محمد الوشيحي

مشرعو التنورة والحجاب

رحمتك يا رحيم. أربعة من نواب «التشاوريات» الخبيثة يمسكون اليوم بزمارة رقبة اللجنة التشريعية، إحدى أهم لجان البرلمان إن لم تكن الأهم، ويشخبطون بكل ما أوتوا من فوضى على لوحة الديموقراطية الكويتية وعلى مستقبلنا، وعلى مرأى ومسمع من الجميع. الأربعة نواب هؤلاء لم يكتفوا بالتصويت لإلغاء تجريم «الفرعيات»، بل «جابوا المطمة» عندما تركوا كل ما هو مهم واعتبروا توزير الدكتورة موضي الحمود ونورية الصبيح مخالفا للدستور، ليش يا خبراءنا الأجلاء؟ لأنهما لا ترتديان الحجاب! أبوك زمن أغبر حقير نذل ابن ستين في سبعين، زمن اختط.فت فيه اللجنة التشريعية على أيدي تجار الدين ونواب الـ«ماكو شيء».
أربعة نواب من أصل سبعة، هم ناصر الدويلة رئيس اللجنة والدكتور علي الهاجري مقررها وعضوية كل من محمد هايف والدكتور محمد الهطلاني، يبيعون علينا الدين والأخلاق، ويتحدثون عن القانون والدستور وهم أول من خالفه بتشاورياتهم الخبيثة السامة. أربعة نواب هم اختيارنا نحن أبناء وبنات القبائل. والله عيب.
تركوا أداء وزيرة التربية والتعليم العالي نورية الصبيح، ولا أريد أن أتحدث عن أدائها هذه الأيام لوفاة شقيقتها رحمة الله عليها، وتركوا التعليم العام بعدما تجاوز مرحلة التردي ووصل إلى مرحلة الانهيار الحاد بجدارة واستحقاق، وتركوا بلاوي الجامعة والمعاهد التطبيقية، وراحوا يتحدثون عن حجاب الوزيرة وتنورتها… رحمتك يا رحيم.
وزيرة الإسكان والتنمية الدكتورة موضي الحمود، المسؤولة الأولى عن صياغة خطة الحكومة، لم تترك ذا رأي إلا واستعانت به، واختلطت عليها ساعات النهار والليل وهي تخرج من اجتماع لتلحق بآخر، وبعد ذلك وبكل إحساس بالمسؤولية، يجتمع نوابنا الأربعة ليتناقشوا حول حجابها وتنورتها… رحمتك يا رحيم.
هؤلاء هم اختيارنا، نحن أبناء وبنات القبائل، الذين لم يجدوا، أو حقيقة هم لا يفقهون، إلا توافه الأشياء، ولا يمكن أن يتقدم أحد منهم لمناقشة موضي الحمود في خطتها، فالموضوع أكبر من إدراكهم، رغم حرف الدال الذي يسبق أسماء بعضهم. كل ما في استطاعة هؤلاء هو مناقشة مذهب فلان هل هو صوفي أم كوفي، ثم المطالبة بالخمسين دينارا، والتفرغ بعد ذلك للحديث عن تنورة موضي وحجاب نورية، والمحل الفلاني يبيع الملابس الداخلية العارية، وما شابه من «الزبَد»، أما الحديث عما «ينفع الناس» فيفتح الله، والجود من الموجود.
ويقاس الناس بحسب طرحهم وتفكيرهم، فالكبير ينظر إلى الأعلى دائما، أما الصغير فتجده مطأطئ رأسه يبحث في الجحر عما يملأ عينه. هم هكذا الناس. وأبوك زمن أغبر حقير نذل ابن ستين في سبعين، الذي يمثلنا فيه هؤلاء. وعيب علينا، نحن أبناء وبنات القبائل، نترك خيارنا وعقلاءنا، وما أكثرهم، ونختار تجار الدين ونواب الـ«ماكو شيء» وحكماء التنورة والحجاب.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *