محمد الوشيحي

صلوا ركعتين… للقبيلة

وزير الداخلية سيحارب الفرعيات، كما أعلن. جميل جدا، هذا ما نريده ونتبرع بالدم لأجله. لكن لو تمعنا قليلا لوجدنا أن وزير الداخلية «زات نفسو» تم توزيره لأنه من أبناء عمومة رئيس الحكومة، لا أكثر ولا أقل. وبصورة أوضح: يقوم رئيس الحكومة الشيخ ناصر عادة بتوزير أربعة أو خمسة من أبناء عمومته حتى ولو كانت علاقتهم بالسياسة كعلاقتي بالموضة، مجرد معرفة وجه وسلام من بعيد. أي أن الشيخ يبحث عن منفعة أبناء عمومته، لأنهم فقط أبناء عمومته، على حساب البلد وأبنائه، ويحارب أبناء وبنات القبائل إن هم انتخبوا أبناء عمومتهم. أمر غريب… نحن أيضا نحب أبناء عمنا يا شيخ ناصر. لست وحدك من «يصل الرحم». متابعة قراءة صلوا ركعتين… للقبيلة

د. شفيق ناظم الغبرا

كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة في الكويت؟

استقالة الحكومة وحل مجلس الأمة أوصلا الأزمة في الكويت إلى أعلى مراحلها. الأزمة قديمة جديدة، فقد استمرت من عام إلى آخر من دون التوصل إلى صيغة بين مكونات الكويت القديمة والجديدة، الفئوية والجماعية. ولهذا تأخرت آفاق الجديد وانتهت البلاد إلى حال إدمان مكثف على صراعات يومية تأتينا بها صحف الصباح وأخبار المساء. وقد شمل الخلاف اليومي ما يستحق وما لا يستحق، ما يجيزه العقل والمنطق وما لا يجيزه العقل والمنطق. كانت قضايا مثل مسألة القروض، ثم تبعتها مسألة استجواب الوزيرة الصبيح، ثم قضية زيادة المعاشات، ثم إزالة الدواوين وزيادة الخمسين ديناراً، وغيرها، تبدو في شكلها العام قضايا شعبية تتطلب موقفاً وطنياً من كل مواطن، ولكنها في جوهرها كانت قضايا تطرح نفسها على الأجندة البرلمانية بمعزل عن رؤية وبرنامج وتصور يخص مصلحة الكويت البعيدة والقريبة. في هذا لم يكن مجلس الأمة لوحده المخطئ، بل كانت الحكومة شريكاً في هذا الخطأ إما من خلال غياب البرنامج والرؤية وإما من خلال التراجع أمام حدة هجوم مجلس الأمة. متابعة قراءة كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة في الكويت؟

سامي النصف

من إذا قال فعل!

في خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله الذي افتتح به دور الانعقاد الثالث لمجلس الامة أواخر شهر اكتوبر الماضي كثير من التوصيات والنصائح والتوجيهات السامية التي لو تم الاستماع لها لما وصل الوضع السياسي في البلد الى ما وصل اليه الاسبوع الماضي، والذي انتهى بالحل الدستوري الذي أفرح الناس.

فنقرأ ضمن سطور ذلك الخطاب المهم الموجه الى نواب الأمة الافاضل ما نصه: «ضرورة العمل بأسلوب يدعو الى احترام الآراء وحسن الظن بالآخرين، والعمل على توحيد الصفوف في اطار التعاون واحترام الدستور، فقد أولاكم الشعب الكويتي ثقته حين اختاركم ممثلين له لتحققوا طموحاته وآماله، نحن وطن يسوده الأمن والأمان والعدالة، ولا يجوز لمن أنيط بهم الحفاظ على الدستور والقوانين تجاوزها».

ويستطرد سموه في القول «إخواني، ان التعاون بين السلطتين واجب دستوري ومطلب وطني، ومن الاهمية لتحقيق التعاون المطلوب أن تكون الحدود بين السلطات واضحة، وأن تلتزم كل سلطة حدودها الدستورية، فلا يجوز لأي سلطة أن تتجاوز على اختصاصات السلطة الاخرى، وحماية الدستور تكون بالالتزام بأحكامه في القول والعمل، وما شهدناه من خلاف وتجريح واختلاق لأزمات وفتن تعصف بوحدتنا الوطنية، إنما كان نتيجة لعدم احترام النصوص الدستورية وتجاوز الصلاحيات الواردة فيه».

وعن إحباط الشعب الكويتي بسبب ما يدور تحت قبة البرلمان من أزمات ومهاترات وتجريح للمسؤولين مما أدى الى ما لاحظه المراقبون السياسيون من دعم شعبي واضح وصريح لقرار الحل الاسبوع الماضي، أتى ذلك في الخطاب المهم ما نصه: «لقد شعر أبناء وطنكم وهم يتابعون أعمال مجلسكم الموقر بالكثير من المرارة والاحباط نتيجة لانعدام التعاون وافتعال الازمات وتواضع الانجازات، فحددوا أولوياتكم وقدموا الافعال على الاقوال، فما أضر الامم أكثر من الجدل وقلة العمل، ولتكن انجازاتنا أكثر من طموحاتنا وتحقيق المصلحة العامة هو غايتنا وهدفنا».

وفيما يخص وحدتنا الوطنية: «إن وطنكم يمر بتحديات عظيمة في الداخل والخارج، وهو بحاجة الى تماسك أبنائه ووحدة صفه وتلاحم مجتمعه، وترسيخ مبدأ الولاء الوطني بين فئاته والابتعاد عن كل ما من شأنه بث روح الفرقة والوقوف بحزم امام من يحاول النيل من وحدته الوطنية، وعلينا أن ندرك ما تصاب به الامم حينما يكون بأسها بين ابنائها شديدا، وعلينا جميعا أن نحفظ أمنه واستقراره».

إن خطاب الحل يوم الاربعاء الماضي أتى من قائد اذا ما قال فعل، ولم يخرج الخطاب الأخير عما اشار اليه سموه وحذر منه في خطاب خريف 2007 فليت البعض سمع وعمل آنذاك بتلك التوجيهات والنصائح الابوية التي كانت انعكاسا مخلصا لنبض الشارع الكويتي ورغباته، لقد خرج سيف الحسم والحزم والحل الدستوري من غمده، ولن يرجع حتى تستقيم الأمور، هذه المرة وكل مرة.

احمد الصراف

نحن والرمز

كشف الامين العام لبرنامج نصرة النبي، التابع لرابطة العالم الإسلامي، السيد عادل الشدي عن اقامة مركز عالمي لنصرة الرسول في مدينة الرياض خلال السنوات الثلاث القادمة.
وأوضح ان البرنامج تلقى خلال سنتين دعما لبرامجه وانشطته بقيمة 10 ملايين ريال، من قبل رجال اعمال محبين للخير. وقال ان ميزانية البرنامج خلال السنوات الخمس المقبلة تصل الى 23 مليون ريال.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر الرابطة بالرياض قبل ايام والذي اعلن خلاله السيد الشدي عن عقد حلقات نقاشية بعنوان «الجهود التي بذلت للتعريف بالنبي ونصرته.. واقعها ومستقبلها»!
وقال المشرف على البرنامج ان الحلقة ستسلط الضوء للتعرف الى واقع الجهود المبذولة والمشكلات التي يواجهونها في ذلك، وتكوين رؤية مستقبلية لما ينبغي ان يتحقق في هذا المجال، وبحث التنسيق بين الجهات المتخصصة والمشاركة وعددها 6 والقادمة من عدد من الدول، كما ان هناك جهات اخرى مهتمة وجهات اعلامية متعددة.
وأوضح الشدي ان البرنامج قام خلال سنتين بطبع وترجمة وتأليف ونشر 800 الف نسخة من 11 كتابا بسبع لغات مختلفة تتناول التعريف بالنبي وحقيقة رسالته.
وثمن الشدي تبني السيد عبدالرحمن الشربتلي جوائز المسابقة العالمية للنبي بمبلغ 600 ألف ريال لكل دورة، حيث وصل عدد البحوث في المسابقة الى 430 بحثا من 25 دولة بمختلف اللغات.
وعن جدوى مقاطعة الدول التي تهجمت على النبي وتطاولت عليه، قال الشدي إن قرار المقاطعة يجب الا ينفرد به فرد او جهة، فيجب ان تكون تلك المقاطعة وفق جهد مؤسسي جماعي يضم علماء الامة والمتخصصين في مثل تلك الشؤون لكي لا تترتب على تلك المقاطعة مفاسد، مبينا ان عدداً من التجار قد ابدوا تضررهم من تلك المقاطعة لاستيرادهم منتجات تلك الدول، واضاف ان البرنامج لم يدع للمقاطعة من عدمها لان المقاطعة خيار شعبي وشخصي وحق من حقوقهم.
وعن امكانية اقامة حملة شعبية لنصرة الرسول، قال السيد الشدي ان الناس لا يحتاجون الى حملة لنصرة نبيهم لأن تفاعلهم كبير دائما مع نبيهم.
النص اعلاه لم اشارك الا بكلمات قليلة في صياغته وهو منقول عن تصريح صادر عن رابطة العالم الاسلامي.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا عن حقيقة هذه الفوبيا التي اصابتنا جميعا! فما الذي جرى بحيث تطلب الأمر فجأة مقاطعة دول وحرق سفارات وتكوين جمعيات نصرة وعقد حلقات نقاش واصدار فتاوى وتخريب محلات وطبع 800 الف كتاب لتوزيعها في مجتمعات شبه امية تعاني مختلف الامراض الاجتماعية والنفسية والاقتصادية! الا يمكن نصرة النبي بالاهتمام بالنشء ونشر الحريات ومساندة الحركات الديموقراطية والاهتمام بالاقتصاد ورفع مستوى معيشة المواطن، وبالتالي كرامته، ليكون خير مواطن قدوة كمسلم عاقل متعلم مدرك بدل كل هذا الصخب والصراخ الذي لن ينتهي إلى شيء!
لماذا يجب ان تكون النصرة برفع السيف وحرق الأعلام وتعطيل المصالح والتهرب من الوظيفة للمشاركة في التظاهرات، وفي افضل الاحوال التحدث لبعضنا البعض عبر حلقات نقاشية.
حقا اننا امة جاهلة وسنبقى كذلك ان لم نبادر إلى الاهتمام بنوعية تربيتنا وصلاح بيئتنا وتطابق مصالحنا قبل اهتمامنا بأي امر آخر، فمكانة ورفعة وعظمة رموزنا تأتي من رفعة وعظمة أتباع هذه الرموز!
أحمد الصراف
[email protected]

سعيد محمد سعيد

القرى ليست «نهبا»

 

وددت لو أن بعض المشايخ الأفاضل وبعض الشخصيات المثقفة والفاعلة ذات الأسماء الثقيلة في المجتمع، حين تتصل بنا لمناقشة فكرة أو البحث في موضوع أو معالجة قضية تتعلق بالأوضاع المقلقة في القرى بسبب أعمال التخريب، التي لا أشك شخصيا في أن مندسين نشطوا في الآونة الأخيرة في افتعالها لإلحاق الأضرار بالمواطنين… أقول وددت لو أن تلك الشخصيات المهمة، تقبل بأن ننشر ما يدور بيننا وبينها من نقاش هو في الحقيقة يحوي مواقف وطنية مشرفة، هي بمثابة رسالة واضحة للحكومة، وفي الوقت ذاته رسالة معتدلة لكل الأطراف، وخصوصا الطرف النشط الذي يمارس دوره في إحياء المطالب عبر المسيرات والاعتصامات المنظمة والفاعلة التي تتيح للناس التعبير عما يجول في أنفسهم بكل حرية وأمان.

وفي الحقيقة، لابد من أن نلتمس العذر لكل من بدأ يشعر بأن الوضع في القرى أصبح أشد خطرا من ذي قبل، ومن حقه أن يأمن على نفسه، لكن الكلمة مسئولية، ليس في قبال حركة المطالب المشروعة التي لن تنتهي طالما يعطي الدستور المواطن الحق في التعبير عن رأيه وإعلان مطالبه باعتدال وبسلمية لا تعرض حرية وحياة وحقوق الآخرين للانتهاك.

كثير من القراء يعبرون في اتصالاتهم ورسائلهم لنا عن اختلافهم معنا في بعض الموضوعات التي نتناولها وتتعلق بأعمال العنف والتخريب التي تشهدها القرى بين الحين والآخر، وفي المقابل، هناك فريق يؤيد ما نطرح وخصوصا إذا ما تطابقت المعلومات والنقاط التي نطرحها مع معلومات ونقاط هو يدركها ويعلم حقيقتها… وكما يعلم الكثير من القراء المتتبعين لهذه الزاوية، فإن مناسبات كثيرة كررت فيها رفض أعمال العنف والتخريب والحرق التي تشهدها القرى، سواء من جانب بعض الشباب من أبناء تلك القرى، أو من القادمين إليها، أو من جانب الفئة الخطرة التي تندس في القرى لتفعل فعلها المشين من أجل تقويض الاستقرار وإلحاق أبشع صور الضرر بالأهالي، لكن لايزال هناك الكثير من الناس لا يفرقون بين ملثم وآخر! وهذه مسألة صعبة في الواقع، لكن ليضعوا في اعتبارهم، أن من يريد الإضرار بالقرى وبأهالي القرى وبالحركات المطلبية المشروعة، ليسوا كلهم أنموذجا واحدا… وليسوا كلهم على حق… وأن من بينهم عصابات تتعمد إثارة القلاقل في القرى. وقد أشرت في السابق إلى أن بيانا لجمعية “الوفاق الوطني الإسلامية” قد لفت النظر إليها إثر حادث إحراق مزرعة كرزكان، أكدت مجموعات ملثمة تحمل السلاح وتهدد أمن البلد بكامله.

القرى يا جماعة ليست “نهبا” وليست مسرحا ميدانيا للتنكيل بأهلها عبر تعريضهم للعقاب الجماعي وإفساح المجال للطائفيين من أجل صب جام غضبهم على أهالي القرى ورموزها الدينية وناشطيها، عبر التصريحات الصحافية والمواقف البرلمانية والمنتديات التي ما استطاعت أن تغطي عورتها فانكشف هدفها الرامي إلى إخراج أهالي القرى من ملة الدين ومن حقوق المواطنة ومن انتمائهم للبلد.

هناك محاولات واضحة للعيان من جانب بعض الأطراف البرلمانية والصحافية، وكذلك من منابر دينية لا شغل لها سوى تأليب الدولة على القرى! هذه المحاولات مسنودة بأعمال عنف وتخريب لاأزال أجزم بأن لا أحد يستطيع تحديد من يكون أولئك الذين ينشطون في بعض القرى لإشعال النيران! وهذا ما حذرنا منه مرارا وتكرارا… فإذا كنا نرفض العقاب الجماعي، ونعلن للمسئولين الرفض لاتهام كل شباب القرى والأهالي بالإرهاب ووضع الجميع في خانة واحدة، فإن من الواجب أيضا تكرار تأكيد أهمية أن تكون الأنشطة المطلبية معتدلة وهادئة تقطع الطريق أمام المندسين الذين يرقصون فرحا كلما اشتدت المواجهات العنيفة بين الشباب وقوات الأمن.

ليس لأهالي القرى ذنب في أن يعانوا من الحرائق والغازات والسطوة المسلطة على رقاب أهلها… وإذا كان الكثير من الشباب الذين تواصلوا يؤكدون أنهم لا يبدأون بالعنف في أنشطتهم المطلبية، وأن الأمور تسير بشكل طبيعي إذا لم يواجه نشاطهم بالتنكيل والقمع، فإننا نضم صوتنا إلى صوتهم في استمرار الفعاليات المطلبية بعيدا عن العنف، ونتمنى أن تصل الرسالة أيضا إلى أصحاب القرار، لإيقاف أي طرف كان، يسعى للنيل من استقرار البلد ومن حقوق الناس، والإضرار المبرمج والمقصود، لكن، نعيد ونكرر، أن أي ممارسات غير مسئولة هي الأخرى تفتح الباب على مصراعيه لاستمرار اندساس المندسين، الذين لا يرتاحون إلا إذا رأوا القرى تشتعل، ورأوا أهلها في خلاف وصراع يزرع العداوة والبغضاء. وللحديث صلة