سامي النصف

رهبان التبت وبطاريق الجنوب

التهنئة القلبـية لوزير الإعلام الأخ عبدالله امحيلبي على زواج ابنه فـهـد ولوزيرة الصــحـة الفـاضلة د. معصومة المبارك على أدائها الرائع في وزارة الصحة العامة، مما يشجع على طلب التوسع في توزير النساء ممن تذكـر التـقـارير الدوليـة أنهن يمتزن بحسن الأداء وقلة الفساد.

بينمـا يتكالب كـثـيـرون على الحـصــول على مـراكــز إدارية في الجـمـعيـات التـعـاونيـة للهـبش والسرقات والتـجاوزات التي تنتهي بالإحالة للنيـابة العـامة، يضـرب السيد يوسف العدساني المثل والقدوة للعمل التـعاوني الصـالح حيث تقلد رئاسة جـمعـية كـيفـان التعـاونية وضاعف مـبيعـاتها وأرباحها ثلاث مـرات خلال 3 سنوات وحـولهـا من جمـعية درجـة عاشـرة إلى جمعـية درجة أولى بامتياز، ثم تقدم طواعية ومن مـعه بإظهار رغبـتهم في عـدم الاستـمرار، كفو وعـمل يعتبـر عملة نادرة هذه الأيام.

ما ذكـره الفاضل والد الـزميل فـيــصل الزامل والذي أشار إليه بوقتـيبة في مقـاله قبل أيام هو عين العـقل والصواب فـلا يجوز إشغال البلد فـيـمـا لا ينفع عـبر عـمليـات تسخين سياسية لا يقصد منها وجه الله أو مـصلحة الـوطن ثم الانتهـاء بمقـولة «يا دار ما دخلك شـر» وكل من يذهب في طريقه، مازلنا نأمل من حكماء وعـقلاء المجلس خلق الأدوار التي تصـون العمـل التشـريعي من عـبث العـابثين وخـاصـة قـضـايا التصيد والتقصد.

يقـال أن عـمليــات البناء في الخليج تستحوذ على ثلثي الرافعات في العالم اجمع، ونقول أن صدق هذا الأمر على جنوب ميـاهنا الدافئة فإن شـمال الخليج يسـتحـوذ على ثلثي المتفجرات المدمرة فيما نراه قائما في العـراق هذه الأيام من خـراب وهدم وسيلحقه قـريبا شرق الخليج ما لم يوقف العقلاء عمليات التصعيد غير المبررة القائمة.

قـضيـة لا افهـمهـا، ما الفـارق حقيقة بين إلا يداوم الموظف أو الموظفة لمدة 3 ساعـات على سبـيل المثال وبين أن ينشغل للفترة نفـسها على الهاتف الثابت أو النقال في أحاديث خاصة لا عـلاقـة لهــا بالعـمل بينمــا ينتظر المراجعون انتهاء تلك المكالمات الهاتفية التي لا تنتـهي؟ نرجو وضع ضـوابط وأنظمة وتفــعــيل دور صـناديق الشكاوى بعد أن زاد الماء على الطحين لدى بعض الموظفين.

الكلام الطيب الذي قـاله زعيم إحدى دول شـمال أفريقيا العـربية بحق أهل الـبـيت أمـر يســر القلب ويرضي الخـاطر فـمـن منا لا يحب الأبرار الأطهار من أحفاد خـاتم الأنبيـاء والمرسلين، نرجو أن يـتبع ذلك القـول الطـيب إعلان شـجـاع يكشف عن مـصـير احـد أتباع أهل البيت المهمين ونـعني الإمام الغائب موسى الصدر الذي طال انتظاره.

آخر محطة :
تعج الجرائد بأخبار خلافـات أسرية وعـائليـة كويتـية تصـل إلى حــد حـــجــز المـنازل والممــتلكات، نرجــو من الدولة أو جـمـعـيـات المجتمع المدني خلق مرجـعيات اجتـماعيـة بارزة تمتاز بالحكمة والتعقل لحل تلك الخلافات المصطنعة التي لا يوجد لـ 99% منها سـبب حــقـيـقي عـدا الـبطر وقلة النظـــر بعـد أن وصلت أصداء تلك الخلافات إلى الرهبـان المعتكفين في جــبــال التــبت وبطاريق الـقطب الجنوبي.

سعيد محمد سعيد

من أي باب سندخل؟

 

هو بيت واحد، يحوي غرفا كثيرة… كبر أم صغر ذلك البيت، ففي ليوانه مساحة، وفي شرفاته إطلالة لابد أن تبقى جميلة، وفي أمان جميع ساكنيه، أمان لأساساته وأعمدته، وفي سرائه وضرائه، مواقف تجمع الأسرة.

أليس هو البيت البحريني، الذين يعيش فيه المواطنون في غرف متعددة، تحت سقف واحد، حفظ حق الجميع. فلماذا نعجز اليوم يا ترى عن رأب الصدع؟ وما الذي يجعلنا نعيش في دوامة من الخلاف والاختلاف تظهر تارة في هيئة اضطراب أمني، وتارة في هيئة شكوك في النوايا، وتارات تتلون بالصدام الطائفي، لتصبح الحرائق في شوارعنا وقرانا ومرافقنا لها اسم، ويصبح للتخريب أكثر من اسم، وتتعقد الأمور تحت مسميات كثيرة لتمتد الأيدي فتغلق الأبواب التي من الممكن أن تبقى مفتوحة أمام الراعي والرعية لنصل الى بر الأمان؟

أمام صور مثيرة للمخاوف، نعيشها بين الحين والآخر، لن يكون السلم الاجتماعي في مأمن، فلا الأبواب الموصدة ستنجينا، ولا العنف والحرائق والتخريب سيضفي على حياتنا الأمل في يوم الخلاص من الملفات المؤرقة، ولن يكون التحريض على استمرار المطالبة بالحقوق وسيلة تؤتي ثمارها يوما… أبدا.

الحوادث الأخيرة التي مررنا بها أعادتنا الى نقطة لا يرغب مواطن واحد في العودة اليها أو استذكارها، وليس أشد من أن تعيش القرى حالا من الرعب والخوف والعنف، ولربما ازداد الوضع سوءا مع تقديم خيار جر الساحة الى العنف، ولكن هل من حل؟

أيا كانت دوافع ومسببات العودة الى العنف، واستمراره، وتشعباته الخطيرة، فلن نجني من الاضطراب سوى المزيد من النتائج السلبية وسوء العاقبة، في الوقت الذي لا يمكن فيه أن نتجاهل أن دفع الشباب والصبية الى مواجهات أرهقت المواطنين وكدرت صفو العيش في البلاد سيضاعف من هوة الخلاف، واذا استمر ابتعاد أصحاب الكلمة المسموعة والمؤثرة عبر الاستفادة من القنوات المتاحة أمامهم للتواصل مع مؤسسة الحكم، وتم افساح المجال لثقافة التحريض وتضييع حاضر ومستقبل الشباب ومستقبل المجتمع بأسره، فإن ثمة دلائل على أن الخسائر لن يتحملها طرف واحد فقط: لن تتحملها الحكومة وحدها ولن يتحملها الاقتصاد وحده ولن يتحملها رجال الأعمال وحدهم ولن يهرب المستثمر ليضيف الى من يعتقد أنه كسب جولة نقاط انتصار جديدة… الخسائر ستقع على رؤوس الجميع قطعا.

في ظني أن الفرص مازالت مواتية، واذا كان اللقاء الأخير الذي جمع وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع رؤساء تحرير الصحف اليومية فيه تبيان واضح للظرف الذي تمر به البلاد، فإن في اليد فرصا أخرى للمطالبة وايصال الصوت بالوسائل السلمية، ومنح السلطة التشريعية والجمعيات السياسية وعلماء الدين مساحة هادئة لفتح جميع الملفات الرئيسية من خلال الحوار والتواصل مع السلطة، ليغلق الباب أمام التحريض والعنف والدخان الأسود، ولندخل بقناعة بين كل الأطراف الى بوابة الحلول السياسية الهادئة أيضا لأن الأطراف المسئولة كلها – إن لم تعطِ الاهتمام الكافي للتوافق – فإن ترك المجال أمام الطائفية والتخريب والحرائق والتحريض وتأجيج الساحة بالحديد والنار، سيصيبنا بمقتل.