سعيد محمد سعيد

فديتك يا (بو صفعة)!

 

كانت الصفعة يوم أمس شاهرة ظاهرة، بل أشهر من نار على علم! فما إن أصبح الناس الصباح وقرأوا الصحف حتى ثارت ثائرة بعضهم… ورقص البعض الآخر تشفيا وتسفيها وتكفيرا… وانتفخت أوداج بعض ثالث، وزعل نفر هنا، واستاء نفر هناك بسبب تلك القصة التي تناقلتها الألسن عندما اقترب أحد علماء الدين من امرأة وهي تتجول في مكتبة بالقرب من منطقة جدحفص وسألها مباشرة (حار بحار) عما اذا كانت مطلقة أم لا ليتزوجها زواجا منقطعا؟! فما كان منها الا أن «صفعته» صفعة فلملم بشته وولى هاربا.

البعض استهزأ بالفعلة، والبعض استهزأ بالخبر نفسه، والبعض الآخر حول القضية إلى سجال طائفي، فيما كان بعض الناس على أهبة الاستعداد لإضافة المزيد إلى القصة، ففصل واحد لا يكفي، ونخشى أن يختفي البطل من بداية القصة إلى نهايتها.

سألني بعض الناس ما رأيك في الخبر؟ ولم أجب مباشرة، لأنني أردت أن أقول إن الكثير من الناس في المجتمع يصدقون أي شيء وكل شيء يكتب في الصحف، وبعضهم لا يريد أن يستخدم عقله حتى في الاستدلال المنطقي لما يقرأ، وهذا لا يعني أن كل ما يكتب خطأ، ولكن للاستدلال والتحليل المنطقي لما بين السطور ما هو أهم، ثم أن كل لون من ألوان الكتابة الخبرية يتطلب مصدرا، وإن كان مغيبا حفاظا على حقوقه… والأهم من ذلك، هناك قراءة ما قبل النشر، التي تعطي أية صحيفة مكانة لأنها توقعت النتائج فأوقفت نشر هذا الخبر أم ذاك.

المهم، أن القصة أثارت فرصة للنقاش! لكنني وجدت مدخل القصة في «احترام الإنسان لنفسه» سواء كان عالم دين أو صبيا في مزرعة! المدخل هو أن رجلا بريطانيا من مدينة تشيلسي حوكم قضائيا بغرامة ومراقبة (سلوك) لمدة عام، لأنه كان يجلس في القطار واضعا على أذنيه سماعات الموسيقى و(رافعا رجليه) على الكرسي الذي أمامه… يعني اعتبروه الجماعة هناك «قليل أدب»! ووصل به الأمر إلى المحاكمة.

أما بعض مدعي التدين والالتزام والانضباط والعلم في مجتمعاتنا، فما أكثر أخطاءهم الفادحة! ومع ذلك نحن أمام أمرين مهمين: الأول هو التبين والتأكد مما يردنا من معلومات وأنباء وأخبار بعقل متفتح، أما الأمر الثاني، فرحم الله والديكم، اخلعوا رداء التدين والقدسية اذا كان الدين بالنسبة إليكم فقط: متعة -مسيار – عرفي – اكرنبج – بطيخ و… كراهية تسقم البدن!