سامي النصف

وأطفئت النار

ضمن ما سمي بأهم اجتماع تعقده أسرة الخير في تاريخـها انـعقـد لقـاء الحكمة والحكـماء الذي دعـا له وأداره صـاحب السمـو الأميـر الشـيخ صبـاح الأحمـد حـفظه الله، وقـد نجح سـموه كـعـادته في إطفاء نار الخـلاف والشـقـاق الذي امــتـد من داخل الأسرة إلى خارجها، وقد تم في اللقاء طي صفحة الماضي والبدء في صفحة جديدة تصل مجد الماضي بمجد المستقبل.

إن حـقـائق الحـيـاة وسنتــهـا تظهـر أن المراكـز والمناصب الوزارية وغيرها زائلة، فالأصل هو استقرار الكويت المسـتمـد من استـقرار أسرة الخيـر فيـها، ولا يحتـاج الأمر منا للتذكيـر بالمصير البـائس الذي انتهت إليه كثير من دولنا العربـية بعد أن انشغل مسؤولوها عن إدارة دفـتهـا بالخلافـات والصراعـات المتكررة فلم ينتبـهوا إلى الضبـاع والخفافـيش المتربصة والقـابعة بالظلام، الفرحة بما ترى وتسـمع انتظارا منها للفرص السانحة.

وقد كـان جميـلا تذكير سـموه للحـاضرين بأيام ابتعـاده عن سدة المسؤولية الوزارية في إحدى الحقب الماضــيـة دون أن يثــيــر هذا مـا نـراه هذه الأيام من انشقـاقات تعكسها صـدور صفحـات الصحف وسطور منتـديات الانترنت، ومـثل التـذكيـر بما قام به الشـيخ الفاضل احمد الحمـود الذي تحمل عبء المسؤولية فكان صنوا لها ثم تركها بـهدوء وصمت دون إن يرمي بأعواد الثقاب أو يشعل الحـرائق لإضاءة طريق عودته لأبواب المسؤولية.

وقـد حسم سـموه في اللـقاء الجـدل القائم حـول الدستـور والمجلس بإعلان صـريح لا مواربة فـيه وهو انه لا تعديـل قادما للدسـتور ولا حل مـقبلا للـمجلس، وبذا أطفأ شرارة كثر النافخـون بها واسقط إشاعة كان يرتزق منها من يرتزق ويدعي البطولة فيها من يدعي.

تتبقى مـسؤولية رجال الأسرة الحاكـمة بإظهار هذا التـضامن وهـذا الالتزام قـولا وعـملا، ومـثل ذلك مسؤولية أهل الكويت جميـعا بضرورة الالتفاف حول الأسرة والحرص على وحدة رجالهـا والسعي بالخير بين أفرادها والنأي بســمـعــتـهـم عن التـخــديش والتجريح.