سعيد محمد سعيد

«التحشيد الفاشل» بسبب «فشل التحشيد»!

 

ليس صحيحا، بل وليس ما يعقله العاقل أن ننكر وجود تحشيد منظم واضح في الساحة المحلية، سياسيا ودينيا واجتماعيا، والمهم من ذلك، والأكثر حساسية… طائفيا! لكن، من الواجب القول إن ذلك التحشيد، ولربما هذا من سوء طالع منظميه ومحركيه، لا يلبث أن يتلاشى ويختفي ويفشل.

باختصار، وكأن المجتمع البحريني «الأصيل» يريد أن يؤكد للمحشدين، سواء كانوا من المسيسين أو المتسيسين من الطائفتين، أو الطائفيين من المذهبين، أو العابثين في مقدرات البلاد من الفريقين… أقول يريد أن يؤكد للمحشدين، أن ما يفعلونه ما هو إلا شبيه بالألعاب النارية (وخصوصا التي أجريت هذا العام)… سويعة، وينتهي الأمر ولا يبقى له أثر، وأبلغ تشبيه لأنشطة التحشيد في البحرين هو تلك الألعاب النارية التي أجريت في المحافظة الوسطى هذا العام، وجمعت الناس والأجناس من كل حدب وصوب، لتستمر لمدة لم تتجاوز الخمس دقائق فقط، فيما بقي الآلاف في الجهات الأربع، لا يعلمون من الأمر شيئا… وحينما ملّوا الانتظار، رحلوا وعلامات الاستفهام تدور حول رؤوسهم!

وليسمح لي القارئ الكريم أن أكرر ما أقوله دائما، وهو أننا لا نرغب في استخدام مفردات مثل: «الفريقين… الطائفتين… المذهبين»، لكننا -عنوة – ندور في فلك ذلك الشحن الذي لا يكاد يتوقف من طرف حتى يشعله طرف آخر! والكل يتفنن… بعض صغار الكتاب وكبارهم يتفننون… مشايخ وخطباء ما عرفوا الحق من الباطل يتفننون… معلمون ومعلمات يتفننون… ناشطون سياسيون، بل قل جمعيات برمتها تتفنن…والغريب أن الدولة صامتة تجاه أي حركة تحشيد! اللهم باستثناء بعض الخطوات الخجولة تحدث لتطييب النفوس… ثم ما تلبت تلك النفوس أن تشحن من جديد!

صور التحشيد الطائفي التي يشهدها مجتمعنا اليوم خطيرة إلى درجة أنها توغر الصدور وتزرع الحقد بين الناس، والأغرب من ذلك أنك تجد مواطنا متعكر المزاج بسبب معلومة أو قصة أو خطبة (طائفية)أو تصريح صحافي… والمصادر متنوعة ومتعددة: منها بعض النواب ومنها بعض المسئولين ومنها بعض الخطباء، لكن يبدو واضحا أن بعض الصحافيين أولا وبعض الخطباء أو المحسوبين على التيار الديني ثانيا هما سبب تردي الأوضاع!

قلنا أن ذلك التحشيد يفشل كحال الألعاب النارية (أم خمس دقائق)، لكن لماذا يصدقهم الناس… وخصوصا إذا كانت النوايا خبيثة؟ ولماذا يتبارى الخلق ويتنازعون ليفرح مشعلو الفتن؟

سامي النصف

ليت للبراق عيناً

تشكيل الوزارات في جميع دول العالم يرسل برسائل واضحة للشعوب تغني عن ملايين الكلمات وآلاف التصريحات، فلنحسن اختيار شخوص الحكومة المقبلة ولنعط من خلال التشكيل دلالات التغيير والتفاؤل والامل والجدية في مواجهة تحديات المستقبل وما اكثرها، وفي هذا السياق فاحكام المحاكم ترسل كذلك برسائل جلية للجميع تدعو اما للاصلاح او.. افعلوا ما تريدون ولن يصيبكم شر.

الازمة المالية الحالية اشد ضراوة وحدة وتدميرا وتفليسا من جميع الازمات الاقتصادية السابقة مجتمعة، لذا فعلينا ان نقر – وبتواضع شديد – بأن خبراتنا المحلية غير مؤهلة للتعامل مع كارثة بهذا الحجم، ومن ثم فإن المبالغ التي دفعت والتي ستدفع ستذهب سدى ودون فائدة، والافضل من ذلك ان نحضر خبرات اجنبية عالية الكفاءة و«نستمع» لنصائحها كنوع من التغيير هذه المرة، ثم بعد ذلك نضخ الاموال بعد تأكدنا من انها ستخدم الغرض المطلوب.

مصداقية السياسي هي اقرب لعود الثقاب الذي لا يشتعل الا مرة واحدة، لم يعد هناك احد للاسف يثق بما يأتي من وزارة الطاقة، ونرجو ان يركز مسؤولها على القضايا الجادة المطروحة كـ «المصفاة» و«الداو» لا ان يتم البحث عن ذرائع هنا وهناك والقاء اللوم على هذا الطرف او ذاك، فنحن في النهاية بين خيارين احلاهما مر، الاول ان تلك القضايا من المشاريع هي مشاريع استراتيجية واجب الاخذ بها، الا ان القائمين على الوزارة كانوا اقل قدرة وكفاءة من الدفاع عنها واقناع الناس بصحتها وتلك مصيبة، الثاني انها مشاريع غير محقة ويراد تصريفها رغم ذلك وتلك كارثة.

في وقت نستجدي فيه مبلغ 600 الف دينار (مليوني دولار) لبناء منارة للثقافة والتنوير والادب عبر اعادة اعمار مقر رابطة الادباء الكويتية التي مضى على انشائها ما يقارب النصف قرن، تتواتر الانباء عن احتمال خسارة الكويت مبلغ مليار دولار كتعويضات بيئية بسبب تباطؤ الجهات المعنية في الرد على اسئلة ومتطلبات الامم المتحدة، وكالعادة لن يحاسب احد فيما لو خسرنا المبلغ فنحن بلد فريد يتساوى فيه من يخسرنا مليارا ومن يربحنا مليارا، بل اننا في كثير من الاحيان نكافئ الاول لأن اختياره لخام دشاديشه يبهرنا ونعاقب الثاني لأن بعض اقواله لا تعجبنا.

هل يعقل والحالة الاقتصادية بهذا الشكل المزري ان تعلن احدى الشركات المساهمة المرتبط اسمها باحد مشاعر الحج رفع رأسمالها بأربعة اضعاف تسحب من جيوب المساهمين كي تستخدم ـ وهنا الغرابة التي تحتاج لتفعيل الرقابة ـ لشراء اسهم واصول من اعضاء مجلس ادارة الشركة نفسها (!) بأضعاف مضاعفة، حيث يشترى على سبيل المثال 98% من شركة رأسمالها 5 ملايين جنيه مصري بـ 144 مليون جنيه و40% من شركة رأسمالها 10 ملايين جنيه مصري بمبلغ 530 مليون جنيه كما اتى في محضر مجلس الادارة المنعقد في 14/10/2008 وغيرها من صفقات مماثلة.

آخر محطة:
اصبنا في السابق دون غيرنا في المنطقة بخمس كوارث اقتصادية كبرى اشهرها المناخ ولم يحاسب احد قط، اذا لم تتم المحاسبة هذه المرة فلنبشر بكوارث ونكبات قادمة طال الزمن ام قصر، هذا اذا بقي شيء اسمه سوق اوراق مالية بعد التخبط الذي نراه قائما في التعامل مع السونامي الاقتصادي الحالي.

احمد الصراف

نفحات الوزير باقر.. وسيوفه

قام وزير التجارة، وممثل الحركة السلفية في الحكومة، بعقد مؤتمر صحفي قبل ثلاثة أشهر تقريبا، بتاريخ 7/10/2008، أكد فيه الأمور التالية:
أولاً: إن التراجعات التي شهدها سوق الكويت للأوراق المالية وقتية بسبب التأثر النفسي والهلع مما يحدث في العالم.
ثانياً: اقتصاد الدولة متين وليس لدينا أدنى تخوف من انهيار بنوكنا.
ثالثاً: اقتصادنا قائم على النفط الذي يتداول على قيم جيدة.
رابعاً: تقوم مؤسسات مالية أميركية بإيداع أموالها في البنوك الكويتية، ولدينا تأكيد “يفوق الوصف” على متانة الاقتصاد الكويتي، وبنوكنا “الأفضل” عالميا.
خامساً: إيقاف التداول في البورصة غير منظور.
سادساً: مشروع قانون “هيئة سوق المال” سيكون جاهزا لتقديمه إلى مجلس الامة لإقراره.
سابعاً: أكد الوزير بكلمات حازمة عدم وجود أي تلاعب في التداول، وأن نظام التداول بإمكانه كشف أي محاولة من هذا النوع وتطبيق العقوبة على من يخالف.
لا يتطلب الأمر الكثير من الذكاء والذاكرة القوية لنتبين أن تصريحات الوزير لم يتحقق منها شيء. فتراجع الأسعار في سوق الكويت للأوراق المالية لم يكن وقتيا، بل استمر منذ مؤتمره وحتى اليوم من دون توقف، ولفترة أطول مما توقع الكثيرون، وليس فقط الوزير. أما ان اقتصادنا قائم على النفط فهذا صحيح، ولكن ما هو غير دقيق قوله إن النفط يتداول بأسعار معقولة، وانه من غير المتوقع انهيار اسعار النفط إذا دخل الاقتصاد العالمي مرحلة الكساد! فما نراه أمامنا امر يثير الهلع حقا. أما القول ان مؤسسات أميركية تقوم بإيداع أموالها في مصارفنا، فهذا ادعاء ما كان يجب أن يصدر عنه، وقوية منه، فما أودع في فروع مصارف كويتية من أموال لا يمكن وصفه بالمبالغ الكبيرة، بل بالفتات ولفترة محدودة، مقارنة بحجم الأموال التي خرجت من الكويت خلال فترة الهلع.
ولا نزال، وبعد مرور كل هذه الفترة الطويلة، بانتظار صدور قانون “هيئة سوق المال” الذي أصبح كبيض طائر الصعو الصغير الذي نسمع به ولا نراه!
أما قضية التلاعب في البورصة فلا شك أنها مضحكة وغريبة، فالتلاعب كان ولا يزال وسيستمر.
نتمنى عدم ورود اسم السيد أحمد باقر في التشكيلة الوزارية الجديدة، ووزيراً للتجارة بالذات، ففي عهده الميمون لم يتحقق شيء يذكر، بل كانت سنوات عجافا لكل قطاعات العمل فيها، خصوصا في هيئة الصناعة!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

«سلّط على النصراني»

«من دون تفكير، الإجابة: بندر بن سرور العتيبي»، هذا ما قلته للأصدقاء عندما سئلت عن «شخصية تتمنى وجودها معنا الليلة في الديوانية». فبندر رحمة الله عليه هو أحد عظماء الشعر في الجزيرة العربية، ولم أستغرب عندما علمت بأن الراحل الكبير أحمد الربعي يحفظ الكثير من أشعاره، فالربعي متذوق فاخر للشعر.
شرسة تلك المعارك التي دارت بين الدنيا وبين بندر، انتصرت هي عليه في النهاية، لكن انتصارها جاء بالغدر. انتصرت بعدما استعانت بالظروف والجبناء والأموال وسوء الحظ، والكثرة تغلب الشجاعة وأنا أخوك.
بندر ساءه أن تتلاشى الفروقات بين الرجال بسبب النفط، أو الزيت كما كان يسميه، فكتب قصيدة ولا أجمل، يقول في جزء منها: سلّط على النصراني اللي لقا الزيت، لعل نبع الزيت يعمي عيونه / لولاه تحتاج المراجل شفاليت، تحتاج شيء (ن) يقصر اللاش دونه /… إلى آخر القصيدة. متابعة قراءة «سلّط على النصراني»

سامي النصف

قضايا منتصف الأسبوع

حقق صاحب السمو الأمير حفظه الله احلام شباب ولاعبي الكويت عبر تدخله الفاعل لرفع الحظر على مشاركة الكويت في دورة الخليج المقبلة لكرة القدم، فهل يحقق لاعبونا بالمقابل طموحات سموه وطموحات اهل الكويت بالحصول على كأس الدورة؟ نرجو ذلك.

في حفل عشاء ضمنا مع جمع لاخوة افاضل عرب يعملون منذ عقود في الصحافة الكويتية تم الحديث عن الراحل الكبير محمد خالد قطمة وضرورة ان تتبنى الكويت ودورها الاعلامية ومنتدياتها الادبية قضية الاشادة وتخليد الراحلين العرب ممن يوافيهم الاجل في بلدنا كما تم الثناء على مبادرة السفير السوري الكريمة بتبني اربعينية الراحل الكبير محمد قطمة.

وقد نقلت هذا الطرح لبعض الاخوة الافاضل من اعضاء رابطة الادباء الكويتية عند زيارتي لهم في مقرهم بالعديلية ومعه مقترح لفتح الرابطة لـ «صالون» ادب وثقافة اسبوعي او شهري يستضاف خلاله الادباء والشعراء ودكاترة الجامعة المختصون في الادب العربي ومشرفو الصفحات الثقافية العرب العاملون في الصحافة الكويتية كي يصبح الصالون منتدى للزائرين وليعمل بالتعاون مع الوزارات والمجالس المعنية وبالتنسيق مع القائمين على مكتبة عبدالعزيز البابطين للشعر العربي.

ومازالت رابطة الأدباء وهي احد معاقل التنوير المهمة في البلد تشتكي مر الشكوى من تقادم مبانيها التي تم انشاؤها منذ اكثر من اربعة عقود ولا تحتاج الرابطة الا الى مبلغ 600 الف دينار لانشاء مبنى جديد يليق باسم الكويت ورابطتها الادبية، والامل معقود على الجهات الحكومية المختصة وعلى المؤسسات المالية الخاصة وعلى رأسها البنك الوطني والبنك التجاري لتبني مثل ذلك المشروع الذي يمكن ان يخلد اسم متبرعه عبر اطلاقه على صالات المبنى الجديد.

نشرت صحيفة «الوطن ديلي» في عدد الامس خبر انشاء شركة حكومية لاستقدام العمالة وهو امر محير حيث اعتادت الدول ان ترحل الانشطة الحكومية للقطاع الخاص ونحن نقوم بالعكس من ذلك وهل لنا ان نتصور حالة الافراد او الشركات المساهمة والخاصة عندما يتم ارغامهم على اللجوء لتلك الشركة الحكومية وانتظار توفيرها العمالة لهم وهو امر قد يحتاج لتعطيل اعمالهم لسنين عدة.

يقال ان اكبر استثمار مالي للانسان هو شراؤه لبيته والثاني عند شرائه سيارته، هل يمكن كنوع من التغيير ان نستمع لاهل الاختصاص في القطاع العقاري كرئيس اتحاد العقاريين واعضاء الاتحاد في شكواهم المريرة من القوانين المستعجلة التي صدرت هذا العام والتي تسببت في تدمير عمل الشركات العقارية والاستثمارية وقيدت مساهمتها بتوفير الرعاية السكنية للشباب.

وفيما يخص الاستثمار الثاني ونعني السيارات هل يجوز ان نصبح البلد الوحيد في العالم الذي لا يملك اسواق «حراج» للسيارات المستعملة مما يضطر المواطن لعرضها بشكل قبيح على الارصفة حيث تتم مخالفتها؟ لقد وفرت البلدية كما علمت الاراضي اللازمة لوزارة التجارة التي لا نعلم سبب تخلفها في انشاء ما لا يقل عن 3 اسواق حراج للسيارات في شمال ووسط وجنوب البلاد.

آخر محطة:

نشرت الصحف ان الشركة المالكة للاڤنيوز تقدمت بمشروع توسعة جديدة ستكلف 250 مليون دينار ستستثمر في البلد نرجو ان تقدم المعاملة للبلدية الساعة التاسعة صباحا وان يوافق عليها الساعة التاسعة ودقيقتين. ارضية البحيرة الصناعية في مشروع الكوت بالفحيحيل وهي المعلم الرئيسي للمشروع اضحت متهالكة ومتساقطة والافضل ان تستبدل بفسيفساء زرقاء جميلة، كما نود لو سمح بنقل اسواق السمك واللحم وحتى الخضار والفواكه الى مبنى جديد منفصل وبعيد عن مبنى الاسواق التجارية والمقاهي والمطاعم.

احمد الصراف

مسلمات ودماء ودموع

يعتزم احد نواب البرلمان الباكستاني تقديم مشروع يحرم زواج القرآن الذي ينتشر في مقاطعة السند الغنية. ويعتبر هذا النوع من الزواج مشروعا، حيث يتم بمقتضاه قيام العائلات الغنية بتزويج بناتها، وهن صغيرات، للقرآن، وبالتالي لا يمكنهن الزواج ثانية تحت اي ظرف إلى ان يمتن. ويهدف ذوو الفتاة من وراء عقد مثل هذا النوع من الزواج حفظ ثروة العائلة من التفتت بالحيلولة دون انتقالها إلى طرف اجنبي بالزواج!
وفي السعودية ونقلا عن صحيفة الوطن الكويتية قامت سيدة سعودية برفع دعوى على مطلقها بسبب اقدامه على تزويج ابنتهما البالغة من العمر ثماني سنوات لرجل يكبرها بخمسين عاما! وقال عبدالله الجطيلي محامي الزوجة، ان الطفلة تلميذة في المدرسة ولا تعرف انها متزوجة، وان المواثيق الدولية تستوجب الحكم لها بالطلاق!
بالأمس حكمت المحكمة بصحة الزواج ورفض الدعوى التي اقامتها الأم لأنها «غير ذي صلة» كونها مطلقة والأب هو الولي الشرعي على الطفلة!
وقد علق رجل الدين السلفي محمد عبدالله الهبدان بأن الزواج صحيح، وأن ما تقوم به الدول الاسلامية من تحديد لسن زواج الفتاة او الفتى مخالف للشريعة، ويعد «تضييقا» على الناس ما انزل الله به من سلطان. وقال ان المعيار الذي يسمح بهذا النوع من الزواج هو «شرط عدم الاضرار بالفتاة وبمدى قدرتها على تحمل الوطء»، فإن كانت تتحمل العملية الجنسية فلا ضرر من تزويجها! وبرر الهبدان الزواج في سن صغيرة بانه بحد ذاته قوة تحدث في الصغير يخرج بها من حالة الطفولة إلى حالة الرجولة!
رفي ايران لا تعارض فتاوى كثير من رجال الدين الشيعة، ومنهم الامام الخميني، زواج الفتاة الصغيرة حيث اجاز الاخير في كتابه «تحرير الوسيلة» هذا النوع، حتى لو كانت الزوجة رضيعة!! علما بأن قوانين الاحوال الشخصية في ايران تجيز لولي الامر تزويج ابنته متى ما بلغت التاسعة من العمر!
اما في اليمن، فالأمر مختلف، حيث حصلت الصغيرة نجود علي الاهدل البالغة من العمر عشر سنوات علي لقب امرأة العام 2008 من «مؤسسة الرحمة العالمية لليتيمات»، بعد ان نجحت في اثارة اكثر من جهة بقصة زواجها غير المتعادل والذي انتهى بالحكم لها بالطلاق من زوجها ناصر السالمي البالغ من العمر ثلاثين عاما.
وعلى ذمة جريدة السياسة الكويتية قام مواطن بضرب زوجته ضربا مبرحا لتسببها في زيادة الملح في طعام الغداء، وقد قامت الزوجة باللجوء الى مخفر المنطقة وتقديم شكوى بحق زوجها، ومن المستبعد كثيرا حصولها على تعويض نتيجة تعدي زوجها عليها بالضرب.
وفي الكويت تقدم طبيب عربي مسلم قبل عشر سنوات تقريبا بطلب الزواج من طبيبة كويتية تعمل معه. رفض والدها الطلب، مما دفع الطبيبة الى ترك وطنها والسفر إلى دولة زميلها حيث تزوجا هناك واثمر زواجهما ثلاثة اطفال رائعين. تدخل الوسطاء، بعدها وأَُسقط اعتراض الاهل عنها، فرجعت إلى الكويت مع زوجها وابنائها لتلتقي بأهلها الذين حرمت من رؤيتهم لسنوات عدة، ولكن والدها فاجأها بحكم محكمة صدر في غيابها يقضي بتطليقها لأن الزواج تم بغير رضاه، طبقا لمذهبه الديني!!
وفي المانيا زادت اخيرا وتيرة جرائم «الشرف»، التي ينتشر ما يماثلها كثيرا في الاردن. وبلغ الامر الذروة عندما اقدم شاب افغاني في الرابعة والعشرين من العمر بطعن شقيقته مورسال، البالغة من العمر ستة عشر عاما، بــ 23 طعنة سكين وتركها تنزف امام الناس حتى الموت في محطة مترو هامبورغ، وكل ذلك لأنها اصرت على عدم ارتداء الحجاب ولرغبتها في مسايرة الموضة في ما تلبس.
ونختتم هذه الباقة من الاحداث الجنسية «المشرفة» بخبر في السياق العقلي نفسه الذي نعيشه، يتعلق بسقوط 15 يمنيا بين قتيل وجريح في قرية الخربة بمحافظة اب جنوب صنعاء، اثر نشوب صراع دموي بين عشيرة «مكابس» وعشيرة «بني عباس» استخدمت فيها القنابل والأسلحة الرشاشة، بسبب……. إقدام حمار من العشيرة الاولى بالاعتداء جنسيا على أتان (حمارة) من العشيرة الثانية من دون اذن صاحبها. والخبر نشر يوم 21ـ12 في الصفحة الاخيرة من «السياسة» الكويتية!

أحمد الصراف

سامي النصف

حكومة الأزمات الاقتصادية القادمة

في عام 2008 وصلت اسعار النفط الى 150 دولارا لمدة قصيرة دون رغــبة او ارادة من الدول المنتــجة وقـــد نتج عن ذلـك الأمر اقتناع شعوب العالم أجمــع بضــرورة ايجاد السبل الكفيلة بالاستــغناء عن الــنفط كسلعة استراتيجية وتحويله الى مادة خام خاملة كالفحم والموز وغيرهما.

لذا فحرصنا الشديد على حسن اختيار شخوص الحكومة المقبلة يكمن في حقيقة انه قد تواجهه ازمات «اقتصادية» غير مسبوقة في تاريخ الكويت بسبب اسعار النفط التي قد تنخفض بشكل دائم وعندها ستصبح الازمات «السياسية» السابقة امرا لا يقارن على الاطلاق بتلك الاشكالات الاقتصادية والمالية.

فأقسى وأشد الأزمات السياسية الماضية تمت وأسعار النفط في ارتفاع متواصل ولم تمس أمور عيش المواطنين حيث لم يتم خفض سعر الدينار او رفع اسعار المحروقات او ازالة الدعم عن المواد الغذائية او اللجوء لإيقاف عمليات التوظيف والبدء بعمليات الاستغناء عن المواطنين في القطاعين العام والخاص كنتيجة منطقية لتلك العجوزات في الميزانية.

ومما لا أستوعبه ولا يستوعبه كل مواطن شريف غيور على بلده مفهوم نرجو خطأه، مضمونه ان القوى السياسية والنواب لا يؤيدون ولا ينصرون إلا حكومة تضم من يزكونه حتى لو ثبت خطؤه وتعديه على الأموال العامة، وأما من هو خارج تلك التزكية فلا يستحق الدعم والنصرة والمؤازرة حتى لو كان أنقى وأطهر وأكفأ الناس.

لقد كانت الكويت حتى عقود قليلة في أشد حالات الفقر والفاقة رغم ان عدد سكانها لا يزيد آنذاك على 100 ألف نسمة من العاملين المنتجين المكافحين وعلى نفس رقعة الارض الحالية ثم أتى الذهب الأسود ليغيرنا من حال إلى حال، لذا يجب ان نأخذ على محمل الجد الشديد احتمال بقاء اسعار النفط في مستويات منخفضة لأجل غير مسمى فنحن في النهاية بلد لا زرع ولا ضرع ولا اقتصاد ولا خدمات ولا استثمار ولا سياحة فيه، وعلينا ان نحتاط للأسوأ وان نجهز الدواء قبل «الفلعة» فذلك ما تقتضيه الحكمة والعقل.

ان الملفات السياسية القادمة بحاجة الى عقول خير من العقول التي ورطت الحكومة المستقيلة في اكثر من مطب، كما ان الملفات الاقتصادية (الاهم) بحاجة كذلك لعقول خير من العقول التي ثبت خطأ أقوالها وتوقعاتها أكثر من مرة، ان الذكاء والاحتراف عملتان نادرتان والبحث عمن يتصفون بهما عملية مضنية للغاية الا ان للحصول على هؤلاء فوائد ومنافع جمة لا تعد ولا تحصى، وواجب حكومة «التغيير» ان تصل اليهم وتفاجئنا بوجودهم ضمن طاقمها القادم.

آخر محطة:
 أحد أسباب نهضة الكويت الحديثة في الستينيات ان الآباء المؤسسين كانوا يحسنون الاختيار ويفرقون بين من يوفر ويعمر من ناحية ومن يخرب ويدمر من ناحية أخرى والموضوع ذو شجون.

احمد الصراف

الزرزور وعازف الفيولين

قبل اربعين عاما، عندما زرت لندن لاول مرة، صدمت حضاريا بأمور عدة ليس المجال هنا لسردها جميعا، ولكني اتذكر ان رؤية العصفور الصغير وهو يحط على طاولة الطعام التي كنت اتناول غذائي عليها في حديقة «الهايدبارك» كان مفاجئا لي! فلم يسبق ان امتلكت طيور بلدي تلك الجرأة في الاقتراب من البشر، وضحكت بداخلي وانا اكلم نفسي قائلا ان ذلك الزرزور الصغير ما كان ليجرؤ على المخاطرة بحياته ومستقبله، لو كان يعرف الخلفية «الحضارية» التي جئت منها، والتي لم تكن تسمح لطائر، مهما صغر حجمه، بأن يقترب كل تلك المسافة من دون ان تنتهي حريته او حتى حياته.. الى الابد.
كما كنت اتعجب من طريقة حياة الموسيقيين المشردين، واختيارهم الشارع كمأوى. وكثيرا ما كان العزف الجميل لبعضهم يستوقفني لدقائق طويلة للاستماع له وانا اعبر انفاق المترو الارضية في طريقي الى البنك، وكنت اتساءل دائما عن سبب عدم قيامهم بالعزف في الحفلات والاماكن العامة طالما كانت لديهم كل تلك المواهب! كما كنت احتار في سبب عدم وجود مأوى لهم في دولة غنية كبريطانيا، قبل ان اعرف ان غالبية هؤلاء كانوا ولا يزالون يفضلون ما يوفره لهم النوم في الشارع من حرية مقارنة بالعيش في الملاجئ، لما تفرضه من قيود على حرية تحركهم ونومهم وروتين حياتهم الخالي من اي التزام بقواعد او قيود لا تتقبلها نفوسهم التواقة للحرية المطلقة وغير المسؤولة!
تذكرت كل ذلك وانا اقرأ النص التالي من رسالة انترنت، وجدت ان من المجدي ترجمتها وبتصرف قليل: في يوم من ايام يناير الباردة اسند رجل ظهره الى حائط في احدى محطات مترو العاصمة الاميركية واشنطن، وبدأ بعزف مقطوعة رائعة للموسيقار العالمي باخ، على آلة فيولين قديمة، استمر عزفه لخمس واربعين دقيقة، واثناء ذلك مر به الآلاف في طريقهم الى اعمالهم، بعد ثلاث دقائق من العزف توقف رجل في منتصف العمر لثوان ليستمع له قبل ان يسرع الخطى مرة ثانية، وبعد دقائق اخرى توقف رجل للحظات ليسقط دولارا في الاناء الموضوع امامه، قبل ان يستمر في طريقه، وبعدها بدقائق جلس رجل آخر على مقعد خشبي مقابله وانصت للعزف مليا قبل ان ينظر الى ساعته وينطلق الى حال سبيله، واجبر طفل والده على التوقف لينظر في وجه العازف وحركات يديه، وكان الوحيد الذي ابدى اهتماما، او ربما فضولا، اكثر من الآخرين، ولكن وقوفه لم يطل كثيرا بعد ان اجبرته والدته على مواصلة السير! وتكررت الحال مرات عدة مع اطفال آخرين، وفي جميعها اجبروا على مواصلة سيرهم.
خلال الفترة كلها توقف 6 اشخاص فقط للحظات، ووضع عشرون شخصا اموالا في انائه، وكان اجمالي ما تجمع لديه يقارب مبلغ 32 دولارا، وعندما انتهى من العزف لم يلاحظ احد ذلك، ولم يكن هناك اي تصفيق، او تقدير لجهده، ولم يعرف احد من آلاف المارة ان ذلك العازف لم يكن سوى جوشوا بل، احد اشهر عازفي الكمان في العالم، وان المقطوعة التي عزفها كانت واحدة من اصعب ما لحن باخ للعزف على الكمان، وان الآلة التي عزف عليها كان ثمنها يزيد على 3،5 ملايين دولار! وما لم يعرفه اي من المارة ايضا ان «حفلة» جوشوا بل الاخيرة، التي كانت في بوسطن قبل يومين من وقوفه في محطة المترو، بيعت تذاكرها ذات المائة دولار بكاملها في يوم واحد.
هذه قصة حقيقية تم ترتيبها بين الفنان وبين جريدة واشنطن بوست كجزء من دراسة تتعلق بدقة الملاحظة ونفاذ البصيرة والذوق والاولويات في حياة البشر.
بينت التجربة باختصار اننا، وفي اي مكان عام، لا ننتبه عادة للجماليات او ندرك حقيقتها، كما لا نتوقف عادة لتقدير قيمة اشياء كثيرة تستحق النظر او التأمل، كما لا نلتفت كثيرا لاصحاب المواهب ان تواجدوا في المكان غير المتوقع او المناسب!
والخلاصة اننا اذا لم يكن لدينا لحظة واحدة للتوقف والانصات لواحد من اعظم عازفي القرن، وهو يعزف واحدة من اجمل المقطوعات الموسيقية، على مر التاريخ ومن خلال اغلى آلة كمان، فكم من الاشياء الجميلة الاخرى يا ترى التي لا نحس بوجودها؟

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

سمير عطا الله … إليك النواقص

استاذنا الأنيق سمير عطا الله الذي تتطلب قراءة مقالاته توافر قطعة كرواسان وفنجان قهوة وربطة عنق بخطوط مائلة، كثيرا ما غافلته وقرأته منبطحا من دون اي كرواسان – اي والله – وبسببه ادركت وغيري، بالدليل الساطع وبما لا يدع مجالا للعك، الا خلافات عائلية بين الكتابة السياسية والادب كما يشيع قليلو الادب. وشاهدنا الانيق وهو يربط الجملة السياسية هذه بتلك بحبل وثيق من الادب، او بحبل من الادب الوثيق. فتعلمنا. متابعة قراءة سمير عطا الله … إليك النواقص

سامي النصف

نحتاج لصدمة تغيير موجبة

نحتاج ضمن الحكومة القادمة الى وزراء اذكياء وما اندر الاذكياء في الكويت، والى وزراء امناء وما اقل الامناء في بلد أصبح فيه تحصيل الثروات مقدما على خدمة الاوطان، ونحتاج للاكفاء ممن تمنع كفاءاتهم وقدراتهم الحكومة من السقوط في الاحراجات المتكررة.

ونحتاج الى تبني شعار «التغيير» قولا وعملا، فالعودة لمنهاج «التقليد» والعمل بما عملناه في المرات السابقة سيؤديان بنا قطعا الى نفس مسار الازمات والاستجوابات والمشاحنات السياسية المتواصلة، والتي يقوي الطرف المعارض فيها وفرة الاخطاء من قبل من تنقصهم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والترويج لها من الوزراء والوكلاء والمديرين في الادارات الحكومية المتعاقبة.

كما يحتاج الامر الى منظرين ومفكرين يجيدون رسم السياسات الحكومية الذكية التي تقنع الناس ويستطيعون الدفاع عنها تحت قبة البرلمان وخارجه، ولا تحتاج الحكومة القادمة بالمقابل لأصحاب التكتيكات الخاطئة أو الى من ترتعد فرائصهم مع كل صرخة توجه اليهم، فمثل هؤلاء الناهلين من خير الحكومة هم في الواقع عالة كبيرة عليها.

ولا حاجة في هذا السياق لإعادة من تمت تجربته وافتضح أمره وثبت أنه يود الوصول للمناصب العامة لأجل الصفقات والعمولات والرغبة في الثراء الشخصي، ومن هؤلاء المجربين من ورط البلد في السابق في قرارات ادت الى ازمات وكوارث وكلفة ضخمة على الاموال العامة، فما الرسالة التي سيتلقاها الشارع الكويتي عندما يجد اسماء هؤلاء «المجربين» ضمن الوزارة القادمة؟!

وهناك كذلك شخصيات عامة نظيفة تمت تجربتها في اكثر من موقع بارز في السابق وأعطت ما عليها واكثر واصبحت اقرب لليمونة التي تم عصرها أكثر من مرة، فما الفائدة من الاعتقاد ان لديها جديدا تعطيه، ان الحكومة القادمة بحاجة الى التغيير لكسب ود الشعب عبر الاستعانة بدماء جديدة ذات فكر جديد، وهذه للعلم اهم مواصفات الاستحواذ على التأييد الشعبي في الديموقراطيات المتقدمة.

ومن الامور الواجب الانتباه لها حقيقة ان بعض القوى السياسية لا ترشح عادة الا المنضوين تحت لوائها، والكويت اكبر كثيرا من كل الكتل السياسية مجتمعة، والواجب الا تنحصر الرؤية فيما يقدم من تلك الاسماء كي لا ترسل رسالة خاطئة تدفع الجموع للانضمام للكتل كوسيلة للترقي وتحقيق الطموح الشخصي، بل يجب الخروج لفضاء الكويت الواسع والفسيح الذي يزخر بالاكفاء والامناء والاذكياء راجين ان يصاب الشعب الكويتي هذه المرة، حال ظهور التشكيل الحكومي الجديد، بصدمة التغيير الموجبة بعيدا عن منهاج الصدمات السالبة المتكررة.

آخر محطة:
 «الشرقة» تحدث عندما تدخل قطعة طعام بطريق الخطأ الى مسار الهواء في الانسان فتسده وهي احد المسببات الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة ولا يحتاج الامر الا الى الوقوف خلف المصاب ورفعه من عند الحجاب الحاجز كي يدفع الهواء الخارج تلك اللقمة بعيدا عن المجرى، توفي في الفترة الاخيرة طفلان بسبب «الشرق» الذي يمكن ان يحصل في البيوت والمطاعم والاسواق والمدارس ولا وقت حينها للهلع أو طلب الاسعاف، حيث سيموت الدماغ او المصاب قبل الوصول، وبدلا من التوعية العامة بكيفية التعامل مع الحالة يحاول البعض للاسف ان يستغلها لخلق ازمة سياسية جديدة، ولا حول ولا قوة الا بالله.