موضة «تبرئة الذمة» التي أدمنها بعض النواب الجدد في تصريحاتهم اليومية بصراحة «ما توكل عيش ولا نفّيش». موضة مكشوفة ومحاصرة بالذباب الأصيل.
يصرخ عمال النفط مطالبين بحقوقهم وكادرهم ويستجدون مساواتهم بنظرائهم الخليجيين، والحكومة «مصهينة» لسنوات، أذن من طين وأخرى من فلّين، فيغضب العمال ويعتصمون ويثور الغبار، فيتصل سكرتير أحد النواب الجدد بنائبه: «النواب كلهم مع عمال النفط والدنيا مقلوبة، بسرعة شوف لك تصريح تأييد»، فيرد النائب مذعورا: «شنو الموضوع»؟، فيشرح له سكرتيره الإعلامي الواقعة، فيرسل النائب تصريحا للصحافة: «يجب أن نحافظ على حقوق عمال النفط»، ثم ينام. وبهذا يكون أدى ما عليه وبرأ ذمته أمام الناس. فالأمر لا يحتاج إلى إجراء مقارنة بعمال النفط في دول الخليج الأخرى، ولا يحتاج إلى التفكير بمشروع قانون يقطع عرق التهاون الحكومي ويسيّح دمه. إطلاقا، ديّة الموضوع تصريح، وكان الله بالسر عليما.
وغدا صباحا، ويا فتاح يا كريم يا رزاق يا عليم، تمتلئ مانشيتات الصحف بأخبار مفزعة: «انهيار الاقتصاد العالمي»، و«صغار المستثمرين في بورصة الكويت يصابون بالهلع»، فيصرح النائب: «يجب أن يتم تعويض صغار المستثمرين»، وينام. أي كلام يا عبد السلام، فالموضوع أسخف من أن يحتاج إلى استشارة اقتصاديين ولا مطالبة الحكومة بتقرير عن سبب الهبوط الحاد للبورصة، ولا عقد اجتماع ووضع خطة تمنع تكرار الحدث، ولا كاني ولا ماني. تصريح واحد يكفي، كما في دعاية «صابون فيري» لتنظيف المواعين «قطرة واحدة تكفي».
وبعد غد قضية ثالثة ورابعة وعاشرة، والمطلوب من النائب الجديد هذا هو أن يحقننا بتصريح مريح في العضل، بشرط أن يبدأ تصريحه بكلمة «يجب» وينهيه بالنوم. يا عيني على هؤلاء التصريحيين الجدد، ويا عين موليتين واطنعش مولية على ناخبيهم.
وكنت أتبادل الحديث مع النائب عبدالله الرومي، أثناء حضورنا مناسبة اجتماعية، فناداني أحد هؤلاء التصريحيين الجدد لنتحدث على انفراد، وراح ينصحني: «لا تكفرون الناس بالديموقراطية يا بو سلمان، تكتبون المقالات لا تلقون لها بالا وهي تسبب الأذى وتضر الناس»، فقلت له: «أنت من يكفر الناس بالديموقراطية»، فارتفع حاجباه وقال مذهولا: «أنا؟ طيب اسأل عني أهل الدائرة وإذا لقيت أي واحد منهم يقول لك إني تأخرت عليه في أي معاملة، لك عليّ حق»، قلت: «إجابتك هذه تكفيني وتؤيد كلامي، ونشوفك في أفراح أخرى، سلامو عليكم».
****
شكرا لمجلس إدارة مؤسسة الكويتية ولرئيسه الأخ حمد الفلاح، الذي قرر – كما جاء في جريدة «الراي»، يوم الجمعة الماضية – دراسة نسبة الخصم المناسبة على تذاكر طلبة الكويت في القاهرة ووزن أمتعتهم استجابة لما جاء في هذه الزاوية.