محمد الوشيحي

هجّصوا مع دبدوب يا بيرم

أكثر من استخدم كلمات «هجص» و«هجايص» و«تهجيص»، ومعناها بلغتنا الدارجة «الهبل والخبال»، هما الأديبان الكبيران الراحلان بيرم التونسي ومحمد عفيفي رحمهما الله. وبيرم التونسي، أو «الكاتب الشاخر» كما أسماه زملاؤه، والذي غنت له أم كلثوم روائع خالدة لا يمكن أن تنتهي صلاحياتها، هو في الوقت نفسه كاتب مقالات لا يشق له ماء ولا هواء. وكان قد «زوّد عيار» النقد على وزارة الداخلية آنذاك فقررت طرده إلى تونس، مسقط رأس جده، وعند الحدود المصرية قال له الضابط المسؤول عن الترحيل وهو يدفعه بشدة ويركله برجله: «غور يا حمار يا ابن الكلب»، فالتفت له «الشاخر» وقال كلمته الشهيرة وهو ينفض ملابسه من الغبار بعد أن أسقطته الركلة: «يخرب بيوتكو، فيه حمار في الدنيا أبوه كلب؟ حتى الشتايم هجصتوها». متابعة قراءة هجّصوا مع دبدوب يا بيرم

سامي النصف

حواديت عربية معاصرة

كانت ومازالت هناك توأمة روحية بين الكويت ولبنان، فهل كانت هناك فرصة لضمهما في دولة واحدة؟! الجواب هو نعم، ففي فبراير 1958 تقررت وحدة مصر وسورية وانضمت لهما السعودية واليمن، لذا قرر العراق خلق مشروع الاتحاد الهاشمي، وطلب نوري السعيد من اميركا وبريطانيا اقناع الكويت ولبنان بالانضمام لتلك الوحدة كي تصبح رباعية كحال الوحدة الأخرى، الا ان الشيخ عبدالله السالم رفض تلك الدعوة مما جعل الرئيس اللبناني كميل شمعون يتردد في قبولها بعد أن كان موافقا عليها.

قامت الوحدة المصرية – السورية وصدر قبل أيام كتاب «شاهد من المخابرات السورية 1955 – 1968» وهو مذكرات فوزي الشعيبي الساعد الأيمن لعبدالحميد السراج، والشعيبي هو من كشف مؤامرة حلف بغداد للثورة في سورية عبر تتبعه لتحركات شكيب وهاب، وكانت تلك المؤامرة هي التي عجلت بالوحدة، كما شرح تفاصيل قضية المليون وتسعمائة الف جنيه استرليني التي دفعت للسراج للانقلاب على الوحدة، فسلمها لعبدالناصر الذي كان في زيارة لدمشق.

ويستمر الشعيبي في مذكراته فيروي تفاصيل تدخل سورية ومصر في شؤون لبنان واشعال الثورة على كميل شمعون، ومعها تفاصيل مقتل الزعيم الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو اثناء تعذيبه، وان نفى تذويبه بالاحماض كما اشيع، ويضيف انه سجل بواسطة احد زعماء محافظة السويداء تفاصيل المؤامرة التي خططت للانفصال بالاسماء والرتب، وانه حمل شريط التسجيل لمكتب المشير عامر في دمشق الذي طلب تسليم الاشرطة لمدير مكتبه دون ان يستمع له، وقد حدث الانفصال تماما كما أتى في المخطط، وانفصمت عرى وحدة عربية كبرى بسبب اهمال المشير المعتاد حتى ان مؤامرة الانفصال قام بها ضباط مكتبه.

والى «الجنة الضائعة» أي مذكرات نزيهة الحمص حرم اكرم الحوراني زعيم الانقلابات في سورية، وتذكر ضمنها ما حدث عندما خرج الحوراني وصلاح البيطار وميشيل عفلق هاربين من سورية الى لبنان عام 1953 واحضر لهم الزعيم الوطني اللبناني الكبير (…..) في سيارته الفولكسفاغن امرأة اجتمعت بالزعماء الثلاثة على انفراد، وعندما خرجت ابلغها الحوراني بأنها مرسلة من اسرائيل تعرض عليهم تبنيهم ودعمهم، وان ذلك الزعيم كان يعرف تفاصيل مهمتها.

وتروي الحمص ما حدث بعد شهرين من قيام الوحدة ووجودها وزوجها نائب رئيس الجمهورية اكرم الحوراني في جناحهما في فندق شبرد في القاهرة عندما دخل عليهما ليلا دون «احم أو دستور» رجال مخابرات صلاح نصر وفتشوا شنطهما أمامهما، كما عذب قريب زوجها عبدالفتاح السيهان ليتجسس عليهما، وتقول ان عبدالناصر كان يعتمد بالمطلق على ما تقوله وتكتبه مخابراته دون نقاش، وكان يستهزئ أمامهم بالعشرين الفا من معتقلي الواحات، ويقول إن اعداد الاخوان المسلمين منهم تكفي لبناء عدة مساجد، واعداد الشيوعيين تكفي لبناء عدة مستوطنات زراعية (كولخوزات) وقد أنهت تلك الوحدة حالة الود والاخوة القائمة قبلها بين مصر وسورية.

آخر محطة:
ما يفعله العرب بالعرب، مرت علينا قبل ايام الذكرى 30 لجريمة خطف الإمام المظلوم موسى الصدر ورفاقه ابان زيارتهم الرسمية لليبيا، وقد صدر قبل مدة قصيرة كتاب «معارك كلامية» للدكتور الباحث مأمون فندي، وقد أتى في صفحة 160 ان شقيقة زوجة من حل محل الامام المخطوف وشريكته في محطته الفضائية (….) قد «جمعت ثروتها من خلال عقد مع القائد الليبي معمر القذافي استطاعت بموجبه أن تطبع مليون نسخة من الكتاب الاخضر» وأمجاد يا عرب أمجاد.

سعيد محمد سعيد

الحمار والديك

 

أنتقل معكم في هذه المساحة الى رحابة الطرافة واللطافة استعدادا لإجازة نهاية الأسبوع، ولنغير مسار وطبيعة القضايا التي عادة ما تحمل الهم للقراء الكرام، فلا بأس من الاستراحة قليلا…

قبل أيام، تسلمت رسالة تحمل سؤالا: «لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟ والسائل ذاته يجيب بالقول إن النبي محمد (ص) قال في حديث، ونترك موضوع صحة الحديث وسنده… قوته وضعفه لأهل الاختصاص، قال فيه :«إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا».

لم تنته الرسالة، ففيها إضافة تتعلق بالاكتشاف العلمي المبهر في شأن قدرة الجهاز البصري المحدودة لدى الإنسان، والتي تختلف عن قدرة الحمير، وبدروها تختلف عن قدرة الديكة، وبالتالي فإن قدرة البصر لدى الإنسان محدودة لا ترى ما تحت الأشعة الحمراء ولا ما فوق الأشعة البنفسجية… لكن قدرة الديكة والحمير تتعدى ذلك! وأيضا، يأتي السؤال: «كيف يرى الحمار والديك الجن والملائكة؟».

والجواب كما في الرسالة، هو أن الحمير ترى الأشعة الحمراء والشيطان وهو من الجان خلق من نار -أي من الأشعة تحت الحمراء – لذلك ترى الحمير الجن ولا ترى الملائكة! أما الديكة فترى الأشعة البنفسجية والملائكة مخلوقة من نور – أي من الأشعة البنفسجية – لذلك تراها الديكة!

هنا، يمكن حل اللغز في هروب الشياطين عند ذكر الله سبحانه وتعالى، فالسبب، وفق الرسالة، هو أن الملائكة تحضر إلى المكان الذي يذكر فيه الله فتهرب الشياطين! حسنا ولماذا تهرب الشياطين عند وجود الملائكة؟ الجواب لأن الشياطين تتضررمن رؤية نور الملائكة. بمعنى آخر، يضيف المرسل، إذا اجتمعت الأشعة الفوق بنفسجية والأشعة الحمراء في مكان واحد، فإن الأشعة الحمراء تتلاشى.

ردود الفعل لم تكن مبشرة، اللهم من شخص واحد عضو في المجموعة الذي أجاب على رسالة موجهة الى الكل: «الآن فقط فهمت لماذا يزداد نهيق الحمير في الأوساط السياسية والبرلمانية والدينية في العالم العربي والإسلامي، ولا نرى الديكة الا في الأرياف». وعلى أي حال، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

د. شفيق ناظم الغبرا

الرقابة في الكويت… والحريات

بدأت تحركات شبابية، مثل التجمع الشبابي «صوت الكويت»، إضافة إلى كتاب المدونات، وتجمعات شبابية أخرى، تهدف إلى التصدي للقوانين التي تتناقض مع الدستور ومنها الرقابة على الكتب. فنحن على أبواب معرض الكتاب المقبل في نوفمبر، وبدأت الأجواء الرقابية تشحذ همتها لإحكام عملية القص والمنع بحق الكتب التي ستعرض في معرض الكتاب، وهذا بطبيعة الحال سيفرغ المعرض من مضمونه وقيمته. متابعة قراءة الرقابة في الكويت… والحريات

سامي النصف

خطأ التشفي من كوارث الآخرين

انسانيا يجب الا نقبل من يجد في كوارث الآخرين وسيلة للتشفي منهم حيث ان الكوارث بجميع انواعها لا تختص بالرجال فقط بل تصيب بالتبعية الابرياء من نساء وكبار سن واطفال بل يمتد ضررها حتى للحيوان، ومن ذلك ما رأيناه ابان اعصار كاترينا من اقوال متشفية ومتناسية ان العواصف والزوابع والزلازل والاعاصير تصيب بلداننا الاسلامية التي ينهض من يتم التشفي منهم لدعمها ومساعدتها.

وفي خضم الكارثة الاقتصادية العالمية الحالية وجدنا مرة اخرى من يجدها وسيلة للاستهزاء والتشفي من الآخرين والادعاء بأن في ذلك عقابا لهم على انماط حياتهم او منهاج اقتصادهم ولم يذكر لنا، من قال بذلك، السبب في ان اقتصاديات تلك الدول – رغم ازمتها الاقتصادية – تبقى احسن بآلاف المرات من حال دولنا الاسلامية التي تضررت كذلك من تلك الازمة الخانقة.

والحقيقة ان الرأسمالية حالها كحال الديموقراطية هي السبيل الافضل والاختراع الأمثل لادارة الاقتصاد، وكما ان البديل للديموقراطية هو الديكتاتورية البغيضة كذلك فالبديل للرأسمالية هو الماركسية او الاشتراكية القائمة على الاقتصاد الموجه وتأميم وسائل الانتاج، ان الرأسمالية للعلم حالها حال الديموقراطية لها ألف وجه للتطبيق فالرأسمالية الاميركية تختلف عن الأوروبية وعن الآسيوية فاذا ما فشل أحد تطبيقاتها وجب التحول الى تطبيق آخر دون الخروج عن النظام الرأسمالي.

أما الحديث عن الاقتصاد الاسلامي كبديل محتمل عن الاقتصاد الرأسمالي فهو حديث مبكر وليس مجاله خطاب التشفي بل عبر دراسات المختصين ضمن الغرف المغلقة مع ملاحظة ان دولنا الاسلامية في تاريخها القديم قد تعرضت للمجاعات حتى اوقفت الحدود الشرعية، كما ان من يقرأ تاريخ الدولتين الأموية والعباسية وحتى الفاطمية بتمعن يجد ان موجات الغلاء والجفاف والمجاعات كانت تضرب اركان تلك الدول بين حين وآخر رغم التزامها بمثل ذلك الاقتصاد.

وضمن تاريخنا الحديث نجد ان الدولتين العثمانية والصفوية كانتا مثالا للضعف الاقتصادي والحال كذلك مع دولة طالبان في افغانستان، اما السعودية وايران فيقوم اقتصادهما على الرأسمالية والبنوك العادية، كما تعمل البنوك والشركات الاسلامية الناجحة ضمن النظام الرأسمالي في الدول الاسلامية المختلفة، الخلاصة ان المحك الحقيقي في النظامين الرأسمالي والاسلامي هو حسن الادارة والكفاءة في الفكر والعمل.

فإن اجادت الادارة كان الاداء جيدا كحال البنك الوطني او بيت التمويل او الاستثمارات الوطنية او الدار للاستثمار.. الخ، وإن اساءت كان الفشل والضرر اللاحق ففي المفهوم الرأسمالي الصحيح نجد ان شركة او بنكا اسلاميا يدار بطريقة ممتازة توفر الارباح للمساهمين وتنأى بهم عن الكوارث هو بالطبع خير بمئات المرات من شركة رأسمالية تدار بطريقة خطأ تفقد من خلالها اصولها واموال مودعيها والعكس بالطبع صحيح.

آخر محطة:
للمعلومة رؤساء وشخصيات سياسية رفيعة جداً في دول اسلامية يتصلون بالاقتصادي المرموق ابراهيم دبدوب ويستشيرونه في بعض الامور الاقتصادية في دولهم، لذا نود أن نرى اسم السيد دبدوب مضافا كعضو أو مستشار للجنة الاقتصادية المكلفة بحل الاشكال الاقتصادي القائم، كما نود أن يمنح الجنسية الكويتية تحت بند الاعمال الجليلة بعد عطاء متصل ومستمر منذ 50 عاما وتحقيقه انجازات كبيرة للكويت يشهد بها القاصي قبل الداني، وان تعدل بالتبعية المادة التي تجعل المعتقد الديني يقف عائقا امام تجنيس الكفاءات.

احمد الصراف

الطاقة وتعريب الفراغ وشرار

وردتني رسالة انترنت تضمنت التساؤلات التالية: هل يعرف اي مواطن اميركي، او يتذكر السبب الذي انشئت من اجله «وزارة الطاقة الاميركية»؟ لا شك ان الغالبية، ان لم يكن الكل، ليس بإمكانها اعطاء اجابة صحيحة. هذا، على الرغم من ان الحكومة الاميركية انفقت مئات مليارات الدولارات على هذه الادارة! الجواب بسيط، فوزارة الطاقة تأسست في 4 ـــ 8 ـــ 1977 للعمل على تقليل اعتماد اميركا على استيراد النفط، ومن الشرق الاوسط بالذات! وهذا يبدو في حد ذاته هدفا حيويا ونبيلا من وجهة النظر الاميركية. ولكن بعد مرور اكثر من 31 عاما على تأسيس الوزارة لا يبدو ان شيئا تحقق من ذلك، على الاطلاق! علما بأن هذه الوزارة يعمل فيها 16 الف موظف، وتجاوزت موازنتها لهذا العام مبلغ 24 مليار دولار!
ولو تركنا اميركا تلعق جراح ازمتها المالية وولينا وجهنا شطر وطننا، الذي بدأت مؤسساته البالية في لحس مبارد العجز المالي، لوجدنا ان ما لدينا من قضايا مماثلة اكثر من هموم البورصة على القلب.
فوزارة شؤون مجلس الامة مثلا، ليس لها مسؤول متفرغ. كما انها متخمة بمئات الموظفين الذين رمتهم اقدار «الواسطة» والمصالح الانتخابية في وزارة لا عمل واضحاً لها، ولا هدف تعمل من اجله، كما ان عملها غير معرض للمحاسبة ولا للتدقيق. وقد بدأت امور الخراب بها منذ ساعات تأسيسها الاولى من قبل الوزير السابق محمد شرار واستمرت مع صحبه، ووصلت القمة مع الوزير المعجزة، الذي لا يمكن الاستغناء عنه، السيد احمد باقر، حيث وصل عدد العاملين في هذه الوزارة إلى 180 موظفا، غالبيتهم لا يداومون في مقار عملهم، والبعض منهم لا يعرف حتى اين تقع مباني الوزارة اصلا، وبين هؤلاء 18 وكيل وزارة، ومدير عام!
اضافة إلى وزارة شؤون مجلس الامة، فهناك «مركز تعريب الطب»! فهذا المركز العجيب والغريب، الذي سبق ان كتبنا قبل سنوات عن ضحالة مخرجاته، والذي لم تسمع به غالبية هذه الامة نصف الدائخة، والتي لا يعرف جميع النواب حتى اين تقع مكاتبه، سيحتفل قريبا بمرور 20 عاما على تأسيسه، وعلى نجاحه في تحقيق لا شيء يذكر.
يحدث ذلك على الرغم من عشرات الملايين التي انفقت عليه في هذا الزمن الاغبر، فهدف المركز، على الرغم من وضوحه، فإنه لا يعني الكثير. فمن الصعب تخيل استفادة اي جهة او طبيب منه، غير اولئك الذين رمتهم الاقدار لإدارته والاستمرار في ذلك بفضل «السوبر غلو»! ويقال ايضا، وايضا ان هؤلاء قاموا باستثمار مئات آلاف الدنانير من ارصدة المركز في «صندوق التمويل الذاتي»! وان من يدير الصندوق له صلة قرابة بكبار موظفي المركز، كما ان هؤلاء واولئك يتقاضون الكثير مقابل قيامهم بمهمة ادارة المركز والاشراف على انشطة الصندوق وحضور الاجتماعات و«الاضطرار» للسفر الى دول اوروبا الغربية (!!) ومن بعدها التفرغ للاشراف على ترجمة خمسة او ستة كتب سنويا واصدار دورية شهرية هزيلة التوزيع، لم يثبت انها افادت جهة تحترم نفسها. فالطبيب الذي يعتمد على تطوير قدراته ورفع مستواه بالتعرف والاطلاع على آخر المكتشفات الطبية والدوائية وطرق العلاج على دورية محلية تترجم الحدث بعد مرور عدة اشهر على وقوعه، لا يمكن توقع الكثير منه، علما بأنه من الصعب تخيل وجود طبيب مميز لا يتقن لغة اجنبية مميزة واحدة او اكثر. وبالتالي، فإن دوريات المراكز الطبية وفضاء الانترنت الواسع هما المصدر الذي يمكن استقاء آخر الاخبار الطبية منه، وليس دورية تصدر في دولة متخلفة علميا تقوم بترجمة ونشر الحدث بعد معرفة العالم به.. بأشهر عدة!

ملاحظة: ان صح ما اشيع عن اسباب استبعاد الخبير المصرفي، ورئيس المديرين في البنك الوطني ابراهيم دبدوب، من لجنة الانقاذ، فإنه يدل على عدم النضج، والمستوى غير المحمود الذي وصلت إليه اخلاقياتنا في التعامل مع الآخر! علما بأن كل الكوارث المالية التي اصابت الكويت كانت صناعة وطنية خالصة!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

أزمة البزمة

البلد مصاب بـ«فري في الرأس» ويحتاج إلى «أم مشعل» لتعمل له «صبخة». الطب الحديث لم يعد ينفع. و الحكومة مثل الطالب البليد، تقف على رجل واحدة رافعة يديها ووجهها إلى الحائط ولا تدري من هو «طقاقها» ولا من أين يأتي «الطق»، وفي كل يوم أزمة، وآخر أزمة هي «أزمة البزمة»، ومن جرف إلى دحديرة يا قلب لا تحزن.
والنائب الفاضل أحمد المليفي يتعامل مع سمو رئيس الحكومة بـ«شخصنة» لا نظير لها في الأسواق العربية والإسلامية، ويراقبه «مان تو مان»، و«قاعد له ع الوحدة»، ويعتقد بأنه ليست من مسؤولياته مراقبة أي وزير آخر، المهم هو الرئيس فقط، وفقط تعني فقط، وهي نظرية منسوخة وحقوقها محفوظة للاعب نادي الفحيحيل السابق «ربيع سعد»، وهو لاعب أسمراني رائع يتضاءل مارد الخاتم بجانبه ويتشعبط على زنده، ولو لحق بك ربيع سعد والكرة معك فستترك له الكرة والمحفظة وستهرب خارج الملعب، وستبكي، وستلعن الساعة التي تعلمت فيها لعب كرة القدم. لكن مشكلة ربيع سعد هي أنه مبرمج على مهاجم واحد فقط برمجة لا يمكن فكها أو تغييرها، أنت فقط شاور بيدك إلى المهاجم المنحوس، وبسم الله والله أكبر، عليّ النعمة سيلتهمه. متابعة قراءة أزمة البزمة

سامي النصف

تهريب الذهب وإشكال البورصة

لنبدأ من الازمة السياسية التي كادت تطغى اخبارها ومانشيتاتها على اخبار الازمة الاقتصادية لنقول ان الاوضاع العامة في امس الحاجة للتهدئة السياسية كي يتم تفرغ الجميع لعلاج الكارثة المالية التي يمر بها البلد ولن يستفيد احد من خلط الحابل السياسي بالنابل الاقتصادي، فالحكمة الحكمة، والتهدئة التهدئة.

وعودة للاوضاع الاقتصادية وحقيقة ان الازمة الحالية قد كشفت وفضحت بعض اوجه القصور المتجذرة في الذهنية الاقتصادية الكويتية المتوارثة والتي لا ترى خطأ او خطيئة في الالتفاف على الضوابط والتشريعات والقوانين التي يصدرها البنك المركزي وغيره مادام الهدف هو تحقيق الارباح، ولا شك في ان اشكال احد البنوك المحلية ومعه اغلب اشكالات الاقتصاد الحالية والسابقة، ولربما حتى المقبلة، تقع تماما تحت مظلة الايمان بمبدأ «ان الغاية تبرر الوسيلة» ونسيان ان تلك التشريعات ما وضعت الا لخدمة الصالح العام وحماية النفس من اطماعها ولمنع الانتكاسات المتكررة.

ولو اننا حاسبنا وعدلنا موروثاتنا الاقتصادية الخاطئة التي كانت تعتمد تاريخيا على «التهريب» للهند ودول الجوار، وهي وسائل غير مشروعة وذات مخاطرة عالية تهدف للربح السريع، لمنعنا كثيرا من الكوارث الاقتصادية اللاحقة المتصلة والمتواصلة منذ السبعينيات حتى اليوم، والتي قام الكثير منها على روح المقامرة والمغامرة أكثر منها على المعطيات الاقتصادية السليمة، ويخبرني صديق شديد الاختصاص بالشأن الاقتصادي المحلي بان بعض مديري المحافظ هم في الاصل مضاربون لا يتورعون عن القيام بأي شيء للوصول الى الارباح مما يؤدي بهم في النهاية الى المخالفات والسقطات والخسائر!

ومن غرائب السوق ان هناك خاسرين بالأصالة، اي من هم لاعبون دائمون بالسوق يقابلهم الخاسرون بالوكالة ونعني من لم يدخلوا السوق إلا في وقت متأخر استماعا لصيحات مضمونها ان الاسعار مغرية والأوقات مناسبة لتحقيق الأرباح والثروات كما كان يصرخ بعض «المحللين» الاقتصاديين في وسائل ووسائط الاعلام ممن حذرنا من نصائحهم في مقال سابق، وقد انتهى من استمع لأقوالهم الى أن اصبحوا من التابعين بخسران، ان الخــوف هذه الأيام هو من خروج الازمة من دهاليز البورصة إلى الشـــارع العـــام أو كما قيل في الغرب من الوول ستريت الى المين ستريت.

آخر محطة:
في منتصف الستينيات ارادت احدى الجهات السياسية الاضرار باقتصادي معروف يدعى يوسف بيدس الذي كان يرأس بنك انترا في لبنان فنشرت حول البنك الإشاعات مما جعل المودعين يقفون بالطوابير لسحب ودائعهم منه، مما تسبب حقا في إفلاسه، لقد ضمنت الحكومة الودائع في جميع البنوك اذن لا داعي للهلع او القلق او الوقوف في طوابير طويلة لسحب الاموال، وقد اخبرني في هذا السياق الصديق العزيز د.شملان العيسى، في لقاء ضمنا في ديوان الروضان الكرام بأنه لن يسحب ودائعه من بنك الخليج، وهو امر مطمئن جدا للبنك وزبائنه.

احمد الصراف

«كوكوش»

أخرج صابر آتشي يده من حزام بنطاله الفضفاض وبحركة سريعة أخرج يده وبها كرة قماش بيضاء اللون وضعها على رأسه وأخذ يدور على المسرح متباهيا بقدرته على إبقائها في مكانها. وفجأة أطلق صرخة وصاحبها بضربة خفيفة على بطنه بقبضة يده فانفتحت الكرة بما يشبه الانفجار وخرجت منها مئات أشرطة القماش الملونة التي غطت صابر آتشي من رأسه حتى أخمص قدميه، وهنا بدأ في الدوران حول نفسه والرقص مع إيقاع الموسيقى، ثم رفع ساقه الى الأمام، خارج الشرائط التي تغطيه، لتنزلق من داخل بنطاله فتاة صغيرة وتقف على قدميها جامدة ثم تبدأ بمشاركة الرجل في الرقص السريع والمرح وسط تصفيق الجمهور الذي تعجب من وجودها كل ذلك الوقت حول قدم الرجل دون أن يفطن أحد لذلك على الرغم من كل ما قام به من حركات ورقص. كان ذلك في ستينات القرن الماضي وفي «تياتر» متواضع في خيابان (شارع) «لاله زار» الذي كان يقع وسط العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان صابر يؤدي وصلاته كل ليلة برفقة ابنته الصغيرة الموهوبة، وكانت تلك البدايات الأولى للمطربة كوكوش، التي نجحت خلال سنوات قلائل في أسر قلوب عشرات ملايين الإيرانيين وغيرهم ولعقود عدة.
وفجأة نجح آية الله الخميني في ثورته في نهاية السبعينات، ومثل أي شيء جميل آخر يمت للفن، انتهت حياة كوكوش الإبداعية في اليوم الأول لنجاح الثورة الخمينية، وانتهت معها عشرات آلاف المهن وما يتبعها من وظائف وأعمال بعد أن أقفلت جميع دور اللهو والمسرح وصالات السينما والملاهي الليلية. كما منع غناء الرجال والنساء في الأماكن العامة… وغطى الشادور والمنتو إيران من أقصاها إلى أقصاها.
كانت كوكوش متزوجة من محمود قرباني، وكان رجل أعمال معروفا، ولكن ربما تطلقت منه بعدها، حيث أشيع أنها اقترنت، أو أجبرت على الاقتران، بأحد رجال الدين (الملالي) المقربين من السلطة. كانت كوكوش، التي كانت في ثلاثيناتها في تلك الفترة، لا تزال تتمتع بالجمال والصوت الآسر، وكانت عصرية في كل أمور حياتها، وبالتالي لم يعرف أحد حتى اليوم السبب الذي دفعها للإقدام على تلك الزيجة، ولكن خروجها من إيران هربا بعدها بقليل لفضاء الحرية الرحب في أميركا أطلق مجموعة من الأقاويل التي كانت في مجملها في مصلحتها.
لم يمر وقت طويل على استقرار كوكوش في ولاية كاليفورنيا، حيث تقطن غالبية إيرانيي أميركا، حتى عادت لإحياء الحفلات الغنائية. كما ارتبطت بالغناء في «لاس فيغاس» لأكثر من مرة. كما كانت في «دبي» قبل فترة قصيرة، ويقول كل من شاهدها انها، وعلى الرغم من سنيها الستين فهي لا تزال محتفظة بنضارتها وحيويتها وقوة صوتها وجماله!
موضوع هذا المقال يتعلق بـ«فيديو كليب» جديد ومثير للجدل صورته الفنانة كوكوش أخيرا في أميركا بعنوان «شك ميكونم»، أي أنني أشك، من إخراج سيروس كردواني!! ووجه الإثارة فيه يتعلق بكونه أول أغنية مصورة بإتقان لمطربة بوزنها، وبخلفيتها الدينية والعرقية، تنتقد فيها الأنظمة الدينية، أيا كانت، وتحذر من الأوجه الشيطانية لبعض رجال الدين، وعدم ترددهم في ربط الأحزمة الناسفة حول أجساد الفتيات الصغيرات البريئات وإرسالهن للقيام بالعمليات الانتحارية بعد تعليق مفاتيح الجنة في رقابهن.
تقول الأغنية، والترجمة لصديق وبتصرف أعتقد أنه مخل: …طالما شككت بهؤلاء الدمى (تقصد رجال الدين)، وشككت في مقاصدهم. لقد اشمأزت نفسي من ملائكة الخداع، كم أتمنى أن أشي بهم لمن هو أعلى منهم، ولست بخائفة على فعل ذلك بعد أن فقدت كل شيء، والشيطان يقول ان الحاكم مدين لي بالكثير، وأنا سعيدة لأني قادرة على تقديم الخير الوفير.
رابط الأغنية على الإنترنت موجود لدينا لمن يود الاطلاع عليه.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

تدرون؟

– هل تعلم عزيزي القارئ أن أفضل دول العالم في كرة القدم، والمحكومة وفق النظام الوراثي كإسبانيا وإنكلترا وهولندا، لا يوجد بين أعضاء اتحاداتها أي فرد من الأسرة الحاكمة في المناصب التنفيذية.

– هل تعرف أيها القارئ الكريم أن عدد بطولات كأس الخليج لكرة القدم التي حصل عليها المنتخب الكويتي هي 9 بطولات.

– وهل تعلم أن مجالس إدارات الاتحاد الكويتي لكرة القدم المنتخبة، التي لم يترأسها أحد من أبناء الأسرة حققت خمس بطولات من أصل خمس بطولات خليجية، في حين أن البطولات الخليجية التي حققتها الكويت تحت قيادة أحد أبناء الأسرة هي 4 من أصل 13؟

– هل تعلم أن أندية التكتل، وهي حاليا «القادسية- اليرموك- الفحيحيل- التضامن- الصليبخات- الجهراء- الساحل- خيطان- الشباب»، كانت ومازالت تحتكر وتتكتل لاحتكار مقاعد اتحاد كرة القدم جميعها، مستبعدة بذلك العربي وكاظمة والكويت.

– وهل تعلم أن مجموع بطولات أندية التكتل في كرة القدم للكبار يقل عن مجموع بطولات كرة القدم للنادي العربي وحيدا، ومع ذلك فالعربي والكويت وكاظمة تُستبعد من إدارة الاتحاد؟!

– هل تعلم أن من تصدى وحارب قوانين الدولة المتعلقة بالرياضة التي أدت إلى ورطة إيقاف أنشطتنا الكروية، بل رفضوا أيضا الإقرار بقوانين الدولة الممهورة بتوقيع أمير البلاد، هي أندية التكتل السابق ذكرها؟!

– هل تعلم أن رئيس نادي القادسية، وهو زعيم أندية التكتل طلال فهد الأحمد الصباح وهو من هو من أبناء أسرة الحكم؟

– هل تعلم وفق الحقيقة المعطاة في النقطتين السابقتين أن الكويت هي حالة نادرة في دول التاريخ الحديث، بحكم أن من يعارض نظام سير الدولة في الكويت هم بعض أبناء الأسرة الحاكمة فيها؟

– هل تعلم عزيزي القارئ أن المحاولات السابقة من بعض أبناء الأسرة للتعدي على القانون أو تهميش الشعب منذ بداية العهد الدستوري كلها باءت بالفشل.

– وهل تعلم أن المحاولة الوحيدة التي نجحت في التمرد على رأي الأمة وتهميش رأي الشعب هي محاولة طلال الفهد ومجموعته التي ستؤدي عاجلا أم آجلا إلى تغيير قانون الدولة إرضاءً لأهوائه.

– هل تعلم عزيزي القارئ، وكي لا يجتهد المجتهدون، أنني قدساوي متعصب منذ الطفولة.

خارج نطاق التغطية:

الصديق العزيز والمتابع لما أكتب عبدالله تقي العوضي أرسل لي مستاءً من نشر صور سوزان تميم وهي متوفاة في إحدى الصحف المحلية دون أي تحذير، كما يحدث في الوسائل الإعلامية الكبرى، مما قد يعرض الأطفال وغيرهم لمشاهدة صور بشعة كهذه، وهو أمر يخلو من أي مسؤولية اجتماعية أو مراعاة لتنوع قراء الصحف… ومنا إلى صحفنا المحلية.