احمد الصراف

شهادات مزيفة ومقالات مسروقة

يبدو ان مسلسل السرقات الصحفية والسعي لشراء شهادات ماجستير ودكتوراه سيستمر طويلاً، وسنحاول عبر هذا المقال، وما سبقه وسيلحقه، كشف وسائل وطرق الحصول على هذه الشهادات، والتعريف ببعض الجهات الأكثر شهرة، أو بيعاً لهذا النوع من الشهادات الدراسية، وكذلك كشف السرقات الصحفية التي تزودنا بها مصادرنا عبر الإنترنت، لعل وعسى أن نتمكن قدر الإمكان من التخفيف من هذا الزيف واللطش.
قامت صحيفة Spokesman Review الأميركية بنشر تقرير تضمن قائمة بأسماء عشرة آلاف شخص حصلوا على شهادة عالية مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة. وورد في التقرير ان وزارة العدل الأميركية اضطرت لوضع أسماء مشتري الشهادت هؤلاء ضمن «قائمة سوداء»، وربما ستتم ملاحقتهم مستقبلاً، خاصة ان غالبية الأسماء هي لمواطنين أميركيين تضم القائمة السوداء هذه أسماء أكثر من 180 شخصاً من دول مجلس التعاون غالبيتهم من السعودية والإمارات، كما ان بينهم 16 من الكويت، لكن جزءاً كبيراً منهم لمقيمين وليس لمواطنين. ويمكن الاطلاع على القائمة من خلال الموقع التالي لصحيفة السبوكسمان رفيو، التي تتحمل وحدها مسؤولية ما تضمنته من بيانات:
http//:www.spokesmanreview.com/data/diploma-mill
علماً بأن تلك الأسماء هي فقط لما حصلت عليه الصحيفة من جهات محددة، ولا تزال هناك عشرات الجهات الأخرى المانحة لهذه الشهادات في أميركا والدول الأوروبية كافة، والشرقية منها بالذات من غير نشر أو كشف. كما عرف عن جامعات هندية محددة شغفها بإصدار مثل هذه الشهادات التي يحملها البعض من حملة الدال لدينا، ومنهم مقدمو أكثر برامجنا التلفزيونية الدينية تشدداً.
أما موضوع السرقات الصحفية فقد سبق ان برع «بدر الكويت» في كشفها، لكنه اضطر للانكفاء مؤقتاً وسيعود قريباً لدوره المهم. وقد قام «صائد الصحافيين» بملء الفراغ الذي تركه بدر فكشف قبل أيام، عن طريق موقعه على الإنترنت، سرقتين مكشوفتين، الأولى لصحافي مقيم يعمل في جريدة الأنباء، وقد أوصلنا رسالة بهذا المعنى للجريدة عن طريق زميل تعهد بتوصيلها إلى رئاسة تحريرها، والثانية تخص «عصام. ع. ف»،نشر مقالاً في صحيفة زميلة بتاريخ 9-8-2008 منقولا حرفياً عن نص نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية في شهر أغسطس 2000، علماً بأن «الزميل عصام» يعمل بوظيفة مرموقة في هيئة دينية عليا تكره الفلسفة، ويحمل شهادة دكتوراه في الصحافة، لكننا لا نعرف مصدرها! أما المقال المنقول عنه فقد نشرته الوكالة الفلسطينية بعنوان «لماذا تناسى العالم جريمة إحراق الأقصى»، ويمكن الاطلاع على نصه بالرجوع للرابط التالي:
http://superloli1987.spaces.live.com/blog/cns!E701122D9D7DB69F!787.entry
أما مقال الزميل في «الوطن» فيمكن الاطلاع عليه على الرابط التالي:
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=659293Pageld=163&
للأمانة، الفرق بين المقالين، ينحصر في تاريخ الذكرى، حيث ورد في نص مقال عصام انها التاسعة والثلاثون، أما مقالة مركز الإعلام فقد كانت الحادية والثلاثين، بسبب الفرق بين تاريخ نشر المقالين.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

والله فشله

«الكويت هي سوقنا الأساسي، و«الكويتية» ستهيمن على السوق المحلي من خلال المنافسة المحلية والدولية». «بروح التحدي التي بنينا من خلالها مؤسستنا بعد تحرير بلدنا الكويت عام 1991 نتطلع لمستقبل تبرز فيه «الكويتية» كشركة طيران رابحة».

الجمل السابقة هي جزء من الطلاسم المكتوبة في الموقع الإلكتروني للخطوط الجوية الكويتية، فمن يستطيع تفسير إقحام العولمة في العبارة الأولى؟ وكيف ستهيمن «الكويتية» على السوق المحلي من خلال المنافسة المحلية والدولية في العبارة الثانية؟! والمصيبة الأعظم هو أن تتطلع «الكويتية» إلى أن تكون شركة طيران رابحة، أي أنها وبعد أن اختزلت فترة عملها في 18 عاما فقط، فإنها لم تحقق ذاتها في أن تكون شركة رابحة!

ليس هذا فحسب، بل إن المصيبة هي أن أسطول «الكويتية»، وكما ورد في موقعها الرسمي، كان يتمثل بـ21 طائرة حتى 2 أغسطس 1990، ولكنه وفي -1 سبتمبر 2008 يتكون من 17 طائرة فقط!

مَن من المسافرين على متن «الكويتية» على مر السنوات لا يملك ذكرى سيئة عن هذا الناقل الجوي الأقدم بين نظرائه في المنطقة؟ خمسون عاما أو أكثر وهذا الطيران بعد أن كان في الريادة لا يجلب سوى الخزي والعار على الكويت وأهلها، مازلت أتذكر رحلتي إلى لندن في 1998، ولم نجد أنا وصديقي حجزا على «الكويتية» فتوجهنا إلى لندن من خلال الخطوط القطرية الحديثة النشء، وكنا نقول إننا سنسافر على «القطرية» بخجل شديد، واليوم نسعى إلى السفر من خلالها بعد أن تمكنت خلال عشر سنوات من أن تقارع أفضل شركات الطيران في العالم، والحال نفسها تنطبق على «الإماراتية» و«الاتحاد».

حتى رئيس الوزراء تعطلت طائرته الكويتية وتأخرت رحلته قبل فترة وجيزة، هل ننتظر كارثة تحدث كي نتحرك؟ وهل يجب أن تسقط طائرة لا سمح الله حتى يسن النواب ألسنتهم، ويشمر الوزراء عن سواعدهم؟

الخجل الخجل ولا شيء سوى الخجل، لا نريد من السلطتين سوى الخجل من هذا التراجع السخيف في كل شؤون الحياة في الكويت، فالخجل وحده هو من سيحرك العمل، فلو أجري استفتاء عالمي اليوم عن أكثر مواطني العالم خجلا من تراجع بلادهم فسنجد في المقدمة الشعب الكويتي وليس السلطتين.

نكتة من موقع «الكويتية» قبل الختام: تطوير المصداقية وتعزيز السلامة والأداء الملتزم بدقة التوقيت لخدماتنا ومنتجاتنا من خلال التقنيات المستحدثه.

خارج نطاق التغطية:

أحد المتابعين الكرام قام بتصحيح معلومة أوردتها بالخطأ في المقال الأخير عن عدم وجود عالم مسلم حائز على جائزة نوبل في الفيزياء، والصحيح هو أن العالم الباكستاني–البريطاني المسلم «عبدالسلام» حائز على هذه الجائزة في عام 1979، أعتذر عن الخطأ ومبارك عليكم الشهر.

احمد الصراف

لبنان الذي عرفت

تعرفت على لبنان طفلا في منتصف الخمسينات، عندما زرناه لأكثر من مرة مع العائلة وسكنا وقتها في بيت حجري كبير في حمانا، كما عرفته مراهقا عندما استضافني صديق للوالد من عائلة البدر في «بحمدون الضيعة». واكثر ما التصق بذاكرتي من احداث تلك الايام والزيارات، اشجار بيت حمانا المثمرة، التي كنت أعشق تسلقها وتناول فواكهها. و«الكسدرة» في ساحة حمانا ومحطة بحمدون وسماع صوت القطار الذي لم تكن سكته تبعد كثيرا عن البيت. كما بهرني وقتها منظر الدبابات والجنود في الشوارع.،بعد حادثتي اغتيال نعيم مغبغب ونسيب المتني، ولا اتذكر من منهما كان الصحافي ومن كان النائب. تذكرت كل ذلك وانا اقرأ جردا لما مر به لبنان من محطات خطيرة واحداث دامية في تاريخه الحديث، كانت في اغلبها جزءا مني، حيث كنت متواجدا، بطريقة أو بأخرى، في ذلك البلد والجميل والمنكوب، اثناء وقوع غالبية تلك الاحداث.
استقل لبنان عام 1943، وخرجت في عام 1946 الجيوش الفرنسية منه. وجرى اعدام انطون سعادة عام 49، بعد ادانته بمحاولة انقلاب لمصلحة الحزب القومي السوري. ولم يطل الأمر كثيرا قبل ان يقوم قومي سوري في العام نفسه باغتيال رياض الصلح، اول رئيس وزراء للبنان. وفي 1952 اشتعل الشارع اللبناني ضد محاولة الرئيس بشارة الخوري تجديد رئاسته. وفي 15 يوليو 1958 دخل لبنان 14000 جندي اميركي لمساندة الرئيس كميل شمعون، ضد مناوئيه من الناصريين. وخرج الأميركيون في 1958/10/25، بعد انتخاب فؤاد شهاب.
في 28 ديسمبر 1968 قامت اسرائيل بشن هجوم على مطار بيروت، وتمكنت من تدمير 13 طائرة مدنية لبنانية، في رد على هجوم قامت به الجبهة الشعبية الفلسطينية ضد طائرة ركاب اسرائيلية في مطار اثينا.
نشبت في عام 1973 صدامات بين الجيش اللبناني وفصائل من منظمة التحرير الفلسطينية، وانتهت المسألة بتوقيع اتفاق القاهرة بين الطرفين برعاية مصرية.
في 5 مارس 1975 اغتيل النائب معروف سعد متأثرا بجراحه بعد دوره في مظاهرة صيداوية، وفي 13 ابريل 1975 نشبت الحرب الاهلية اللبنانية، بعد حادثة فرن الشباك.
وفي 21 يونيو 1976 دخلت قوات ردع عربية متعددة الجنسيات لبنان بعد قرار الجامعة، ولكنها سرعان ما انسحبت تاركة الجيش السوري ليكون طرفا في النزاع اللبناني، والذي استطاع قلب موازين القوى بعد ان كانت الحرب تتجه الى الحسم لمصلحة الحركة «الوطنية» بقيادة الفلسطينيين وجنبلاط، ومن تداعيات ذلك اغتيال «كمال جنبلاط» في 16 مارس 1977، وهذا حول الحرب الاهلية من يمين ويسار الى صراع طائفي.
في 6 يونيو 1982 اجتاحت اسرائيل لبنان وذلك لابعاد المقاتلين الفلسطينيين عن العاصمة والجنوب. وفي 14 سبتمبر 1982 جرى اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، وتم انتخاب اخيه أمين الجميل من بعده رئيساً. وفي 16 سبتمبر 1982 ارتكبت القوات الاسرائيلية مجزرة صبرا وشاتيلا، وبعدها بعام تم توقيع معاهدة 17 ايار بين لبنان واسرائيل، والغى الرئيس اللبناني امين الجميل المعاهدة تحت ضغط سوري.
في فبراير 1985 – انسحبت اسرائيل من لبنان مع ابقائها على منطقة شريط امني في جنوبه بدعم من جيش لبنان الجنوبي كحاجز ضد هجمات الفدائيين الفلسطينيين. لتكون مساحة الأرض المحررة 2600 كلم مربع من اصل 3450 كلم كانت قد احتلتها اسرائيل في اجتياح عام 1982 .
وفي 25 مايو 2000 – انسحبت اسرائيل تماما من لبنان. وفي 14 فبراير 2005 اغتيل رفيق الحريري، فاستقالت حكومة كرامي تحت الضغط، وفي 14 مارس 2005، تظاهر اكثر من مليون لبناني وفاء له، وبدأ ما سمي بثورة الارز، ولم تنته التظاهرات الا بعد خروج الجيش السوري من لبنان بشكل كامل.
في يونيو 2006، جرت الانتخابات النيابية وفاز تيار المستقبل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل بأغلبية مقاعد المجلس النيابي، وتولى فؤاد السنيورة رئاسة الحكومة في يوليو 2005. وفي 12 يوليو 2006 قام حزب الله بعملية عسكرية على شمالي اسرائيل ادت الى قتل 4 جنود اسرائيليين واختطاف جنديين. ردت اسرائيل على رفض الافراج عنهما بشن حرب على لبنان في 13يوليو 2006 استمرت 33 يوماً وادت الى وفاة الكثير من المدنيين. وقفت الحرب وانسحبت اسرائيل وارسلت قوات دولية لمراقبة وقف اطلاق النار، وبعدها بقليل اقرت الحكومة اللبنانية مشروع المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري.
في21 نوفمبر 2006، اغتيل الوزير والنائب بيار أمين الجميل. وفي 13 يونيو 2007 اغتيل النائب وليد عيدو. وفي 2 سبتمبر 2007 يعلن الجيش سيطرته على مخيم نهر البارد ونهاية العمليات العسكرية فيه وهروب قائد التنظيم شاكر العبسي. وفي 19 سبتمبر 2007 جرى اغتيال النائب انطوان غانم. وتم قبلها اغتيال الصحافي سمير قصير واغتيال جبران تويني، رئيس تحرير النهار. وفي 12 ديسمبر 2007 اغتيل العميد في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج.
في 21 مايو 2008 وقع في الدوحة اتفاق على المصالحة واختيار ميشال سليمان رئيساً.
ولا تزال أيام لبنان حبلى بالكثير من المصاعب والمصائب.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

حياة… أبله نورة

لم يجف حبر مقالتي التي كتبتها عن سطوة أم كلثوم ونفوذها الذي فاق نفوذ الوزراء، وكيف كان الوزراء يخشونها ويتفادون إزعاجها ولو بـ«شكة إبرة»، حتى جاء صوت النجمة الكبيرة الممثلة حياة الفهد حزينا على الهاتف وهي تنقل لي شكواها واستغرابها من تصرفات وزارة الإسكان التي ألصقت على باب شقتها في «الصوابر» إنذارا وتهديدا بإخلاء الشقة! حقيقة، لم أستغرب تصرفات الوزارة، فالوزارة من الحكومة، والحكومة بدعة (لم تكن هناك حكومات في صدر الإسلام)، وكل بدعة ضلالة… إنما ما أثار غبار دهشتي وسبّب لي الحوَل النصفي، هو أن واحدة من أكبر وأعظم رموز الخليج العربي الفنية تسكن في إحدى شقق الصوابر. هل كيف يا بلد؟ هذه المبدعة التي سنشاهدها في رمضان على قناة دبي الفضائية في مسلسل «أبله نورة» تحترق فناً فنكافئها نكرانا. متابعة قراءة حياة… أبله نورة

د. شفيق ناظم الغبرا

الانتخابات الأميركية … أوباما رمز للتغيير!

متابعة المشهد الأميركي تحمل معها الكثير من الرمزية. رمزية تصالح أعداء الأمس من أجل هدف أسمى، ورمزية توحيد حزب ديموقراطي أعضاؤه بعشرات الملايين، ورمزية بروز أوباما بصفته الأميركي الأول من أصل أفريقي يصل إلى المرحلة الأخيرة في انتخابات الرئاسة. إن خطاب أوباما في ختام أعمال مؤتمر «الحزب الديموقراطي» أمام حشد من 85 ألف مواطن كان حدثاً تاريخياً لم تشهد الحملات الانتخابية السابقة مثيلاً له. هذا الحشد شكل رسالة كبيرة لـ «الحزب الجمهوري» والقوى المنافسة للديموقراطيين. ولكن خطاب أوباما كان هو الآخر متميزاً في طرحه لبرنامجه، ولرؤيته للولايات المتحدة وكيفية تميز عهده في السياسة الداخلية والخارجية. لقد حرك أوباما الحاضرين الخمسة وثمانين ألفاً، كما لم يحركهم زعيم أميركي يترشح للرئاسة من قبل. إن قدراته الخطابية، ووضوح خطابه، وطريقة تعبيره، ومضمون كلامه خلقوا حدثاً فريداً في السياسة الأميركية شاهده عشرات الملايين عبر محطات التفلزة في الولايات المتحدة والعالم. وتتواصل هذه الحال مع تعطش الأميركيين لشيء جديد ولتغيير كبير ووضع مختلف عن ذلك الذي عرفه الأميركيون مع الإدارة السابقة. بشكل أو بآخر هناك عوامل عدة تؤثر في ثورة أوباما: الاقتصاد الأميركي وتراجعه الكبير في الأعوام الثمانية الماضية، إضافة إلى تراجع موقع ودور وشرعية الولايات المتحدة على الصعيد العالمي وشعور الأميركيين أنهم فقدوا الكثير على الصعيد العالمي، إضافة إلى تنامي دور الأقليات في السياسة الأميركية. متابعة قراءة الانتخابات الأميركية … أوباما رمز للتغيير!

احمد الصراف

شعب الكويت.. وطاقية الإخفاء

كشف وزير التجارة والصناعة عن ضبط 65 طنا من المواد الغذائية المدعومة تباع في السوق في اكبر عملية من نوعها في تاريخ الكويت.
وقال الوزير احمد باقر انه طلب من وزير الداخلية ضرورة ابعاد اي وافد يتورط في عملية بيع سلع غذائية مدعومة، ومحاسبة من يقف خلفها!
طلب الابعاد هذا غريب وغير انساني اضافة الى عدم قانونيته. فالتحقيق يتطلب وجود شهود واطراف متورطين للمساهمة في معرفة وكشف الجهات الحقيقية التي تقف وراء سرقة وبيع 65 طنا من المواد المدعومة، ويصبح بالتالي طلب الترحيل وكأنه تواطؤ على دفن القضية بقيدها ضد «مجهول»!
قبل هذه الحادثة قيل ان جهات عدة تورطت في قضايا العمالة، وان شركات وافرادا اوقفت ملفاتهم. ولكن لم تقم اي جهة بكشف المتورطين الحقيقيين ولم تقم الوزارة المعنية بطريقة واضحة وصريحة، ولاسباب سياسية بحتة، بنفي تورط «اطراف كبار» في الموضوع، بالرغم من جهود «الشؤون» المخلصة في كشف ملابسات مختلف القضايا العمالية.
وقبل هذا وذاك قيل وأشيع ان جهات اخرى عديدة تورطت في عمليات سرقة طوابع حكومية وتزوير عملات وتلاعب بنتائج الكشف الصحي للعمالة الوافدة وتسهيل شراء وتقطيع وبيع وشحن حديد المناهيل واسلاك وكيبلات الكهرباء المسروقة، والمساعدة في هروب مساجين وتزوير اقامات وتهريب مطلوبين للعدالة، وسرقة وبيع الاعلاف المدعومة، واستغلال الاراضي الزراعية وحظائر الماشية من خلال تأجيرها للسكن والتخزين وحتى في السمسرة. والعجيب ان التحقيق في جميعها لم يبين تورط اي مواطن، صالح او حتى طالح، ولم يحاسب ويطرد غير البنغالي والهندي والمصري والباكستاني وغيرهم من مذنبين وابرياء!
كما سبقت ذلك بسنوات سرقات اراضي الدولة واختفاء مخططات ومستندات من البلدية واملاك الدولة وتوزيعات الليل لبيوت الشامية وتسريب قرارات الاستملاك، او التثمين، ولم يثبت تورط اي كويتي فيها ولم يوجه اللوم لغير الفراشين والمساكين و«الغلابة» وابناء السبيل!
كل ذلك يبين للعالم اجمع اننا واحد من اكثر شعوب الارض شرفا وامانة وانه ليس بيننا من تورط خلال نصف القرن الماضي على الاقل في اي عمليات سرقة ونهب ونصب واحتيال وغسل اموال. وربما يتطلب الامر تكليف دون براون مؤلف «شفرة دافنشي» لكتابة حبكة روائية عما جرى ويجري حقيقة في الكويت، وسبب كل هذا التستر على كل مجرم وأفاق بحجة الستر على «العوايل والأياويد».

أحمد الصراف

احمد الصراف

بحث في الشاعر الزهاوي

جميل صدقي الزهاوي شاعر وفيلسوف عراقي كردي الأصل، ولد عام 1863 وتوفي عام 1936، نظم الشعر بالعربية والفارسية منذ صغره فأجاد فيه، تميز منهج الزهاوي الفلسفي بالاستناد إلى علوم الطبيعة والظواهر، وخصوصا نسبية انشتاين ومنهجه الاجتماعي في التحرر واحترام المرأة وتقدير دورها في بناء الوطن. كما تميز شعره بالواقعية ورقة المشاعر ونبل الآراء وجرأة القول والتحريض على التحرر من قيود الدين والتقاليد والمفاهيم العتيقة، وتبني الفكر الاشتراكي.
وقال فيه طه حسين: لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب، ولا شاعر العراق، بل شاعر مصر وغيرها من الاقطار، لقد كان شاعر العقل، ومعري هذا العصر، ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم.
اهتم الزهاوي بالفكر المادي، وآمن بقوى الطبيعة واستوعب مفهوم اللانهاية في الكون، وفي ذلك قال:
«لاتقبل الأجرام عدا كلا ولا الأبعاد حدا
إن المجرة لم تكن إلا عوالم فُقْن عدا
والسحب فيها أنجم هن الشموس بَعُدن جدا
والأرض بنت الشمس تلزم أمها جريا وتحدى».
ونتجية هذا المستوى الرفيع من فهم المادة والكون، فقد انعكس هذا على مواقفه من المجتمع والعادات والحياة العامة. كان الزهاوي نصيرا عنيدا للمرأة، وكتب في حريتها ومساواتها بالرجل الكثير نثرا وشعرا. وقد سببت له احدى مقالاته في الدفاع عن المرأة المتاعب، وانتهت بتسريحه من وظيفته في احدى مدارس بغداد. كما شنت عليه حملات شرسة من كتاب متشددين ووصف بالمارق والزنديق.
في مقالة له عن المرأة، عبر الزهاوي عن اعترافه الكامل بدورها المهم، واشار الى مساوئ المفاهيم السائدة التي تحط من قدرها وتظهرها كمتاع يمتلكه الرجل ويفعل به ما يشاء، ويحق له التخلي عنه او استبداله متى رغب في ذلك، تلك المفاهيم التي لا تعترف للمرأة بمقوماتها كإنسان، وبالتالي بحقوقها البشرية، وأشار الشاعر والفيلسوف الى الظلم المتعدد النواحي الذي تتعرض له المرأة إضافة الى الزواج والطلاق.. فحق الميراث وقيمة الشهادة وشروط المظهر خارج المنزل واسهامها في الشأن العام، تثبت امتهانا كبيرا للمرأة تبدو معه امة لا وزن لها ولا حقوق.
وعن حجاب المرأة وتسترها أمام الرجال تحدث الزهاوي، مبينا ان في الامر امتهانا فظيعا لها، وتكريسا لثقافة الخوف والضعف والخيانة وانعدام الثقة بين بني البشر، وحدد سلبيات الحجاب على جميع الأصعدة وايجابيات السفور التربوية والاجتماعية، وانعكاسات ذلك على قدرة المرأة على التفاعل مع الرجل في تطوير المجتمع وبناء الحضارة. وفي ذلك قال:
«مزقي يا ابنة العراق الحجابا
واسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه واحرقيه بلا ريث
فقد كان حارسا كذابا».
وفي مجال آخر، يقارن الزهاوي بحسرة تطور الغرب وسعي ابنائه الى التقدم، في حين يغط شرقنا بالسبات العميق، حيث يقول:
«الشرق ما زال يحبو وهو مغتمض
والغرب يركض وثبا وهو يقظان
والغرب أبناؤه بالعلم قد سعدوا
والشرق أهلوه في جهل كما كانوا».
ويرى أن السبب الرئيسي في نقص حياتنا واكتمال الحياة في الغرب، هو موقع المرأة في المجتمع:
«وكل جنس له نقص بمفرده
أما الحياة فبالجنسين تكتمل».
ذلك الموقع الذي يجعل الناس مشغولين بالعمل والابداع والانتاج الوفير، بينما نحن مشغولون بالترهات وبتبادل الاتهام في قضايا الدين:
«الغرب يشغله مال ومتربة
والشرق يشغله كفرٌ وإيمان».
ويقول:
«الغرب عز بنوه أينما نزلوا
والشرق إلا قليلا أهله هانوا».
ولكنه لم يفقد الأمل في نهضة العرب إن هم استيقظوا، وفي ذلك يقول:
«سترقى بلاد الشرق بعد انحطاطها
لو ان بنيها استيقظوا وتعلموا
يزول تماما ما بها من تأخر
لو ان حكومات البلاد تنظم!».
وفي معرض آخر، يعيد تأخر العرب الى التعصب والتمسك بمفاهيم الماضي المتخلفة، وبمواقف الرجال الأنانية من المرأة بالتحديد، تركت آثارها السيئة على كل شيء:
وفي الزواج غير المتكافئ من حيث السن ولا القائم على أساس من المودة والحب والاحترام والاعتراف للمرأة بإنسانيتها، يصور الحياة الجحيمية وما تمتلئ به من مآس:
«كم قد تزوج ذو الستين يافعة
والشيب في رأسه كالنار يشتعل
يقضي لبانته منها إلى أجل
وقد يكون قصيرا ذلك الأجل».
وظلم المرأة كما يراه الزهاوي يبدأ في البيت، وهي طفلة عند أهلها، الذين أرضعوها الخوف والدونية مع حليب الطفولة، وهيأوها للزواج المبكر القسري في حالة تشبه بيع النعاج، بعيدا عن اي قيمة انسانية، وفي بيئة متخلفة ظالمة تتكرس فيها كل اشكال العبودية والقهر.
هكذا صور الزهاوي المجتمع العراقي المتخلف تكبله قيود المفاهيم الرجعية والموقف اللاإنساني من المرأة ومن التحرر الاجتماعي.. وهو اذ يضع الإصبع على الجراح في مرحلة مبكرة نسبيا، فإنه يرى ان الخلاص من هذا الواقع السيئ ممكن، والنهوض بالوطن والمجتمع ممكن بشرط التخلص من اسباب ومسوغات الظلم والتمييز، المفروض على المرأة الاذعان لهما والخضوع للرجل على أساس هذه المسوغات.
* * *

• ملاحظة:
المقال منقول بتصرف كبير من: http://ar.wikipedia.org

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

سطوة محببة

ولولا وسائل الإعلام لبطش بعض حكام الدول بشعوبهم بطشا يحبه قلبك… وكان ديكتاتور زيمبابوي روبرت موغابي يحتفظ داخل أسوار قصره الشاسع بمبنى البنك المركزي، وبسبب مقالة لمراسل أجنبي، كتبها وهرب، تم بناء سور يفصل القصر عن البنك. صحيح أن شيئا لم يتغير في الواقع، إلا أن الأكيد أن موغابي الذي لا يستحي من شيء استحى بعد تلك المقالة أو خاف. وإذا كان خبراء الاقتصاد يحذرون من خطورة معدلات التضخم المرتفعة في دول مجلس التعاون الخليجي والتي بلغت سبعة في المئة، ففي زيمبابوي بلغ التضخم أربعة ملايين في المئة بفضل الأستاذ روبرت موغابي الذي يمتلك أكثر من أربعين قصرا خياليا ويحكم شعبا هو الأشد جوعا في العالم. ولم يستح موغابي أو يخف من أي شيء سوى من مقالة صغيرة نشرت من وراء البحار. متابعة قراءة سطوة محببة

احمد الصراف

الحل في العلمانية

يقول الزميل فهد راشد المطيري «إن التعايش السلمي بين الأديان ممكن فقط في ظل نظام يفصل بين الدين والسياسة، وأن فرصة الوجود غير المشروط لأي دين تحت مظلة دين آخر ضعيفة جداً، ان لم تكن مستحيلة، وربما نستثني من ذلك تاريخ دخول البوذية لليابان وتعايشها السلمي مع ديانة الشينتو الأصلية».
بالرغم من تعدد ديانات منطقة جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية وتشعبها فإنه من المعروف ان المنطقة برمتها، وطوال آلاف السنين، لم تعرف أي حروب دينية، فجميع ديانات المنطقة من بوذية وهندوسية وشنتو وكنفوشيوسية لا تميل للعنف أصلاً ولا تدعو أتباعها للتبشير بها، وأكثرها يسمح بتعدد الآلهة وتعدد صور الاعتقاد والعبادة.
فتح، أو غزو، القائد الأموي محمد القاسم للهند قلب الموازين في المنطقة وجعل من الحروب الدينية جزءاً من تقاليدها، وإن بقيت في حدود ضيقة، وشبه محصورة بين المسلمين من جهة، واتباع الديانات الأخرى من جهة ثانية.
نقطة الانقلاب الحقيقية بدأت عند تأسيس حزب «جاناتا» الهندوسي المتطرف في الهند، وبعد أكثر من ألف عام تقريباً على الغزو الإسلامي. حيث قام هذا الحزب بقلب المعادلة، والبدء بشن حرب دينية ضد اتباع الديانات الأخرى كافة، والمسلمين منهم بالذات، واضعاً بذلك حداً للتسلط النفسي الإسلامي الذي طال كثيراً على الأغلبية الهندوسية. وقد بلغ ذلك العنف ذروته قبل سنوات عندما أقدم اتباع ذلك الحزب بهدم مسجد «بابري» التاريخي، الذي شكل زواله علامة فارقة في تاريخ الصراع الديني في المنطقة.
نعود إلى موضوع مقالنا لنقول إن ما يكمن حقيقة في نفوس المشاركين في مؤتمرات حوار الأديان أو تقارب المذاهب شيء، وما يصدر عنهم من تصريحات دينية سياسية شيء آخر. فالتقارب بين أي قطبين أو طرفين أو أكثر يتطلب أولاً اعتراف كل طرف بالطرف الآخر، أو الأطراف الأخرى، وأن لهم الحق في الاعتقاد، وهذا بحد ذاته كفيل بهدم الأسس التي تقوم عليها ديانات محددة، هذا إن اتفقنا على أن المشاركين في هذه المؤتمرات لهم الحق الديني في تمثيل الآخرين، وهكذا نجد ان المسألة لا تتطلب مؤتمرات حوار مع الآخر بقدر حاجتنا أولاً إلى مؤتمرات حوار مذاهب داخل كل مذهب، ومن ثم كل المذاهب داخل الدين الواحد قبل التفكير في الحوار مع اتباع الديانات الأخرى!
نعم، نحن بحاجة إلى المصارحة والمناصحة بيننا قبل أن نسعى لتحقيقها مع الآخر. فعندما لا يعترف الشيعي هذا بمرجعية ذاك، وعندما يبغض السلفي جاره الإخوانجي، وعندما يسعى اللبناني السني الحبشي لقتل السني الطرابلسي.. وعندما.. وعندما.. فكيف نسمح لأنفسنا بمجرد التفكير في التنطح لقراع الخطوب مع أصحاب الديانات الأخرى.
وعليه فالحل يكمن في العلمانية التي تحفظ وتحترم لكل طرف حقه في الاعتقاد والعبادة.

• ملاحظة: المواطن السوداني عصام البشير العضو في المكتب الحاكم في السودان، وأمين عام الاختراع الكويتي المسمى بـ «المركز العالمي لنشر الوسطية»، أصبح مثل الشوكة في خاصرة الحكومة. فحزب الإخوان، الفرع المحلي للتنظيم العالمي، الذي أحضره وفصل له ذلك المنصب، لعدم وجود من يجاريه في الكفاءة بين أكثر من مائة ألف مواطن كويتي، يصر على بقائه في منصبه، والسلف يسعون جاهدين لإخراجه، ليس لعدم كفاءته، بل لأنه لم يسلمهم أيا من خيوط اللعبة داخل اللجنة، وبالتالي حصر أموالها ومزاياها على الإخوان الذين يدين لهم بالفضل والمنة!!

أحمد الصراف

د. شفيق ناظم الغبرا

السياسة الأميركية والمسألة الفلسطينية

إن الاعتقاد بإمكان تهميش القضية الفلسطينية لن يكون ممكناً على المدى البعيد أو المتوسط مهما بلغت الخسائر الواضحة في الطرف العربي والفلسطيني، فهذا ما حصل مع الرئيس بوش الذي اعتقد بإمكان إنجاح السياسة الأميركية في المنطقة بلا حل عادل للقضية الفلسطينية، وربما يمكن القول ان الرئيس بوش مع نهاية ولايته لم يهتم بالأساس لمسألة السلام في الشرق الأوسط، بل غرق حتى العظم، طوال عهده، بقضية واحدة: الحرب في العراق. لهذا فإن تميز عهد بوش بشيء فهو الحرب في العراق والحرب على الإرهاب. ومع الحرب على الإرهاب أصبحت القضية الفلسطينية، كما أصبح «حزب الله» اللبناني و«حماس» مشمولين في التعريف، إضافة إلى الكثير من التيارات الإسلامية التي لا تمارس العنف المسلح. هكذا أصبحت المساحة من المحيط إلى الخليج مساحة قتالية من نمط غريب. متابعة قراءة السياسة الأميركية والمسألة الفلسطينية