قبل سنوات قليلة وقـفنا بالقلم ولقاءات الدواوين والمنتـديات بقوة ضد قضـية التقـاعد المبكر والضرب عـرض الحائط بتقارير الخـبراء الاكتـواريين التي حذرت من تأثير ذلك التقـاعد على قدرة مؤسسـة التأمينات الاجتـماعية على الوفاء بالتـزاماتها المالية أمام منضويها وهم ببساطة جل الشعب الكويتي الموجود والقادم على الطريق.
خلال المدة الماضية وإبان انشغالنا بالأزمات السياسية (الماسخة) المتلاحقة فات الجميع متابعة ما آل إليه وضع مؤسسـة التأمينات الاجتماعية، إلى أن نشرت صحف أمس خبرا عن عـجوزات اكتوارية لدى التـأمينات تتجاوز 8 مليـارات دينار (27 مليار دولار) مما يهدد بإفـلاس المؤسسـة واعتمـادها التام في نهـاية كل عام على الميـزانية العامة للدولة المتغيرة كالرياح الأربع مع تغيـير أسعار النفط المستقبلية التي لا يمكن أن يتنبأ بمسارها أحد.
نرجو من بعض أعضاء مجلس الأمة الحكمـاء والعقلاء النظر في حال مؤسستنا الاجتـماعـية وإيجاد الحلـول والسبل الكفيلـة ببقائهـا عائمـة بمواردها الذاتية عـبر الاستـماع هذه المرة «للخـبراء» الاكتـواريين، والأخذ بتـوصياتهم حـتى لو اضطررنا للنظر في بعض التـشريعات الـسابقة كي تبـقى المؤسسـة كحال جـميع المؤسـسات المشابـهة في العالـم أجمع قائمـة وعائمـة بمواردها الذاتية وإلا فـليتحـمل كل طرف مسؤوليته التاريخية أمام تلك القضية الخطيرة جدا.
التـاريخ والخطوطات التراثيـة همـا ذاكرة الأمـة، لذا أحزننا مـا ذكره الزمـيل الفاضل مـحمد ابراهيم الـشيبـاني من عزمه إغـلاق معهـد التراث الذي أنشأه بجـهده الطيب، والذي زود الكويت بالمخطوطات الرائعة التي تطلع مـواطنينا على تاريخـهم الناصع وتظهر للكل أننا أمة لم يبدأ تاريخهـا بالأمس القريب بل ان لها جذورا ضاربة في أعماق التاريخ، نرجو أن تحرص بعض الجهات المختصة كالمجلس الوطني للثقافة والفنون على إبقاء ذلك المركز مفتوحا، وان تعمل على استمراره وتطويره.
هناك ظواهر خطيرة بدأت تطفو على سطح المجتمع الكويـتي المسالم أهمها سهولة اللجوء للعنف القاتل لحل الإشكالات الصغيرة ومن ذلك قضيتان نشرتا في الأيام القليلة الماضيـة ملخص إحداهما أن سـيارة مواطن فـرغت من البنزين فتـركها وذهب لإحضار الوقود وعند عـودته وجد أن أصحـاب المنزل القريب من السـيارة قامـوا بتمزيق جـميع إطاراتها، ولم يكتفـوا بذلك بل قاموا بقتله عند احتـجاجه، في الحادثة الثانية مـشاجرة بسبب «الخـز» المعتاد انتـخى أحد أطرافهـا بأخوين له، أحدهمـا عمره 37 عـاما ولديه 7 أطفال فـسحب الطرف المقابل خنجرا أقـرب للسيف وغرزه في عنق والد الأطفـال ما أدى إلى وفاته بسبب أمر بسيط كان بالإمكان أن يحل بالتصالح أو بالذهاب للمخفر.
آخر محطة:
على هامش حادث مقتل 30 شخصا في جامعـة فرجينيا الاميركية، كان هناك طرحان مختلفان فيمـا يخص السلاح، الأول من المعارضين لحمله، حيث قالوا ان السماح بشراء وحمل السلاح هو السـبب الرئيسي في تلك الجريمة الشنعاء، قابل ذلك طرح من أصحاب مـصانع ومحلات السلاح قـالوا فيه: لو كانت لدى الضـحايا أسلحة لتغيـر الوضع.
ما يهمنا هو حكاية ثقافـة حمل الخناجر الأقرب للسـيوف القاتلة لدى الشباب الكويتي وضرورة مـحاربتها أكثر من محـاربة لبس الجينز والـ «تي شيرت» غير الضارة.