في عام 1990 احـتجـز القائد «الملهـم» صـدام رهـائن غــربيين وأعلن انه سيوزعهم على المنشآت العسكـرية والحيوية حـتى يمنع قوات التحالف من مهـاجمته، وقد اسـتـغلت تلك الدعـاوى لحـشـد الرأي العام ضد صـدام، والغريب أن قـضـيـة الرهائـن تلك انتـهت بإطلاق ســراحــهم قــبـل بداية الحـرب التي يفــتـرض أن تكون سبب حجزهم منذ البداية.
في الأيـام الأولى للثـــورة الإيرانية احـتجز الطلاب أعضاء السفـارة الأميركـية مما نتج عنه حجز ما يقارب من 11 مليار دولار إيراني في البنوك الأميركية حتى اليـوم، وفـيـمـا بعـد سـبب ذلك الاحــتـجــاز إسقاط الرئيس الأميـركي الإنسان جيـمي كارتر وصـعــود نجم الرئيـس الصلب رونالد ريغان الـذي دعم العراق في حـربه ضــد إيران وخلق في عـهـده تجـمع المحـافظين الجـدد المؤثر.
في منتصف الثمانينيات تم احـتجـاز ركاب طائرة الجـابرية كرهائن للإساءة للكويت ولخلق فتنة بين أبنائها فانقلب السـحر على السـاحـر وتـوحـد الشـعب الكويتي بصـورة غير مـسبـوقة كـمـا ارتفـعت سـمعـة القـيـادة الكويتية الحكيمة لعنان السماء.
قبل أشهر تم احتجاز أسرى إسرائيليين فـي غـزة ولـبنان، قـامت على أثره أعمال عـسكرية دمــرت غــزة ولبنان وقــد أتت الأخبار بالأمس تشـيـر إلى أن الأسرى أو الرهائن الإسرائيليين الثلاثة مـا زالوا على قيد الحـياة وسـيطلق بالقطع سراحـهم طال الزمن أو قصر خـاصة وقد ضمت إسرائيل خـلال تـلك الأعمال العسكرية أعدادا اكبر من الأسرى والرهائن لمـبـادلتــهم بجـنودها المحتجزين.
بعد عدة تصـريحات نارية ضــد أمـــيــركــا وإسرائيل والهولوكست احتجزت السلطات الإيرانية 15 جنديا بريطانيـا أو أوروبيا بالمصطلح الحديث وبعد أن مــلأت أخبارهم الصــحف وحشدت العواطف ـ والأوروبية على وجه التحديد ـ بشكل مسبق خلف أي عمل عسكري يسـتهدف الشــقــيــقـــة إيران تم إطلاق سـراحهـم، حالهم كـحـال إطلاق ســراح أسرى ورهائن طهــران وبيـروت وبغـداد وغـيـرهم في السـابق ولم ولن يسـأل احـد في مـجـتـمـعـات الطـاعـة المطلقـة والقيادات الملهمة عن مكاسب تلك العملـيات الذكيـة جدا وأهدافها العبثية.
آخر مـحطة:
علينا أن نتعامل بجـدية تامـة مـع سـيناريوهات اليوم التالي لأي أعمال عسكرية قـادمـة في الخلـيج تسـتـهـدف المفـاعل النووي الإيراني اخـذين في الحسبـان الرد الإيراني تجاه تلك الأعمال.