سامي النصف

ظواهر السحر والعين الحارة وسوء الحظ

هل يمكن أن تكون هناك تبـريرات أخرى لظواهر السحر والعين الحارة وسوء الحظ؟!

لنبدأ مع السحر الذي تخصص له هذه الأيام عدة فضائيـات شديدة الرواج، والذي قد تكون له عدة تبريرات منطقية منها:

إن الناس وخـاصـة المقــصـرين منهم يودون أن يجدوا لإخفاقاتهم أعذارا ومبررات تبعـد المسؤولية عن النفس، فالمرأة المقـصرة على سبـيل المثال والتي لا تستطيع الحـفاظ على زوجــهـا بحـسن الأداء مــا أن تحـدث المشاكل أو الطلاق أو الزواج من أخرى (4/3 مشاكـل السحر من هذه الشاكلة) حـتى تتهم السـحر والسـحرة بـأنهم من سهل للأخرى الحصـول على الزوج وتسخـيره لخـدمتـها متناسـية أن السحـر في مثل هذه الحـالة قد يكون حـسن المعـاملة الذي افـتـقـده الزوج الجني عليه معها.

أما ما يقال عن القدرات الخارقة الملحوظة لدى بعض السحرة مما يصعب تفسيره، فحاله حال أصحاب خفة اليد ممن يخـفون الطائرات والسـيـارات ويقطعــون النسـاء ولكن مـا أن يعرف السر حتى يبـطل العجب، وقد تحدى في بداية القـرن الماضي صـاحب الألعاب والحـيل وخفة اليد الساحر «هوديني» من يدعون أعمال السحر الحقـيقية المنتشرة آنـذاك في أميركا أن يقومـوا بها أمامه وأعلن انـه سيكشفهـا للملأ، ولم يقـبل احد من السـحـرة تحديه ويقـال أن هؤلاء السحرة المزيفين هم من تسـببوا بحادث قتله في النهاية.

واذكـر أن إحدى السـيدات روت لي مـا حـدث لها في احـد الأسواق العربـية عندمـا قابلها ساحر وروى لها إمام من معها تفاصيل حياتها كاملة وبالأسماء، وكان سؤالي لها: لو التقاك هذا الساحر تحت العمارة التي تسكنين إحدى شقـقها فهل تصدقـينه؟

قالت لا بالطبع لأنه يكون قد استقى جـميع تلك المعلومات من بوابي العمارة، قلت لهـا حسنا، هو يعلم بذلك لذا قام عـلى الأرجح بتتبـعكم بالتاكـسي إلى السوق حيث جعل الأمر وكأنه صدفة كي يتم تصديقـه ومتى ما عرف السـبب بطل العجب.

كـذلك تتـفشـى هذه الأيام بسـبب تعقـيـدات العـصـر الحديث الأمراض النفـسـيـة غيـر المفـهومـة فـينسب المرض للسـحر ويقـال إن المريض يسكنه الجن.

أما «العين الحـارة» فقـد يكون لها مـبرر منطقي آخـر وهو أن هناك من الناس من يمتـاز بدقـة الملاحظة ويعـلن هذا الأمر طوال الوقت فإذا لاحظ أن بيدك سـاعـة جمـيلة أعلن ذلك، بالطبع تلك الساعة غـير محصنة من العطل أو الضياع أو الاصطدام والتـحطم لذا ما أن يحدث شيء من تلك الأمور «الطبـيعيـة» حتى تنسب العين لذلك الشـخص وسـيـتـسـابق آخـرون تعـرضت حـوائجـهم أو صحـتـهم للحـوادث المعـتـادة لإظهار نفس الشكوى حـتى يوصم الشــخص صــاحب الملاحظة بالـعين وتروى الأساطير عنه، وتلك سنة البشر.

سوء الحظ قـد تكون له أسباب واقعـية وعـملية منفـردة أو مـجتـمـعة منهـا أن هناك أشخاصا لا يتمتعـون بالذكاء ولديهم بالتبعية خطأ في تحليل الأمور أو بطء في اتخـاذ القرار لذا يدخلون على سـبيل المثـال الأسواق الماليـة مـتأخـرين ويتبـاطأون في اتخـاذ قرار البـيع فيخسـرون ويعللون ذلك بسوء الحظ مقارنين أنفسهم بشخص «محظوظ» الذي قد يكون أكثر ذكاء ومـعرفـة وحكمة في اتخاذ القـرار منهم، كذلك هناك من لا يقيمـون الأمور بشكل صحيح فيـشتكون طوال الوقت من سـوء الحظ بسبب أمر سالب واحد ولا يتذكـرون بالمقابل عشرات الأمور الموجـبة العاملة لصالحـهم.

بشكل عام الكويتـيـون من أكثر الناس شكوى من سـوء الحظ، الثـري قبل الفـقيـر، في وقت يحسـدهم 99% من سكان الأرض علـى أوضاعهم و1% لم يقرروا بعد.

آخر محطة :
كل التبريرات العقلية والمنطقية السابقـة لا تمنعني من القول أنني شاهدت في حـياتي آلاف الأدلة التي تثـبت تماما عكس مـا قلت، أي أمورا غـيـر مفـهـومـة تثـبت ظواهر «العين» و«ســوء الحظ» وأخيرا هذه الأيام «السحر» حسبما بلغني من ثقات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سعيد محمد سعيد

ملف الحراس

 

النقاش في أوضاع الحراس البحرينيين، في كل مكان: وزارة البلديات والزراعة، وزارة التربية والتعليم، في الشركات والمؤسسات وكذلك في المنشآت… نقاش لا ينتهي على ما يبدو، وقد يتطلب ملفا كبيرا.

هناك أزمة ثقة بين الطرفين للأسف الشديد مردها – بحسب وجهة نظري – الحاجة إلى تقوية الهيكل الإداري من أساسه، بمعنى إيجاد لائحة إدارية وقوانين منظمة تضمن حقوق ثلاثة أطراف: الحراس – المسئولين والجهة التي يعملون على حمايتها.

ويعترف الكثير من حراس المدارس بأن هناك من يتسبب في الإضرار بالآخرين، كمن ينام في السيارة ليلا أثناء نوبة «آخر ليل»، أو من يأتي «سرا» بطبق استقبال وتلفاز ليقضي الليل في مشاهدة القنوات، فيما يتعمد البعض ترك موقعه بلا أدنى إحساس بالمسئولية وهو الأمر الذي دفع، بالاتفاق مع وزارة الداخلية، إلى تفتيش المواقع بدلا من مفتشي التربية والتعليم.

هذا من ناحية الاعتراف، لكن من ناحية المطالب، فإن الشريحة الكبرى من الحراس يريدون تطبيق الآية الكريمة «ولا تزر وازرة وزر أخرى» إذ إن الشريحة الكبرى الملتزمة بأنظمة العمل ليس عليها وزر الجماعة الذين يتجاوزون القوانين، ويعتقدون بأن المهمة الكبرى التي يريدون من ديوان الوزارة القيام بها، هي إعادة تنظيم الهيكل الإداري بالصورة التي تضمن أداء ما يقارب من 800 حارس، طبقا لأهداف مشروع الحراسة المدرسية.

لكن نقطة مهمة لابد من أن يدركها الحراس وغيرهم… من حقكم المطالبة بنظام عمل عادل، غير أن ذلك لا يمكن أن يحدث في كفة، وفي الكفة الأخرى إهمال للعمل وعدم احترام للمسئولين والمشرفين – أيا كانت جنسياتهم – وممارسات غير مقبولة يتم تغليفها بكلمة «إحنا مظلومين» والسلام.

نتمنى من وزارة التربية والتعليم، أن تطلعنا على ما يجري في قطاع الحراسة الأمنية، وخصوصا على مستوى الرؤساء، فمع علمنا بالكثير من الأمور من خلال الاتصال المستمر بهم، لكن الرأي الرسمي يمكن أن يكون في إجابة الوزارة على هذا السؤال: «هل أنتم راضون عن نظام الحراسة أم لا؟ ولماذا؟