علي محمود خاجه

كرة قدم

ما الذي يميز 22 لاعباً وكرة واحدة تسلب ألباب الناس وتجعلهم يتعلقون بها بهذا الشكل؟! بأمانة لأول مرة وأنا أتابع إحدى المباريات الكروية أخذت أفكر في كل تلك الأمور، فوجدت الأسباب منطقية وكثيرة أعرضها عليكم لعلها توضح الصورة لكم كما أوضحتها لي من قبلكم:

في الرياضة بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص المهم هو تسجيل الأهداف بشكل أكبر في الفريق الخصم، فلا يهم إن سجل هذه الأهداف لاعب كبير في السن أم صغير، أو إن كان ذا بشرة داكنة أم فاتحة، أو إن كان ذا لحية طويلة أم أجرد الوجه، أو إن كان ذا شعر طويل أم أصلع، أو إن كان متشبّها بالنساء أم رجلا… كل ما يهم هو أن تسجل أو تساعد فريقك على الفوز.

لا يهم إن كنت قبل المباراة ذاهباً إلى الصلاة أم إلى بيوت الهوى، ولا يهم إن كنت صائما أم غير ذلك، فكل ما يهم هو تسجيل الأهداف وفوز فريقك، هذا ما يهم مجلس الإدارة واللاعبين وجمهور فريقك.

أما بالنسبة للحكم، فهو لا يهتم باتخاذ قراراته إن كنت أصيلاً أم «بيسري»، ولا يهتم إن كنت ستذهب إلى حسينية أو مسجد أو كنيسة، أو إن كنت حضرياً أم بدويا، فكل ما يهمه هو العدل الإنساني في قراراته، وإن وجدت مراقبة الحكام بأنه يحابي طرفاً ضد الآخر فسيعاقب، فالحكم لا يهتم إطلاقا إن أقسمت له بالله أو بأي مقدس تراه، فما يراه يحكم به ولا تعنيه أي أمور أخرى.

ويأتي بعدها اختيار المنتخب، وهو مما يتضح من اسمه بأنه صفوة لاعبي الدولة، الذين يتم اختيارهم ليمثلوا البلاد التمثيل الحسن في منافساتهم، وحين الاختيار لا يهم إن كان معارضا للتيار الحاكم أو مؤيدا له، أو إن كان معارضا لتعديل الدستور أو مطالبا بالتغيير، أو إن كانت تربط اللاعب صلة قرابة بالحاكم أو الرئيس أو المدير (هذه الحال لا تنطبق على بلداننا العربية)، كل ما يهم هو الكفاءة والقدرة على الفوز بنقاط اللعبة.

إذن، فالمهم هو الفوز وما ستفعله قبل المباراة وبعدها لا يهم لأنه شأن يخصك، سواء كان في علاقتك بربك أو بأهلك أو غيرها من شؤون، لهذا فكرة القدم والرياضة بشكل عام ناجحة بكل المقاييس، وأغلبية سكّان العالم تتابعها.

أعتقد أننا يجب أن نتعامل مع الكويت كفريق نريد له الفوز غير مكترثين بشيء إلا الكفاءة، فهل من مطبّق؟

خارج نطاق التغطية:

مدونة «لا أرى لا أسمع لا أتكلم» من المدونات المتميزة بالمواضيع المهمة، نشرت موضوعا بعنوان «لا للتربية نعم للتعليم» يكشف مصائب في المناهج الدراسية، أعتقد أنه موضوع يستحق القراءة www.the-3-monkeys.blogspot.com.

سامي النصف

مع الجمهوريين وضد ماكين

استضافتنا الزميلة منتهى الرمحي ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» الذي تبثه قناة «العربية» للحديث حول الانتخابات الاميركية وكان رأينا ان الجمهوريين اكثر فائدة للعرب من الديموقراطيين، حيث يدعمهم في العادة رجال النفط ومن ثم سيبقون اسعار النفط في مستويات معقولة بعكس الديموقراطيين، القادمين لا محالة، ومعروف ان النفط هو المورد الرئيسي للدول الخليجية والعراق وسورية ومصر والسودان وليبيا والجزائر واليمن اي اكثر من 85% من الشعب العربي، كما ان سياسة الجمهوريين الحازمة ستردع بعض المتربصين بوطننا العربي اضافة الى منعها قيام حرب اهلية في العراق قد تمتد الى جيرانه.

هذا الموقف الموجب والمؤيد للجمهوريين لا يمنعنا من الوقوف ضد المرشح ماكين بسبب غطرسته وعنجهيته حينما لم ينظر في المناظرة الأولى لمنافسه اوباما كما استخدم معه في المناظرة التالية مصطلح «هذا الواحد» وهو مصطلح يستخدمه بعض المتعصبين البيض عند تحدثهم عن السود، اضافة الى محدودية القدرات وقلة الذكاء حتى عند مقارنته بالرئيس بوش الابن الذي وصف اميركيا بالغباء وادت قراراته الى الكوارث لأميركا، والعالم، واحراج اصدقائها ومؤيديها.

ففي مقابل اوباما الحائز على الدكتوراه من جامعة هارفورد (في اميركا لا يتباهون بحرف الدال كما هو الحال عندنا) نجد ان سيرة ماكين تظهر انه انضم للكلية البحرية بواسطة من والده الادميرال، وقد كان ترتيبه عند التخرج هو 894 مما مجموعه 899 طالبا، وللمقارنة فالرئيس بوش الابن خريج جامعة ييل وقد اصبح طيارا في الحرس الوطني بواسطة كذلك من والده بوش الاب بعد سقوطه في امتحان تأهيل الطيران (الابتديود تست) حتى لا يخدم في ڤيتنام.

ولم يسقط بوش الابن اي طائرة قادها بعد سقوطه في امتحان القبول اما ماكين فقد اسقط 5 طائرات حربية في التمارين قبل ان يسقط وطائرته فوق هانوي وهو معدل لو قام به كل طيار حربي اميركي لانتصر الاتحاد السوفييتي على اميركا دون حرب، وقد اصيب ماكين في يديه – حتى انه لا يستطيع ان يصفف شعره بيده هذه الايام – ورجليه كونه لم يضمهما كما يعرف كل طيار حال خروجه من الطائرة بعد اسقاطها وقد سمي من قبل الاسرى الآخرين بـ «الكناري المغرد» بسبب حديثه لإذاعة ڤيتنام الشمالية وهو ما جعل هؤلاء الاسرى يخلقون تجمعات ومنتديات الكترونية ضده.

وقد بدأ معسكر ماكين بإطلاق اسم «حسين» على اوباما ووصفه بالخطر والغريب عن البلاد ومحاولة ربطه بإرهابي كان يعمل في الستينيات عندما كان عمر اوباما لا يتجاوز 8 سنوات (!) ونسي ذلك المعسكر ان ماكين هو من جمهورية بنما حسب مولده، كما ان سيرته الشخصية لا تسر على الاطلاق فقد تخلى عن زوجته الفقيرة الأولى التي وقفت معه ابان اسره بعد تعرضها لحادث سيارة وطلقها ليتزوج فتاة ثرية تصغره بحوالي 20 عاما استطاع ان يستخدم اموال ونفوذ والدها للوصول الى الكونغرس ومحاولة الوصول للرئاسة بعد ان كان راتبه لا يتجاوز 25 الف دولار في العام كضابط، وقد التزمت زوجته الاولى الصمت كونه التزم بمصاريف علاجها الباهظة طوال عمرها كتسوية طلاق.

آخر محطة:
تواترت الأنباء بأن رئيس جهاز الامن القومي الاميركي اصدر قرارا سريا بإطلاق النار على سارة بالين فور وفاة الرئيس جون ماكين، وقد اتى في شرح القرار عدم معقولية ان يحكم شخص بمحدودية خبرات وقدرات سارة باركودا، كما تسمى في الاسكا، دولة بحجم الولايات المتحدة، وتضمن القرار التذكير بكيفية وفاة الحاكمة شجرة الدر في مصر.

احمد الصراف

فردوس السالمي

يعتبر تكليف الموظف، المدني او العسكري، بالعمل في مركز حدودي نوعا من عدم الرضا عن ادائه الوظيفي. وتلجأ بعض حكومات الدول المتخلفة، وما اكثرها معنا وحولنا، لاستخدامه كنوع من العقاب الاداري، او الانتقام من غير المرضي عنهم، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون ان العمل في الوظائف الامنية في بعض نقاط الحدود الكويتية، كالسالمي او النويصيب، يعتبر نوعا من العمل الذي تتهافت عليه بعض الفئات لما تتوافر فيه من مزايا! فقد أخبرني من يعمل في مركز حدودي مهم منذ اكثر من 12 عاما، الذي ربما نسيته او تناسته ادارته هناك لسبب ما، والذي لم يبذل أي جهد للانتقال من عمله بسبب قربه من الشاليه الخاص به، اضافة الى نظام نوبات العمل القصيرة المعمول به، والذي يتيح له التمتع باجازته المستمرة لايام، يقول ان المستويين الامني والاخلاقي في المركزين في انحدار مستمر منذ التحرير وحتى اليوم. فالانضباطية شبه معدومة، كما يسعى البعض لتوسيط نواب لنقلهم الى احد هذين المركزين، حيث ان وجودهم بالقرب من المحيط السعودي يوفر لهم ميزة مساعدة من يودون مساعدته في المرور، او الهروب، من خلال النقاط الامنية من دون تدقيق، وحتى زيارة اهاليهم هناك بشكل شبه يومي. وقد حفلت الاخبار بنجاح الكثيرين في التسلل من والى الكويت من دون جهد كبير بسبب وجود من هو على استعداد لمساعدتهم مقابل مال او لقرابة ما، حدث ذلك مرات عدة على الرغم من وجود قيود امنية عدة تمنع مغادرة هؤلاء او دخولهم البلاد.
كما ساهم وجود هذه النوعية من العسكريين او المدنيين العاملين في نقاط الحدود هذه في خروج البعض بهويات او مستندات سفر لا تخصهم. والاخطر من كل هذا وذاك ما نما الى علمنا ان بعض العاملين في تلك المراكز، ومنهم رؤساء نوبة، عليهم احكام سابقة او ملاحظات امنية بسبب مخالفات “ادارية” جسيمة، وقد عوقبوا بنقلهم الى تلك المراكز الحدودية العالية الاهمية والخطورة.
قد لا يكون هناك ما يؤكد او يعزز صحة جميع هذه الادعاءات والاتهامات الخطيرة، هذا على الرغم من عدم اطمئناننا لوجود ادارة في الداخلية غير مخترقة من فئة فاسدة او غيرها، فالحوادث والجرائم التي يكون احد اطرافها عسكريا في الدفاع او الداخلي اكثر من ان تحصى، وهذا يوجد في كل اجهزة امن العالم، ولكن نسبتها تبدو عالية جدا في دولة صغيرة كالكويت يعيش شعبها، او هذا يفترض، في تخمة مالية ودينية واضحتين!
نتمنى على الفريق احمد الرجيب، وكيل وزارة الداخلية، النقر باصابعه على ازرار جهاز الكمبيوتر الموجود على مكتبه والاطلاع على كامل اسماء العاملين في مراكز الحدود، بما في ذلك المطار، والاستعلام عن خلفياتهم والتدقيق في سوابقهم الامنية، وربما سيفاجأ وقتها ان وجود مثل تلك الاختراقات في تلك الاماكن الحساسة ليس بالامر الغريب. وعندما يكتشف ذلك ما عليه غير سد اذنيه وقطع الحرارة عن هواتفه النقالة والثابتة، وعدم الرد على توسلات النواب الذين سيحاولون التوسط، او التوسل لديه، للابقاء على “عناصرهم” في مقار عملهم تلك!
كما تحتاج نقاط الحدود هذه الى اجهزة حديثة والى ضبط وربط امني في ما يتعلق بالمخارج والمداخل، حيث ان وجود البقالات والمطاعم والمساجد تشجع البعض على ارتيادها من دون المرور على الاجهزة الامنية.
لا نهدف للتسبب في ايذاء احد، ولا نعرف حتى فردا واحدا يعمل في تلك النقاط الحدودية، بما في ذلك المطار، ولا يهمنا غير الوطن وامنه وسلامته، وسلامتكم وتعيشون!

أحمد الصراف