سامي النصف

في الكويت الاسترزاق الحقيقي بالقدح لا بالمدح

رغم ان الرئيس الاميركي جورج بوش المحبوب من الشعبين الكويتي والعراقي اكبر مني بست سنوات إلا اننا قررنا بالامس عمل منظار قولون معا مع الاخذ بالحسبان فارق التوقيت بين بلدينا، هو سلم القيادة بعده لديك تشيني وانا لحرمنا المصون، وانتهت العمليتان بسلام في وقت واحد علما بأن الخدمة الطبية التي حصلت عليها في كويت القطاع الخاص قد لا تقل عما حصل عليه الرئيس الاميركي جورج بوش الابن (بوكاظم) ابن الرئيس جورج بوش الاب (بوعبدالله).

لا احب عادة عيادات الاطباء ولا مكاتب المحامين حيث لدي قناعة لا اعرف مدى صحتها بأنك تدخل عليهم بمشكلة واحدة فتخرج بعشر، الاستثناء من ذلك ما رأيته في العيادة الخاصة لدكتور استشاري الامراض الباطنية محمد عايش الشمالي من علم مميز وخدمة واجهزة متطورة مع سمو ورقي بالأخلاق اكثر الله من امثاله وامثال الطاقم المصاحب له بعد ان اصبحت الكويت تفتقر بشدة للمميزين في اعمالهم.

يتساءل البعض وبحق: هل هناك ثمن يتحصل ممن يُثنى عليه؟ والحقيقة المطلقة هي «لا» كبيرة للشرفاء واباة النفوس ممن لا يثنون إلا بالصدق والحق ويقيسون كلماتهم بميزان الذهب، اما المرتشون والفاسدون فكثير منهم لا يقبض من الثناء بل من «الشتم» الجارح وتسليط قلمه المأجور على الشرفاء والعقلاء والحكماء مستحصلا اثمان حبره آلافا مؤلفة ومصالح كبرى ممررة.

في زمن كثر فيه من يدعون الاصلاح وهم في الحقيقة اعدى اعدائه، ومن يدعون الامانة وهم اكبر سراق ماله العام والمتجاوزون على حرمته تفضحهم في ذلك افعالهم الشائنة قبل اقوالهم الصالحة، وفي بلد لا يخاف فيه احد من احد ولا يدفع فيه احد قط ثمن معارضته بل يستحصل اثمانها مضاعفة تارة ممن يقف خلفه وتارة اخرى ممن يستقصدهم من الخائفين والمرتعبين.

وفي حقبة طغت بها الماديات وتسابق فيها من يحصد آلاف الدنانير لطلب المزيد منها دون خوف او وجل او خجل، يصبح تسليط الضوء على كرام القوم وعفاف النفوس وطاهري اليد من الوزراء حتى الخفراء واجبا وطنيا حقيقيا حتى يشعروا بأن الدنيا مازالت بخير وان الاقلام وقبلها قلوب ودعوات الناس الطيبين معهم فيبقوا في مراكزهم ومناصبهم حتى لا يصل لها الاشرار والسراق والمتجاوزون ممن اصبحوا يتلبسون ملابس الزهاد والوعاظ وحان وقت فضحهم وتمزيق ارديتهم الزائفة.

آخر محطة:
في البعض من النقد الكاذب المتواصل واتهام الابرياء بالتجاوز هدف شرير يمارس بخبث وخسة بقصد تظليم الصورة امام الاجيال الصاعدة حتى يمكن تحريضهم للقيام بالاعمال المخلة بالأمن وهذا بيت القصيد.