سامي النصف

مثلث الإرهاب

العـزاء الحار لآل قـبـازرد الكرام بوفـاة فقـيد الكـويت المرحوم مـحمـود قبازرد والد الشـهيد احمـد قبازرد ولآل اللهو والبحر الكرام بوفاة فقيدة الكويت المرحـومـة لولوة اللهـو والدة الشـهيـد فـيـصل البـحـر، للفـقـيـدين الرحـمـة والمغـفـرة، داعين الـبـاري عـز وجل أن يجمـعهما بابنيـهما الشهـيدين في جنة الخلد، ولـلكويت قــاطـبــة الصــبــر والسلوان.

أثلج صـــدورنا الإنجاز الرائع لرجـــال الأمن في المملـكة العــربـيــة السعـودية الذين أحبطوا أعمال الفـئة الضالـة التي انتوت الإفساد في الأرض المقـدسة والإضرار كـعادتهـا بالأبرياء والآمنين عـبـر التفـجـيـرات والأعمال الإرهابية التي لا تميــز بين الناس.

إن اسـتقـرار الخليج عمل واحـد لا يتجـزأ، ومن يبـتدئ بالإخلال بالأمن في إحدى دوله فسـينتهي سـريعا بالإخلال بأمن دوله الأخرى.

بثت وكالات الأنباء أمس صورا من اليـمن الشقـيق تظهر احـد محـلات بيع السلاح وقـد امتلأ بأصناف الرشـاشات والقـاذفـات التي لا عــلاقـة لهـا بالأمن الشخصـي حالها كحال صـور بثت قبل ذلك لوضع مشـابه في العراق، وواضح أن تلك الأسلحة الـتي تباع جهـارا نهارا يمكن لهــا أن تهـرب وتـسـتـخــدم في العمليات الإرهابية التي تستهدف دول الخليج، لـذا نرجـو من وزراء داخلـيـة دول مجلس التـعاون البحث في كيـفية إيقاف سيل الأسلحة غير المشروعة التي تصل دولنا من الشمال والجنوب وباقي الاتجـاهات لحـقيـقـة أنه لا إرهاب دون أسلحة ومتفجرات.

الضلع الآخــر اللازم للإرهاب هو التـحـريض ونشـر الكراهيـة، لذا يجب إصدار تشـريعـات خليـجـيـة رادعـة ومشـددة تمنع وتحرم وتجرم عـمليات إشاعة الكراهـيــة ضــد الآخــر في مجتمعاتنا، سـواء كان التحريض قائما ضـد دين أو طائفــة أو عـرق أو توجـه سـيـاسي، فـجـمـيع مـراحل الحـروب والدمار والاحـتراق في المجتمعات تمر عـبر التـأجـيج والتحـريض المتـواصل حتى تصل المجتمعات المستهدفة لدرجة الغليان، ولا يتبـقى إلا عود الثقاب الذي يتـمـثل عـادة بحـادثـة أمنية مـعـينة كتـفجـير مرقـد الإمامين في سـامراء أو باص عين الرمــانة في لبنان أو حــتى خطف وقتل «الزيـادين» في بيروت هذه الأيام.

الضلع الثـالث للإرهاب والإخلال الأمني الهادف لتدميـر المجتمعات الآمنة هو الموارد المالية «غيـر المنضبطة» التي لا غنى عنهـا لـتـجنيـد الأتباع وشـراء السلاح والسيارات والمتفجرات وتأجير المساكن واسـتخدام الوسائط الإعلامية المختلفة لبث التحريض والكراهية، ففي أفغانستان ولبنان كـانت المخدرات والموانئ غـيـر المرخصـة المصـدر الأول لشراء الأسلحة وإشعال الحروب، وفي العراق توفر حقـول النفط الخارجة عن السيطرة هذه الأيام مثل تلك الموارد.

إن علينا دعـم الجـهـود الدوليـة الهـادفـة للرقابة عـلى الأموال المتحـركة بجـميع أشكالها ودون اسـتـثناء حـتى «لا تقع الفـاس بالراس» ويسـيـل الدم ثم نندم عندما لا ينفع الندم.

سعيد محمد سعيد

الهجوم بيد من حديد… يا الحبيب!

 

على طاري «الضرب بيد من حديد»… هل يمكن تخيل الألم الذي يمكن أن يجعلنا «نتعفرت» من الوجع لو – لا قدر الله – ضربنا أحد يملك يدا حديدا على يدنا أو على كتفنا أو جاء «سطار» مباغت من تلك اليد على أحد الساطرين الأيمن أو الأيسر، أو حتى «مشع شعرنا» بها؟ وهل نستطيع تقييم مدى البشاعة في مثل هذه العبارة التي تستخدمها كثيرا دول عربية وإسلامية وغيرها لتحذير شعوبها من العقاب سوء العاقبة (في حين أنها لا تنبس ببنت كلمة في وجه أعدائها وأسيادها الذين يهددون استقلالها)؟ هل يعقل أن يكون مثل هذا الخطاب الحديدي الناري شكلا من أشكال الممارسة الديكتاتورية المغلفة بالديمقراطية؟

في ظني، أن هذا المصطلح سيدفن في غضون سنوات قليلة في كل المجتمعات… حتى الديكتاتورية منها؟ لكن ما لنا وما لهم، دعونا نتحدث في همنا نحن يا جماعة، وبعد ذلك يحل مشكلة اليد الحديد ألف حلال؟!

هذه المقدمة، أريد منها الإشارة الى العتاب واللوم والهجوم القوي الحديدي تارة، والمهادن تارة أخرى… والصراخ الرفيعة حناجره تارة، والخفيضة تارة أخرى، على ما طرحه الكثير من الكتاب، ونحن منهم، بشأن الاضطرابات الأخيرة والمواجهات التي كان لها العنف شعارا والتخريب والحرائق والتحريض محركا، حتى أن البعض اتهمنا بأوصاف وكلمات لا يمكن قبولها، ونحن في الحقيقة، نلتمس العذر لكل الإخوة والأخوات الذين اتصلوا متفاعلين وراغبين في تقديم وجهة نظر في شأن الحوادث.

وللأمانة، وعلى رغم أن الأحبة يحملون مسئولية استمرار وتصاعد العنف للطرفين المتقابلين في الميدان، إلا أن هناك اتفاقا أيضا على أن الأخطاء يجب أن تخضع للتشريح… فمن جهة، لا يمكن أن يتلكأ الناشطون وأصحاب الأصوات المؤثرة ومنهم العلماء الأفاضل، ويغيبوا عن الساحة لتوجيه الشباب وإعادة إرسال ما نهوا عنه من أعمال عنف وحرائق، كما يجب على الدولة أن تتحدث بلسان المواطنة والحقوق للجميع، كما هو شأن الواجبات على الجميع.

ولسنا نختلف مع هذا الطرح، ولكن لابد من التذكير بأننا وقفنا ولانزال متمسكين بموقفنا الداعم للمسيرات والمطالبات والاعتصامات السلمية التي تحظى بالتغطية الإعلامية والمتابعة والدعم من خلال المقالات والأعمدة، بيد أنه من الصعب أن نرى البلد تحترق ولا نعرف أصلا من هؤلاء المجهولين/ الملثمين/ المخربين/ الفاسدين/ المغررين… والقائمة تطول، لكن الذي نعرفه جيدا أنه ليس في الصالح العام إعلان الفرح بحريق هنا واسطوانة غاز تنفجر هناك… وهذا الشباب موجه إلى الشباب! كما أننا، نعرف جيدا أيضا، أن على الدولة أن تبادر، وكما أوصى عاهل البلاد بالشباب، فإن الرسالة الواضحة المرسلة إلى جميع المسئولين هي: انظروا إلى كل المجتمع…

فهل من نظرة حقيقية يا مسئولينا الأعزاء؟