وصلنا من العقيد د.عبدالله محمد الطريجي كتابه المعلوماتي الهام «جغرافية المخالفات والحوادث المرورية في دولة الكويت»، وضمن الكتاب الذي لا غنى عنه للباحث والمهتم بـ «الكارثة المرورية» التي يعيشها البلد عدة مقترحات وتوصيات نأمل ان ترى النور كمقترح انشاء مدرسة للتوعية المرورية وشن حملة وطنية شاملة حول موضوع المرور وحصر السائقين المخالفين وتقسيمهم الى مستويات تتدرج من خطر جدا الى مخالف مبتدئ.
لدى كل رب اسرة في الكويت مشكلة مرورية فريدة، حيث انه على الارجح من يسجل سيارة والدته وسيارات بناته وسيارة السائق اضافة الى سيارته الخاصة باسمه، الإشكال يقع عندما تتجمع عليه مخالفات جميع تلك السيارات فيظهر الرجل الرزين وكأنه سائق ارعن يطوف الاشارات ويسابق السيارات الاخرى بل قد تصدر عليه احكام بسحب رخصة القيادة دون ذنب حقيقي منه.
مع وصول سعر النفط الى اعلى مستوى له في تاريخ الدولة ومعه بالتبعية ارتفاع مداخيل الموازنة العامة من البترودولار، نلحظ بالمقابل الفقر والمعاناة المالية الشديدة لمؤسسات الدولة المختلفة، فمؤسسة التأمينات تعاني من عجوزات اكتوارية تقارب 10 مليارات دينار، وبنك التسليف 2 مليار دينار والحال كذلك مع هيئة الاسكان و«الكويتية» وغيرهما من مؤسسات وشركات وهيئات حكومية يعمل بها عشرات الآلاف من الكويتيين، التساؤل المحق: اذا لم تستفد تلك الجهات من الفوائض النفطية هذه الايام فمتى تستفيد؟! ان بقاء العوائد على شكل اموال سائلة قد يغري الطامعين ويجعلنا نخشى ان ينطبق علينا المثل العامي القائل «مال البخيل ياكله العيار».
بالمقابل نجد ان بعض دولنا الخليجية تستخدم جل مداخيلها النفطية لدعم واثراء عمل مؤسساتها وشركاتها وتعزيز بناها التحتية، في محاولة منها لخلق موارد بديلة للنفط، بودنا ان تجرى دراسات معمقة لتقرير اي من الطريقين افضل، اي الاحتفاظ بالثروات النفطية سائلة وعلى شكل استثمارات في الاسهم والسندات الدولية، ام الاستثمار المباشر لها في البنى التحتية والمشاريع المختلفة في بلدها، واضعين في الاذهان حقيقة استفادة الكويت من الاستثمارات إبان الاحتلال والقول المضاد بأنه لولا تلك الاموال السائلة لما احتلنا صدام.
آخر محطة:
العزاء الحار لآل الصقر الكرام بوفاة العم المرحوم عبدالوهاب حمد الصقر، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.