احمد الصراف

فيل ملك سيام الأبيض

عندما يتعلق الامر باقتناء شيء ضخم ومهم، ولكن من دون جدوى او فائدة تذكر، فإنه يوصف بالفيل الابيض. اصل هذا القول يعود الى ان التقاليد الصارمة في «مملكة سيام»، تايلند حاليا، كانت تمنع غير الملك من اقتناء الفيل الابيض المقدس، الذي يسمى «البينو»! وعندما يرغب الملك في معاقبة أي فرد من حاشيته بطريقة فعالة يقوم بإهدائه فيلا ابيض، وهذا شرف كبير بحد ذاته، لكن المشكلة تكمن في تكلفة الاحتفاظ والعناية بحيوان ضخم عظيم الشهية كالفيل! ولقدسية الابيض منه، فإنه يحرم استخدامه في أي عمل، وهنا يصبح وجوده عبئا كبيرا لا يطاق، وقد يتسبب في إفلاس من أهدي إليه، وتدمير حياته.
ولو نظرنا حولنا في الكويت لوجدنا عددا لا بأس به من الفيلة البيض التي تقف شامخة يزعج منظرها عيوننا صباح كل يوم، والتي صرفت الدولة الكثير على انشائها او تركيبها، ولكن من دون جدوى، أو فائدة تساوي ما صرف عليها، ولكنها تبقى علما على مدى سوء تخطيطنا وقلة ادراكنا، وغياب مبدأ المحاسبة من حياتنا.
فبرج التحرير الابيض اللون، الذي قمنا، على استحياء، بالاستفادة منه كفرع لمجمع الوزارات، وليس هذا هو الغرض الذي بني من أجله، يقف شامخا ليدل على سوء التصرف والتخطيط والتدبير، علما بأن تكلفته النهائية قاربت مائتي مليون دولار، دولار يقبل دولاراً!
أما جسور المرور الحديدية البيضاء، فحدث ولا حرج. فهي تخبرنا صباح كل يوم عن مدى سذاجة تفكيرنا، وفساد ذمم الكثيرين منا، وعجزنا حتى عن سؤال رئيس قسم المشتريات في الداخلية عن سبب شرائها. اما الفيل الثالث، فهو مبنى اللجنة الاستشارية العليا بجانب أرض المعارض الذي أنفقت الدولة عليه وعلى إدارته، طوال 15 عاما او يزيد، عشرات ملايين الدنانير من دون جدوى أو فائدة تذكر.
اما الفيل الرابع، فهو مبنى الصندوق العربي للتنمية الذي قاربت تكلفته مائتي مليون دولار، وقد يكون المبنى الأجمل في الكويت، ولكنه كاسمه، لا يعدو كونه صندوقا خاويا من الداخل، ولا تبرر تكلفة انشائه ما يستغل من أجله كمكاتب، او كمعْلم سياحي يراه عشرة زوار كل يوم!
وربما يكون مبنى مؤسسة البترول مبنى مرشحا لان يصبح فيلا ابيض في القريب العاجل، كما حدث مع مبنى ديوان المحاسبة القديم الذي هجرته بعد سنوات قليلة الاستخدام، إلى مبنى أكبر بكثير منه، ولم يحاسب احد ديوان المحاسبة على خطأ حساباته!
انظروا حولكم وستجدون كثيرا من الفيلة البيضاء من حولنا لا يتسع المجال لذكرها جميعا!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

الوجه الجميل للديموقراطية الكويتية

مبروك للفائزين في انتخابات مجلس الأمة وعسى أن يسود طرح الجميع الحكمة والتعقل والبعد عن «التأزيم» الذي لو كان مفرحا وسارا لملّه الشعب الكويتي منذ زمن بعيد فما بالك وهو وصفة غضب وحزن وتعطيل وعرقلة لعمليات التنمية.

ومبروك للناخب الكويتي الواعي والذكي الذي اختار لنا أربع نائبات لا واحدة وحظ أوفر للمرشحة الكفؤة ذكرى الرشيدي التي خاضت الانتخابات منفردة في دائرة محافظة وضد قوائم من الرجال ومع ذلك حققت نتائج غير مسبوقة تعطي دلالة على أنها قريبة جدا من الفوز في المرة القادمة.

إن كفاءة النائبات الأربع وهن جميعا يحملن الدكتوراه ستجعل الناخب الكويتي يصوت للمزيد منهن في الانتخابات القادمة وهو أمر جيد حيث مازلنا أقل من المعدل العالمي لتمثيل النساء في البرلمانات أي 18% ونحن في حاجة ماسة لفوز أربع نائبات جديدات للوصول لذلك الرقم الصعب.

إن القراءة الصحيحة لنتائج انتخابات 2009 تثبت التوجه الداعم للنساء لدى الشعب الكويتي وعليه نرجو أن نرى المزيد منهن في الحكومة القادمة سواء كن من نساء الأسرة الحاكمة أو من باقي أفراد الشعب، فالنساء أكثر حكمة وأقل تأزما وأقل مخالفة للقوانين المرعية كما أنهن أقل استجابة لعمليات التوسط ولا يوجد فوق رؤوسهن عقال يرمينه على الأرض كلما طلب منهن أحد حاجة مخالفة للأنظمة كوسيلة لإظهار دعمهن لذلك الطلب.

ولا أجد أحسن ما أنهي به المقال من كلمات كتبها على موقع العربية نت قارئ مصري أسمى نفسه مينا ابن النيل قال فيها «تحية للشعب الكويتي الذي يتقبل النقد دون انفعالات، شعب لا يحب التملق، شعب ليس لديه أمية تعليمية بل يجيد أغلبه اللغة الإنجليزية واستخدام الكمبيوتر وهاهو ينتخب أربع سيدات فاضلات على درجة عالية من الثقافة والعلم، شعب واع لا يخدعه المدغدغون وأصحاب الفكر الغوغائي العقيم».

آخر محطة:

1 – كان رجال الداخلية والعدل على قدر المسؤولية فمرت الانتخابات بيسر وسلام دون ضربة كف واحدة، كما وصلت نتائجها للمواطنين اولا بأول عبر تلفزيون واذاعة الكويت بسبب مهنية واحتراف رجال وزارة الاعلام، ويعطيكم العافية جميعا.

2 – أصبح البرلمان رقم 13 وجه خير وسعد على الكويت بسبب وصول النساء للبرلمان وسطوع الوجه الجميل للديموقراطية الكويتية بعد طول انتظار.. ومبروك.

احمد الصراف

معذرة يا ذكرى

كتب محمد عبدالقادر الجاسم في موقعه الالكتروني، مبررا هزيمته في الانتخابات: «…أتدرون لماذا خسرت الانتخابات؟ خسرتها لانني لم استغفل الجمهور ولم أخدعهم»..! وهذا يعني، برأي الجاسم، ان كل من فاز في الانتخابات الاخيرة قد استغل الجمهور وخدعه بالوعود! وإن صح ما ذكر عن البعض، فان الصواب جانبه في التعميم، فلم يكن من المفترض ان يسمح لحقده وغضبه من الفشل بقول ما قال.
وفي قراءة لبعض نتائج الانتخابات، نجد ان معصومة المبارك حصلت على 21% من اصوات الدائرة الاولى، وكانت نسبتها اعلى من نسبة «شيخ دين معمم» وبعض غلاة المتدينين، وضعف تلك التي حصل عليها نائب مخضرم كالرومي، واكثر من ذلك بالنسبة لعدنان عبدالصمد، الذي تخلت اصواته عن شريك دربه أحمد لاري!
اما في الدائرة الثانية، فقد أبدعت أسيل العوضي بحصولها على 20% من اصوات ناخبي الدائرة، لتتجاوز بأصواتها ما حصل عليه زعيم شعبي، في نظر الكثيرين، ورئيس سابق لمجلس الامة. كما انها حصلت، وهي المستقلة مالا وفكراً، على اصوات اكثر مما حصل عليه ممثلو احزاب دينية عتيدة تقع تحت تصرفهم اموال «خيرية» طائلة، وتساندهم كوادر وخبرات حزبية، وآلة انتخابية جبارة.
اما زميلتها الاخرى رولا دشتي، فيكفيها فخرا انها بزت بنتائجها الانتخابية عادل الصرعاوي وعلي العمير ووليد الطبطبائي، والكثير من امثالهم من المعادين لحقوق المرأة والكارهين للحرية والفرح.
واخيرا، أعترف بأنني لم اكن أتوقع النتائج العجيبة والمفرحة التي اسفرت عنها الانتخابات الاخيرة، وكانت الفرحة ستكون مضاعفة لو نجحت المرشحة ذكرى الرشيدي.. فأن تتمكن سيدة مثلها من حصد 7% من اصوات ناخبي منطقة قبلية شديدة الانغلاق على نفسها، والتمسك بأعرافها وتقاليدها التي تعارض وجود المرأة في اي نشاط، دعك عن السياسي منه، وان تحصل على 6635 صوتاً، فهذا يعني ان العصبية والقبلية الذكورية قابلتان للاختراق، وان الامل كبير في تغيير شامل في المقبل من الايام متى ما عزمت «السلطة» على اعادة الامور الى نصابها، والتخلي عن مخاوفها، وعرفت من هو عدوها الاول، وانه الجهل وليس اي شيء آخر، فبالوعي والتعليم السليم يمكن ان تصل اكثر من ذكرى الى مجلس الامة المقبل.
واخيرا يا ذكرى، من حقك علينا ان نعترف بتقصيرنا في تقدير قوتك وهشاشة معارضيك، وربما لو كنا وقفنا معك كما وقفنا مع غيرك لكانت النتائج غير ذلك!
فمعذرة يا سيدتي وعهد علينا بأن نقف معك مستقبلا، قلماً وفكراً ومالاً!
ملاحظة: بقدر سعادتنا بخسارة التيارات الدينية من اخوان وسلف وتلف، فاننا متخوفون من أن يقوم البعض باستغلال نتائج الشيعة، المضخمة، في تأجيج المشاعر بالحديث عن المظالم! وهنا نتمنى على عقلاء الجماعة عدم اعطاء النتائج اكثر مما تستحق، فجميعنا في قارب واحد، فمقابل الشيعية فاطمة المؤيدة للملا والروضان، هناك إقبال السنية المؤيدة للزلزلة والقلاف.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

الأمر جلل حتى لا تحترق الكويت

لو أن أحدا تسبب في حريق بيت ما ونتج عن ذلك الحريق موت عدة أشخاص لحكم على الفاعل بالإعدام أو السجن المؤبد، ولكن ماذا عمن يتفوه بكلمات تحريض وتأجيج وكراهية تحرق أوطانا بأكملها وتتسبب في قتل الآلاف والملايين كما حدث سابقا في لبنان والعراق ورواندا والصومال وغيرها.

تمتلئ الانتخابات الكويتية بما يطلق عليه «جرائم الكراهية» التي تجرمها وتدينها جميع الدول المتقدمة والتي تتضمن التحريض ضد طوائف وشرائح وجماعات أخرى شريكة في الوطن بكلمات تدعو لكراهيتها والإضرار بها والغريب أن مثل تلك الدعاوى المدمرة تذهب دون محاسبة بعد أن ترسخ وتتجذر في أذهان الشباب.

والمستغرب ان بعض مرشحينا ما ان يقولوا بها حتى يتبعوها بالحث على التمسك بالوحدة الوطنية (!!) وأي وحدة وطنية يتحدثون عنها وكلماتهم تمزقها إربا إربا، لقد نتج عن ذلك الحديث المدغدغ الذي يحث على كراهية الآخر حملة مضادة تتصدى لمن يقولون به وانقسم مجتمع الأسرة الواحدة بين دعاوى هذا ودعاوى ذاك والخاسر الوحيد هو الوطن ومستقبل أبنائه.

إن أول مشروع يجب أن يطرح ويقر في المجلس القادم هو تشريع شديد القوة والقسوة يعاقب ويردع أي كلمات تقال شفاهة أو ضمن مقال تدعو للكراهية وتثير الأحقاد بين المواطنين ويجب أن تشمل العقوبة ما يقال في الأعمال الدرامية والنكات ومرسليها.

وحفلت الانتخابات التي جرت بالأمس بكثير من حملات الكذب والخداع والمراوغة فمن يشتري الأصوات يحث على أمانة الصوت وضرورة محاربة ظاهرة المال السياسي، وخريج الفرعيات يحث على احترام القانون، ومن ينتمي لتنظيمات طائفية بحتة يدعو علنا لمحاربة الطائفية ومن يعترف بأن النواب أثروا إثراء فاحشا غير مشروع هو نفسه من يحارب إنشاء لجنة قيم تحاسب النواب و… صرنا طماشة للخلق!

آخر محطة:
نرجو أن يتضمن قانون تجريم «الكراهية» عقوبات حقيقية رادعة بعيدا عن عقوبات الـ 50 دينارا وعدم النطق بالعقاب المعتادة، فقد تضررت الكويت كثيرا مما يقال في الحملات الانتخابية والتي يساهم البعض خلالها بتمزيق نسيجنا الاجتماعي، وقد حان وقت إيقافها بقوة القانون والزجر والردع قبل أن تحترق الخيمة التي تظللنا وتغرق السفينة التي تحملنا ونندم حين لا ينفع الندم.

سعيد محمد سعيد

من العنف إلى «اللاعنف»… إنهم الشباب يا سادة ؟!

 

في الحراك السياسي النشط الذي تدور في فلكه بلادنا، مثلت فئة الشباب ولاتزال، شريحة حيوية للغاية، بل لا أبالغ حينما أقول إن المئات من الشباب، وجدوا أن لهم الحق في ممارسة دورهم في المطالبة بالحقوق المشروعة وفقا للأساليب السلمية، وكان لهم ما أرادوا، لكن الأساليب وكذلك النتائج كانت مختلفة ولم تكن تمثل منهجا واحدا أو أسلوبا واحدا. وفقا لذلك، شهدنا خلال السنوات الماضية حضورا لافتا للشباب في الحراك السياسي، وفي المشاركة في المسيرات والاعتصامات، وتنوعت ميول الشباب فيما يتعلق باتباع مسارات سياسية وقيادات ورموز دينية وسياسية… بدت واضحة في القرى أكثر منها في المدن، وكان من ضمن المشهد، وقوع اضطرابات وحوادث عنف راح ضحيتها أبرياء، واعتقال الكثير من الشباب والناشئة، وانحراف أعداد من الشباب عن المسار السلمي للمطالبة بالحقوق إلى المسار العنيف من حرق للإطارات وحاويات القمامة والمرافق الخدمية كأسلوب ضغط على الدولة وفق نظرتهم الخاصة بالمطالبة بالحقوق والتي سببت الكثير من العناء والعذاب لهم ولذويهم ولسائر المواطنين وللدولة، وكان من ضمن المشهد أيضا تبادل اتهامات بين الأجهزة الأمنية وبين بعض الناشطين والرموز الدينية والسياسية والحقوقية بشأن دوافع العنف والطرف البادئ به، وبرزت دعوات وقف العنف واحترام حقوق الإنسان وإيقاف القمع والعنف والاعتقال التعسفي والغازات المسيلة للدموع، مقابل دعوات للتصدي للممارسات العنيفة والأعمال المنافية للقانون التي يقوم بها بعض الشباب، المشهد بكله كان مرهقا للوطن وللمواطنين.

وفي الوقت الذي نشط فيه بعض الكتاب في إثارة النعرات الطائفية وانبرى بعض النواب لزيادة تأجيج الوضع بتصريحاتهم المعلنة تحت عنوان «حب الوطن والدفاع عنه والولاء للقيادة»، والمبطنة بنوايا الشر والتشكيك في الولاء والدفع للتنكيل بطائفة من أبناء الشعب، برزت أيضا كتابات رفضت العنف من أي طرف كان، ورفضت اسلوب خنق المبادرات والوسائل النافعة في إخراج البلد من احتقانه وأزمته، واحترام كل مواطن مهما كان انتماؤه المذهبي، وأن يكون كل طرف، الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والرموز والنواب والمواطنين بلا استثناء، ذوي مسئولية وطنية يتوجب على الجميع حملها بأمانة.

وكنت واحدا ممن أيدوا وشجعوا على الأساليب السلمية المطالبة بالحقوق بعيدا عن العنف والعنف المضاد، وتقديم مصلحة الوطن وأمنه واستقراره على أية مصلحة فئوية أو طائفية، وانتقدت كل الممارسات التي يقوم بها الشباب والناشئة من حرق وتخريب وتدمير خلاف ما تدعو له القيادات والرموز، وعلى ذات المسار، انتقدت الدعوات المبطنة بخبث للتنكيل بالمطالبين بالحقوق ونسبهم إلى جهات خارجية، وتأجيج المواطنين ضد بعضهم بعضا وانتهاك الحقوق وحرمان الناس من أمنهم في بيوتهم.

الصور المذكورة أعلاه من عموم المشهد ليست خافية على أحد، لكن لا يمكن أن نتجاهل المبادرة الملكية السامية من قبل جلالة عاهل البلاد بالإفراج والعفو والتي جاءت كخطوة تجديدية جوهرية أعادت للبلاد استقرارها وطمأنينتها وأيضا، حفظت للناشطين السياسيين والرموز حقوقهم في ممارسة دورهم في إطار الجهد الوطني الذي سيكون النضال فيه طويلا وشاقا من دون شك، على ألا يخرج عن إطار شرعية الدولة وشرعية مؤسساتها واستقلالها واستقرارها، وأيضا، الحقوق الدستورية لكل مكوناتها وطوائفها؟

بعد كل هذا التقديم، وقد عاد الهدوء والاستقرار للبلاد ولله الحمد، بفضل من الله ونظرة جلالة الملك الأبوية وجهود العلماء الأفاضل والشخصيات والوجهاء من كل التيارات، هل لنا نتساءل عما تم إعداده لعدم عودة صور الاحتقان والاضطراب الى مجتمعنا؟ وهل أعدت الجهات ذات العلاقة تصوراتها بشأن فئة الشباب تحديدا، ورصدت احتياجاتهم، المعيشية والوظيفية والتعليمية والحياتية بشكل عام؟ أم هي مرحلة سبات وإهمال غير مسئول؟

الحديث عن احتضان الشباب ورعايتهم وتوفير متطلباتهم حديث يطول كثيرا، على أن من المهم أن تتوقف الأصوات النشاز، والهدوء يعم البلد، عن النعق بما يثير الناس ويوغر الصدور ويؤجج الوضع إلى الاتجاه السلبي الذي لا يبتغيه أحد.

وللحديث الطويل، بقية

سامي النصف

لأجل الغد أحسنوا الاختيار اليوم

في البدء عليك الا تتقاعس عن المشاركة في الاقتراع فليس هناك أمر أهم من ذلك الاستحقاق الوطني خاصة اذا ما كنت من «الناخبين الاحرار» الذين لا يصوتون الا وقد وضعوا مصلحة الكويت ومستقبل ابنائها نصب اعينهم.. ولا شيء غير ذلك!

وتذكر قبل ان تدلي بصوتك انك تتردد كثيرا في اعطاء وكالة لأقرب مقربيك لشراء سيارة او اي سلعة كمالية اخرى، لذا لا تستسهل اعطاء وكالة عامة منك لمن ستؤثر قراراته ومواقفه على مستقبل بلدنا للسنوات الاربع القادمة ولربما للأبد.

ان الكويت في هذا اليوم العظيم تستحق منا ان نصوت لها بعقولنا لا بقلوبنا وبحسنا الوطني لا بعاطفتنا وان نقدم الغريب على القريب، اذا ما كانت مصلحة الكويت تقتضي ذلك، فنحن نعيش في دولة دستور وسيادة قانون لا تحوج ان يكون لنا قريب او حبيب تحت قبة البرلمان اذا لم يكن مؤهلا لذلك العمل.

والظلم ظلمات لذا علينا الا نظلم احدا بناء على الاشاعات والأقاويل المرسلة، فالمحاكم لا تقبل بمثل تلك الادعاءات غير المثبتة، فكيف نحكمها في اختياراتنا المصيرية؟! ان مقياس الاختيار الحقيقي يجب ان يبنى على الامانة والحكمة والتجرد والكفاءة والذكاء والقدرة على العطاء فلنجعل تلك الامور هي مسطرتنا الوحيدة كي نسعد ويسعد بلدنا بنا وننام ونحن مرتاحو الضمير.

للعلم، الانتخابات لم تحسم بعد والاستفتاءات تعطي دلالات الا انها لا تثبت حقائق على الارض خاصة مع شعب يصل اغلبه الى صندوق الاقتراع وهو لم يحسم امره بعد، لذا لا تجعل خيارك اسير ارقام غير مثبتة بل حكّم العقل والضمير لا العصبية والقرابة وتوكل على الله وصوت.

آخر محطة:
محاربة الفساد التشريعي الذي انتشر واستفحل تقتضي انتخاب النساء، لذا لا تنسوا المرشحات معصومة وفاطمة وسلوى ورولا وأسيل وذكرى وفقكم الله و… وفقهن!

 

احمد الصراف

سأخرج من بيتي

سأخرج من بيتي صباح اليوم وسأتوجه الى مركز اقتراع منطقتي لأؤيد وأصوّت لانتخاب:
رولا دشتي وأسيل العوضي.
وسأذهب بعدها الى المناطق الانتخابية الأخرى، حاملاً باجات وصور لطيفة الرزيحان ومعصومة المبارك وفاطمة العبدلي وسلوى الجسار وذكرى الرشيدي.
وأدعو الى انتخابهن للمجلس المقبل. وسأعود الى البيت مرهقا، متمنيا من كل قلبي وصولهن الى المجلس المقبل، لكي نتباهى أمام العالم أجمع برقينا وتحضرنا الإنساني!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي

دعقة

"اللهم احفظ الدائرة الثالثة بعينك التي لا تنام، اللهم يا رب وأنت تعلم أنها كل رصيدنا في الكويت، وهي (اللي حيلتنا)، فأطل عمرها على حساب أعمار الدوائر الأولى والثانية والخامسة"، أما الرابعة فهي دائرة "هكّا وهكّا"، على رأي الليبيين، لا هي بالفاتنة كالدائرة الثالثة، ولا هي بالقميئة كالدائرة الخامسة، الله يزيد النعمة، ولا هي بالماصخة التي تخلو من النكهات جميعها، كما هي الدائرة الثانية، دائرة الرز الأبيض المسلوق الحاف، التي تحدد اجتماعات أوبك نتائجها، فلا علاقة لنا بالثانية أبداً، أسعار النفط هي التي تدلي بأصواتها، والبراميل هي التي تقف في طابور الاقتراع، وسعر صرف الين الياباني هو المفتاح الانتخابي! هي دائرة لا تنتمي إلى "عاداتنا وتقاليدنا".

ولا أغبط أحدا كما أغبط ناخبي وناخبات الدائرة الثالثة التي تقدم بوفيها مفتوحا من المرشحين، بينما تقدم لك الدائرة الخامسة "تمرا بالمرق" فقط، إن شئت فتفضل باسم الله، وإن لم تشأ فـ "خذ الشارع الفرعي يسار" وهناك يمكنك أن تتضور جوعا بعيدا عن الزحام… يمينا بالله، لم أجد أكثر من مرشحين اثنين "يستحقان" التصويت في الخامسة، وعلى مضض، أو قل على مرض.

في الخامسة والأولى، يتزوج أحد أبناء العوائل المتفرعة من بعض القبائل أو الطوائف، فينجب أبناء ثلاثة، ويحدد لكل منهم مستقبله: هذا مهندس، وهذا طبيب، والثالث عضو مجلس أمة! حتى لو عجز "عضو المستقبل" عن تأمين حياة كريمة للعنزتين "عِطرة ودِعقة". ومن يلوم الأب وهو الذي "يحتكم" على أكثر من عشرة آلاف صوت مبحوح، أو مقطوع، يأتمرون بأمره، خوفاً وطمعاً. وليس أمام البعض في الدائرتين الأولى والخامسة، في الأغلب، إلا أن يستجدوا والد هؤلاء الأبناء الثلاثة كي يدفع أحدا آخر من أبنائه غير هذا القائد الهمام الذي أضاع العنزتين.

الآلام في الخامسة والأولى لا يجدي معها إلا الطواف حول الكعبة، ورفع الأيدي في الأسحار: "اللهم إنهما ظلمتا الكويت فانتقم، اللهم اقصف عمريهما، ولا تأخذك بهما شفقة ولا رحمة يا عظيم يا جبار"، ثم أكمل طوافك وارفع يديك بالدعاء للثالثة: "اللهم إنها سيدة الدوائر، والمرشح فيها لم يستيقظ من نومه فيجد الآلاف تدعمه من دون جهد منه، بل هو يكح ويسعل كي يحصل على صوت، اللهم وأنت تعلم أنها دائرة تعتمد على النخاع المستطيل، واللسان الجميل، لا هو بالطويل ولا بالثقيل، والقلب الذي لا يعرف المستحيل، اللهم إنا نعتمد عليها بعد اعتمادنا عليك فاحفظها للكويت ومستقبلها، آمين".

سامي النصف

السرحان ومجلس الأعيان

قرّت عين اهل الكويت بوصول صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد – حفظه الله – الى ارض البلاد من الصين، وسمو الشيخ ناصر المحمد من رحلة العلاج في الخارج، فالحمد لله على سلامة الوصول ونورت الكويت.

تحدث الحكيم العم احمد زيد السرحان للزميلة نورة جنات في صحيفة «الوطن» ومما اقترحه انشاء مجلس اعيان في البلد وقد اعترض الزميل احمد الديين على ذلك المقترح في وقت لا نرى اي خطأ فيه كونه مطبقا في الاغلبية المطلقة من دول العالم الاخرى التي تأخذ بنظام المجلسين.

ان صلاحيات الاعيان لن تستقطع ـ للعلم ـ من صلاحيات مجلس الامة التي ستبقى كاملة غير منقوصة بل ستمنح من صلاحيات الاطراف الاخرى، ومعروف ان المستفيد الاكبر من مجالس الاعيان في العالم اجمع هم المثقفون والحكماء والمفكرون واصحاب المهن والاختصاصات المختلفة والاقليات السياسية كالليبراليين واليساريين والمستقلين والاجتماعية كالشرائح والقبائل والمذاهب الصغيرة ممن قد لا تخرجهم الانتخابات الشعبية.

وفكرة كهذه تحتاج الى نقاش ديموقراطي هادف يتم بعقول مفتوحة وضمائر حية تستهدف مصلحة الكويت في الحاضر والمستقبل بعيدا عن المزايدات المعتادة واسلوب الرفض المسبق اي قبل المداولة، وكم من امور رفضت في بلدنا ثم بكى عليها رافضوها دما فيما بعد.

وقد نشأ دستور الكويت في الاساس على فكرة تقاسم السلطة بين سمو الامير والمجلس التشريعي المنتخب وقد قام الاخوة النواب خلال الـ 45 عاما الماضية باستخدام السلطات التي منحهم إياها الدستور، ومنها الاستجواب، الى حدودها القصوى بل قفز البعض منهم في كثير من الاحيان الى صلاحيات الآخرين، وأحد واجبات مجلس الاعيان النظر في المواد المناطة بالجهات والسلطات الاخرى وتفعيل ما لم يفعّل منها.

كما يعمل ذلك المجلس الذي يمكن ان يضم الكثير من حكماء وعقلاء واكفاء اهل الكويت على فلترة القوانين والتشريعات ومناقشة الميزانيات قبل احالتها لمجلس الامة حتى لا تصل لهم الا مكتملة الاركان دون ثغرات فيها ولا يصبح هناك خلاف بين مجلس وحكومة يدغدغ المشاعر ويثير الازمات بل تباينات صحية بين مجلس ومجلس كحال الديموقراطيات المتقدمة الاخرى.

آخر محطة:

(1) مهام واعمال اعضاء مجلس الاعيان او المجلس «التشريعي» الثاني تختلف تماما عن طبيعة اعمال الوزراء (التنفيذيين) في الحكومة لذا لا يصح القول ان الوزراء المعينين في الكويت يمكن لهم ان يقوموا بأعمال المجلس التشريعي الموازي.

(2) عنوان مقال أمس «المهالك في فوضى الممالك».