ليس مهما على الإطلاق ما تضعه الوزيرة الفـاضلة نورية الصبـيح على رأسهـا، القضيـة الحقـيقيـة هي ما في رأس الوزيرة أم عـادل من خطط وأفكار وتصـورات للارتقاء بالتـعليم الذي هو الاسـتـثـمـار الامـثل للأمم، ولا شك أن الوزيرة الفـاضلة، وهي اختـيار مـوفق جدا، قادرة على القيام بـالقفزة النوعية التي تجعلنا نشعر بأن ابناء الكويت في أيدي أمينة. . أو أيدي نورية!
في كل البلدان وضـمن كل القـوى والتكتـلات السـياسـيـة هناك العقـلاء والحكماء ـ كثر الله من أمثالهم ـ وهناك كذلك التوافه والمتـطرفون والمتشددون، لذا نرجــو ألا يشــغلنا الآخــرون عن الاستماع للأولين ومن ثم نترك «لتوافه الأمة» خلق أجندات الحـكومة والمجلس والمجتمع، فنشغل بالقشور عن القضايا التنموية الكبرى كحلم التحول بالكويت إلى مركـز مالي عالمي يغنـينا عن عوائد النفط الناضبة مع كل دقيقة تمر.
رفض الـوزير الـفــــاضـل بدر الحـميـضي مقـترح إسقاط القـروض بشكله الأول، ولولا ذلك الموقف الشجاع الذي مثل فـيه بومـشاري رأى القـيادة السياسـية والعقلاء في البلد مـن جميع التـوجهـات السـياسـيـة لتسـبب ذلك المقترح «الاكتع» بخـسارة المال العام ما يفـوق 12 مليار دينار (40 مليـار دولار) كانت ستذهب هبـاء لتسديد المديونيات الصعبـة واسقاط قروض كبـار التجار والمقــاولـين، ومن ثم تصـــبح المولات والأسواق والمجمعات السكنيـة وما تم استـيراده من مواد كمـالية كالسـيارات والالكترونيات ملكا خـالصا لمن اقترض عشرات ومئات ملايين الدنانير لمثل تلك الأمور، كمـا تسبب ذلك الموقف العـاقل والحازم في تغييـر القانون بعد طرحه، مما يعنـي الإقرار الصـريح بخـطئـه، وبدلا من نسيان ذلك المقترح المصيبة أو الكارثة نرى من يحـاول جاهدا أعادته للأضواء. . وعجبي!
وإذا كـان هناك عـضو واحـد يود الاسـتفـادة من طرح ذلك المقـترح فـإن المتضرر الأكبر هو بقـية الأعضاء، حيث خلق فـي الســابق إشكالات عــدة في التكتل الإسلامي ولدى التكتل الوطني، كما خلق انشـقاقا كبيـرا في كتلة العمل الشعبي أدت إلى التـهجم على احد ابرز قياداته، لذا نتسـاءل وبحق: ما الحكمة من إعادة طرح ذلك الموضـوع أو إشغال البلد باسـتجواب يـضر أكثـر مما ينفع ويشـغل البلد عن خططه المسـتـقبليـة والأوضاع الحرجـة المحيطة بالمنطقة؟ أم أن المبــدأ الطاغـي هو «أنا وبعــدي الطوفان» أو السير على نهج جحا الذي كذب وصدق كذبته؟
تظهر استطلاعات الرأي، كما نشر على احد المنتديات، أن هـيلاري كلينتون في طريـقـهــا لـلتــرشح عن الحــزب الديموقراطي، وهو الحزب المرجح فوزه في الانتخـابات الاميركيـة المقبلة، أي أن أقوى دولة فـي التـاريخ سـتــصـبح رئيستها والقائدة الأعلى لقواتها المسلحة امـرأة، ومع ذلك مـازال لديـنا من توافـه الامة من يرى ضرورة التـعامل مع المرأة بطريقـة القسـر والقوة والفـوقيـة، وما عليـه إلا أن يأمر فـتأتمر المرأة له، سـواء كانت خفيرة أو وزيرة. . هزلت!
ونخـتم بهـذه الحكاية الطريفـة:
كـانت هيـلاري في سـفـر مع زوجـهـا الرئيس بيل كلينتـون عندما توقـفا في محطة للتزود بالوقود، فقالت هيلاري: سأنزل لأسلـم على عامل الوقـود كونه زميـلا سابقـا لي في الكليـة، واذكر انه كـان يود الزواج بي.
علق بيل ساخـرا: لو تزوجـتـه لكـنت الآن زوجـة عـامل مـحطة وقـود.
ردت هـيـلاري بجـدية واضـحـة: لو تزوجـتـه لصـنعت منه بالقطع رئيسا للولايات المتحدة.