الاشكالات القائمة بين السلطتين اللتين تتقاسمان بيت الامة الابيض المطل على شارع الخليج هي اقرب للاشكالات التي يتعرض لها كل بيت كويتي ومن ثم فالحل واحد لتلك المشاكل في صلبه وبنيانه.
فالبداية الصح تفرض على الطرفين القاطنين في البيت الكبير الاعتراف الصريح بوجود مشكلة بينهما في الماضي تحتاج الى تصحيح، فقد وصلت تلك المشاكل عالية الصوت حتى للجيران ممن باتوا يسألون ابناء البيت «شنو صاير عندكم؟» مما يعطي دلالة على استفحالها وخروجها عن التباينات الصحية المعتادة القائمة في البيوت الآمنة.
وضمن النهج الخاطئ الذي يزيد النار اشتعالا ادخال الابناء في المشاكل التي تحدث بين الطرفين القاطنين في البيت فيستقوي احدهما بالابناء لاخضاع الطرف الآخر ويتسابقان في بعض الاحيان بمحاولة كسب الابناء عن طريق تدليلهم واغراقهم بالمنح المالية التي تضر في النهاية أكثر مما تنفع كونها تعودهم على النهج الاستهلاكي الضار.
وإحدى الدلالات القاطعة على استفحال المشاكل بين طرفي البيت في الماضي هي تكرار حدوث الطلاق البائن وغير البائن بينهما (الحل الدستوري وغير الدستوري) الذي هو بمثابة ابغض الحلال، او حتى انتشار اخبار التهديد به، وفي هذا السياق تنتشر هذه الايام اشاعات عن الرغبة بانشاء مجلس رديف هو اقرب للتهديد باتخاذ ضرة على الزوجة كي تخفف من غلوها وتعديها على صلاحيات الزوج ضمن المثال القائم.
ان حل اشكالات البيت الابيض المطل على البحر ومعه حل اشكال اي بيت كويتي يتعرض لمثل تلك الامور السالبة يكمن في عدة امور مجتمعة، اولها ابداء حسن النوايا من جميع الاطراف والعزم على بداية جديدة توقف ما كان يحدث في الماضي والذي تسبب في جانب منه بزهد بعض ابناء البيت بما يجري في منزلهم من مشاكل متصلة تصرف القائمين عليه عن ترميمه والاعتناء به في وقت تفرغ فيه الجيران لتعمير بيوتهم حتى اصبحت اجمل من البيت الذي كان يسمى في وقت ما لؤلؤة الفريج.
لقد اطلعت على برنامج عمل الحكومة وما اصدرته وزارة التخطيط من خارطة طريق مفصلة لاعمار الكويت ـ او البيت ـ بكلفة 13.6 مليار دينار لتجعله مرة اخرى احد اجمل بيوت المنطقة وتوفر لابنائه فرص العمل والسعادة المطلوبة ولا يحتاج الامر بعد الايمان بالبداية الجديدة وعدم اجترار الماضي الا ان يقلل اصحاب المنزل من الاضواء على ما يجري بينهم من نقاشات تستهدف الصالح العام فالبيت السعيد هو البيت الذي لا يسمع له اي صوت، لا من يصرخ اطرافه كل صباح في آذان ابنائه وجيرانه بمشاكلهم.
آخر محطة:
عمر الحكومة والمجلس لا يزيد عن 3 شهور مما يعني عدم عدالة محاسبة اي وزير لقصر المدة، هل نطمح ضمن البداية الجديدة التي يرومها الناس في رفع شعار «عفا الله عما سلف» كي لا يشل البيت ـ كالعادة ـ باستجواب جديد يشغل الانظار عن الزلازل والعواصف المزمجرة التي تهب حولنا؟
نرجو ذلك.