سامي النصف

التغيير وحكومة ما بعد العيد

لم تعد الكويت تحتمل نهج الازمات السياسية المتلاحقة ومعها خيارا حل المجلس أو استقالة الحكومة والتي ثبت بشكل قاطع أن الآباء المؤسسين للدستور لم يحلموا أو يتنبأوا، قط، بهذا الكم أو النوع من الازمات السياسية التي باتت تفرض تشكيل عدة وزارات قبل انتهاء الفصول التشريعية.

وعبر التاريخ هناك درس ثابت دائما، وهو أن العهود لا تسقط بل تتآكل قليلا قليلا مع كل خطأ جسيم يحدث حيث تتناقص معها مصداقيتها امام الشعوب وتزداد بالمقابل مصداقية أعدائها والمتربصين بها والعكس من ذلك يحدث عندما تتشكل الحكومات بشكل صحيح فتقل الاخطاء ويزداد الانجاز وتبدأ الناس بالثقة بها والتصدي لمنتقديها.

ومما هو معروف بالبديهة ان التشكيل الحكومي يرسل مع الثانية الاولى لإعلانه رسائل سريعة لا تخطئ للناس فإن قام على الكفاءة والامانة وثقت الناس به ودعمته، وان قام على العكس من ذلك وتم احضار من لا يرون في العمل العام الا وسيلة للتكسب والارتزاق والاستفادة الشخصية عبر التجاوز ع‍لى القوانين المرعية ستصل معه كذلك رسالة مضادة وبأقصر الطرق للمواطنين.

ومن الامور التي تهتم بها الشعوب الرايات التي ترفعها الحكومات، وواضح ان شعار الاصلاح لم يعد صالحا بعدما حصل في الماضي وبعد توزير من لم يلتزموا به والافضل منه رفع شعار «التغيير» وان يثبت هذا الشعار، عملا لا قولا، هذه المرة عبر التشكيل القادم للحكومة والذي سيتم على معطاه، إما التفاؤل والعمل أو التشاؤم والقنوط ولا خيار ثالثا لهما.

وقد قام الوزراء المخطئون بخلق تعيينات خاطئة اذا لم نقل شديدة الخطأ والفساد في الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية بشكل لا تخطئه العين، والواجب، ان اردنا زرع الامل لا اليأس، والتفاؤل لا التشاؤم والبحث عن الاستقرار لا الانهيار، ان يشهد المواطنون إبعادا سريعا لعناصر عدم الكفاءة تلك ودون ذلك ستبقى عمليات التآكل السياسي مستمرة، وإلى مقال الغد.

محمد الوشيحي

الإيرانيون لا يتزلجون

يبدو أن الكويت دولة سياحية ونحن لا نعلم. وهي وردة ذابلة في عيوننا، أما في عيون الإيرانيين فهي بساتين وحدائق غنّاء تجري من تحتها الأنهار. الإيرانيون وحدهم مَن اكتشف جمال الكويت الأخاذ، فملأوا الطائرات القادمة إلى هنا، وانهمروا كانهمار قطرات المطر الغاضب، والمطر لا يغضب إلا في فترات محدودة، بينما المطر الإيراني المنهمر علينا غاضب على مدار السنة. أبشروا بالربيع الزين.
المحزن في الموضوع، أن السوّاح الإيرانيين لم يأتوا بعوائلهم وأطفالهم واكتفوا بالشباب فقط، وهذه أنانية لا أدري كيف سكتت عنها نساء إيران. المحزن ايضا أن هؤلاء الشباب الإيرانيين القادمين للسياحة في الكويت لم يشاهدهم أحد بجانب الأبراج ولا في المدينة الترفيهية ولا في صالة التزلج ولا في أي مكان سياحي آخر، يبدو أنهم لا يجيدون التزلج. وكما علمت، هم لم يتاجروا بـ«الآش» ولا بالسجاد الإيراني ولم يتابعوا مباراة نادي الشباب ونادي الساحل، هم فقط ينهمرون فيتحول مطار الكويت إلى «بايب» مكسور يتدفقون منه ثم يختفون فجأة وكأن الأرض ابتلعتهم، ولهذا أعتقد بأنهم في مسيس الحاجة للمساعدة والانقاذ. متابعة قراءة الإيرانيون لا يتزلجون

سامي النصف

قضايا منتصف الأسبوع

طرح الزميل المبدع صالح الغنام في زاويته بجريدة «الرؤية» مقترح قيام تجمع لأصحاب القلم ليصبح بمنزلة ضمير الأمة تجاه تجاوزات بعض النواب، ولاستخدام التجمع للردع والمحاسبة، وهو مقترح رائع من أبوأحمد واقترح ان يكون مكان تجمع الكتاب احد المقاهي الحديثة، حيث مازلنا في حالة استشارة وبحث مع بعض الزملاء لتحديد موقعه وبذا نضرب عصفورين بفنجان قهوة واحد.

تشريعات كسر الاحتكار في الكويت لا تفرض «المنافسة» وعليه لا نستغرب ما قرأناه من قيام وكيل وزارة المواصلات بدعوة شركات الاتصالات للالتقاء به بعد العيد «لتثبيت» الأسعار على المستهلك ومنع المنافسة التي هي أساس خدمة المواطن في النظام الرأسمالي، للمعلومة لو كنا فرضنا المنافسة قانونا لحصدنا جائزة تخفيض الأسعار مع إنشاء الشركة الثانية ولما احتجنا أساسا لشركة اتصال ثالثة.

وبناء على ما سبق سنسمع في القريب العاجل خبر إنشاء «اتحاد شركات الهواتف المتنقلة» لتوحيد الأسعار كحال الاتحادات الاحتكارية الأخرى والتي لولاها لكانت اسعار الفنادق والمنتجعات بربع سعرها ولبقي اغلب المواطنين والوافدين في الكويت يستمتعون بتلك المنتجعات بدلا من بقاء فنادقنا شبه فارغة وامتلاء فنادق الدول الخليجية والعربية من مواطنينا ووافدينا، ولو علم ادم سميث حقا بما نفعله في النظام الرأسمالي لانتحر.

وضمن قضايا الترفيه ما قاله لي كويتي مخضرم قبل أيام من ان هناك مجاميع «واصلة» تعرف من أين تؤكل الكتف الحكومية لذا تجد انها استفادت من كل تخصيص حكومي فحصلت على المزارع والجواخير والاسطبلات والمناحل في الوقت ذاته، لذا يقترح هذه المرة، وقد قرأ عن مشروع هيئة الزراعة، توزيع قسائم 5 آلاف متر في الشمال كمناطق ترفيه وزراعة لا تمنح لمن حصل على تخصيص حكومي سابق وان تحصر في المتزوجين ومن هم فوق 30 عاما والا يجوز منح قسيمة للزوج وأخرى للزوجة كما كان يحدث في السابق ومنا لمدير عام هيئة الزراعة النشط الأخ جاسم حبيب.

ومما يلحظه الزائر هذه الأيام لمصر الحبيبة ان صحافتها الصفراء لم تكتف بتشويه كل شيء جميل على ارض النيل بل بدأت بالتعدي على كل بلد عربي يصدر فيه حكم ضد متهم مصري، ومعروف ان أهل مصر كأهل الكويت وغيرها من الدول ليسوا جميعا ملائكة ومن يخطئ سينزل به العقاب حسب قوانين الدولة المعنية وقد كادت تلك الصحف الصفراء ان تمنع ذهاب المصريين للعمل في السعودية لولا حكمة القيادة المصرية.

آخر محطة:
ضمن الجرائم الغريبة في مصر ما تواترت به الأنباء من ان الفنانة ليلى غفران قررت توكيل محامٍ للدفاع عن المتهم بقتل ابنتها كونها لا تصدق الرواية التي ذكرها أمام النيابة لعدم منطقيتها ولنا ان نتصور لو ان تلك الجريمة الغامضة قد ارتكبت في دولة خليجية وقبض خلالها على نفس الشاب المصري وما كانت ستقوله الصحف الصفراء عن تلك القضية وعن تلك الدولة، ويا صحف مصر ارفقوا قليلا بحال مصر وحال شقيقاتها.

علي محمود خاجه

الدعيج… إنت غير

الدستور يا أستاذ لم يشترط في أي من نصوصه أن يكون النوّاب على شاكلة النيباري أو سامي المنيس أو الربعي، حتى إن كنّا نعتقد أنهم هم وأمثالهم من يجب أن يكونوا نوّاباً، والدستور لم ينص على أن يرفض ترشيح الصانع والمسلّم وهايف، والسبب أنهم كويتيون يعرفون القراءة والكتابة وتجاوزت أعمارهم الثلاثين عاما، وهو ما كان يطلبه الدستور.

نحن نعلم تماماً بأن مواقف الصانع والمسلم وهايف لا تتوافق ولا تتماشى مع الدستور، ولكن دستورنا لم يمنعهم من الترشح، والعلّة كل العلّة في أن من يتوجب عليهم صيانة وحماية الدستور بشكل مباشر «الحكومة» ترحب وتبارك بأي تصرف غير دستوري، وهو ما جعل هؤلاء يتمادون ويطعنون الدستور يوما بعد الآخر.

نعم الوضع سيئ، والكويت في خطر، ولكن الحل الذي تفضلت به يعد خطيئة كبرى يا أستاذي الكريم، أقتبس هنا ما خطته يداك في مقال لك بعنوان «الحل في الحل الديمقراطي»: «إن مجلس الأمة ومن يتسيد فيه من جماعات وقوى متناقضة والنظام الديمقراطي هو اليوم العقبة الأساسية أمام أي إصلاح أو تفعيل حقيقي للنظام الديمقراطي أو تطبيق لدستور الدولة كما وضعه وصدره المؤسسون الأوائل».

إن ما تدعو إليه اليوم لإصلاح الأوضاع من الممكن أن يكون شمّاعة مستقبلية لأي قوى تريد وأد الديمقراطية، فلن تكون لها ذريعة أفضل مما تفضلت في طرحه، فتصنّف أي قوى لا توافق السلطة في المستقبل بأنها عقبة في تفعيل النظام الديمقراطي.

نعم نريد حلّاً، ولكني أعتقد أن الحل في أن تُضرب أي قوى لا تريد ولا تحترم الدستور بيد من حديد حتى تكف عن تعدياتها، وهذا الدور منوط بالحكومة أولاً وثانياً وثالثاً من دون أي مبالاة بتخويف أو صراخ قتلة الدستور.

خارج نطاق التغطية:

«عيدكم مبارك وعساكم من العايدين».

سامي النصف

يا أهل الكويت شدوا الأحزمة

عندما اقترب سعر برميل النفط من 150 دولارا، تصارع الدكاترة و«العباقرة» الكويتيون من أهل الاختصاص الاقتصادي والنفطي بالقول ان سعر النفط لن يهبط قط عن 100 دولار للبرميل نظرا لتزايد الطلب عليه من الهند والصين!

وقد كتبت ونشرت آنذاك ان اسعار النفط ستنخفض مع اقتراب وصول الديموقراطيين للحكم لـ 50 دولارا للبرميل، وقلت انها ستنخفض اكثر من ذلك بكثير مع وصولهم المؤكد، ودللت على خطأ مقولة الخبراء عبر التذكير بخطأ الخبير احمد زكي اليماني الفادح عام 2000 عندما تنبأ بأن اسعار البترول للعشرة اعوام القادمة لن تزيد عن 13 دولارا (!)، كما ذكرت بأن عمليتي العرض والطلب لا تحددان سعر سلعة استراتيجية كالنفط ضاربا المثل بما حدث في الثمانينيات عندما انخفض سعر النفط من 40 دولارا عند بدء الحرب العراقية ـ الايرانية الى 6 دولارات في منتصفها رغم توقف صادرات النفط العراقية والايرانية وحتى الكويتية والسعودية بسبب حرب الناقلات، وكان سبب الانخفاض آنذاك سياسيا وليس اقتصاديا وبقصد ارغام ايران على ايقاف الحرب والامتثال لقرارات الامم المتحدة.

ويحدث هذه الايام ما قلناه لا ما قاله عباقرة النفط والاقتصاد ممن تنبأ بعضهم بوصول سعر البرميل الى 300 وحتى 500 دولار (يا سلام)، ونقول هذه المرة ان اسعار النفط ستبقى منخفضة مع تذبذبات صغيرة هنا وهناك للثماني سنوات المقبلة، وتتسابق خلالها دول الانتاج على اختراق حصصها المقررة، واثناء الثماني سنوات العجاف تلك او بعدها سيتكفل مبلغ الـ 150 مليار دولار الذي خصصه الرئيس المحبوب اوباما بخلق بدائل عن النفط مما سيحوله لسلعة غير استراتيجية.

وقد ذكرت في مقال سابق ان مشروع «الطاقة المتجددة النظيفة» الذي تتبناه دول الاتحاد الاوروبي سيستغني عن البترول كوسيلة للطاقة ويجعل عمله محددا بـ «التصنيع» منه فقط، وهو امر ظاهره رحمة وباطنه عذاب، فمنتجات المشتقات النفطية التي تصنع في الكويت والخليج لا تلاقي قبولا في الاسواق العالمية مما يعني ان النفط سيصبح كباقي المواد الخام الاولية الموجودة في الدول الافريقية واللاتينية الفقيرة والتي تصدر بأرخص الاسعار للدول المتقدمة كي يعاد تصنيعها وتصديرها وبيعها لدول العالم بأبهظ الاثمان.

ومن الامور التي سنبكي دما عليها بخلنا وشحنا الشديد – بسبب الضغوط السياسية للسلطة التشريعية – على القطاع الخاص الكويتي بالاراضي العامة كي يعمرها بحجة ان التفريط في الارض كالتفريط في العرض، مما جعل المليارات ترحل لتعمير الدول الاخرى القريبة والبعيدة وتترك صحارينا القاحلة تبقى دون انماء، وهو ما سيحيل تلك الاتربة الى عالة حقيقية على اجيالنا المستقبلية، حيث لن يتوافر آنذاك المال العام او الخاص لتنميتها وخلق فرص عمل من خلالها.

والخلاصة، ان المستقبل كما نراه مظلم جدا، وبدلا من محاولة تغيير ذلك الواقع الكارثي القادم سريعا لنا بالتفرغ التام لعمليات الانماء والتصنيع والانتاج الزراعي والاقتصادي والخدماتي الحقيقي وفتح البلد للمستثمرين والسائحين الاجانب، اصبحنا ننشغل بالسرقات الكبرى في القطاعين العام والخاص والمشاحنات السياسية التي لا تنتهي، وستمحو كتب التاريخ اسم بيزنطة واهلها من سجلها وستضع بأحرف من نور اسم الكويت والعباقرة من اهل الاختصاص فيها بدلا منهم.

آخر محطة:
 العاقل والحكيم ـ إن وجد ـ هو من يبدأ بشد الاحزمة منذ اليوم ووقف الاستهلاك المبالغ فيه، وقد يحتاج البعض لاستثمار مدخراته في دول الاقتصاد الحقيقي لا الورقي ـ كحال بلدنا ـ لعل وعسى يكون هناك بصيص امل له ضمن ذلك المستقبل الكحلي اللون.

محمد الوشيحي

يوسف الإبراهيم مليح عيدكم مبارك…

الأخوة المسؤولون في وزارة الإعلام، قطاع الإذاعة، خصصوا فقط خمس دقائق بالتمام والرفاه والبنين – في نشرة أخبار الساعة الواحدة قبل أيام – لشرح تفاصيل سفر المستشار في الديوان الأميري الدكتور يوسف الابراهيم إلى مملكة البحرين محملا برسالة صاحب السمو أمير البلاد إلى شقيقه العاهل البحريني.
الأخوة هؤلاء تفانوا وبذلوا جهودا جبارة فذكروا لنا أن المستشار يوسف الابراهيم سافر الساعة كذا وودعه فلان وفلان وبجانبهما فلان وفلان، وخلفهما يقف ثلة من المسؤولين والجموع الغفيرة، كلهم تكبدوا عناء المجيء للمطار لتوديع المستشار، وكلهم جاءت أسماؤهم في النشرة، والحمد لله. ومحتمل أن يكون اسم أحدهم سقط سهوا في خطأ غير مقصود، فسبحان الذي لا يسهو ولا ينسى. متابعة قراءة يوسف الإبراهيم مليح عيدكم مبارك…

سامي النصف

مدير عام بـ 265 فلساً في العام

ما استشففته من زيارتي لأكثر من ديوان في منطقة الضاحية معقل رجال الاقتصاد الكويتي ان هناك توجها لكثير من المساهمين برفع دعاوى قضائية على مجالس الادارات تطالبهم تضامنيا بتحمل الخسائر الناتجة عن اساءة استعمال السلطة الممنوحة لهم طبقا للمادتين 148 و149 من قانون الشركات التجارية وان البعض من تلك الدعاوى اخذ طريقه للمحاكم.

ومما قيل في البعض من تلك الدواوين ان احدا لا يمكن ان يفهم او يقبل القروض الضخمة التي تحملتها بعض الشركات المساهمة وبالتبعية مساهموها كوسيلة غش وتدليس يراد منها افادة بعض الادارات من التي لم تستخدم تلك الاموال لاجل التوسع في اعمال الشركات بل للمتاجرة الشخصية بالاسهم لاجل خلق ثروات ذاتية ضخمة عن طريق مبدأ ان ربحت لنا وان خسرت حملناها الشركة ومساهميها.

ومازال النقاش الساخن مستمرا في الولايات المتحدة حول دعم شركات السيارات الثلاث عن طريق اقراضها 34 مليار دولار كحماية لـ 3 ملايين شخص يعملون في مصانع السيارات ومعارض البيع والصناعات المصاحبة وقد اثبتت استطلاعات الرأي اعتراض 63% من الاميركيين على ذلك الدعم، مما خلق ما سمي بازدواجية معايير، حيث دعم مديرو بنوك وول ستريت بـ 700 مليار دون سؤال بينما تُخلق الشروط والعراقيل امام دعم تلك المصانع الكبرى بـ 5% من ذلك المبلغ.

وفي جلسة الاستماع الاولى لمديري شركات السيارات امام الكونغرس قيل لهم كيف تتوقعون الدعم المالي منا وانتم تصلون بالطائرات الخاصة وتتسلمون الرواتب الباهظة من الشركات التي تسببتم في الاضرار بها وهو ما جعلهم يعرضون طائراتهم للبيع ويحضرون هذه المرة لواشنطن بالسيارات بعد ان امضوا يومين في الطريق دون سائقين وان يقبلوا العمل للاعوام المقبلة بدولار واحد في العام (265 فلسا) وفي هذا السياق لم نسمع ان احدا من المديرين العباقرة الكويتيين ارتضى ان ينقص «فلس احمر» من راتبه الذي يتسلمه من اموال المساهمين الذين حول مدخراتهم الى اصفار كبيرة.

وقد اثبتت الكارثة الحالية القصور الكبير في اعمال الرقابة على الشركات والاموال الخاصة فلم نسمع بأي تحرك للجنة السوق او البنك المركزي او الجهات المعنية في قسم الشركات بوزارة التجارة تجاه ما كان يحدث في بعض الشركات المساهمة من نهب فاضح لاموال المساهمين وقد اعجبنا ما اتى في الصحف من مداخلات الشيخ احمد العبدالله في اجتماع الجمعية العمومية لبنك الخليج وان أتت بعد خراب البصرة.

اننا بحاجة ماسة بعد تجاوز الازمة الحالية – ان تجاوزناها – لخلق آليات رقابة صارمة على الشركات وعلى مكاتب تدقيق الحسابات وعدم الاكتفاء بالمقولة الساقطة الخالدة إن الجمعيات العمومية (الخاملة) هي التي تحاسب الادارات اي الرقابة اللاحقة حالهم كحال من يقول ان لنائب الامة ان يتجاوز ويتعدى على الاموال العامة ويثرى ثراء فاحشا غير مشروع ثم يحاسب بعد اربع سنوات من قبل الناس عن طريق عدم انتخابه و«يادار ما دخلك شر»، ان في القولين دعوات صريحة للسرقات المكشوفة والاثراء غير المشروع.

آخر محطة:
 آخر نكات نكبة مصانع السيارات الاميركية ان اسواق «وول مارت» الشعبية وضعت اعلانا تقول فيه: اشتر ماكينة تحميص الخبز وخذ سيارة مجانا معها.

سعيد محمد سعيد

إعادة المواطن «سمير»

 

يعرف القليل من المواطنين قصة المواطن «سمير طاهر أحمد رشدان» الذي لا يزال خلف القضبان في جمهورية التشيك، وأهله في انتظار خطوات عملية من جانب وزارة الشئون الخارجية لإنهاء إجراءات إعادته الى بلده البحرين.

كان سمير طاهر أحمد رشدان، وهو من مواليد المنامة العام 1965، يقيم في جمهورية تيشكوسلوفكيا منذ العام 1993، أي قبل انقسامها إلى جمهوريتين، التشيك والسلوفاك، وكان قد سافر في العام 1988 للدراسة في روسيا وهناك، تزوج من امرأة تشيكية وعاد إلى البحرين بعد إنهاء دراسته لكنه سرعان ما غادر مرة أخرى إلى التشيك ليمارس عمله في التجارة… انقطعت أخباره منذ ذلك الحين عن أهله الذين لم يكونوا على علم بأحواله حتى العام 1996 حينما أرسل جواز سفره بغرض التجديد، وحينها، قام أحد أشقائه بمراجعة الجوازات لتجديد جواز السفر لكنه تفاجأ بأن الإدارة تحفظت على جواز السفر لأنه صاحبه مطالب بمبلغ 2100 دينار لمواطن رفع دعوى ضده، ولا يمكن استرجاع جواز السفر إلا بعد تسديد المبلغ المطلوب! وباءت كل المحاولات بالفشل.

في يوم السبت الموافق 6 نوفمبر /تشرين الثاني من العام 1999، تم استدعاء والده (رحمه الله)من قبل مكتب الإنتربول البحريني لإبلاغهم أن ابنهم مسجون في مدينة «براغ»منذ تاريخ 6 ديسمبر /كانون الأول من العام 1996 بتهمة بيع المخدرات وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وهي التهمة التي نفاها في رسائله التي أرسلها إلى ذويه فيما بعد.

لكن هناك تفاصيل أخرى دونها المواطن «سمير» نفسه، إذ خاطب الجمعيات الحقوقية قائلا أن حكما بالسجن صدر ضده لمدة ثمانية أعوام ونصف العام، وبتنفيذ الحكم المؤجل لمدة أربع سنوات ليصل مجموع سنوات الحكم إلى اثني عشر عاما ونصف العام بتهمة ملفقة من أحد رجال مركز الجنايات لمنطقة (براغ 3) وبما يتناقض مع التقارير والأدلة المباشرة أمام المحكمة لمركز مكافحة المخدرات إذ إنه على رغم المراقبة المشددة على شخصي لم يتم إثبات التهمة ضدي من ناحية حيازة وانتاج المواد السامة والمخدرة المؤثرة في القدرات العقلية والجسدية حسب الفقرة رقم 178 من قانون الجنايات.

ويشير أهالي المواطن «سمير» إلى أن أحدا لم يستجب لنداءاته، لا من ناحية الدولة ولا من ناحية الجمعيات الحقوقية! وقد وجه شكوى إلى وزارة العدل التشيكية وإلى وزير داخليتها وإلى المحكمة الدستورية وإلى رئيس مركز مكافحة المخدرات الشعبية وإلى المحكمة الأوروبية في ستراسبورغ بل وإلى رئيس جمهورية التشيك للنظر في قضيته من ناحية الاختراقات القانونية والإنسانية، حتى أنه طالب الجمعيات الحقوقية بإرسال أي ممثل أو عقد مؤتمر صحافي لكشف المعاناة التي تعرض لها، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل أيضا.

أسرة المواطن «سمير» تطالب الجهات المعنية في الدولة وعلى رأسها وزارة الشئون الخارجية بالتحرك لإعادته إلى بلاده، وأنهم مستعدون للتعاون مع أي جهة لتقديم المعلومات التي تسهل إجراءات إعادة ابنهم إلى بلاده.

فهل ستنتهي القصة أم لها فصول أخرى لا يعلمها إلا الله؟

محمد الوشيحي

علينا الطلاق

فتح الله عليّ فـ«لفّيت» الكرة الأرضية، من الدمام إلى أم القيوين، وشاهدت الكثير من عجائب الدنيا، الأهرامات وسنترال الفحيحيل، وقيّض الله لي فتمتعت بنقاهة في بعض سجون العالم، أوكرانيا وانجلترا ومصر، ونمت وبقربي مجموعة من الأخوة المجرمين، وقرأت عن «الأديب الياباني» الذي عاش في قاع المجتمع المصري زهاء خمس عشرة سنة ليكتب عن «المجتمع التحتي»، عاشر خلالها اللصوص وتجار المخدرات وبائعات الفل والياسمين، في الباطنية وحي السيدة وبولاق، فأغرتني فكرته، وقررت الاقتداء به. متابعة قراءة علينا الطلاق

سامي النصف

كتب تستحق القراءة

وصلنا من الصديق يوسف الجاسم كتابه القيم عن راحلنا الكبير د.أحمد الربعي والكتاب يؤرخ لمسيرة الربعي باللقاءات والصور، وخيرا ما فعلت يا اباخالد فقد تعبت وانا احاول اقناع بوقتيبة باصدار كتاب يروي فيه ذكرياته.

ومن الزميل الكاتب يوسف مبارك المباركي كتاب موسوعي متكامل عن وقائع ووثائق دواوين الاثنين ولا شك ان تلك الاحداث المهمة مهما اختلفنا حولها يبقى كتاب المباركي مرجعا مهما لها.

«لبنان الذي في خاطري» آخر كتب الصديق الديبلوماسي د.عادل العبدالمغني والمخطوط مليء بالصور التاريخية الجميلة والحكايات الطريفة ويعتبر تدوينا جيدا لتاريخ الاصطياف الكويتي في لبنان.

«هكذا عرفت البكر وصدام» يتحدث مؤلف الوزير العراقي د.فخري قدوري عن ذكريات 35 عاما في حزب البعث ومأساته وما حدث لقريبه شفيق الكمالي الذي كتب السلام الوطني العراقي «وطن مد على الافق جناحا» والذي سم في السجن وتوسط له من ادباء الكويت احمد السقاف ود.خليفة الوقيان لاطلاق سراحه، وضمن الكتاب ورقة للمستشار العم عبدالرحمن العتيقي ارسلها للمؤلف حول علاقة السياسة بالاقتصاد والامل في العم ابوانور ان يكتب مذكراته التي طال انتظارها.

«حماس من الداخل» للمؤلف الفلسطيني زكي شهاب وهو احد اشهر الفلسطينيين في حقل الاعلام العربي والدولي ويروي ضمن الكتاب لقاءاته مع شخصيات فلسطينية قبل اعدامها مثل الازهري أكرم الزطمة الذي قدم لقاء 100 دولار معلومات ادت الى استشهاد القيادي صلاح شهادة و16 ممن معه ومسؤول جهاز الدعوة في حركة حماس وليد حمدية الذي كانت آخر كلماته للمؤلف قبل اعدامه، ان السلطات اعتقلته قبل ان يصل الى يحيى عياش ويساهم في قتله وقد كان نادما على اخفاقه بتلك المهمة.

«مهمتي في اسرائيل» مذكرات سعد مرتضى اول سفير مصري في اسرائيل ويروي ضمن مذكراته التي صدرت هذا العام ان هناك رغبة صادقة من شعب اسرائيل في العيش بسلام مع العرب وان الاسرائيليين لا يقبلون كلمتي «معليش» و«المسامح كريم» كونهم لا يتقبلون الاخطاء والاعتذار عنها.

«حلف المصالح المشتركة» للبروفيسور الايراني الاميركي تريتا بارسي ويرى الكاتب الذي اشرف على كتابه الدكتوران زبنغيو بيرجنسكي وفرانسيس يوكوهاما ان هناك تحالف مصالح بين الاجنحة المتشددة في واشنطن وطهران وتل أبيب.