كان للموضوع الذي طرحته يوم الخميس الماضي تحت عنوان: «عدو الحكومة» هدف واحد لا غير، وهو أن الناس في هذه البلاد الطيبة يعرفون جيدا من هم أولئك الذين يعادون الحكومة قولا وفعلا عبر نفاقهم وكذبهم وسعيهم الدؤوب لتأجيج الأوضاع في البلاد من خلال تصنيف الناس وفقا لهواهم، لكن المهم – بعد معرفتهم – هو تعريتهم أمام الحكومة وخلق الله وكشفهم!
ولعل التجاوب من قبل القراء الكرام يشير الى أن هناك حالا من الرفض القوي للكثير من الممارسات التي أصبحت بمثابة لباس لأولئك المنافقين الذين لا يعرفون إلا «الفتن» ولا يبغون إلا «الوهن» للمجتمع، ولا يفرحون إلا في «المحن» التي يعيشها الناس لكي يظهروا أبطالا فاتحين، لهم العزة والكرامة دون غيرهم من أهل البلد، لذلك، نتمنى من الحكومة ومن كبار المسئولين أن ينظروا بعين فاحصة إلى ممارسات أولئك الذين لا بأس في أن يكونوا قريبين في المجالس مع الناس، ولا ضير من وجودهم في مكاتب المسئولين، لكن أكبر الضير وأشد البأس، أن يصبحوا هم المواطنون الصالحون، ومن دونهم من الناس ليسوا سوى أعداء للوطن والحكومة، وللتراب الوطني، وللوحدة الوطنية، ولكل ما يمت للوطن بصلة.
البلاد هادئة مستقرة ولله الحمد، وهكذا ستمضي، لذلك، تجدهم يشتعلون نارا وكأنهم لا يريدون للبلاد أن تهدأ فيبدأوا بالاستفزاز من خلال كتاباتهم وتصريحاتهم وبياناتهم وتصيدهم المقيت… البلاد هادئة، فبعد أن عمل علماء الدين الأفاضل والناشطون المعتدلون والوجهاء والمحافظون، وخصوصا في المحافظة الشمالية، إذ الوضع الأصعب والأكثر تعقيدا، وبعد أن سارت توجيهات جلالة الملك للاهتمام بالشباب في مكانها الصحيح، وبعد كل هذا التجاوب المثمر من خلال التعاون بين وزارة الداخلية والمؤسسات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني، فجأة، يظهر أولئك الأبطال الفرسان الفاتحون، ليبحثوا عن قنبلة يلقونها في قلوب كل الناس، فقط ليثيروا النعرات ويؤججوا المواقف، لكنهم ولله الحمد، لم ولن ينجحوا.
لكن، من هم أعداء الحكومة؟
كل الرسائل والاتصالات التي وردتني تعقيبا على عمود الخميس الماضي «عدو الحكومة»، تؤكد أن كل أولئك الذين يكذبون على الحكومة وينافقونها ويخبئون الحقائق والمعلومات الدقيقة عن القيادة، ولا يوصلون التقارير الصحيحة التي تصب في مصلحة البلاد وأهل البلاد… أولئك هم أعداء الحكومة! فعلى رغم مشكلات كثيرة يعيشها المواطنون يوميا بسبب غلاء المعيشة وضعف الأجور وأمور سياسية واجتماعية أخرى، لكن كل ذلك لا يمنع من أن يكون للحكومة الموقرة احترامها حتى في الشارع المعارض.
هذه هي الصفة الحقيقية بين مؤسسة الحكم ومؤسسات المجتمع المدني، أما الصفة الحقيقية للمنافقين من يؤلبون الحكومة ضد الشخصيات والعلماء والخطباء والمثقفين فهم فعلا «أعداء الحكومة».