سامي النصف

الكويتي والكويتية

الفارق بين الكويتي والكويتية تاء مربوطة، فالاثنان مظلومان بشدة بسبب الصورة السالبة النمطية المنتشرة لدى البعض عنهما، والاثنان يحتاجان حقيقةً لمزيد من الإنصاف والاعتدال والواقعية عند التطرق اليهما، وإذا كنا تكلمنا في مقال الأمس عن واقع الكويتي الموجب الذي يدعو للتفاؤل ومثل ذلك مستقبل البلاد في ظل الخطة الطموحة الموضوعة للأعوام الأربعة المقبلة والتي ستحيل الكويت إلى مركز اقتصادي ومالي مؤثر في المنطقة دون الحاجة لتكرار تجارب الغير أو الوقوع في أخطائهم فإننا نحتاج اليوم للحديث عن الكويتية طائرنا المحلق في أجواء العالم.

أحد أسباب النظرة غير المنصفة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية هو إشكالية التعميم، فما ان يحدث عطل فني يشبهه ما يحدث كل ساعة في جميع شركات الطيران الدولية حتى تبدأ عملية التعميم والمبالغة دون معرفة ان أنظمة الصيانة والسلامة في الكويتية هي من الأفضل في العالم، وان ما أجلت ـ أو أخرت ـ المؤسسة رحلتها وتكبدت الخسائر الباهظة من أجله قد تقوم بعض الشركات المنكوبة في العالم بتفويته حفاظاً على المورد المالي الذي يسخر ويتغاضى عن كل شيء بسببه، ولا تتغاضى بالمقابل الكويتية عنه أبدا، وهذا ما يجعلها تحوز كل عام جوائز السلامة من أرقى المؤسسات المختصة في العالم، ويبقي ملفها نظيفاً من الحوادث ولله الحمد بعد نصف قرن من التشغيل المتواصل. ومما يتكرر الحديث عنه خسائر «الكويتية» دون معرفة ان تلك الخسائر في الأغلب غير حقيقية، بل هي للحفاظ على معايير محاسبية تتعلق بالحفظ الدوري لقيم الأصول، مما قد لا تلتزم بمثله الشركات الأخرى في المنطقة، ومثل ذلك فرض مخصصات بعشرات الملايين تفترض ان جميع موظفي المؤسسة سيتقاعدون في يوم واحد، وهو أمر مكلف للمؤسسة وينعكس بالسالب على ميزانيتها، الا انه لن يحدث أبداً ويبقى أحد المتطلبات المالية الواجب الالتزام بها.

ان «الكويتية» هي مجمل جهد الآلاف من أبنائها من مدراء وطيارين ومهندسين ومختصين في جميع القطاعات المختلفة، ونصفهم أو أكثر من الكويتيين، لذا فالثناء موجه لهؤلاء الجنود المتفانين في عملهم ممن يواصلون الليل بالنهار للتأكد من حسن أداء الخدمة وسلامة الطائرات وهو جهد لو اطلع عليه الجميع لأثنوا معنا على هؤلاء بدلاً من العتب عليهم.

وقد اطلعت على خطة طموحة للاخوة الأفاضل في إدارة العلاقات العامة في المؤسسة تستهدف الانفتاح على المجتمع وعلى الصحافة ووسائط الإعلام المختلفة تطلعهم عبر الزيارات والبروشورات على ما يدور في دهاليز «الكويتية» من خطط طموحة وجهود جبارة تبقي طائراتنا وأعلام الكويت محلقة في مشارق الأرض ومغاربها، وهو ما يشعر كل مواطن منا بالفخـر الشديد به.
 
آخر محطة:
انتشرت عبر SMS رسائل خاطئة عن ان طائرة كويتية أخطأت مسارها بالأمس لدى مغادرتها مطار دلهي في الهند، والحقيقة ان الطائرة التزمت تماماً بمسارها المعهود، كما التزمت بتعليمات برج المراقبة في المطار الذي يملك كامل السلطة والصلاحية على أجوائه، وهو أمر يفرض القانون على الطيار الالتزام الحرفي بإرشاداته حفاظاً على السلامة، لذا فهو من يتحمل كامل المسؤولية حال تحليق الطائرة ـ أي طائرة ـ فوق منزل رئيس الوزراء، كما أتى في تلك الرسالة الخاطئة.