محمد الوشيحي

أم عبد الله أيضا

إحدى أهم قواعد التسويق، يقول الخبراء: «لا تعرض للزبون أكثر من سلعتين في وقت واحد، كي لا تشتت تفكيره»… الأوضاع السياسية في الكويت هي السلع، والكاتب هو الزبون الذي «احولّت» عيناه لكثرة السلع المعروضة على الطاولة أمامه. الأمر الذي دفعه لوضع القلم على الورقة ويده على خدّه، «ولا عزاء لزملائنا كتّاب جيبوتي»… بالفعل، الكويت غنية بالنفط والمشاكل والأحداث. ولا ندري، هل عودة أحمد الفهد إلى شاشة السياسة من جديد هي الموضوع الأهم، سيّما وأنه لا يزال يحافظ على لقبه «نجم الشباك»، حتى وإن لم يقم بتصوير أي فيلم هذين العامين؟ يجوز، خصوصا وأن خصوم هذا الرجل، قبل أنصاره، يتابعونه. أم أن الحدث الأهم هو الحكومة ورئيسها الذي يحاول التوقيع على القرارات لكنه لم يستطع بسبب اهتزاز قلمه؟ قلبي على قلم الرئيس الذي يعاني من ارتجاج في الحبر دون أن يفقد قطرة منه. يبدو أن سمو الرئيس يتبع سياسة التقشف في بلد الحبر الفائض عن الحاجة… «ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين». متابعة قراءة أم عبد الله أيضا

سامي النصف

شمس الحل الدستوري

سيأتى قرار الحل الدستوري الذي سيصدره سمو أمير البلاد ليبدد الإشاعات والأقاويل المغرضة التي يقف خلفها من لا يرضى حتى يخرب البلد ويجلس على تلته، ان شمس الحل الدستوري سيتكرر سطوعها مستقبلا في كل مرة يختطف فيها البلد من قبل المزايدين والمدغدغين والآباء الشرعيين للأزمات السياسية المتتالية المعرقلة لمصالح الشعب والمعطلة للتنمية في البلد.

وبعد الحل يأتي دورنا جميعا كمواطنين وناخبين وضرورة الحرص على اختيار الأكفاء والأمناء ومن لا يتسببون في الأزمات السياسية ولا يتكسبون منها، تلك الأزمات المدمرة المتلاحقة التي تعرقل انفتاحنا وتحولنا الى مركز مالي مرموق في المنطقة، لذا فلنحسن الاختيار هذه المرة بعيدا عن التخندقات والتعصبات والسير خلف من يسودون الصورة أمامنا لإظهار أنفسهم بمظهر الأبطال العظام المنقذين.

وقد استضافنا ليلة أمس تلفزيون الكويت للحديث عن الاشكال القائم ووسائل حله وكانت الإجابة هي ان على وسائل إعلامنا الخاصة والعامة وكذلك مدارسنا وجامعاتنا ان تساهم في خلق ثقافة سياسية جديدة تغلّب العقل والحكمة والمنطق وقلة الانفعال أمام الأحداث، ومن ثم تغيير الموروثات الماضية التي توصل للبرلمان عادة الأكثر غضبا وتأزما بدلا من الأكثر حكمة واتزانا فالأوطان تعمر بالهدوء والسكينة وتدمر بالاختلاف والشقاق وافتراض سوء النوايا طوال الوقت.

وكانت وجهة نظر الضيف الآخر وهو دكتور علوم سياسية وكاتب صحافي ان الاشكالات السياسية ستبقى مادامت الكويت تفتقد الأحزاب والأكثرية البرلمانية، مقابل ذلك المنطق كانت وجهة نظري ان تلك الوصفة ليست حلا على الإطلاق حيث ان حكومات دول كلبنان والعراق والصومال وغيرها تملك الأحزاب والأكثرية البرلمانية إلا أن تلك الوصفة ودون الثقافة السياسية الجديدة المستحقة التي نطالب بها لم تحل شيئا على الإطلاق.

ومثل تلك الوصفة الخاطئة من يرى ان الحل يكمن بالإتيان برئيس وزراء شعبي والحقيقة كالعادة أبعد ما تكون عن تلك الوصفة فجميع الأزمات والمشاكل والاستجوابات التي مررنا بها ما كان لها ان تختفي لو كان «زيد» الشعبي هو من يتقلد رئاسة الوزراء، إذا لم نقل العكس، وان تلك الأزمات كان بإمكانها ان تستفحل وتشل البلد عبر استهداف المستجوبين رئاسة الحكومة بالاستجوابات المتتالية، نريد حلولا لا خيارات تزيد من حدة الاشكالات!

آخر محطة:
(1) الميزة الوحيدة لاختيار رئيس وزراء شعبي هي سحب البساط وكشف حقيقة ان ذلك الخيار لا يغير شيئا كحال تغيير الدوائر الذي «توهق» به هذه الأيام من دعا إليه بالأمس.

(2) في خضم ووسط تلك الأحداث الجسام وغيرها هل وكالة «كونا» للأنباء موجودة لإطلاع المواطنين على آخر الأخبار منعا للاشاعات؟ الحقيقة لا يشعر أحد بوجودها!

سعيد محمد سعيد

ملثمون… مسلحون!

 

إن كان قدرنا، وقدر بلادنا أن نعيش وتعيش في دوامة التلثيم والملثمين، فذلك قدر لا راد له إلا الله سبحانه وتعالى، ثم، بعد الله، يأتي الدور على الجميع… نحن جميعا، الحكومة أولا والشعب أولا والقيادات أولا، ثم نقاط الاختلاف والائتلاف ثانيا، وثالثا ورابعا وخامسا وعاشرا وربما إلى المليون… تتوالى النقاط الأخرى واحدة تلو الأخرى، بدءا بالمطالب الشعبية المشروعة، مرورا بالحال السياسية العامة في البلاد ومشروعية الحكم والنظام والعلاقة بين الحاكم والمحكوم من جهة، والعلاقة بين سلطة الحكم ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى… فلا بأس إن كثرة النقاط المتتالية، لطالما في البلاد قنوات، ومؤسسة تشريعية ونظام حكم وقيادات معارضة، قادرة على تنظيم الإيقاع الإيجابي من العمل في هذا البلد الكريم.

إن كان قدرنا أن نعيش في صورة التلثيم والملثمين، سنفقد هويتنا التي بدأت رويدا رويدا تصاب بالهوان والضعف! شئنا أم أبينا؟ فالمجتمع البحريني، الذي صار خليطا (خطير) الأبعاد، يغلي على مرجل… الآن، المرجل الأكثر اشتعالا وقلقا، تلك الصورة من الأسلحة، في يد أشخاص ملثمين أيضا… وإذا كان المسئولون بوزارة الداخلية قد نفوا أكثر من مرة وجود مجموعات تابعة للوزارة، من المسلحين الملثمين، فمن يكون أولئك؟

المعادلة التي سأسوقها هناك ليست منطقية إطلاقا، لكنها تبدو السائدة، وهي قائمة على سؤال رئيس: “هل ستكون المقايضة هكذا: وزارة الداخلية ومسئولوها يطالبون الأهالي في القرى والمناطق التي تشهد اضطرابات بإيقاف أولئك الملثمين أيا كانت مطالبهم، وردعهم ومنعهم عن الحرق والتخريب والتدمير (المرفوض قطعا وأنا شخصيا ضد هذه الأعمال) + الأهالي يطالبون وزارة الداخلية بإيقاف أولئك الملثمين المسلحين الذين يظهرون في بعض الأحيان في القرى والمناطق التي تشهد اضطرابات، أيا كانت الجهة التي ينتمون إليها وتدعمهم، فيجب ردعهم ومنعهم لأنهم أشد خطرا من العزل؟”… إن وصلنا إلى هذه المعادلة: قل على أمننا السلام؟ ذلك الأمن الذي تحسدنا عليه دول كثيرة، أصبح اليوم يواجه التحدي الأصعب.

تلك السيدة البحرينية، التي كتبت في إحدى المنتديات قصتها مع صديقتها الخليجية التي كانت تتجول معها بالقرب من أحد المجمعات الشهيرة حينما شاهدت مجموعة من الملثمين الذين يحملون الأسلحة ويطلقون النار في كل اتجاه لتصاب ويصاب الناس، كل الناس بالرعب والخوف، وجدت من يعقب على قصتها بكوميديا ساخرة، لا يمكن أن تتلاقى مع الدراما والتراجيديا… فمن معقب عليها بالقول: “هذا فيلم هندي”، وآخر وصفه بأنه فيلم “أكشن” أميركي، وآخر أرادها أن تصحو من نومها وتقول “خير اللهم اجعله خير” حتى تطرد الكابوس… ومن أطلق كلمته بالصوت والكلمة (بووووووووم) كأن ما قالته قذيفة مدوية… لكن هل كذبت؟

لا، لم تكذب تلك السيدة ولم نكذب، فلا نريد أن نكذب على الحكومة ولا نريد أن نكذب على وزارة الداخلية ولا نريد أن نكذب على بعضنا بعضا، ولا نريد حكومتنا أن تكذب علينا أيضا!… أنا باعتباري مواطنا، سأواصل مطالبة حكومتي بكل ما هو مشروع من حقوق وبكل ما هو مشروع من وسائل، لكني لن أتلثم وأحرق!

وفي الوقت ذاته، لن أسمح – كوني مواطنا أيضا – لملثم مسلح، أيا كان انتماؤه وأيا كانت أهدافه، لأن يعيث في بلدي فسادا… فالخروج على القانون لا يقابله إرهاب ملثم… وحرق إطار في شارع، لا يقابله حرق “أمن” بلد بكامله…

إذا كانت وزارة الداخلية ملامة، فقبلها الدولة ملامة، واللوم أيضا على الأبواق التي تصفق لأصحاب النوايا السيئة، والشخصيات الباحثة عن النفوذ والقفز على أكتاف المواطنين… والشارع أيضا ملام، لأن بعض قياداته لا تفرق بين ما ينفع الناس وما يضرهم!

جاء أولئك الملثمون، لا نعلم من أين، لكن، قطعا هناك من يعلم؟ وقد علم، بأن البحرين، لا تقبل الإرهاب أيا كان نوعه.