الحكم الحقيقي على صدام يأتي مما سترويه الاجيال القادمة في المنطقة عنه، فقد وصل الى سدة الحكم في بلاد هي الاغنى في العالم، فسخر مواردها ودماء ابنائها لخدمة اغراضه الشريرة المدمرة التي بدأها بحملة الاعدامات المعلنة عام 1968 ثم استورد بخسة ودناءة القمح المسموم الذي قتل آلاف الفلاحين العراقيين الابرياء عام 1970…
تلا ذلك قيامه بحرب قمع وابادة ضد الاكراد استمرت 5 سنوات، وما ان انتهت عام 1975 حتى بدأ الاعداد لحربه على ايران التي استمرت حتى عام 1988، قام خلالها بحملة الانفال على الشمال التي قتلت ربع مليون شخص وهجرت الملايين، وتلا ذلك احتلاله للكويت ثم تدمير الجنوب والتضحية بمليون ونصف طفل كي يرفع الحصار عنه، وانتهى الامر بحرب 2003 لتحرير العراق من طغيانه، وما نشهده هذه الايام من قطع للرقاب والتفجير العشوائي والتحريض على الاقتتال الطائفي والعرقي هو نـتاج طبيعي لاعمال مخابرات الشيطان القابع في السجن.
وكان احد الاصدقاء قد اسر لي وانا ازور ديوان الصديق يعقوب الصقر ليلة السبت الماضي بضرورة بدء حملة اعلامية تدعو للاسراع بتنفيذ الحكم انتقاما لدماء الابرياء، كما ابدى تخوفه من الا تجرى عملية الاعدام امام انظار الملايين ومن ثم يبقى الشك قائما الى الابد في موت صدام من عدمه، وفي هذا السياق يذكر مراسل بي.بي.سي جون سمبسون انه لاحظ ابتسامة على وجه صدام لحظة مغادرته قاعة المحكمة وابتعاد الكاميرات عنه…
وان شاء الله مو ابتسامة خير…
وحتى ينفذ الحكم تظهر حقيقة ان صدام حسين هو اللاعب الكبير الوحيد في المنطقة الذي وقع في يد العدالة والواجب يقتضي تفريغ ذاكرته مما تحتويه من ألاعيــب وخطط ومؤامرات قام بها هو ونـظامه في العقود الثلاثة الماضية وادت الى الحروب الاهلية في بعض البلدان العربية والحروب الرسمـية بين بلدان اخرى، ان الجرائم المعلنة الـــتي يحاكم عليها صدام هي قمة جبل الجليد فيما تســبب به ذلك الطـاغية من كوارث ومآس في المنطقة.