يعتقد الأطفال بأن أمن الوطن مجرد لعبة من ألعاب الـ «بلاي ستيشن»، بحيث تستطيع أن تقتل الناس وتحرق المدن ثم تنتقل إلى لعبة أخرى. تسلية وتمضية وقت ليس إلا.
الإعلان القاتم المنشور في إحدى الصحف والذي يدعو إلى التجمع في ساحة الإرادة للمطالبة بمنع النائبين عبد الصمد ولاري من دخول البرلمان، هو بمثابة «مرحلة» في اللعبة متعددة المراحل، وهي بالتأكيد ليست المرحلة الأخيرة بل كانت ستعقبها مراحل أخرى لولا تدخل وزارة الداخلية قبل اشتعال عود الثقاب بلحظات.
إثارة الفتنة الطائفية في أي بلد يكثر فيه متدينو السنة والشيعة أسهل من شرب الحليب المدعوم. وهي ليست بطولة ولا فروسية إطلاقا… وسبق أن كتبت «كل متدين هواه طائفي»، فجاءتني الاتهامات من الجهات الأربع بأنني ضد الدين. وكنت أرد على هؤلاء بسؤال واحد دون أن أنتظر إجابته: «تخيلوا لو كان الكويتيون، الذين تجاوزوا المليون نسمة بقليل، عبارة عن نسخ مكررة من شخصين اثنين، خمسمئة ألف منهم عبارة عن نسخة طبق الأصل من محمد باقر المهري، والخمسمئة ألف الآخرون عبارة عن نسخة طبق الأصل من محمد هايف المطيري، ما الذي كان سيحدث في البلد بسبب هذين المحمدين»؟
وكنا نتحدث قبل يومين عن حالة الاحتقان التي تمر بها الكويت، فسألني أحدهم: هل حضرت جلسة طرح الثقة في وزيرة التربية نورية الصبيح واستمعت إلى كلمة النائب مرزوق الغانم؟ فأجبته: لا، لكنني سمعت عن جملته التي وجهها للوزيرة ورددها الركبان بين اليمن والشام «محشومة يا أم عادل»، وسمعت كذلك عن تصفيق ابنة الوزيرة، المتواجدة بين الجمهور، للنائب وهي تمسح دموعها، فقط. فقال الصديق: ابحث عن مداخلته واستمع إليها، ستعجبك. وبالفعل استمعت إلى الكلمة، فهاتفت صاحبي بعد انتهائها: هذه ليست مجرد كلمات سياسية وإنما «رشة عطر» غمرت الكويت من أقصاها إلى أقصاها… كبير يا بو علي، ورب البيت كبير. أعد كلمتك ثانية وثالثة فحاجتنا لها ملحة هذه الأيام. قاتل الله الفتن ومشعليها.
ولمن لم يتعطر بالكلمة وضعت الرابط، مع الشكر للقائمين على «منتدى الشبكة الوطنية الكويتية»:
http://nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=20180
****
هناك أسئلة لا أجوبة لها في الكويت، منها: ماذا تعني الصور التي تنشرها الصحف لاحتفالات سفاراتنا في الخارج بالعيد الوطني؟ وبصيغة أخرى: خير يا طير، مؤسسات كويتية احتفلت بعيد الوطن فما الجديد؟
إنما الاحتفال الوحيد الذي يستحق نشر صوره هو احتفال المكتب الثقافي في ســــفارتـــــنا في البحرين، عندما قام المستشار ورئيس المكتب الثقافي الدكتور منصور الفضلي بدعوة العديد من المســــؤولين البحرينيين والعـــــوائل البحرينــــية لحضور الاحتفال، فامتلأت القــــــاعة عن آخرها بأهلنا في البحرين، في تصرف أراد من خلاله الفضلي والبحرينيون التأكيد على نقاء النفوس بعد «معركة اليد» الشهيرة.
هذه هي الاحتفالات التي تستحق نشر صورها وتغطيتها صحافيا، وهذه هي النوعية المطلوبة للمسؤولين الذين يجيدون قراءة الأحداث وتقدير المواقف ومن ثم اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.
دكتور منصور… أبدعت، بيّض الله وجهك.