يذكر عالم الاجتماع الكبير الراحل د.علي الوردي ان هواء العراق يورث الشقاق والتناحر والافتراق، والواقع أن رياح الشمال تلك تصل بعد هبوبها على أرض السواد سريعا للكويت فيتحول لدينا الحراك السياسي الموجب الى عراك سياسي سالب يكدر الأمزجة ويفرق بين الناس، فهل من حل لرياح الشمال تلك؟!
بعيدا عن الرأي الشخصي في الموافقة أو الاعتراض على مبدأ إسقاط القروض، واضح ان رد القانون يحتاج الى دعم 44 نائبا، وهو من سابع المستحيلات، فلماذا إذن خلق الأمل الكاذب لدى بعض المواطنين دون داع، خاصة أن الأرقام تثبت أن 98% من المقترضين يسددون بانتظام.
لا أشك على الاطلاق بنوايا من قرروا أن يكونوا أمناء على أخلاق الأمة، ومن ثم يحاولون خلق سلطة داخل سلطة عبر التجمع الذي أعلن عنه قبل أيام، والذي هو تكرار لمحاولة رفضها الشعب الكويتي في السابق لأن يكون هناك من هو قيم على أخلاقه وتصرفاته، وكأن شعــبنا طفل قاصر يحتاج لمن يدله على سبل الخير ومكارم الأخلاق، أو أن لديه نزعة فساد وشر لا يمكن ردعها إلا بتلك الجماعة.
المهم اننا متى ما أقررنا لتلك الجماعة عملها بحجة وجود ممارسات سالبة في المجتمع، فيجب علينا أن نقر في الوقت ذاته قيام جماعة أخرى يكون عملها مراقبة الجمعيات والأسواق لمنع ممارسة سالبة أخرى هي اسراف الكويتيين والمقيمين في الشراء والاستهلاك، ثم جماعة ثالثة تلف على المدارس والمعاهد والجامعات لمنع تسرب الطلاب والتأكد من حرصهم الشديد على الدراسة بعد تفشي حالات الرسوب والتسرب الدراسي الذي هو ممارسة سالبة حقيقية ثالثة!
قبل أيام وقف البلد على أطراف أصابعه انتظارا لقرار الحل المؤكد!
والذي كان الخلاف حوله هو فقط فيما اذا كان دستوريا أو غير دستوري، وبعد أن انشغلت الصحف وعقدت اللقاءات اتضح أن لا حل دستوريا أو غير دستوري ولا يحزنون، ولم يسأل أحد مطلقي الاشاعات عن مصداقيتها، ونرجو أن تكون هناك دروس قد استوعبت من تصديق الأكاذيب وبناء قصور الأوهام عليها.
آخر محطة:
نرجو ألا يقوم من تسببوا بتدمير نصف لبنان حرباً بتدمير نصفه الباقي سلماً، ارحموا لبنان وشعبه من الشعارات المدغدغة وأفسحوا المجال لمن يريد تعميره لا تدميره!