشكاوى والقضايا التي رفعت إلى الديوان، فلم أجد صراحة تعاملا تصنيفيا خاضعا «للتمييز»، ولا أسلوبا خارجا عن حدود المسئولية، بل حتى في حال الكتابة بأسلوب قاسٍ، وجدت التجاوب طيبا والمتابعة متواصلة لحين إنهاء مشكلة أو مظلمة أو انتهاك أو هضم لحقوق تعرض لها مواطن، بل أن أحد المسئولين كان يكرر عبارة الشكر لأننا أوصلنا هذه المشكلة أو تلك ليتم التعامل معها بجدية، والأمل كبير في أن يستمر هذا التواصل في ظل القناعة والتفاهم المشترك بين الطرفين… الصحافة والديوان الملكي…

فلكل مسئول مخلص يبذل جهده ويقوم بمسئوليته الوطنية تجاه أهل البلد.. كل الشكر والتقدير