أثار موضوع يوم الخميس الماضي «مطرقة.. يا موظفات»، حفيظة الكثيرين من جهة، واعتراض البعض الآخر من جهة أخرى!
أول المعترضين كان عدد من المسئولين بوزارة العمل الذين غضبوا «بلطف» من ذكر اسم الوزارة ونسب قضية أحد المسئولين الذي تحرش بموظفة إلى وزارة العمل في حين أن الحادث وقع في وزارة أخرى! فالمسئول وموظفته يعملان لدى وزارة أخرى، ولابد من التنويه والتوضيح بأن وزارة العمل بريئة من هذه التهمة، لذلك وجب التنويه والاعتذار عن هذا الخطأ غير المقصود.
سيل التعقيبات والردود تركزت على مسألة التستر على المسئولين الذين يرتكبون مثل هذه الممارسات السيئة! فعلى رغم محدودية القصص التي تم إثرها تشكيل لجان، أو وصلت إلى القضاء، فإن هناك مشكلة تتجاوز موضوع الممارسات السيئة ومنها التحرش، إذ يشير القارئ «بو أحمد» إلى أنه يتوجب إنزال العقوبات على المسئولين الذين يتجاوزون حدودهم بالتحرش بموظفات – متزوجات أو غير متزوجات – لكن على الموظفة أن تدرك بأن التزامها وانضباطها سيمنع من دون جدال المسئول الذي تسول له نفسه من أن يفكر في التحرش، وقد يكون هناك البعض منهم ممن لا يهمه الالتزام أو غيره، ويعتقد، لأنه مسئول، أن كل ما في إدارته أو قسمه ملك شخصي له وربما لعائلته، فيتخذ من القرارات التنظيمية ما يشاء، ويفعل ما يشاء.
لم يكن الموضوع «مجرد مطرقة»! فبعض الأخوة القراء، يعيب استخدام الأسلوب الساخر في طرح قضايا مهمة كما يرى، لكن أود التأكيد أن طبيعة يوم الخميس، بالنسبة إلي على الأقل، تتطلب أسلوبا خفيفا في الكتابة، فليس للناس صبر وجلد على قراءة الثقيل من الكتابة كل يوم طيلة العام، ثم ان الكتابة الساخرة، أسلوب ليتني أمتلك المقدرة على إجادته، وعموما، كان للأخ القارئ «فؤاد»، وجهة نظر خاصة، وهي أن موضوع التحرش بالموظفات ظاهرة خطيرة تتوجب معالجتها بأسلوب جاد، لا بالأسلوب الساخر الذي يخرجها من مضمونها حتى تصل إلى أصحاب القرار، وبالنسبة إلى الأخ «فؤاد» أقول إن الأمر لم يصل إلى حد «ظاهرة»، ثم أن تناول الموضوع المهم – أيا كان الأسلوب – سيعتمد على مدى قدرة المتلقي على التجاوب معه… التجاوب هنا هو بيت القصيد.
على أية حال، تركزت بقية الردود على غياب المحاسبة، ومعاقبة المسئولين المخطئين، وذهب آخر إلى رفض الموضوع من أصله، وأنه ليس هناك من المسئولين من يفعل مثل هذا الفعل الفاحش في مجتمع إسلامي له تقاليده وعاداته وأخلاقه، ومن قائل إن المسئولين الأجانب هم أكثر من يفعل هذه الأفعال ويجب معاقبتهم بطردهم من الوظائف وإحلال البحرينيين مكانهم… لكن على أية حال، جميل أن يكون بيننا هذا التواصل، والأهم، أن تصل الرسالة من وراء القصد… والله من وراء القصد.