لقد ذهبت إدارة بوش إلى أفغانستان عام 2001، وهي بحالة تردد، واعتقدت أنها ستنجز أعمالها العسكرية إبان أسابيع، وذلك لكي تركز بعد ذلك على العراق حيث ستكون الحرب الأساسية. كانت أفغانستان مكاناً ثانوياً في التفكير الأميركي وكان العراق هو الهدف الرئيسي. وهذا بطبيعة الحال جعل الولايات المتحدة مشوشة في مقدرتها على إنجاز أهدافها في أفغانستان. في الآونة الأخيرة تبيّن أن «طالبان» استعادت الكثير من قوتها، وأنها سيطرت على أقاليم عدة في أفغانستان بعد أن كانت قد هُزمت العام 2001، عندما احتلت الولايات المتحدة أفغانستان وأسقطت نظام «طالبان» بقيادة الملا عمر و«القاعدة» بقيادة بن لادن. فما سر عودة «طالبان» وآفاق تهديدها للعاصمة كابول في الآونة الاخيرة؟ متابعة قراءة أخطاء أفغانستان وعودة «طالبان»؟
بوصباح ما ينفع
في الكويت نتمتع بصراحة قد لا تكون متوافرة في دول المنطقة المجاورة، هذه الصراحة وعلى الرغم من بعض الشوائب المطبلة لمصالحها على حساب مصلحة الكويت تكون هي الصوت الأكثر وضوحا، والأكثر جدية والأكثر قبولا في الأوساط المحلية.
اليوم لدينا مثال برأيي الشخصي فشل في إدارة الأمور بشكل مناسب، ولكن هذه المرة على نطاق البلد بأكمله، هذا المثال هو سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، ولكي لا أكون متجنيا أو متحدثا من باب الشجاعة وقوة القلم فسأورد بعض الأدلة منذ تولي سموه رئاسة الوزراء في 2006 إلى اليوم:
كانت البداية مع قضية الدوائر فقد أيدت الحكومة برئاسة ناصر المحمد الدوائر العشر، فثارت ثائرة الشباب ومن خلفهم النواب فحل المجلس، ليعود ناصر المحمد بحكومة جديدة توافق بلا أي اعتراض على الدوائر الخمس، وأتت بعدها قضية الرياضة فأجمع المجلس على قوانين رياضية معينة لم يطبق أهمها إلى اليوم بسبب ضعف الحكومة بقيادة «بو صباح» في مواجهة ابن عمه والبقية ممن يرفضون تطبيق القوانين صراحة ودون خجل، لتلحقها قضية إسقاط القروض وعارضتها حكومة ناصر المحمد فتمخضت عن صندوق للمعسرين وقانون يحد من القروض ويخفض نسبتها، فتدهورت البورصة وسوق العقار وكل الأسواق من هذا القرار.
ثم تلتها زيادة الرواتب التي أقرتها الحكومة بـ120 دينارا ولا شيء سواها، فاستنفر المجلس لتوافق حكومة «بوصباح» على زيادة أخرى وهي زيادة الخمسين!! إضافة إلى فشل الحكومة في دعم وزرائها باستثناء نورية الصبيح التي نجت من طرح الثقة وإن تكرر فلن تنجو.
بالإضافة إلى جمع المتناقضات في وزارة «بوصباح»، فهو ينشد أن تكون الكويت مركزا ماليا، ويختار شخصية كأحمد باقر ليكون وزيرا للتجارة!!! ولولا التربص النيابي فلم يكن ليتردد في تعيين من فاز أو من شارك في الانتخابات الفرعية في الوزارة.
إن ما أرغب في قوله ليس إنقاصا من قدر ناصر المحمد، بل إن الطبيعة البشرية تحتّم أن يكون هناك قادة قادرون على اتخاذ القرار وآخرون منفذون للقرار، ومع احترامي لعطاءات ناصر المحمد لكنني أعتقد أنه لم يمارس كامل صلاحياته الدستورية. فعلى الرغم من حاجتنا إلى هدوئه وطبيعته المسالمة فإننا بحاجة أكبر إلى دوره كرئيس حكومة بكل معاني الكلمة.
خارج نطاق التغطية:
«بريء» الناقلات يدير ويوجه البلد كيفما يشاء، على الرغم من أنه تولى وزارة النفط وسُرقت الناقلات، وتولى المالية فسُرقت الاستثمارات، أنا لا أقول عنه «لصا» -حاشا لله- ولكن هل يعقل أن تكون شخصية كهذه قادرة على رسم كويت الغد بشكل جميل؟
أغبى جريمة في القرن الـ 21
حفلت السنوات الماضية بعدة جرائم عاطفية مروعة كجريمة اوجي سمبسون ومقتل الفنانة ذكرى على يد زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، إلا ان جميع تلك الجرائم لا تعد شيئا مقارنة بحقائق جريمة مقتل الفنانة سوزان تميم على يد المجرم «الداهية» محسن السكري وبتحريض من النائب ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى.
وهشام مصطفى رجل سياسة واقتصاد ناجح جدا ومشاريعه العمرانية في مصر تقارب الكمال كـ «الربوة» و«الرحاب» و«مدينتي» وسلسلة فنادق الفور سيزن وغيرها، وقد لحظت انه أقام وسط المدن والنجوع مكاتب باسمه لخدمة المواطن، لذا فرجل بمثل هذا الكمال في عمليه السياسي والاقتصادي كان يفترض به ألا يرتكب غلطة عمره الأولى بارتباطه بفنانة وافرة المشاكل مع الآخرين كالراحلة سوزان تميم والثانية عبر تصحيح ذلك الخطأ الشنيع بخطأ أكبر منه عبر محاولته التخلص منها.
وقد اختار رجل الأعمال، كما أتى في الصحف المصرية، ضابطا سابقا في أمن الدولة للقيام بعملية القتل وكان يفترض به ان يعلم أن طبيعة عمل ذلك الضابط السابق ستجعله يسجل مكالماته، مما سيجعله، حتى لو نجحت العملية، عرضة لابتزازاته اللاحقة، كذلك كان مقترحه بإلقائها من البلكونة في لندن سيثير كثيرا من الشبهات والتحقيقات بعد تكرار حدوثه في تلك العاصمة، كما كان واضحا من سيرة محسن السكري في العراق انه شخص لا يتوقف عن الطمع وليس متقنا لعمله الإجرامي، حيث كشفت سريعا عملية الاختطاف الوهمية التي قام بها لبعض الموظفين.
دفع هشام مصطفى مبلغ 10 ملايين جنيه (2 مليون دولار) لمحسن السكري لإتمام تلك الجريمة وهو مبلغ مجز جدا لجريمة يفترض الا يعرف الجن الأزرق تفاصيلها، إلا ان السكري أقام في فندق يقع مباشرة أمام شقة القتيلة لربما توفيرا لأجرة التاكسي! ثم قام بشراء السكين والـ «تي شيرت» المستخدمين في الجريمة ودفع ثمنهما – وهنا العبقرية – بكارت الڤيزا المسجل باسمه ولربما كذلك توفيرا لسعر الصرف، كما قام فور قتلها بإلغاء حجزه اللاحق والسفر سريعا لشرم الشيخ، حيث وافاه رجل الأعمال القادم من سويسرا وأكمل له وبذكاء شديد كذلك باقي المبلغ الذي أصبح حجة عليه.
ولم يجد رجال الأمن الأكفاء في دبي صعوبة على الاطلاق في الاستدلال على القاتل، حيث وجدوا ان السكين والـ «تي شيرت» الملطخين بدماء القتيلة، والبصمة الوراثية، للقاتل، قد تم شراؤهما بالبطاقة الائتمانية للسكري، كما وجدوا انه سكن في فندق مقابل شقتها وسافر سريعا بعد مقتلها، ولا يقل غباء عن ذلك دعواه الجديدة عبر محاميه بأنه كان يعتزم بقلبه الكبير الاكتفاء بدس المخدرات في شقتها وابلاغ السلطات عنها ولم يقل عن سبب الحاجة للسكين و«التي شيرت».
اذا كان هذا مقصده، اعتقد انه سيمضي وقت طويل قبل ان نشهد جريمة بهذا الكم من الغباء وعدم الاتقان الذي بتنا نشتهر به للأسف كعرب.
آخر محطة:
قصة حقيقية.. زارني قبل مدة في القاهرة صديق سعودي يسميه اصحابه «الشرارة» وسكن في فندق الفورسيزن حيث التقيته هناك وقد ابدى دهشته الشديدة من حد الكمال في الفندق، حتى خشيت على الفندق من الحريق، ثم تمت دعوته من قبل أصدقاء دراسة له على حفل عشاء في منطقة الرحاب في القاهرة الجديدة، وأبدى دهشته الشديدة كذلك من جودة العمل في ذلك المشروع حتى خشيت عليه – لمعرفتي به – من الزلزال المدمر، لم يحدث الحريق أو الزلزال كما توقعت، إلا ان صاحب الفورسيزن والرحاب هشام طلعت مصطفى راح في الحديد ولربما ينتهي به الحال إلى المشنقة ولن ينشئ طلعت بعد تلك الزيارة الميمونة أي مشاريع أخرى!
من منتجات رمضان
من الصعب جدا مقاومة إغراء عدم التمتع بالكسل في شهر رمضان، فلا احد تقريبا في الحكومة يعمل دواما كاملا! ولا ادري حقيقة سبب هذا التدين الفجائي الذي يصيب امة بكاملها شهرا، ويختفي عنها احد عشر شهرا، لكن هذه قصة اخرى ليس هنا وقت التطرق لها، وعوضا عن ذلك سنكتب، وبكسل واضح، عما ورد في الصحف اخيرا من اخبار طريفة ومحزنة:
1ــ تم تتويج العقيد القذافي ملكا على ملوك وسلاطين وعمد افريقيا. كان ذلك الخبر الاكثر طرافة ضمن سلة اخبار الاسبوع الماضي. ويبدو ان السيد العقيد قد «قبض» القصة بجدية كبيرة حيث ظهر، وفي لقاء رسمي مع رئيس بوليفيا، وهو يضع تاج ملك الملوك على رأسه!! كما دفعه لقبه الجديد إلى التصرف على نسق المنصب المهيب، حيث اعلن في اليوم الثاني لتتويجه عن نيته توزيع «عائداته» من البترول على المواطنين مباشرة، بعد الغاء جميع ادارات الدولة، بخلاف تلك التي تحفظ حكمه.
2ــ اما الحركة الدستورية، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين، فقد ابت التخلي عن وصوليتها ومكيافيليتها، حتى في رمضان، حيث اعلنت عن وجود مستندات لديها تثبت تورط مهاجمي «المصفاة الرابعة»! وحيث ان الساكت عن الحق شيطان اخرس فإننا نترك التعليق لكم على خبر «حدس».
3ــ ابلغني صديق شارك في عمليات الافراج عن الاسرى الكويتيين لدى نظام صدام، وهو النظام الذي كان يوصف بالشقيق، بأن اسرانا كانوا في حالة يرثى لها من الهزال والمرض والاعياء، واقرب إلى الموت منهم إلى الحياة. وانه قارن اشكالهم المثيرة للشفقة والحزن بأشكال وصحة الاسرى الفلسطينيين الذين اطلقت اسرائيل سراحهم اخيرا، حيث كانت امارات الصحة والعافية بادية عليهم، بالرغم من انهم لم يكونوا في سجون الصديق ولا الشقيق، بل عدوهم التاريخي!! فمتى نفهم حقيقة ما تعنيه مبادئ حقوق الانسان؟
4ــ وفي جانب آخر، اعترف «ث.ش»، العائد الجديد من افغانستان، وهو عسكري سابق، انه تلقى دروسا دينية في الكويت على يد بعض المتشددين الذين اقنعوه بالذهاب الى افغانستان لمقاتلة «اليهود الاسرائيليين»! وانه كان يتدرب في المقر الرئيسي للمجاهدين، الذي كان عبارة عن مزرعة كبيرة لزراعة الحشيش وتصديره إلى إيران وباكستان.. ووطنه الكويت! ولا ادري متى تتعلم سلطاتنا السياسية، وليس الامنية المغلولة اليد، شيئا من هذه الشهادات المرعبة، فهذا ثالث شاهد يشهد بتورط المجاهدين في عمليات زراعة وتصدير الحشيش إلى الدول الاسلامية، لتمويل حروبهم من اجل رفعة اسلام طالبان، وزعيمهم «بن لادن»، الذي يعتبره بعض نوابنا اخا وشيخا ومجاهدا، وهو الذي لم يتردد في تشجيع تهريب المخدرات إلى الكويت بالذات؟
5ــ في حركة تلميع شخصية، وتحضيرا للانتخابات الداخلية في «جمعية الاصلاح، الحركة الدستورية» صرح المرشح حسين الدلال (الراي 31ــ8) بأن من مآسي الكويت ان من يقود الحكومة لا يمثل رأي الشعب ولا الغالبية البرلمانية(!!)! والسيد الدلال يعلم بأن التهجم على رئيس الحكومة هو اقصر طريق للنجاح في انتخابات الحركة!!
أحمد الصراف
المليفي و«باصة طويلة تقلب الملعب»
الجملة ما بين القوسين في العنوان للمعلق المصري الشهير اللواء علي زيوار الذي توفي قبل ثلاث أو أربع سنوات رحمة الله عليه، وله جملة أخرى يحبها عشاقه وأنا منهم ويعتبرونها جملة موسيقية تعادل أو تفوق جُمل الموسيقار بيتهوفن عندما يصرخ بصوته المبحوح: «يا ولد يا لعّيب». ولزيوار تفسيره الحصري للحياة ومشتقاتها، وكان يرد على من يسأله عن سبب ارتدائه سلاسل وخواتم ذهبية بالقول مستغربا: «اللللله، يا أخي وأما بنعمة ربك فحدّس، انتو مبتقروش القرآن والا ايه؟». ولو أنني تحدثت عن زيوار وتعليقه على مباريات مصر أيام الدراسة في المحروسة لأدرك شهريار الصباح قبل أن أنتهي، ولكنني سأستعير منه جملته العذبة «باصة طويييييييلة تقلب الملعب» لأسقطها بالباراشوت على موقف محامي الصفقات المشبوهة النائب المليونير أحمد المليفي عندما هاجم بضراوة سمو رئيس الحكومة وانتقد عزمه السفر للولايات المتحدة.
وللمليونير المليفي الحق في انتقاد سفرات رئيس الحكومة التي لا تنتهي، ولا أعتبر ذلك تدخلا في اختصاصات السلطة التنفيذية، كما يعتقد سمو الرئيس، فرئيس الحكومة حفظه الله (الدعوة الأصح للرئيس يجب أن تكون «أعاده الله سالما» وليست «حفظه الله»، فهو مسافر على طول الخط)، أقول بأن الرئيس يعيش في الجو وفي فنادق الأغراب أكثر مما يعيش بيننا، ويسافر ويتركنا ومشاكلنا الكثيرة عند نائبه الأول الشيخ جابر المبارك، والشيخ جابر لن يحرك ساكنا ولن يسكن متحركا قبل أن تحترق روما، وإذا احترقت روما انزوى هناك وانطوى، ومشاكلنا جلها إن لم يكن كلها بسبب الرئيس ونائبه وحكومته، والمشاكل تحتاج مواجهة وقراراً، والقرار عند الرئيس، والرئيس في الطيارة، والطيارة فوق الغيم والغيمة بكرة بتمطر… يا لالالي. متابعة قراءة المليفي و«باصة طويلة تقلب الملعب»
جمعية المصالحة الكويتية
في البدء العزاء الحار لآل الساير الكرام في فقدائهم الأبرار، ولرجل البر والإحسان وصديق الكويت العم جمعة الماجد في وفاة السيدة حرمه، وإلى آل الوطيان الكرام في رحيل فقيدتهم الغالية، للراحلين جميعا العفو والمغفرة ولأهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عدنا والعود أحمد لمجتمع بيزنطة الحاضرة والخلافات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي لا تنتهي قط في مجتمع «الأسرة الواحدة!» والتي تسببت ومازالت في توقف عمليات التنمية في بلدنا وساهمت بشكل مباشر في طمع الآخرين فينا ومازلنا لا نرى بصيص أمل في المستقبل القريب في إنهاء تلك الخلافات والصراعات العبثية التي جعلتنا أضحوكة ومسخرة و«طماشة» أمام الخلق القريب منهم قبل الغريب.
لذا أعتقد أن أجمل هدية يمكن أن نهديها لوطننا المعطاء مع دخول هذا الشهر الفضيل هي إنشاء «جمعية المصالحة الكويتية» التي هي على النقيض من جمعيات «الحقد والكراهية الكويتية» و«الغباء والغفلة الكويتية» و«عدم الصفح والمغفرة الكويتية» و«علي وعلى أعدائي الكويتية» و«سياسة الأرض المحروقة الكويتية» و«جمعية الغضب ودرجة الغليان السريع الكويتية» وجميعها جمعيات عاملة وفاعلة بجدارة واقتدار على ساحتنا المحلية.
ان الحاجة باتت ملحة اليوم قبل الغد لقيام أخيار الكويت بإنشاء جمعية نفع عام تدعى «جمعية المصالحة والمغفرة الكويتية» التي اعتقد انها ستكون الجمعية الأهم في تاريخ الكويت، حيث لم تعد هناك فائدة من جمعيات المجتمع المدني الأخرى التي أصبح يشلها ويعطل عملها الخلافات الشديدة السائدة بين أعضائها وليعطنا أحد جمعية نفع عام واحدة لا تسودها روح حروب داحس والغبراء بين اعضائها.
لقد تفككت أواصر العائلات والقبائل والطوائف والتجمعات السياسية والمهنية بسبب الخلافات والمعارك الغبية المستحكمة في المجتمع والتي تظهر على شكل بيانات واحتجاجات وحتى اضرابات والتي يمكن لتلك الجمعية متى ما أنشئت ان تقضي عليها في أقل من عام حيث ان تلك الخلافات في الأغلب لا تقوم على معطى مذابح ودماء، بل انها في الأغلب نتاج عمليات غفلة وسوء فهم وترف وغضب مؤقت يمكن اصلاحها بجلسات قليلة كي نشهد قبيل رمضان القادم حالة انفراج شديدة في المجتمع حتى لا نضع أنفسنا في وضع أسوأ مما وضع الحمقى من أهل بيزنطة أنفسهم فيه، فهؤلاء على الأقل لم تتح لهم كحالنا فرصة العودة لوطنهم الذي ضيعوه بخلافاتهم العبثية عن جنس الملائكة كي يرجعوا سريعا لمثل تلك الخلافات كحالنا، راجيا ألا يسألني أحد عن ذلك الجنس!
آخر محطة:
حتى تنشأ تلك الجمعية العامة وبمناسبة دخول الشهر الفضيل أرجو ان تبدأ قلوبنا وعقولنا وضمائرنا وشخوصنا بالمغفرة والتواصل مع من نعتقد انهم خصومنا، ولم يعد لدي شخصيا منذ اليوم خصومة مع أحد أيا كان ذلك الطرف، ومبارك عليكم جميعا الشهر.
نظارات «أحمد باقر»
إطلاق نار على بائع في الأندلس.
سلب 600 دينار من فرع الجمعية في العمرية.
جرعة مخدر زائدة أودت بحياة مواطن عسكري في المهبولة.
سطو مسلح على فرعي الجمعية في صباح الناصر والرحاب.
هجوم مسلح على محطة وقود النسيم.
القبض على موظف وعاطل عن العمل في الفحيحيل لحيازتهما مواد مخدرة.
هذه فقط حصيلة الجرائم الخطرة التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق محددة من الكويت. ويبدو ان وقوعها بمثل هذا الزخم قد أثار فزع ودهشة وحفيظة السيد أحمد باقر، وزير التجارة والصناعة، فأصدر قراره الشهير الذي أجبر بموجبه المحلات التجارية على عدم عرض الملابس النسائية في واجهاتها، لكونها السبب في كل هذا الاجرام والتسيب الأمني!
سنحاول هنا، وبتردد شديد، الاتفاق مع السيد الوزير، أحمد باقر، على أن عرض الملابس النسائية الخاصة ضمن فترينات المحال مثير للشهوات ومنبه للدنيء من الغرائز والمتوحش من المشاعر! وان سجلات الاحوال في الكثير من المخافر تمتلئ بقضايا عدة تم فيها القبض على «ذكور» وهم في اوضاع مخلة امام تلك الفترينات، بعد اصابتهم بسعار جنسي لمجرد وقوع ابصارهم على ملابس فارغة من اللحم البشري والشحم والعظم!
ولكن موافقتنا على قراره مشروطة بتحسن الوضع الأخلاقي والصحة النفسية والجنسية في البلاد! بحيث يتعهد الوزير باعادة النظر في قراره خلال ستة أشهر في حال بقاء نسبة الجرائم على معدلها أو أعلى من ذلك، بعد ازالة التجار تلك المواد الخطيرة من واجهات محالهم.
ولكن ما الذي سيفعله الوزير أحمد مع مئات آلاف المواطنين والوافدين الذين يصرون شهريا، لسبب أو لآخر، على مغادرة دولة الفضيلة والعفة الى الخارج؟ وما الحل ان وقعت انظارهم الطاهرة على فترينات المحال العارضة لمثل هذه القنابل الجنسية المثيرة في الخارج؟
هل يكفي منع هذه «القنابل الجنسية» من العرض في فترينات المحال في الكويت، وابقاؤها كما هي في ستة ملايين محل آخر في العالم أجمع، لأن تستقيم الأمور عندنا وتختفي الجرائم ويصبح مواطنونا والمقيمون أقل هوسا واقبالا على الجنس؟! أم سيقوم السيد الوزير باستيراد مليوني نظارة خاصة وتوزيعها في المطار على كل من يغادر الكويت بحيث يقوم هؤلاء بارتدائها «تطوعا» طوال فترة وجودهم في الخارج، والتي ستمنعهم من رؤية ما يخدش رقة حيائهم؟!
الأمر مؤسف ومضحك في الوقت نفسه وبه جانب ساخر لا يمكن تجنب الحديث عنه، فما يسري على الملابس الداخلية التي تثير غرائز بعض المهووسين جنسيا، يمكن ان يسري كذلك على الخيار وبعض الفواكه والخضار وحتى على قضبان تغيير الحركة في بعض السيارات!
لنكن واضحين وصريحين. الحق لا يقع بكامله، ولا حتى بجزء صغير منه، على السيد الوزير السلفي المعروف بتسامحه الشديد جدا! فهو يطبق، من خلال قراراته الحلمنتيشية تلك، اجندة الحزب الديني المتطرف الذي أتى به، والذي لا يزال بعض المنتمين اليه يزين لشبابنا حلاوة الجهاد في العراق وافغانستان. وهو يصر على تطبيقها حتى لو لم تكن ضمن اختصاصات وزارته، فالحق يقع على رئيس الحكومة الذي فضل السكوت عن تصرفات هذا الوزير وغيره، والتي من الواضح انها لا تصب لا في مصلحة الحريات المنصوص عليها في الدستور ولا حتى في مصلحة التجارة والصناعة بشكل عام.
أحمد الصراف
على أنغام القانون
يا جمال القانون في الكويت بالصلاة على النبي… حدثني ثقة عن صديقه الذي خرج من مستشفى الأميري وركب سيارته للذهاب إلى منزله فوجد سيارة أحدهم تغلق بوابة موقف السيارات، فتلفت بحثا عن صاحب السيارة فلم يجده، لكنه شاهد امرأتين في منتصف العمر انزنقتا أيضا معه في نفس الزنقة وانخنقتا نفس الخنقة ووقفتا بجانب سيارتهما بانتظار رحمة الرب، فهاتف صاحبنا خدمة (777) وطلب سحب السيارة المخالفة وإبعادها عن الطريق ليتمكن الناس من الخروج، فوعده الموظف بإرسال دورية الشرطة خلال نصف ساعة، وانتظر وانتظرت السيدتان معه، ومرت نصف الساعة بهدوء الملل ولم يأت فرج الله، مع أن الدوريات كانت تمر من أمام عينيه على الشارع العام، شارع الخليج العربي، وراح الوقت يمضي ويمضي ولا جديد، فما كان من السيدتين سوى امتطاء صهوة سيارتهما والخروج من الموقف عبر الرصيف، قبل أن تترجل إحداهما وتتجه نحو السيارة المخالفة وتبدأ في تفريغ عجلاتها من الهواء النقي، وعندما أنهت مهمتها التفتت إلى صاحبنا الذي فغر فاه فرحا ودهشة وقالت له بصوت الحكماء: أنت في الكويت يا عزيزي، حيث القانون يُنتزع باليد، فلا وجود للقانون هنا! قالت ذلك ثم عادت لتركب سيارتها وتتحرك بهدوء. متابعة قراءة على أنغام القانون
مفاجآت في الانتخابات الأميركية
المعروف عن الانتخابات الأميركية الراهنة أنها تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت. مفاجأة نجاح أوباما ومفاجأة اختيار بايدن ومفاجأة اختيار نائبة ماكين ساره بالين لتكون المرشحة عن الجمهوريين لموقع نائب الرئيس. وحتى الأمس القريب لم يكن أحد ليتوقع أن يقع ما نراه أمامنا. إن أحد أهم غرائب هذه الحملة الانتخابية أنه في يناير الماضي 2008 عندما قام «الحزب الديموقراطي» بخلوته الكبيرة لأعضاء الحزب كلهم في الكونغرس وهم بالمئات، كانت الغالبية المطلقة ما عدا ستة منهم مع هيلاري كلينتون. كان أوباما يحظى بتأييد ستة من أعضاء الكونغرس كمرشح محتمل عن «الحزب الديموقراطي». لقد نجح أوباما في فرض نفسه من خلال قواعد الحزب الذين اختاروه في الانتخابات التمهيدية الخاصة بالحزب بغض النظر عن رغبة أعضاء الكونغرس. من جهة أخرى تروى قصة طريفة عن الرئيس بوش بأنه في حديث خاص مع رئيس الوزراء الأسترالي منذ عام، بالتحديد وفي معرض الرد على سؤال عن مرشح «الحزب الديموقراطي» كان بوش متأكداً بأن هيلاري كلينتون ستكون المرشحة. الكثيرون من المشاركين في حملة «الحزب الديموقراطي» يؤكدون أنهم لم يشاهدوا ظاهرة كهذه طوال حياتهم السياسية. متابعة قراءة مفاجآت في الانتخابات الأميركية
لو يزعل السنعوسي
المثل المصري يقول: «اللي معاه قرش ومحيّرو يشتري حمام ويطيّرو»، وخير من ينطبق عليه المثل المصري هو الشيخ فؤاد الرفاعي جزاه الله خير الجزاء، فهو بالفعل يبدو أن «معاه قرش ومحيّرو فراح يشترى الحمام ويطيّروا». والرفاعي، لمن لا يعرفه، رغم أنه أشهر من مباحث الكويت، هو «داعية خط الفحيحيل» الذي ورث أموالا وعقارات لا حصر لها ولا خصر، منها بناية قديمة على طريق الفحيحيل السريع، لم يشأ هدمها وبناء أخرى مكانها وإنما حوّلها إلى سبورة مدرسية بعدما علّق عليها لوحات كهربائية تضيء على بعد كيلو متر، وشرع يكتب عليها ويرسم ما يجول في خاطره النقي.
وللرفاعي طريقته المحببة في السعي لتوحيد المسلمين ولمّ شمل السنة والشيعة، فتارة يكتب على لوحاته الكهربائية أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة على شكل مكعب ليخبرنا أن لا فرق بين هذا الخليفة وذاك، وتارة يرسم قلب حب وبداخله كلمة «محمد» ليبين مدى حبنا للرسول صلى الله عليه وسلم، وتارة ثالثة يرسل رسالته بطريقة برازيلية من بين المدافعين فيكتب اسم فاطمة بنت الرسول رضي الله عنها بجانب اسم زوجة الرسول عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها، فنصفق له ونبتسم. متابعة قراءة لو يزعل السنعوسي