إلى القوى السياسيـة والاجتماعية المؤثرة في البلد، الحكمة الحكمـة فما هكذا تورد الإبل ولا هكذا يتم الـتعـامل العـاقل بين أبناء الوطن الواحد ولا مجتمع الأسرة الواحـدة، فـلا المفـردات ولا الكلمـات ولا المعاني ولا الجمل المستخدمة في التراشق القائم تخدم الكويت وشعبها ومستقبلها، إن للتاريـخ عيونا تلحظ وريشـة تسطر وتدون وعقولا تحلل وتشـير بالبنان لمن اخطأ، ولن يرحم التـاريخ من سـيـحـيل أمننا إلى خـوف وتـوحـدنا إلى شـقـاق ومـسـتقـبلنـا إلى ضيـاع لأجل خـدمـة مصالحه الخاصة، فكفى. . !
إلى القـائمين على العـدل، نفـهم أن يكون فـارق الاجتهـادات بين الأحكام في بعض القـضـايا الأقرب في وضوحـهـا للشمس في رائـعة النهار بمقـدار الفارق بين الحد الأعلى والأدنى للعقوبات المقررة قانونا ولكن ما لا يفهمه الناس وما يطرح تساؤلات عدة في الديوانيات هو ما ينشر في وسائل الإعلام مـن تحول أحكام إعدام إلى براءة ومـن ثم أن كـان هـؤلاء أبرياء فكيف سلمت أعناقهم للمشانق؟ وان كانوا مذنبين بجرائم شنيعـة تستحق مثل تلك الأحكام المغلظة فـكيف خرجـوا يمشـون طلقـاء في الشـوارع وبين الناس ومن ثم أصبحت تلك الجرائم الكبرى دون فاعلين؟
وما هي الرسائل المرسلة عبر تلك الأحكام ـ كـما يشـتكي لنا البعض ـ لقـوى الأمن ولوكلاء الـنيابة الأفاضل بعد أن تعـبوا وسـهروا الليـالي للقـبض على الفـاعلين وحماية المجتمع منهم؟
إلى العـلاقـات العـامـة في وزارة الداخلية، ضـرورة التنبيه على الضـباط بألا يكشـفـوا في مـقابـلاتهم الإعلامية «أسرار» كيـفيـة القبض على الجـرمين كحال إبلاغنا بأنهم يقومون بوضع أجهزة رصد حديثة في بعض السـيارات وتركها لتسرق لمعرفة مقـاصدها وفاعليها، وهي أمور غير مسبوقة في الدول الأخرى التي يحـاسب فـيـهـا بشـدة من يـكشف تلك الأسرار التي تلغي الـفـائدة من النظم أو الأجهزة الحديثة وتجـعلها محصورة في قضيـة واحدة بدلا من تكرار استخـدامها ومن ثم تفيد الجرمين، نرجو محاسبة من يقــوم بـكشف الأسرار أو مـن يضــر بالتحقيقات اللاحقة في المحاكم.
إلى النـائب د. ناصــر الـصــانع. . نشكره على فكرته الطيبـة التي نرجو أن تلاقي القبول من جمـيع القوى والتكتلات السياسية حول جمع النائب ـ أو النواب ـ مع الوزيـر المعني قــبل طرح عــمليــة الاسـتـجـواب في مــحـاولة لصـلاح والإجابة على التـسـاؤلات وتصـحـيح الأخطاء ـ إن وجـدت ـ بمنهاجيـة «قطف العنب لا قــتل الناطور»، دعـمــا لمسـار التـنمــيـــة في الـبلد الـذي تعــرقـله الاستجوابات المتتالية.
إلى النائب سـعدون حمـاد، وعدم فهم النـاس لمغزى سؤاله البـرلماني عن: هل طلبت الولايات المتحدة تسهيلات من الكويت لضـرب إحدى الدول المجاورة؟ وهو سؤال يمس الأمن القومي والوطني للكويت في الـصمـيم وتـدفع ـ بالقطع ـ بعض الـدول الملايين للحــصــول على أجابته، فلمـاذا نوفـرهـا لهـا بأبخس الأثمان؟ ثـم ما هو الجواب المتـوقع لمثل هذا السـؤال؟
إن قـيل «نـعم» فـسنقـدم تسهـيلات تبرر ضرب بلدنا لاحـقا، وان قلنا «لا» بشكل مسبق أسأنا لعلاقتنا مع الحلفاء، نرجو من النائب الفاضل سحب السؤال مع الـشكر حفاظا علـى الصالح العام.
آخر محطة:
التهنئـة القلبية للزميل جمال خاشقوجي على تقلده للمرة الثانية رئاسـة تحــرير صـحـيـفــة «الوطن» السعودية، راجين أن يحافظ على الدكتور الكفؤ الزميل عثـمان الصيني ضمن طاقم الجريدة ويرجع لنا إن أمكن المبـدع قينان الغامدي.