سامي النصف

الدكاترة عبدالعزيز البابطين

حضرت بالأمس في مدينة الماتي بجمهورية كازخستان حفل منح جامعة الفارابي العريقة شهادة الدكتوراه الفخرية للصديق عبدالعزيز سعود البابطين، ومعروف ان تلك الجامعة هي اكبر جامعات آسيا الصغرى قاطبة وقد كانت ضمن اكبر 5 جامعات في الاتحاد السوفييتي سابقا وتقع مبانيها على مساحة نصف مليون متر مربع ويعمل بها اكثر من الفي مدرس.

وتلك الشهادة للعلم هي الدكتوراه العاشرة التي يحصل عليها الاخ عبدالعزيز البابطين نظرا لاعماله الجليلة في خدمة بلده الكويت ولأمتيه العربية والاسلامية حيث تقوم مؤسسته بارسال البعثات واقامة الملتقيات والمنتديات في العواصم المختلفة، وقد تبنى بوسعود ابان زيارتنا كلفة ارسال 10 طلاب كازخستانيين للدراسة في القاهرة حتى نيل الدكتوراه، على ان تتبنى جامعة الفارابي في المقابل تحمل كلفة دراسة 10 طلاب كويتيين لعلوم الفيزياء والتكنولوجيا المتقدمة فيها، كما قدم 5 بعثات اخرى للجماعة الاسلامية هناك، ويوجد 147 طالبا كازخستانيا يدرسون ضمن بعثة مؤسسة البابطين في القاهرة.

وقلّ أو ندر ان حازت شخصية غير رسمية هذا العدد من شهادات الدكتوراه، حيث لا تمنح مثل تلك الشهادات عادة الا لرؤساء الدول والمبرزين من العظماء والمخترعين، وقد يكون من المستغرب ان يمنح البابطين جميع تلك الشهادات من الجامعات الاخرى ولم تقدم له جامعة بلده تلك الشهادة رغم الدورات التدريبية التي يقيمها معها منذ 6 سنوات لتعلم مهارات اللغة العربية وتذوق الشعر العربي، ومنا للفاضلة وزيرة التربية التي نتمنى ان تبقى في الوزارة المقبلة لتحقق احلامها واحلام بلدها لقدراتها الاستثنائية.

والحقيقة ان جهد عبدالعزيز البابطين الخيّر يعادل جهد دولة بأكملها حيث سخر اعمال مؤسسته لخدمة بلده الكويت وجعلها جسرا يصلح بالثقافة واعمال الفكر والادب ما تفسده السياسة بين الدول والشعوب، ويكفيه في هذا السياق فخرا تكفله مؤخرا بمصاريف مركز الكويت للدراسات العربية في جزر القمر والذي يقوم بتدريس اللغة العربية للوزراء والقضاة والسفراء والمدرسين، وقد نجح قبل ذلك في جعل اللغة العربية تدرس في مدارس اقليم الاندلس الاسباني وهو ما يجعلنا نشعر بأن مسار الاخ عبدالعزيز البابطين هو استكمال وتتمة لمسار الفاتحين العرب الاوائل دون حرب او ضرب، بل عبر نهج السلام والتوادّ وحوار الحضارات.

آخر محطة:
1 – هناك فضائية اسلامية مستعدة للانطلاق من كازخستان لتغطي جميع دول آسيا الوسطى وغرب الصين وجنوب روسيا ولا تحتاج الا الى 1.5 مليون دولار فقط، ومنا لوزارة الاوقاف وغيرها من جهات رسمية واهلية.

2 – كازخستان هي اكبر بلد اسلامي في المساحة (2.7 مليون كم2) وشعبها كما رأينا يقدر ويوقر العرب كحال الاندونيسيين في السابق، لذا نتوقع ان نشهد قريبا اعمالا ارهابية دنيئة على ارضها يقوم بها كالعادة تنظيم القاعدة كي تنفر شعوب آسيا الوسطى من العرب تكرارا لما تم مع شعوب العالم الاخرى.

3 – لم ينصف فيلم «بورات» الشهير الذي تصدر قائمة المشاهدين في اميركا واوروبا قبل نحو العامين شعب كازخستان الصديق.

احمد الصراف

الليبرالية القبيحة ويوسف الجاسم

سرني رد الصديق «يوسف الجاسم» على مقالتي «التيار الليبرالي القبيح»، ومبعث سروري يعود إلى أنه أتاح لي فرصة لأقول ما لم أقله!! ولكن ألا يعتقد أن رده ما كان سيكون، أو قد يكون مختلفا لو لم تنجح أي من المرشحات في الانتخابات الماضية؟ ماذا سيكون عليه موقفه وردة فعله عندما يكتشف أن تقاعسنا «النسبي» كان السبب في عدم إيصال سيدة لقاعة البرلمان، أو حتى تأخير وصول مرشح ظلامي منافس؟ نعم يحق الآن أن نعتب ونلوم ولكن الفشل لم يكن بعيدا، فمبلغ 35 ألفا التي جمعتها في يومين لاشك ساهم في خلق شيء ما وكان من الممكن أن يكون ذلك الشيء أكبر بكثير، ونعيد ونكرر بأننا لا نورد ذلك من منطلق المنة، بل توضيحا لموقف.
المهم في الموضوع ليس الدفع أو عدم الدفع، فهذه تبقى أمور نسبية لا يمكن الحكم من خلالها على مواقف الأفراد بشكل قاطع، ولكن المؤلم أن نلاحظ المرة تلو الأخرى أن كل ذلك التشنج «الليبرالي» وكل ذلك الحماس وكل ذلك التأييد وكل تلك المواقف والمقالات، طوال ربع قرن، لم تكن إلا كومة من الهباب والسخام والكلام «الخرطي»!
المسألة يا صديقي «أبا خالد» لا تعود ليوم أو يومين أو حادثة بعينها فأنا، بحكم سني وكتاباتي، أعرف ما يكفي لتعرية الكثير من مدعي الليبرالية هؤلاء سواء من خلال مواقفهم من الآخر مذهبيا، دينيا، ماليا، عائليا، أو حتى جنسيا، ولكن كنا دائمي «التطنيش» حريصين على إيجاد الأرضية المشتركة وتلمس الأعذار لهذا وذلك، ولكن الكيل طفح، وكان يجب أن يقال شيء ما. إن 26 ليبراليا (!!) من أصل 30 ليس بالأمر الهين، خاصة عندما نعلم أنهم، من وجهة نظر بعضهم، ليسوا بشرذمة أو شتات، بل قادة رأي وأصحاب «مواقف» ومسؤولون كبار حاليون وسابقون!
إن الحقيقة يا يوسف تتطلب منا الصراحة والصراحة تقول ان التيار الليبرالي غير موجود، وما هو موجود منه قبيح إلى درجة كبيرة، وأنت خير من خبر الكثير من هذا القبح والتشرذم، ولكن أسلوبك في معالجة الأمور والتصدي لها يختلف عن أسلوبي الصدامي المباشر. وهذا الموقف المتقاعس والرديء يتطلب تعريته والكتابة عنه المرة تلو الأخرى لكي نتعلم ونتضامن ونتحد ونبعد عنا أدران التخلف والبؤس.
شكرا لك يا صديقي، ومرة أخرى عتبك مقبول، ولكني لا أزال على موقفي، وستثبت الأيام صحة هذا الموقف، ولو أنني أتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئا.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

النفير تلو الآخر

دعت وزارة الداخلية (القبس 22/2/2009) في دراسة قدمتها لمجلس الوزراء، الى إنشاء مركز تأهيل ذوي الافكار المتطرفة، سواء العائدون من معتقل «غوانتانامو» أو الموقوفون في قضايا ارهابية في امن الدولة، اضافة الى الذين يتطوعون لدخول المركز بشكل ذاتي بواسطة أولياء أمورهم. واستطردت الدراسة في القول ان قضايا أمن الدولة والتحقيقات التي تمت مع العناصر الكويتية المتطرفة كشفت عن ان غالبيتهم اكتسبت الافكار والمعتقدات التكفيرية من مشايخ متطرفين يحملون الفكر التكفيري واصدقاء يعتنقون هذا الفكر، كما تم استغلال المساجد من قبل هذه العناصر المتطرفة لنشر أفكارهم بين الشباب الكويتيين، والمواقع الأصولية على صفحات الإنترنت، والصحافة المحلية التي تبالغ في إظهار معاناة المسلمين في دول عدة.
وبإمكاني القول الآن – وبعد مرور قرابة ثلاثة أشهر على ذلك التقرير الخطير – ان شيئا لم يستجد بخصوصه، ولم تتخذ أي احتياطات، ولم يفكر احد في امر بناء او انشاء مركز التأهيل، ولا تزال العناصر الاصولية ومن الفرق الدينية المختلفة والمتضادة، ولأي مذهب انتمت، تتزايد أنشطتها ويزيد تأثيرها في الساحة المحلية، وسيكون لها دور مدمر في اي انتخابات مقبلة، سواء كانت سياسية أو جمعيات نفع عام.
على الحكومة الانتباه لخطورة تقرير وزارة الداخلية وعدم تجاهله، وأن تعمل على منع قدوم أو جلب، رجال دين أجانب للكويت، ولأي مذهب انتموا، ففي الكويت ما يكفي من هؤلاء وغالبيتهم على كفاءة عالية، ومهمة إلقاء المحاضرات الدينية ليست بتلك الصعوبة لكي يجلب لها «خبراء» عرب او غير ذلك، خاصة ان المواضيع يتكرر الحديث فيها منذ سنوات طوال، كما ان رزق رجال الدين هؤلاء يكمن في تزيين الفرقة وتسليط الضوء عليها، وتسفيه آراء وأفكار أصحاب المذاهب الأخرى، ولا شك أننا في غنى عن سماع محاضرات تأجيج النفوس والصدور، فما لدينا من هموم تكفينا، ودورنا هنا لا يتعدى التمني واطلاق النفير وإرسال التحذير الواحد تلو الآخر من اجل المصلحة العامة، ولا شيء غير ذلك، وليقل الجهلاء والسفهاء ما شاءوا، فلا حرج عليهم ولا هم يحزنون.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

التيار الليبرالي القبيح (2-2)

يقول جيمس ديوار «إن العقل كالمظلة، تقوم بعملها عندما تفتح».

***
أرتاد منذ ربع قرن تقريبا ديوانا مميزا يعود الى صديق عزيز. وكنت أعتقد حتى وقت قريب، ان ذلك المكان، بخليطه العرقي والقبلي والطائفي المتنوع، يمثل نموذج الليبرالية الوطنية التي ننشدها، خصوصا ان بينهم عددا من كتاب الزوايا الصحفية، الذين «دوش» الكثير منهم رؤوسنا، على مدى سنوات بطروحاتهم ونظرياتهم الليبرالية ووصفهم الآخرين بالتخلف والرجعية والعصبية. كما يوجد بين الرواد وزراء ونواب سابقون ومجموعة من الاكاديميين والفنانين والاعلاميين ورجال الاعمال، وجميعهم تقريبا من اصحاب «الأصوات المرتفعة» في الدفاع عن الليبرالية ومبادئها، ومن مهاجمي التيار الديني والشكوى من تسلطه على الحكومة وضرورة الاقتداء بأسلوبه في دعم المنتمين اليه(!!).
ولكن ما ان تعرض مدعو «الليبرالية» هؤلاء لامتحان بسيط خلال الانتخابات الاخيرة يتعلق بمشروع دعم مالي ومعنوي بسيط لعدد من المرشحات حتى ظهر جليا ان غالبية مدعي الليبرالية هؤلاء لا علاقة لهم بها، فليس هناك اهم من ايصال سيدة متعلمة ذات افق وفكر منفتح للبرلمان، ومع هذا لم تستجب الا قلة منهم. وقد ادى فشل غالبيتهم في الوقوف، ولو لمرة واحدة، مع مشروع ايصال ولو مرشحة واحدة الى البرلمان، وهو الفشل الذي سبقته محاولات فاشلة اخرى شبيهة به، اثره الكبير في مواقفي من الديوانية وروادها، فقد كانت الصدمة كبيرة في اليوم التالي بعد كل الدعم المعنوي والكلام الارتجالي الذي سمعته في الليلة السابقة عندما غادرت الديوانية عند انفضاضها، وكلي امل في أن هؤلاء الذين طوشونا على مدى ربع قرن بحديثهم عن الليبرالية سيقفون اخيرا مع التاريخ، ويقفوا، ولو لمرة واحدة ضد التيار الآخر المعادي لأسلوب حياتهم وتفكيرهم، او هذا ما اعتقدته في حينه! ولكني فوجئت ان ستة فقط، من اصل 30 استجابوا للفزعة، اما البقية فقد «حرصوا» على تجاهل مكالماتي ورسائلي الهاتفية!! أكتب ذلك متمنياً ألا يشمت «المحامي» بما حصل بيننا، ولو ان موقفه هو الآخر لم يقل سوءا، ان لم يزد!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

محمد الوشيحي


 سهرتنا صبّاحي

البعض لامني على مقالتي السابقة «ضاقت وفرجت»، بحجة طغيان التشاؤم واللون الأسود على ما سواه في المقالة، وأنه يجب أن أنثر التفاؤل في الأجواء. وأنا والله ليس بيني وبين التفاؤل ما يعكر الصفو، مجرد سوء فهم وسينجلي، لكنني أتحدث وأراقب وأنا على الأرض، بينما يلومني البعض وهو يشرب العصير مع الملائكة.

ومع ذلك، حاضر يا سيدي، سأتفاءل، أو على الأقل لن أدعو إلى التشاؤم، وسأضع باطن كفي على خدي الأيمن وأنتظر، ولن أنتقد الحكومة قبل ارتفاع الدخان الأبيض وإعلان تشكيلها، بل وفوق ذلك، لكم مني عهد ونذر ووعد إن جاءتنا حكومة ملو هدومها أن أرتدي هدومي بالمقلوب وأقف أمام مبنى «الجريدة» عرضة لتصوير المارة وتعليقاتهم الراقية، عقاباً لي وردعاً لأمثالي، لكن بالمقابل على المتفائلين، في حال تشكلت حكومة «طمام المرحوم»، أن يفعلوا الفعل ذاته، أي أن يحضروا إلى مبنى «الجريدة» ويقفوا أمام البوابة مرتدين هدومهم بالمقلوب، وسأتكفل أنا بالتصوير المريح… هاه، اتفقنا؟… الكلام المجاني مجاني، لا يسمن ولا يغني، تعالوا لنحسم الأمر بالرهان الذي شرحته، ولنقف على بوابة «الجريدة» في انتظار بيان تشكيل الحكومة.

ولا يعني تطعيم الحكومة بلاعب محترف أو لاعبين اثنين أن يكون الفريق قادرا على منافسة ريال مدريد ودفع الجماهير لملء المدرجات والتمايل على ايقاع تمريراته البرازيلية، لا يا صاحبي، حدثني عن فريق متكامل يسر الناظرين، أو على الأقل، فريق متكامل لكنه يعاني نقطةَ ضعف واحدة أو نقطتين، وسأوافق منشان عيونك.

شوف، سمو رئيس الحكومة وعَدنا بـ»حكومة قوية» هذه المرة، وكأنه يقول إنّ حكوماتي السابقة كانت ضعيفة، وإنّ ما مضى ليس إلا غشمرة في فنجان، وإنْ لم تنجح الحكومة القوية المقبلة فسيأتي بـ»حكومة حدها قوية»، ثم «حكومة حدها حدها قوية»، وسهرتنا صبّاحي.

وكي تكون الحكومة قوية، لا أظنها ستخلو من الوزير الإسفنجي الشيخ صباح الخالد، الذي ما إن تعصره عصرة خفيفة حتى يتناثر ماؤه، وإنْ تعصره أكثر يتناثر أكثر. وهو بالذات أداؤه مثل حظنا في حكوماتنا.

ولا أظنها ستخلو من الوزير أحمد باقر، الذي يكمن للفوائض المالية وراء الجبل، وعسى ما أنت فائض مالي وتمر أمام باقر، يقط اللي في ايده ويلحقك. ولا أظن الحكومة ستخلو من رمز القوة والمتانة، جي أم سي «يوكن»، الشيخ أحمد العبدالله الذي أزاحوه من الوزارات المهمة وأعطوه وزارة النفط، يطقطق فيها لين الله يفرجها.

سأتفاءل يا صاحبي وأنا أمسح دموعي ذات اليمين وذات الشمال… سأتفاءل بالاستعانة بالمناديل… سأتفاءل وسأنتظر على بوابة «الجريدة» كل من يقبل الرهان، ويبدو أن أحدا لن يأتيني، فالناس اليوم في لحظات ادخار الدموع في انتظار بيان تشكيل الحكومة، أما أنا فقد سددت ديني وصرفت رصيدي من الدموع «مقدماً» وارتحت وتفرغت للتفاؤل، ونحن السابقون وأنتم اللاحقون، وسهرتنا صباحي. 

سامي النصف

النساء أوباما الكويت

بعد ان شوّه التعصب صورة الولايات المتحدة في العالم أتى انتخاب الرئيس باراك اوباما ليظهر الوجه الحسن لاميركا، الكويت كذلك تعرضت لحملة تشويه صورة من قبل فئة ضالة من ابنائها، شارك البعض منهم في اعمال التخريب والارهاب والارعاب في العالم، كما تصدرت الصحف اقاويل وتشريعات وقرارات عززت تلك الصورة النمطية القميئة، لذا جاء انتخاب النائبات الاربع ليحسن صورة الكويت امام العالم.

لقد ساهمت الصحف والكتاب الصحافيون بمختلف مشاربهم ـ عدا قلة منهم – وجماعات المجتمع المدني كمجموعة «متطوعون لاجل الكويت» وناشطتها د.ليلى الكندري في دفع الرأي العام عامة وتجمعات الشباب والشابات خاصة لانتخاب النساء عبر استخدام المواقع الالكترونية والفيس بوك وارسال الرسائل الشخصية وهو امر شبيه بما قام به الشباب الاميركي الداعم لاوباما، لذا يمكن القول وبثقة ان نجاح الرئيس هناك قد ساهم في نجاح النساء هنا.

وبالطبع تداخلت عوامل اخرى لانجاح النائبات الاربع منها ان القواعد الانتخابية الداعمة للتوجه الحكومي قد صبت في هذا الاتجاه بعد ان انقلب حلفاء الحكومة التقليديون من التيار الحدسي عليها، كما ان الحملة غير الاخلاقية التي شنت على المرشحة د.اسيل العوضي اتت بالعكس تماما من المقصود منها فقد نجحت المرشحة بامتياز وسقط بامتياز من روج الاشاعات ضدها وضد النائب صالح الملا.

كما ساهمت تحالفات اللحظة الاخيرة في ذلك النجاح الباهر في الدوائر الثلاث الاولى، والواجب التذكير بأن ذلك الوصول هو «وسيلة» لا غاية بذاتها حيث يجب ان تعمل النائبات الفاضلات لتغيير وجه الكويت القاتم الى وجه حضاري جميل يعيد للكويت سمعتها العطرة كمركز اشعاع حضاري والتي اكتسبتها ابان حقبة الستينيات والسبعينيات قبل ان تسدل عليها ستائر العزلة والتخلف.

ان المطلوب تحديدا من المعتدلين والتنويريين بالمجلس من نساء ورجال هو اعادة الاهتمام بالفنون المختلفة وانشاء المسارح ودور العرض والمكتبات وتخفيف الرقابة على الكتب ودعم الحريات الشخصية واعادة الدور المهم لجمعيات نفع عام ابعدت واهملت بقصد وتعمد لعقود طوال كحال رابطة الادباء والاجتماعيين وجمعيات ومعاهد الفنون التشكيلية والموسيقية والمسرحية وجمعية الفنانين الكويتيين، حيث انها تعمل جميعا للارتقاء بالحس والذوق الكويتي لإبعاده عن التعصب والتطرف بجميع اشكاله وألوانه.

آخر محطة:

 1 – التحرك الشعبي الواضح نحو الوسط والبعد عن التشدد يحتاج الى ان يترجم الى تشريعات تنويرية وتغيير في المناهج الدراسية واظهار ان احدا من الليبراليين «الحقيقيين» لا يطالب بإباحة المحرمات او الدعوة الى التهتك والابتذال بل عدم اساءة الظن بالناس او الوصاية عليهم كونهم خلقوا جميعا احرارا لا مخلوقات لا عقول لها تقاد بالعصيّ والزجر والخيزران.

2 – نرجو الغاء التشريع الذي يمنع تجنيس المستحق بناء على ديانته كونه يتعارض تماما مع الدستور الكويتي الذي يمنع التفريق بين الناس تبعا لديانتهم «المادة 29».

احمد الصراف

التيار الليبرالي القبيح (1ـ 2)

«…الليبرالية موقف وفعل، قبل أن تكون كلاما..»!!!

***
يحلو للكثيرين إطلاق صفة «التيار الليبرالي» على كل المجاميع والقوى المناهضة للتيارات الدينية أو القبلية أو الطائفية أو التي لا تتعاطف معها. وبما ان غالبية هؤلاء من المستقلين وليسوا ليبراليين بالمعنى الدقيق، فإن تعميم ذلك الوصف الرفيع في إنسانيته على الجميع يعتبر أمرا مخلا بشكل واضح، فليس في الكويت تيار ليبرالي بالمعنى المفهوم، ولا يوجد بين النشطاء السياسيين المعروفين بثقلهم المعنوي من بإمكانه إدعاء تمثيل التيار الليبرالي، بل هناك مجموعة أفراد، ربما أكون أحدهم، ممن يعتقدون انهم أقرب الى الليبرالية الحقيقية…..من غيرهم!!
ولو افترضنا أن الليبرالي هو الذي لا يعادي أي دين أو أي اتجاه سياسي أو فكري، ويدعو الى الحرية والإخاء والمساواة بين البشر، ولا يفرق بينهم على أسس الدين أو العرق أو الجنس، ويؤمن بحق الجميع في الاعتقاد والتصرف والكلام والتنقل والعمل من دون معوقات، فإننا نجد ان الدائرة تصغر وتضيق كثيرا مع كل إضافة «حرة» لهذا التعريف وعلى من تنطبق عليه صفة الليبرالي. و«ندرة» وجود الليبرالي في مجتمعاتنا تعود الى عوامل اجتماعية وعقائدية عدة تمنع الكثيرين من تقبل المفاهيم والمبادئ الليبرالية بسهولة بسبب الضغوط القبلية والمذهبية والاجتماعية، وحتى المالية والعائلية. وحتى عند الإقرار بالانتماء، بشكل أو بآخر، فإن ذلك يتم باستحياء وتردد، والأمثلة الحية كثيرة هنا!!!
ولو نظرنا الى تاريخ ما يسمى، تجاوزا، بقادة الحركة الليبرالية في الكويت لوجدنا انها تنقلت وتقلبت بين الشيوعية والاشتراكية والقومية، قبل أن تأتي كارثة الغزو والاحتلال لتعيد الجميع الى حضن الوطن بصورة مؤقتة، ومن ثم ليعود الصراع والتشرذم بينها مع أول انتخابات تجري بعد التحرير، حتى وصل الوضع الى درجة من السوء بحيث أصبح «الليبرالي» أقرب الى المشتت والضائع منه الى أي شيء آخر، وهذا الذي ربما دفع أعدادا من المرشحين في الانتخابات الثلاثة الماضية على الأقل، الى النأي بأنفسهم عن التجمعات والأحزاب المفترض انها ليبرالية، وخوض الانتخابات كمستقلين، وعلى هذا الأساس فاز البعض منهم، ليس لكونهم ليبراليين. وبالتالي من غير الصحيح القول ان الليبرالية هي التي أنجحت نائبات المجلس الأربع، وانها هي التي أسقطت المنتمين الى التيار الديني المتشدد، فمن قام بذلك هم خليط من الناخبين، ومن مشارب واتجاهات مختلفة.

أحمد الصراف
habibi [email protected]