احمد الصراف

النصب العسلي وتعاون باقر

علامة FDA هي علامة شديدة التعقيد والاهمية تمنحها «ادارة الغذاء والدواء» الاميركية للادوية والاغذية ولجميع المواد الاخرى التي يستهلكها المواطن الاميركي بالدرجة الاولى، ولا تمنح هذه الشهادة عادة الا بعد اجراء تجارب مختبرية عديدة على المنتج والشركة المصنعة، وحصول اي جهة على هذه العلامة يعتبر بحد ذاته انجازا عظيما لاي منتج لا يمكن تخيل مدى اهميته.
وفي الكويت قامت شركة تتعامل ببيع العسل، وتصفه بالمعجزة بحملة اعلانية مكثفة في شهر ابريل الماضي اعلنت من خلالها بالحرف، وبوضوح لا يحتمل اي لبس، حصول «عسلها» على اعتماد ادارة الاغذية الاميركية FDA وان شهادة الاعتماد موثقة من «الحكومة الفدرالية الاميركية» (!!!).
لم يدخل الخبر عقلي فقمت بالاستفسار من مسؤولي ادارة الغذاء والدواء الاميركية عن طريق الانترنت فنفوا علمهم به، لانهم ببساطة لا يقومون بمثل هذه الاعمال اصلا!! وهنا قمت بالاتصال بشركة العسل المعجزة فتبين ان اصحابها والقائمين على إدارتها هم من الافغان (!!) هذا على الرغم من ان اعلانات الشركة تظهر احد المديرين وهو مرتد الملابس الوطنية الكويتية التي ربما اعتقد ان ظهوره بها يزيد من الثقة باعلانه ومنتجه، ولكن هذا المدير ومن معه تهربوا من التحدث معي.. بعد محاولات عدة وبعد شراء بعض العسل منهم، وانني سأقوم بتسويق منتجهم على شركات تجهيزات غذائية اتعامل معها، وافقوا على مضض على تزويدي بصورة عن شهادة FDA التي ادعوا الحصول عليها فتبين انها لا تساوي قيمة الورقة التي كتبت عليها (!!).
ففي وسيلة للضحك على شعوب الدول المتدهورة والاثراء منها، تبين ان جهة ذات نوايا خبيثة في اميركا، وبالتعاون مع جهات محلية في عدد من الدول المتخلفة كالكويت، قامت بتأسيس شركة باسم FDA Registerar Corp مهمتها تسجيل اي طلب يردها من اي طرف خارج الولايات المتحدة، وعن اي منتج غذائي او طبي، حتى ولو لم يكن له وجود، واصدار شهادة «تسجيل» للمنتج مقابل دفع رسم محدد!! وهنا تقوم الشركة المحلية بالاعلان عن حصول منتجاتها الطبية او الغذائية على شهادة FDA، وهذه تعني شيئا اخر غير المتعارف عليه دوليا!!
كان من الممكن ان تمر خدعة الشركة المحلية وتلاعبها علينا، ولكن ثقتها الزائدة بنفسها او بقلة فهم المستهلك في الكويت، دفعها لان تذكر في الاعلان ان شهادة الاعتماد«موثقة من الحكومة الفدرالية الاميركية»، وهذه المبالغة كشفت الخدعة والتزوير في الاعلان.
قمت من فوري بالكتابة لوزارة التجارة عن هذه الحادثة، مطالبا حماية المستهلك بالتحرك لحمايتنا، وارفقت بكتابي ما لدي من مستندات، وصور منها لا تزال بحوزتنا، وانتظرت شهرا وبعض الشهر، وعندما لم تتحرك الوزارة واستمرت الشركة في ادعائها المزيف، قمت بالاتصال بأحد مسؤولي الوزارة مستفسرا عن مصير شكواي، فاخبرني ان المدير الافغاني تم استدعاؤه، وان القضية قيد البحث، اتصلت مرة ثالثة ورابعة من دون جدوى، وبعد الحاح اخبرني احد صغار موظفي الوزارة ان القضية «قد حفظت» وان الوزير ربما امر بذلك كون الافغاني وأخيه هما من المنتمين للحزب الديني السياسي نفسه الذي يتبعه وزير التجارة (!!!)
نتمنى ان تكون معلومات الموظف خاطئة وان السيد باقر ليس له علاقة بالموضوع، وبالتالي ننتظر ردا توضيحيا منه شخصيا، او على الاقل من الوكيل، فالقضية والتهمة اخطر من ان تتركا من غير اجراء حاسم.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

علي محمود خاجه

ثلث شهر

– الرياضة وبعد إصدار القانون رقم 5/2007 في فبراير 2007 من مجلس الأمة ونشره في الجريدة الرسمية، نعاني إيقاف الكرة بسبب أن أبناء الشهيد لم تعجبهم القوانين.

– أحد أكبر البنوك الكويتية يقع في ورطة مالية كبيرة.

– تشكيل ألف وزارة خلال سنتين.

– تهديد نائب بإستجواب رئيس الوزراء فتصدر قرارات تلغي قرارات سيادية للوزارة نفسها.

– قدوم شخص أجنبي لحضور محاكمته في الكويت، فيقوم ثلاثي نيابي باستجواب رئيس الوزراء.

– تستقيل الحكومة منذ أكثر من أسبوعين وتعلق الاستقالة على أن يستمروا بمهامهم في خدمة الوطن والمواطن.

– عدم إقامة أي حفلة غنائية في عيد الأضحى على الرغم من أن القانون لا يمنع ذلك.

– يصرح أحد الكويتيين بشكل مستمر وبالصحف بفخر بانتماء ابنه لجماعة إرهابية.

– إحدى الصحف تنشر الفتنة يوميا بمواضيع من وحي خيالها.

– استجواب وزراء لأن وكلاءهم لا يعجبون بعض النواب.

– الأطراف كلها تتدخل في تعيين رئيس ديوان المحاسبة.

– وجود محسوبية حتى في الحج من قبل بعض النواب.

كيف تعاملت الدولة مع هذه المصائب كلها وغيرها ياترى؟

أدخلت البلاد والعباد في إجازة مدتها 10 أيام من ديسمبر!

ثلث شهر من الإجازة توقف فيها الجميع عن العمل، وبحسبة بسيطة، فإذا افترضنا أن متوسط الرواتب الحكومية للموظف الكويتي تعادل 600 دينار فقط، فإن هذا يعني أن آلاف الكويتيين سيتقاضون ثلث رواتب ديسمبر «200 دينار» نظير جلوسهم في المنزل أو المخيم أو السفر.

هذا هو الحال في الكويت، وهكذا ندّعي التنمية والتطوير، ولأن البلد كله في إجازة بمن فيهم رئيس الوزراء «المستقيل» والكثير من النوّاب، فهم لم يتفرغوا للكويت إلا في يوم الإجازة الأخير، وكأن إجازة ثلث الشهر في الكويت ستوقف عجلة الزمن في العالم كله.

هل من متفائل؟

خارج نطاق التغطية:

أصبحت منطقة مشرف منذ بداية العام الحالي عبارة عن حفرة كبيرة، حطمت كل شيء، بسبب تغيير بعض «البايبات»… ومازالت الغالبية العظمى من شوارع المنطقة بعد الانتهاء من تغيير «بايباتها» دون ردم للحفر أو إعادتها كما كانت، ومنا إلى وزارة الأشغال.

سامي النصف

كويت الرؤية والحكومة الجديدة

لا تستغرب ان اخترت نفس الطريق أن تصل إلى نفس النهاية، ستواجه الحكومة القادمة تحديات عظاما منها انخفاض أسعار النفط وظهور العجوزات في الميزانية وتبخر العائدات المالية التي تستخدم لإرضاء الناس، ومع تلك التحديات المحلية سيساهم تقلص عائدات النفط في إشكالات حادة لدى بعض دول الإقليم مما سيؤدي بها لخلق إشكالات أمنية مع الجيران كي تغطي بها إخفاقات الداخل.

وإحدى الإشكاليات الحقيقية أمام الوزارة القادمة هي أن المزاج الشعبي في الكويت لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات السياسية القائمة على أخطاء بعض الوزراء لذا يأمل الجميع بأن يرضي التشكيل القادم ومنذ لحظته الأولى الجموع وأن يحظى بتأييد الشارع السياسي الكفيل بتعديل توجهات بعض القوى السياسية، حيث إن النواب هم وكلاء عن أصحاب القرار الأصليين أي المواطنين.

ولا بديل عن تشكيل وزارة ائتلافية تحظى بدعم وتأييد ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الكويتي، على أن تكون ضمن شروط محددة فيمكن للكتل أن تتقدم للمسؤولين بعدة أسماء كي يتم الاختيار منها للتوزير، ويمكن لصاحب القرار بالمقابل أن يسلط الضوء على أسماء كفاءات شابة تنتمي لتلك التكتلات والفئات طالبا دعم توزيرها وفي كلتا الحالتين يجب الاتفاق على بديهية أن دخول ممثل لكتلة ما يقتضي بالضرورة دعم قرارات ومشاريع الحكومة مادامت اتخذت تلك القرارات بالتشاور مع وزراء الكتل المعنية.

فليس من المنطق بشيء أن ترشح الكتل وزراء ثم تزايد بعد ذلك على معارضة الحكومة الممثلة فيها ولا شك بأن موقف الوزير السابق شريدة المعوشرجي هو المثال الجيد الذي يجب أن يحتذى به في الحكومات المقبلة فلا مجاملة ولا قبول بازدواجية المواقف كما لا يجوز أن ترتضي الكتل ـ أخلاقيا ـ بأن تحصد خير الحكومة نهارا ثم تقذفها بالأحجار ليلا.

وفي غياب مستودعات العقول كحال الدول المتقدمة يصبح مجلس الوزراء هو من يقوم بذلك الدور الهام، لذا فالواجب أن يحظى التوزير القادم بعدد وافر من الساسة المحترفين ورجال الدولة والمنظرين، فاللعبة التي تجري تحت قبة البرلمان هي في البدء والمنتهى «لعبة سياسية» تقوم على التنظير والتفكير ويفوز بها من يتقن المناورة والحركة الإعلامية والجماهيرية.

ويمكن للمراقب أن يلحظ أن الموديل الكويتي المتكرر الإخفاق يقوم على العكس تماما من معطى الموديل الصيني الناجح فلدى الصين سياسة مقيدة واقتصاد مطلق السراح ولدى الكويت انفلات سياسي واقتصاد مقيد بالكامل لذا تحتاج كويت الرؤية والحكومة الجديدة لإعادة النظر في قواعد اللعبة بحيث يتم التقليل من كم السياسة وزيادة كم الاقتصاد والتنمية في كويت الغد.

آخر محطة:
يلقي ضيف الكويت الكبير د.محمد اركون محاضرة في الساعة 6 منص مساء اليوم في مقر الجمعية الثقافية النسائية بالخالدية، والطريف أن الجهة المستضيفة حاولت أن تستغل وجوده لإلقاء محاضرة في جامعتنا العتيدة فكانت الإجابة «محمد مين؟» وهو ما يذكرنا بعالم الموسيقى الكبير الذي سألوه عن رأيه في إحدى سيمفونيات بيتهوڤن فقال «بيت مين؟» و… «العلم نورن»!!

احمد الصراف

عشرة عصافير بحجر واحد

انفقنا، او ربما اضعنا مئات ملايين الدولارات على غير المجدي من مشاريع حفر آلاف الابار في عدد من الدول الآسيوية والافريقية الفقيرة. كما قامت جماعات الاسلام السياسي، على مدى عقود ثلاثة او اكثر، بارسال «الدعاة» المبشرين الى العديد من الدول محملين بأطنان من الكتب الدينية، مقابل اجور مجزية تمنح لهم نظير قيامهم بنشر الدين والمساعدة في بناء دور عبادة لا يعرف احد عنها اليوم شيئا! ولكن بعد اكثر من ثلاثين عاما لم يبق من تلك الآبار والبيوت غير خرائب لم تجن الدول الفقيرة منها الشيء الكثير بعد ان عاد الدعاة لبلدانهم فور توقف تحويل «اجورهم» المجزية لهم، وبعد هجرة البعض الاخر الى افغانستان للجهاد فيها، واستمر الفقر والمرض والجهل تغطي مساحات هائلة من افريقيا، وحتى آسيا، التي زادت اخيرا معاناة شعوبها في الحصول على ما يكفي من الغذاء لولا ما يقدم لها من مساعدات من الدول الغربية والامم المتحدة.
في محاولة غير مسبوقة لاطعام الملايين بطريقة مبتكرة، قامت منظمة الغذاء العالمية التابعة للامم المتحدة، بتصميم برنامج انترنت يمكن عن طريقه اصطياد مجموعة عصافير بحجر واحد!
فبالدخول للبرنامج من خلال العنوان التالي www.freerice.com تتوافر لديك مجموعة خيارات في مجالات التاريخ واللغة والجغرافيا والفنون وغير ذلك الكثير، وبالنقر على اي منها تبدأ مجموعة اسئلة بالظهور في الموضوع الذي قمت باختياره، ومقابل كل اجابة صحيحة تجريها تقوم واحدة من الشركات المعلنة على الموقع بالتبرع بعشرين حبة ارز لمشروع اطعام فقراء العالم، وهذا يتيح للمشارك التمتع، مجانا، بوقت جميل من خلال تصفحه البرنامج والاستفادة منه في تطوير معلوماته العامة ولغته وتحسين قدراته في العديد من المجالات الاخرى، الامر الذي سيساهم في زيادة الثقة بالنفس ورفع مستوى الاداء والنجاح في العمل.
تبين من البرنامج لحظة كتابة هذا المقال، ان المشاركين فيه، وغالبيتهم بطبيعة الحال من غير منطقتنا (الملتهبة عطفا وحنانا على الآخر)، قد نجحوا في تجميع اكثر من 53 مليار حبة ارز، علما بأن الفرد العادي في الدول الفقيرة بحاجة الى أربعمائة غرام من الارز عادة في اليوم، او 20 الف حبة تقريبا، وتقوم منظمة الغذاء بتوزيع هذا الطعام على الفقراء في بنغلادش واجزاء من باكستان ودول افريقية عديدة تمتلئ بآبار خربة بقيت من دون استغلال بعد ان تركها «الدعاة»!
كم هو جميل ان نستمتع بتجرية جميلة، وننمي قدراتنا ونحسن لغتنا ونزيد من معلوماتنا ونساعد في الوقت نفسه في حصول شخص او اكثر على حاجته من الطعام، خصوصا ان علمنا ان سكان العالم يزيدون سنويا بمقدار 50 مليون نسمة، يعاني ما يقارب المليار، من اصل 6 مليارات و770 مليون نسمة، من سوء التغذية، كما يلقى 16 الف انسان حتفهم يوميا بسبب الجوع، نعم بسبب الجوع!
ملاحظة: أليس غريبا الاصرار على بناء اكبر اربعة مساجد في العالم الاسلامي تقع في اكثر الدول الاسلامية فقرا وتخلفا.
ونتمنى من القراء اعفاءنا من مشقة ذكر اسماء تلك الدول لكونها لا تخرج عن دائرة اليمن وبنغلادش والمغرب وباكستان، ولا يعني ذلك ان حالنا في دول مجلس التعاون افضل بكثير منها، فما نمتاز به عنها هو كثرة دور العبادة وزيادة قلة فهم الدين!
* * *
ملاحظة: اضطررت يوم امس الاول الى ركوب «الكويتية» من دبي الى الكويت بسبب الارهاق وروعة الخدمة استغرقت في نوم عميق طوال الرحلة، واثناءها علمت أن شركة DHL الاميركية العملاقة لنقل البريد اعلنت، بسبب الظروف المالية الصعبة التي تمر بها، وقف كل عملياتها التي تشمل استلام وتسليم مئات ملايين الطرود يوميا من مئات آلاف العملاء، وتسليم العملية برمتها لاسطول الخطوط الجوية الكويتية لتقوم بالمهمة بدلا عنها، ووصلت الطائرة الى الكويت متأخرة نصف ساعة عن موعدها وانتهى الحلم الجميل.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

نخبة نخبة نخبة النخبة

السياسة المحلية الآن بين الشوطين، فريق البرلمان يلعب بالناشئين المطعم ببعض الخبرات ومع ذلك هو يدبغ فريق الحكومة دبغا مبينا، والبرلمان سيهبط مستواه إذا استمر في اللعب مع الحكومة هذه، ويحتاج إلى معسكر خارجي يلعب فيه مع فرق قوية الهجوم والدفاع، ليكتشف مناطق ضعفه وقوته… وإلى أن يطلق الحكم صافرة بداية الشوط الثاني سـ«نقزّرها» في مقالات تنظيرية…
أيام دراستي في الثانوية، إن لم تخني ذاكرتي الخوّانة، اكتشفت أنني الأفضل حسبا ونسبا ودينا ومذهبا على طول امتداد الكرة الأرضية. يا ما أنت كريم يا رب. فأنا ولدتُ من دون أي مجهود مني، هكذا، تزوج والدي رحمة الله عليه من والدتي فأنجباني، سبحان الله. ومن هنا بدأت أمجادي تنهمر فوق رأسي المبارك. فأنا أعتنق أفضل الأديان على وجه البسيطة، الإسلام. وأنا أتبع أفضل المذاهب، المذهب السني. وأنا عربي، أو عربي أنا، كما قال العلامة يوري مرقدي في فيديو كليبه الجميل. وأنا من قحطان، وما أدراك ما قحطان، ويحك وويح أمًك التي جابتك، قحطان هم أصل العرب وخيارهم، ومنبعهم اليمن. وأنا من قبيلة «يام»، أو بالأحرى قبائل يام، وقد كتبت في يام وعن يام قصيدة طويلة قوامها نحو أربعين بيتا حربيا حماسيا، أثناء تواجدنا في الخندق على حدود العراق، بعد تهديد صدام الأخير للكويت، وكنت أقول لعساكر السرية التي أقودها: «الحرب تجمع الحطب الآن، ولا ينقصها سوى الكبريت، وكل منكم يفاخر بأجداده، والحروب مهمتها إظهار حقيقة تاريخ الأجداد، فليكتب كل تاريخ أجداده بيده اليمنى»، وتراجع صدام فكفانا الله شر الحرب. المهم أنني من يام أتفرع إلى «وعيل» وهي الأكثر كرما، ومنها أتفرع إلى «آل العرجاء»، نسبة إلى جدتنا ذات الاحتياجات الخاصة رحمها الله، وآل العرجاء هم خيرة أبناء القبائل، لا إله إلا الله، وهم «لابة (ن) من جن تمشي على هيئة بشر»، كما يقول الشاعر ضيدان بن قضعان. ومنها أتفرع إلى أفخاذ صغيرة تقودني إلى حمولة أو عائلة «آل وشيح»، وما أدراك من هم آل وشيح وما تاريخهم، هم أعظم الأعظم، على طول القبيلة وعرضها، وأنا ابن كبيرها… إذا أنا في الدين أفضل الأفضل، وفي النسب من نخبة نخبة نخبة النخبة، لا ينافسني سوى أخي سعود حفظه الله… كل هذا من دون تدخل مني، وإنما استلمت الأمور جاهزة، أقصد أمجادي. متابعة قراءة نخبة نخبة نخبة النخبة

سامي النصف

رسالة ودراسة

الأخ الفاضل

                                    بعد التحية والسلام

هذه هي المرة الاولى لي شخصيا التي اراسل فيها كاتب عمود صحافي ولم اقم بهذه المراسلة الا بعد احساسي العميق بصدق ووضوح طرحكم الذي يختص بحس وطني مميز ومعه تقبل لآراء قراء عمودكم بسعة صدر وشجاعة ادبية قلما يتميز بها الآخرون من كتّاب الزوايا، ولي تعليق على مقالتكم «التغيير وحكومة ما بعد العيد» التي نشرتموها يوم الاربعاء 10/12/2008 وكأنك تأمل الخير فيما هو قادم، واحدى صفاتك الجميلة انك دائم التفاؤل فيما تخطه في زاويتكم.

أخي الفاضل، هناك عدة اسئلة هي محور اي تطور اداري في اي بلد ولا يخفى عليك ان الدول يقاس تطورها بمدى فاعلية ادارتها وقدرتها على العمل والتميز في جميع المجالات، لذا اتقدم اليكم بهذه الاسئلة التي ارجو ان ترى صداها ضمن اسطر عمودكم في الايام المقبلة:

هل هناك معايير لاختيار الوزراء؟! وهل هناك انظمة ومعايير تحكم اختيار القياديين بحيث لا يستطيع اي وزير ان يتخطاها كونها محصنة وتستهدف الصالح العام، اي على مستوى الوكلاء والوكلاء المساعدين والمديرين؟! لماذا عندما نرجع لارشيف الصحافة في الثمانينيات والتسعينيات نجد ان جميع مشاكلنا الحالية هي تكرار لتلك المشاكل؟! من يملك السلطة والقوة ومن يملك الثروة؟! هل هي السلطة الاولى ام الثانية؟!  هل وضعت في الكويت قط خطط لخمسة او خمسة وعشرين عاما؟! وهل قامت اي حكومة من الحكومات المتعاقبة بتنفيذ خطط من سبقها من حكومات ان وجدت؟!

والسؤال الاخير:
هل لو تم اختيار الوزراء وفق معايير محددة (القوة، الامانة، الصدق، حسن السيرة العلمية والقدرة القيادية ونظافة اليد)، وتم اعطاؤهم صفة الثبات ومنع التدخل والاخلال بمعايير اختيار القيادات العليا والوسطى، فهل يستطيع احد من النواب حينذاك مناكفتهم؟! ان المال بيد الحكومة، والسلطة بيد الحكومة، والتنفيذ بيد الحكومة، وتطبيق معايير العدالة بيد الحكومة، لو استخدمت تلك الاوراق في المرحلة المقبلة بشكل صحيح لتفرغ اعضاء مجلس الامة لسن التشريعات والقوانين التي تساعد تلك الحكومة الجادة على الانجاز، وهنا سينسحب من يفكر في مصلحته الشخصية لا مصلحة الوطن، ومن يعمل لتنمية ثروته الشخصية لا ثروة الوطن من العمل السياسي، سواء كان نائبا او وزيرا كونه سيعلم ان مرحلة التكسب غير المشروع قد ولت دون عودة.

اخي سامي، الكويت مساحتها 17 الف كلم2، ومبتلاه بفوضى ادارية وفساد مالي ومنهاجية محاصصة ساقطة، وقد سبق لي ان قدمت رسالة ودراسة مجانية بحكم تخصصي ورسالة بالماجستير اسمها «اسس ومعايير اختيار القيادات العليا في الكويت على مستوى الوكلاء ومساعديهم والقيادة الوسطى»، وارجو تحقيقا للاصلاح والتغيير ان يتم تطبيق معاييرها بقوة القانون.

آسف على الإطالة استاذ سامي، لكني للامانة وجدت متنفسا في عمودك خاصة ما يتميز به من هدوء وحكمة وعقلانية.

اخوك فايز المطيري    

[email protected]

ارجو ان نضيء الشموع بدلا من الاكتفاء بلعن الظلام، ولا شك ان رسالة ودراسة الاخ فايز المطيري تستحق النظرة الجادة لها ومن ثم العمل على تطبيق معايير ثابتة وواضحة لتعيين القيادات السياسية والادارية في الدولة من الوزير حتى ادنى مستويات القيادة في الوزارات والمؤسسات الحكومية.

سعيد محمد سعيد

التخطيط للأمن الاجتماعي

 

تبدو قضية تحقيق الأمن الاجتماعي مهملة في مجتمعنا على رغم أهميتها، وفي كثير من الأحيان، لا تظهر إلا للاستهلاك الإعلامي، لكنها على أرض الواقع، غير ملموسة!

قضية «الأمن الاجتماعي»مسئولية كبيرة دينيا ووطنيا، تستدعي موقفا مبدئيا وأخلاقيا من كل فرد في المجتمع، وإذا كنا نحتفل هذه الأيام بمناسبة عزيزة هي اليوم الوطني للبلاد وذكرى جلوس جلالة الملك، فالفرصة مواتية للحديث عن هذا الجانب والإشارة إلى ما نملكه من مرتكزات تسهم في تحقيق الأمن الاجتماعي منها العمل على ترسيخ التعايش المشترك بين جميع المواطنين، واعتماد لغة للتفاهم بين أصحاب الرؤى والثقافات والتوجهات المختلفة، الابتعاد عن الخلافات الدينية والطائفية والمذهبية، واحترام الرموز المعتبرة في كل دين وطائفة ومذهب، ورفع مستوى المعيشة بزيادة الدخل للفئات المتوسطة ومحدودة الدخل.

تحقيق الأمن الاجتماعي يتطلب أيضا إيمانا بتغليب الحس الوطني والأخلاقي على المصالح التجارية والمنافع الشخصية، والمشاركة في النظام السياسي لمعالجة المشكلات في المجتمع، والأهم من ذلك، الاجتماع على حب الوطن الذي يجمع جميع المواطنين بفعل ما يجلب الخير له ويدفع الضر عنه، وإشاعة روح المواطنة وزرع روح المشاركة على إعماره والحفاظ على وجهه الحضاري.

إن هناك مساحات أخرى مهمة قد لا يهتم بها المجتمع ومنها تشجيع الأهل والمؤسسات الاجتماعية على تحمل مسئولياتهم تجاه الأجيال الناشئة في النواحي التربوية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، والقضاء على الأساليب المؤثرة سلبا في فقدان الأمن الاجتماعي من انتشار الجهل والفقر والبطالة وتفكك الأسرة وإهمال الشباب، وهذا يستدعي، كما يرى أحد الباحثين العرب المهتمين بهذا الجانب وهو عدنان زرور، ضرورة توعية أفراد المجتمع بضرورة الالتزام بالقانون باعتباره حاجة بشرية اجتماعية تحفظ أمنهم الاجتماعي، وعليهم الاجتهاد بمعرفة الحقوق والواجبات والوسائل القانونية التي يحفظون بها حقوقهم ويؤدون واجباتهم.

قد لا يكون من المناسب طرح مقترح لإنشاء هيئة وطنية تتحمل مسئولية التخطيط للأمن الاجتماعي ووضع الوسائل وتحديد سبل تحقيقه، تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية وعلماء الشريعة وقادة الفكر ومنظمات المجتمع المدني وعلماء الاجتماع والتربية، لسبب أن مثل هذه المقترحات لا تلقى صدى تفاعليا، لكن لا يمكن تحقيق الأمن الاجتماعي بمجرد رفع الشعارات.

وكل عام وهذا الوطن الكريم بخير

محمد الوشيحي

تحشيش

الله يمسيه بالخير ذلك الشايب، كان يمتلك الكثير من فراسة البدوي، وكان يدقق النظر في وجه بوش ويقول: «عيون النصراني هذا عيون الشجاع»، ويدقق مرة أخرى وبجدية لا حدود لها في عيني بوش ثم يردد: «أشهد بالله أن عينيه عينا شجاع»! إلى أن جاءت ليلة ظهر فيها بوش في نشرة الأخبار يلوح بيده ويقبل زوجته، فصرخ الشايب مستنكرا: «الخبيث ديوث»؟
عبثا حاونا أن نشرح له بأن عاداتهم في أميركا لا تمنع مثل هذا التصرف بين الأزواج، بل بين العشيقين، وأمام الناس، لكنه أصر على أن بوش لديه بيت يستطيع أن يقبل فيه زوجته ويفعل معها ما يريد، أما أن يقبلها أمام الناس فهذه «دياثة» لا مراء فيها. وماذا عن شجاعته طال عمرك وهو الديوث؟ سألته فأجاب: «ما على هذي من هذيك»، أي لا دخل لهذه بتلك، هو شجاع وديوث في وقت واحد، الخبيث. متابعة قراءة تحشيش

سامي النصف

الوزارة الشابة القادمة وأدوار الوزراء فيها

لنبدأ بوزراء الأسرة الحاكمة والذين نعتقد ان ادوارهم تختلف عن ادوار الوزراء الآخرين فلا يطلب منهم الدخول في اللغو والقضايا الخلافية مع النواب والكتل السياسية حرصا على مكانتهم وحماية لهم من التجريح خاصة ان منهم أمراء المستقبل لذا فإن طلب من غيرهم من الوزراء الكلام، فالافضل لهم الصمت على ان يضربوا القدوة الحسنة في العمل وفي حسن اختيار القيادات الادارية التي تعمل معهم.

ويمكن النظر في خلق عرف ديموقراطي يبعدهم عن عمليات الاستجواب وبالمقابل من يثبت عليه بالدلائل والقرائن الخطأ الجسيم او التجاوز يطلب اعفاؤه على الفور من منصبه الذي هو نهاية مطاف عملية الاستجواب حفاظا على كرامة الاسرة التي يمثلها وكي لا نصحو يوما ونجد اننا قد جرّحنا وضعضعنا مكانة كل امراء المستقبل، وللاعراف في الديموقراطيات المتقدمة قوة الدساتير واكثر.

وقد استمعت قبل ايام من عالم الفضاء المصري فاروق الباز ابان منحه جائزة مؤسســـة الفكـــر العربي مقولــــة صفق لها الجمهور طويلا وملخصهـــا انه وبهذه السن لا يحتــــاج للتكريــــم والجوائــــز ويفضل ان تقدم تلك الجوائز للشبــــاب كحوافـــز لهـــم، وبعد ذلك التقيت في سفــــرة لاحقــــة بكثير من وزراء المغـــرب ودول الاتحاد الاوروبي ولاحظــــت انهم جميعا في الثلاثينيات أو اوائـــل الاربعينيــــات من العمر حالهـــم كحال الرؤساء اوباما وبوش وكلينتون كونهم الاكثر عطاء وتحملا وتجديدا في العمل.

وما يحتاجه الأمر هو البحث عن الوزراء في مراكز عمل العقول الشابة الكفؤة من خريجي ارقى الجامعات والمعاهد لا في دواوين الحش والحكي، حيث ان تلك العقول لا ترتاد مثل تلك المنتديات بل تجدها متفرغة لتطوير ذاتها، لذا بودنا ان توضع لوائح بالمبرزين من شباب علماء معهد الأبحاث والاطباء والمهندسين وغير ذلك من مهن، وبذلك تسقط المحاصصة عن طريق توزير الكفاءات المحايدة التي لا يختلف اثنان على قدراتها ويصبح من واجب النواب والكتل اعطاء هؤلاء الشباب فرصتهم كاملة لخدمة الوطن لا ان يستبدلوا بالاستجوابات المباشرة كل اشهر قليلة، كي لا ننتهي باستبدال شعار «كل مواطن خفير» ليصبح «كل مواطن وزير».

وسيجد من يرغب ضمن القطاع الخاص قدرات وكفاءات شابة كويتية بارزة ومنجزة لم تتلوث بالروتين الحكومي المعتاد، والمهم عند الاستعانة بشباب ذلك القطاع ان نبعد عن اختيار من انتهوا للتو من اغراق ونهب الشركات الخاصة وبدأت شهيتهم تتجه لأمـــوال القطـــاع العام، فالقطاع الخاص كغيــــره مــــن القطاعـــات يضـــم بين اعضائه من هم اقرب للملائكـــة في نقائهــــم وضمنه كذلــــك مـــن هم اقرب للشيــــاطـــين في تدميرهــم.

سعيد محمد سعيد

مستشارو الكذب و…قلة «الحيلة»!

 

على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي كلها، بدأت ظاهرة «المستشارين» قديما، وربما منذ عشرينيات القرن الماضي إذ كانت بعض مشيخات الخليج تستعين بمستشارين من هنا وهناك للمساهمة في تسيير أمور الدولة وتخطيط حاضرها ومستقبلها، وكان لبعض المستشارين دور لا يمكن إنكاره في تحقيق مراحل تطوير حقيقية مشهودة، فيما كانت للبعض الآخر صفحات سوداء سجلت في تاريخ هذا البلد أو ذاك، لا يمكن أن تنسى.

وعلى أي حال، ليس حديثنا هنا لتوثيق أسماء ومساهمات بعض المستشارين وأدوارهم فقد رحلوا وبقيت بصماتهم الجيد منها والسيئ، لكن الذي لا يزال قائما هو الاستعانة بخبرات من مختلف الدول، وبعضها من دول عربية، لتقديم الدراسات والتقارير الاستشارية للحكومات… إن الملاحظ على مدى السنوات العشرين الماضية، أن دول الخليج العربي مرّت بأزمات سياسية ومالية متعددة، وكان لبعض المستشارين حضور واضح في إثبات فشلهم في القدرة على تقديم الرؤى الواضحة والدقيقة في استشراف المستقبل، بل ما يلاحظ أن بعض أولئك المستشارين الذين يتقاضون أجورا خيالية وامتيازات لا يحلم بها من هو في مثل مستواهم وأفضل منهم من أبناء الخليج من الخبرات والطاقات الخلاقة، كانوا سببا في تعطيل الكثير من الخطط والبرامج التطويرية، وكان جل ما يقدر عليه بعضهم تقديم التقارير والاستشارات المبنية على الخيالات والدوافع الافتراضية غير المستندة على حقائق، ما أسهم في وقوع بعض دول الخليج في مشاكل سببها كذب أولئك المستشارين وعدم دقة تحليلاتهم.

والسؤال هو: «مع ثبوت فشل أداء الكثير من المستشارين، لماذا الإصرار على الاستعانة بهم في الوقت الذي تزخر فيه دول الخليج بالكثير من العقول من أبنائها؟ وهل لا تزال (عقدة الخواجة) متأصلة ومؤسسة على قناعة بأن ذوي الشعر الأشقر، أو أولئك الفطاحل من المستشارين العرب، يمتلكون عقولا وأفكارا وعبقرية لا يمكن أن تتوافر في أبناء البلد؟».

لسنا بالطبع ضد المستشارين ذوي الكفاءة من أصحاب الضمائر الحية، ولكن آن الأوان لإحداث تحول في رسم سياسات دول الخليج بالاستعانة بالخبرات الوطنية، وقد أثبتت بعض التجارب نجاحها، نأخذ على سبيل المثال دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت اللتين أدركتا أن من المهم منح الفرصة للخبراء الاستراتيجيين من أبناء البلد لوضع السياسات والبرامج والخطط، فكانت النتيجة مثمرة على صعيد تنشيط الاقتصاد وتطوير التشريعات والنظم وإحداث طفرات مميزة في مجالات التعليم والصحة والعمل الاجتماعي، بل وحتى على صعيد تنمية الطفولة والشباب، فيما لا تزال بعض الدول تقع في أزمة تلو الأخرى بسبب سوء تقدير وأداء مستشارين اعتادوا على الكذب وتقديم التقارير المليئة بالخيالات المخيفة والمقلقة وتلك التي لا تقوم على الأسس العلمية في التحليل والاستنتاج، حتى أن بعض دول الخليج لا تزال تعاني من معوقات متعددة على صعيد استكمال مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز العمل الديمقراطي والتعامل مع قضايا مهمة مثل البطالة والتصدي للفقر وتمكين المرأة وتنمية الاقتصاد الوطني، والسبب في ذلك، رؤى استشارية لا تعدو كونها سيناريوهات لا تصلح حتى لفيلم «هندي»