احمد الصراف

طائرة الخليج الفارسي المقاتلة

تعرفت على المرحوم سليمان اللهيب في منتصف ستينات القرن الماضي، عندما كان يأتي الى البنك ليودع شيكات أعماله التجارية وايجارات املاكه العقارية في حسابه لدى البنك الذي كنت أعمل فيه وقتها. ولسبب ما كان يحرص على تسليمي معاملاته. وعلى الرغم من فارق السن والمكانة، فإنه كان لطيفا معي، مع قلة كلامه.
وقد أعادتني النبذة المقتضبة التي نشرتها «القبس» عن خصال المرحوم سليمان اللهيب، الى تلك الايام الجميلة، رغم ان ايامي الآن ليست أقل جمالا، وسررت لقيام ابنه محمد بتزويد «القبس» ببعض ما لديه من مستندات مهمة وطريفة عن والده، ومنها ايصال تبرعه بمبلغ كبير للقضية الفلسطينية بتاريخ الاول من ربيع الاول 1367 هجرية، الموافق لعام 1946، أي قبل انشاء اسرائيل بعامين، وقلة تعرف أن الكويتيين وقفوا مع القضية قبل 63 عاما، وقبل ان يقف معها، بالكلام والخطب، الكثير من المتاجرين بها اليوم، ومن الفلسطينيين الذين وقفوا ضد الكويت وكامل وجودها، وتمنى البعض الآخر منهم الفناء لها ولشعبها، ولا يلامون على ذلك، فكلنا في الجهل سواء!
كما تضمنت النبذة صورة ايصال عن مساهمة المرحوم اللهيب في شركة، أو صندوق «طائرة الخليج الفارسي المقاتلة»، وتاريخ المساهمة هو 10/11/1941، أي قبل 68 عاما! فأين تأسست الشركة وقتها، وكيف حملت مثل هذه التسمية الغريبة والطريفة في الوقت نفسه، وكيف تأسست ومن كان وراء تأسيسها، وهل نجحت في صنع أي طائرة؟ ولماذا سميت بطائرة الخليج الفارسي؟ علما بأن دول الخليج وقتها كانت في قمة تخلفها الصناعي، مع أن وضع الصناعة الحربية في المنطقة الآن، وبعد 70 عاما تقريبا، ليس بأحسن كثيرا مما كان عليه وقتها.
نتمنى أن يفيدنا أحد المتخصصين في تاريخ الكويت، الذين شغلونا كثيرا بالروتيني من الأحداث، بالبحث في تاريخ هذه الشركة، ولو أنني أشك في وجود أي مصادر أو مستندات يمكن الرجوع اليها، وقد حاولت البحث في موقع الحاج «غوغل» والحاجّة «ويكابيديا» عنها، ولكني لم أجد شيئا.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

تجّار ومروجون يتحدون «الدولة»

 

غدا الجمعة، السادس والعشرين من شهر يونيو/ حزيران، ستشارك مملكة البحرين دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهو الاحتفال السنوي الذي يجدد التزام الدول والمجتمعات بمكافحة ظاهرة المخدرات والتصدي لها، وهو اليوم العالمي الذي يلزم أن يكون يوما للدعوة إلى تطبيق أشد العقوبات على تجار السموم ومهربيها ومروجيها وعدم التهاون معهم مهما كانت قوة نفوذهم.

اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، لا يجب أن يكون مناسبة احتفالية تصاحبها برامج وفعاليات ومعارض للتوعية وحسب، فمع الإيمان بأهمية هذه الفعاليات في نشر الوعي وتحذير مختلف الفئات العمرية من مخاطر الإدمان، وخصوصا بالنسبة لفئة الناشئة والمراهقين والشباب، إلا أن استمرار الضحايا الذين يلقون حتفهم بسبب التعاطي، يعني أن تجار الموت والمهربين والمروجين يتحدون الدولة! ويتحدون قوانينها، ويتحدون استقرارها أيضا.

«وفاة شاب بحريني بسبب جرعة مخدرات زائدة»، هو واحد من العناوين التي نقرأها كثيرا في الصحف، وسواء توفي هذا الشاب أو ذاك بسبب جرعة زائدة أو ناقصة، فإن الآمال المعلقة على اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة تضعها أمام مسئولية كبيرة في حماية بلادنا من تجار الموت، ولسنا هنا نغفل دور رجال المكافحة الذين تمكنوا بفضل الله من ضبط عدة محاولات لتهريب كميات كبيرة من المخدرات، وتقديم المتورطين إلى العدالة، وهم يستحقون الشكر، لكن، ومع تطور عمليات التهريب والترويج باستخدام تقنيات حديثة ومعقدة، فإن المسئولية تتعاظم والمهمة تصبح أكبر ثقلا، ما يستدعي تقديم كل التسهيلات والإمكانات من جانب الدولة لتمكين رجال المكافحة من تنفيذ العمليات الناجحة لضبط محاولات التهريب المستمرة.

في اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة معالي الوزير يوم 15 يونيو الجاري، وضعت اللجنة على بساط البحث الكثير من الخطوات المهمة، ومنها تخصيص قطعة أرض من أجل إقامة مركز متطور للعلاج من إدمان المخدرات والمسكرات سيتم إسناد تصميمه إلى جهة متخصصة، بحيث يتم مراعاة توفير أقصى رعاية للمدمنين مع توفير الخصوصية والسرية اللازمة، وناقشت فكرة إقامة معرض دائم توعوي وتثقيفي عن مخاطر المخدرات لطلبة المدارس والجامعات بمختلف مراحلهم العمرية يراعى فيه أن يتواكب مع المستجدات المختلفة لأنواع المخدرات الحديثة، التي تظهر بصفة دورية من أجل تحقيق أقصى قدر من التوعية بخطورة تلك الأنواع والتي قد يجهل طلبة المدارس والجامعات خطورتها وبالتالي يقعون في إدمانها غير مدركين لعقوبتها، والأمل معقود على اللجنة في أن تسهم في تطوير التشريعات القانونية، وابتكار الوسائل الكفيلة بتضييق الخناق على تجار المخدرات والمهربين والمروجين، فهؤلاء الذين يعملون ضمن شبكات خطيرة، لا تهمهم مصلحة البلد وسلامة شبابه، بل يهدفون إلى تحقيق الأرباح من تجارة الموت.

ستحتفل البحرين باليوم العالمي للمخدرات غدا، وستنطلق الفعاليات، وبعضها انطلق بالفعل، ولا يسعنا إلا أن نشيد برجال المكافحة وجهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وجهود كل المتطوعين الذين يبذلون قصارى جهدهم لتوعية المجتمع بمخاطر هذه الآفة، ونطمح لاحتفال دائم كلما سقط تجار المخدرات في أيدي العدالة.

سامي النصف

الإشكالات السياسية والمحاكم الاقتصادية

أمام الكويت حاضرا ومستقبلا تحديان محددان، الاول سياسي يتلخص فيما نلحظه من ازمات سياسية متلاحقة لم تنجح الروشتات والوصفات التي استخدمت حتى هذه اللحظة في منعها او وقفها، ولتلك الحالة السياسية «الفريدة» مقالات اخرى.

الاشكال العام الثاني المتواري خلف الاشكال الاول هو الوضع الاقتصادي القائم وما نلحظه من فارق بين الاحلام والطموحات الكبيرة وما هو موجود بالواقع على الارض، وفي جانب من ذلك الاشكال امتلاء المحاكم العادية غير المختصة بالنظر في التشابكات المالية المعقدة القائمة.

فمع الانهيار المالي الكبير في العالم وتوقف التسهيلات الائتمانية للشركات وشح السيولة في الاسواق اتجه كثيرون للمحاكم لأخذ حقوقهم وقد فوجئوا كمدعين او مدعى عليهم بقلة الوعي الاقتصادي لبعض المحققين ممن اخذوا بمبدأ السلامة واصدروا قرارات منع سفر مستعجلة حدت من حضور كثير من المدراء والمسؤولين اجتماعات الشركات التابعة في الخارج واضرت بالتبعية بمصالح المساهمين الكويتيين.

وقد اقترحنا قبل حصول الازمة الاخيرة بوقت طويل فكرة انشاء «محاكم اقتصادية» تنظر في القضايا الاقتصادية وتفصل سريعا في الخلافات المالية شديدة التعقيد كما تحرص على التقدير الصحيح فيما يخص قرارات منع السفر كي لا يتكالب الشركاء الآخرون على نهب الاموال الكويتية في الشركات غير الكويتية بسبب غياب الطرف الكويتي.

ان مشروع كويت المركز المالي لا يمكن ان يتم ويؤتي ثمره دون انشاء مثل تلك المحاكم التي تبررها كثرة القضايا الاقتصادية هذه الايام وحاجة المستثمرين الخارجيين للقرار الحاسم والسريع لدى نشوء اي خلاف داخل الكويت ولن يأتي المستثمرون لبلد يستغرق حسم القضايا فيه عقودا طويلة كالحال القائم في بلدنا.

آخر محطة:
فرغت للتو من قراءة كتابين انصح كل طموح بقراءتهما، الاول عنوانه «الفوز» وكاتبه هو الاميركي جاك ويلش رئيس شركة جنرال اليكتريك لمدة عشرين عاما، وقد قدم له وارن بيفت اغنى رجل في العالم بالقول انه الكتاب الذي لا تحتاج معه لقراءة اي كتاب آخر في الادارة او الاقتصاد. والكتاب الثاني هو «لنفعلها» للانجليزي ريتشارد برونسون صاحب شركة طيران وتسجيلات فيرجن، والاثنان هما من ابرز الشخصيات في بلديهما ويستحقان سبر اغوار افكارهما وتجربتيهما في الحياة للتعلم منهما.

احمد الصراف

فتاوى القرى والثغور

دلت فتوى أصدرها مجموعة من رجال الدين الطامحين للوصول إلى كرسي الأوقاف، وهو ما يدفعهم لأن يكون لهم في أحيان كثيرة قرص في كل عرس، دلت على مدى بساطة تفكير البعض وقلة حيلتهم التي تدفعهم أحيانا إلى قول ما لا يجوز قوله أو التصريح به. والأغرب من ذلك ان لبعضهم مناصب وسلطة، فالسيد محمد الطبطبائي يشغل منصب رئيس المؤتمر الدولي للقضايا الإسلامية وعضو هيئة الفتوى. أما السيد بسام الشطي فإنه يترأس قسم العقيدة في كلية الشريعة، ما غيرها. وثالثهما الداعية المعروف ناظم المسباح. وقد ورد على لسان هؤلاء أن السفر إلى البلاد الموبوءة بانفلونزا الخنازير غير جائز شرعا! ولا أدري كيف يمكن أن يفتى بمثل هذا، خصوصا أن اللجنة الحكومية والرسمية المختصة بالإفتاء، التي يعمل بها الطبطبائي عضوا، قد تنصلت من صحة فتوى هؤلاء ولم تؤيدها! ولا أدري ما الهدف من الفتوى، هل لحماية مواطني الكويت، أم لمنع سفرهم إلى الدول الموبوءة والتي كانت في أغلبيتها دولاً غربية؟ علما بأن الكويت والسعودية بالذات كانتا خاليتين من أي إصابات بانفلونزا الخنازير وقت صدور الفتوى، 18/6، وربما اعتقدوا حينها أن الكويت وغيرها من دول الخير والبركة في الخليج، محصنة من أي وباء عالمي!
والآن ما الذي سيصرحون به، بعد أن دخلت الكويت والسعودية وبقية دول الخليج نادي الدول الموبوءة؟ علما بأن ليس في دولنا المباركة أي خنازير حية؟ وما رد فعلهم على تزايد عدد الإصابات يوما عن يوم؟ وهل تنطبق فتواهم على غير سكان الكويت، من مسلمي العالم بحيث يحرم عليهم السفر إلى الكويت ودخول جنتها؟ وماذا عن الحج والعمرة، هل سيحرم هؤلاء السفر على أنفسهم وعلى غيرهم أداءها، بناء على فتواهم العجيبة؟ وما حكم من يخالف فتواهم ويسافر بدل المرة عشرا ولا يصيبه شيء ويصاب جاره الذي لزم مكانه ولم يسافر؟
إن هذا المطب الذي وقع فيه هؤلاء دليل بين آخر على مدى تخبط رعاة دكاكين الإفتاء هؤلاء، حيث بين فعلهم ضرورة حصر الأمر في جهة محددة ومنع الآخرين من الإدلاء بدلائهم في ما لا يخصهم أو ما لا علم لهم به، فالعصر المربك والمدنية الشديدة التعقيد اللذان نعيشهما يختلفان عن بساطة عصور القرى والواحات والثغور والأمصار!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

علي محمود خاجه

بي و سر

«بيسري» مصطلح فارسي على حد علمي يتكون من مفردتين «بي» «سر» بفتح السين وتسكين الراء، «بي» تعني من دون أو بلا، و»سر» تعني رأس. ولأننا في مجتمع لا يخلو من العيوب، فقد اُستخدمت هذه المفردة منذ القدم لتقسيم الناس، ليس حسب كفاءتهم أو أدائهم، بل وفقاً لقرار لم يكن لهم شأن به، فـ»البيسري» يبقى «بيسرياً» حتى لو حاز على جائزة «نوبل» في العلوم أو أصبح زعيماً مناضلاً أو عالماً دينياً، فهو في النهاية «بيسري» لأن والده لم يكن أصيلاً، حسب مفاهيم بعض أفراد المجتمع! كنت أعتقد أن هذا التقسيم التافه بالإضافة إلى تقسيماتنا التافهة الأخرى كتقسيم الطوائف والعوائل والقبائل والجنس بل المناطق أيضاً، أقول إنني كنت أعتقد أن تقسيم «البيسري» والأصيل متعلقٌ بشكل أساسي بعلاقات الزواج والمصاهرة، إلى أن فوجئت بنائب كويتي، وهو النائب سعدون حمّاد الذي أقسم على احترام الدستور، وأكرر احترام الدستور الذي ينص على عدم التمييز وأن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، يأتي هذا النائب الـ»سري»، وهي نقيض «بيسري»، أي أن هذا النائب له رأس يحكمه، يأتي ليجادل النائب عادل عبدالعزيز الصرعاوي دفاعاً عن واحد من أشهر الكويتيين حالياً طلاقة باللسان الشيخ أحمد الفهد وزير الإسكان وبقية الوزارات غير المفهومة! ويا ليت حمّاد لم يجادل الصرعاوي… فكلامه في اعتقادي من أشنع ما قيل في تاريخ المجلس على الإطلاق، فلو أن أي فرد لم يكن يعرف عن النائب حمّاد شيئا، بمعنى أنه لم يعرف أنه قد فاز في مجلس 99 وبعدها طُعن في فوزه لاشتراك بعض العسكريين في عملية التصويت، وقُبل الطعن وخرج من المجلس، وهو نفسه النائب الذي ثارت حوله مشكلة مع مسؤول العلاج في الخارج، فلو أن فردا لم يكن يعرف عنه كل ذلك وشاهد الجلسة ورأى ما تلفظ به حمّاد لبكى على حال شعب انتخبه ليمثله! والسؤال المطروح على حمّاد النائب: ما رأيك في «البياسر» ممن صوتوا لحضرتك؟ لقد أثبت حقاً أن الصرعاوي ليس له من يحكمه، وهو فعلاً لا رأس يحكمه و»بيسري»، أما أنت فبالتأكيد لست «بيسريا»… فشكراً لك. *** ومادمنا بدأنا المقال بكلمة فارسية، فلنعرج على الوضع في الجمهورية الإيرانية… فالانتخابات الرئاسية الدامية الأخيرة انتهت كما صرّح الإعلام الإيراني الرسمي بفوز نجاد مجدداً ورفض مير موسوي المرشح الآخر نتائجها، وتوقف الأمر على انتظار قرار من السلطة العليا في إيران برئاسة السيد علي خامنئي، إلا أنه أثبت انحيازه التام للمرشح الفائز مما سبب، ولايزال يتسبب، في أحداث شغب خطيرة في إيران، وهو ما يجب أن نشير إليه… فإذا لم تتخذ السلطة موقفاً محايداً من الأحداث، فإن النتائج ستكون وخيمة، فهل من معتبر؟ *** خارج نطاق التغطية: قد أتقبل أن يأتي أحمق ليصمني بالطائفية لمجرد انتقادي شخصية عامة من المذهب السُنّي، ولكني أتمنى من الأحمق نفسه أن يصمني بالوحدة الوطنية عند دفاعي أو مدحي شخصية عامة من المذهب السُنّي، فإن لم يكن فالصمت أفضل. 

سامي النصف

الدواء لإشكال الكهرباء والماء

نصيحة مخلصة نقدمها لمعالي وزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان تقضي على إشكالية انقطاع الماء والكهرباء في البلد إلى الأبد دون الحاجة لإنشاء محطات طاقة ومياه جديدة تكلف المليارات من أموالنا الناضبة ثم نحتاج بعد ذلك إلى نصف إنتاج الكويت من النفط لتشغيلها دون مردود مالي كونها تباع بعشر الكلفة وضمن معدلات استهلاك غير عقلانية جعلت بلدنا الذي لا نهر ولا مطر فيه الأعلى استهلاكا للمياه في العالم إضافة إلى تسبب إنشاء المزيد من المحطات في التلوث الشديد لبحرنا وتدمير ثروتنا السمكية.

إن الحل المنطقي والعاقل والعاجل يا معالي الوزير الذي نترجّى منه الكثير، يكمن في تركيب عدادات كهرباء وماء على كل «وحدة سكنية» سواء كانت شققا للإيجار كحال السالمية والفروانية والفحيحيل وحولي أو ضمن الڤلل والشقق كحال أغلب مناطق سكن الكويتيين كي يدفع كل مواطن ومقيم ثمن استهلاكه من الماء والكهرباء وعندها سيحرص الجميع على الترشيد ويطفئون الأضواء والمكيفات ويمنعون الخدم من خلق شلالات وأنهار المياه العذبة كل صباح عند غسلهم البيوت والسيارات وسقيهم للزرع.

كما يجب أن يفرض على الجميع تركيب عدادات كهرباء وماء جديدة مع «القطع الفوري» لمن لا يدفع حيث لا توجد دولة محترمة في العالم تعتمد في تحصيلها للأموال على «شيمة» ونخوة المستهلك أي إذا تحب أن تدفع تدفع وإذا قررت غير ذلك فالأمر عائد لضميرك، وهناك أكثر من نائب لديه الاستعداد التام للدفاع عن ذلك الفعل غير الوطني حتى لو وصل الأمر لاستجواب المسؤول دون ان يرف للنائب جفن أو تحمرّ له وجنة.

كما على الوزارة أن تخلق حوافز ودوافع ملزمة لتوفير الكهرباء والماء عبر فرض استخدام لمبات الإضاءة الجديدة على البيوت والعمارات والمحلات وإيقاف استيراد الأنظمة القديمة للإضاءة كما هو الحال مع كثير من البلدان المتقدمة، والأمر كذلك مع فرض أنظمة ترشيد المياه على الحنفيات والمراحيض والمطابخ التي «يلعب بها الخدم لعبا».

ونحتاج إلى تشريع كويتي مماثل لـ «قانون الجفاف» البريطاني حيث ما ان تقل مياه الأمطار لديهم حتى تعلن حكومة صاحبة الجلالة بدء تفعيل ذلك القانون الذي يفرض غرامة فورية تصل إلى 5 آلاف جنيه إسترليني لمن يغسل سيارته أو يروي حديقته، وإن تكررت المخالفة تتحول الغرامة إلى سجن يصل إلى 3 سنوات، ولم يقل أحد هناك ـ للعلم ـ إن في هذا ظلما أو يقترح إنشاء المزيد من محطات الطاقة.

آخر محطة:
قصة طريفة تظهر الواقع المأساوي الكويتي، فقد زرت بالأمس أحد مناطق حمانا في جبل لبنان فوجدت أن ماكينة الطوارئ التي تغذي 5 عمارات آهلة بالسائحين الكويتيين قد تعطلت منذ أكثر من أسبوعين ولا تحتاج من السكان كما أخبرت إلا مبلغا لا يتجاوز 20 دولارا للشقة لإصلاح العطل والتمتع بالكهرباء طوال الوقت إلا أن الأحبة، وقد اعتادوا في بلدهم استهلاك الكهرباء دون مقابل، رفضوا الدفع وفضلوا عليه البقاء كالخفافيش في الظلام لمدة 6 ـ 8 ساعات يوميا! وحقيقة «ليش مصطافين»؟! ابقوا في بلدكم وتمتعوا بمجانية المياه والكهرباء بحماية أسود مجلس الأمة.. هزلت!

احمد الصراف

بين الزغلول والدمرداش

لم يستفد أحد في العصر الحديث من كتاب ديني كاستفادة المواطن المصري زغلول النجار من القرآن. فقد روّج هذا الشخص لنظرية أن مختلف الابداعات والاكتشافات الطبية والعلمية والنفسية والجغرافية وغيرها يرجع الفضل فيها لنصوص محددة في الكتاب المقدس، ومن هنا انطلقت شهرته وأصبح مؤلفا ومقدم برامج ومحاضرا، ومن كل ذلك كوّن ثروة وكسب احترام وتقدير جهات عدة، ساذجة أو متواطئة معه، أفرادا كانوا أو مؤسسات، وشاركه أو زاحمه في اللعبة دعاة من مصر من امثال عمرو خالد ومحمد الجندي وغيرهما، وآخرون من السعودية والكويت واليمن، وحتى من السودان بكل ما فيه من بؤس وتخلف وتشرذم ورئيس مطلوب للعدالة الدولية.
ويبدو ان طريقة الكسب السريعة والمضمونة هذه جذبت بأضوائها أطرافا اخرى لمنطقتنا بالذات، المليئة بالسذج والمتخمة بالبترودولار، الذي لا تعرف الكثير من دولنا كيفية استثماره بطريقة فعالة، ومن هنا دخل السيد صبري الدمرداش، الذي يحرص على ان يسبق اسمه حرف الدال، على خط التفسير ونشر اعلانا في عدة صحف (الوطن 27/5) طلب فيه من المطلعين على عنوانه ان يكونوا راقين في أحاسيسهم، مميزين بين الناس، واسعي الثقافة، وأن يكونوا أثرياء في فكرهم، وكل هذا يمكن أن يتحقق بالمشاركة في خدمة الرسائل الهاتفية النصية الخاصة به، والتي من خلالها سيعلمنا السيد الدمرداش، وعلى حسابنا، أسرار الخلق والإعجاز العلمي في القرآن وفلسفة الحياة، وفوق كل هذا الاعجاز العلمي في الكون مع كمّ هائل من المعلومات الحسابية والطبية والتاريخية الأخرى!
لقد قبلنا بترهات مفسري الاحلام والفاسد من خدع العلاج بالحجامة للمصابين بأمراض السرطان، وادعاءات مستخدمي المياه المقروء عليها بأنها صالحة لكل داء وبلاء، ولكن أن يأتي من يدعي أن بامكانه أن يعلمنا اسرار الكون وما فيه من اعجاز، وكيف ان النباتات لا تنام والأسماك لا تغرق من خلال رسائل هاتفية نصية قصيرة، فهذا ما لم نسمع بمثله حتى الآن! ونرجو من الدمرداش، أو من يمثله في الكويت، أن يوضح للساعين لمعرفة كامل أسرار الخلق والكون ـ على فرض أنه يعرفها كلها ـ الكلفة النهائية لهذه الرسائل، وان يبين الطريقة التي سيرد بها على مئات الأسئلة المتعلقة بالكون التي لا يزال كبار علماء العالم في حيرة منها منذ أن وجد الانسان الهوموسيبيان على هذه الأرض، وحتى تاريخ نشر هذا المقال.
ويا ناس عليكم بالحذر من هؤلاء المدعين فهدفهم ما تبقّى في جيوبكم من بترودولارات قليلة.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

قلوبنا مع الشعب الإيراني البطل

الصورة في طهران هذه الأيام هي أقرب للصورة في برلين النازية منتصف الثلاثينيات عندما كان الطاغية هتلر في طريقه للسير بشعبه إلى هاوية الحروب مع القوى الكبرى، وقد حضّر لذلك بقمع الداخل والتدخل في شؤون الدول المجاورة بحجة انها مجاله الحيوي الذي يحتاجه في حربه القادمة مع العالم والتي انتهت بانتحاره ودمار بلده.

لقد قرر مرشد عام الثورة الإيرانية وقبل أشهر من الانتخابات الرئاسية ان أحمدي نجاد هو الرئيس القادم (!) وقد هنأه بذلك مما يعني أن الشعب الإيراني حتى لو صوت بنسبة 100% لموسوي فإن أحمدي نجاد هو الرئيس الفائز رغما عن أنف 80 مليون إيراني تم اختزالهم برغبة شخص واحد.

لقد استنزف النظام القمعي في إيران ثروات شعبه في مغامرات الخارج بالعراق ولبنان وفلسطين وغيرها وقد كان الأمر محتملا لو انه حرم شعبه من التنمية والإعمار والإنجاز في سبيل إعمار تلك الدول إلا أن الواقع المعيش يظهر بصورة لا لبس فيها ان تلك الأموال «غير النظيفة» قد استخدمت في اشعال الحروب وتدمير العراق ولبنان وغزة.

لقد أباح نظام الرئيس نجاد لنفسه حق التدخل في شؤون الدول الأخرى بقصد التدمير لا التعمير فلماذا لا تتدخل دول العالم ونحن من ضمنها في الشأن الإيراني لإنقاذ شعب إيران البطل من الديكتاتورية التي ستقوده لحروب خاسرة قد تقسم إيران بعدها لعدة دول ويقضى على منجزاتها الحضارية؟!

إن المطلوب هو دعم الشعب الإيراني البطل بكل الوسائل فإن فاز الشعب وفاز المرشح موسوي الذي وعد بتسخير موارد إيران لخدمة شعب إيران سعدت إيران وسعدت بلداننا وسعد العالم، وإن فوتنا الفرصة واستمر الرئيس نجاد في الحكم – وهو الأمر الأكيد – فستتعس إيران وتتعس بلداننا ويتعس العالم والأمر هذه الأيام ليس بعيدا عن حقبة «السكاكين الطويلة» التي قضى من خلالها الطاغية هتلر على المعارضة ليمضي قدما في مشروعه الذي انتهى بدمار بلده وجيرانه.

آخر محطة:
 1 – ستشهد المنطقة خلال عام أو عامين تداعيات بقاء الديكتاتورية بالحكم في طهران وسنندم كالعادة عندما لا ينفع الندم وستنقسم المعارضة الإيرانية البطلة بين السجون ودول الاغتراب.

2 – الملاحظ أنه كلما قوي الرئيس نجاد زاد الدمار والتأزم في المنطقة وكلما ضعف كنتيجة لشح عوائد النفط استتب الأمن في ربوع دول الإقليم.

احمد الصراف

الشكر لأميركا والعتاب لنا

أبدت شخصيات سياسية وجهات حكومية ونشطاء سياسيون غضبهم وامتعاضهم، مما ورد في تقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي عن حقوق البشر في الكويت. وأدرج التقرير الكويت، للسنة الثالثة على التوالي، ضمن الفئة الثالثة السوداء، في مجال المتاجرة بالبشر، وهو التقرير الذي ساهمت السفارة الأميركية في الكويت «مشكورة» في إعداده.
وقال بعض المعترضين إن أميركا، بسجلها غير الإنساني، وسوء معاملتها لسجناء «غوانتانامو»، هي آخر جهة يحق لها انتقاد الدول الأخرى. وهذا كلام سنتفق، على مضض، على صحته، وبالتالي يجب على أميركا التخلي عن دور شرطي العالم! وهنا يصبح أمامنا أحد خيارين في موضوع التصدي لانتهاكات الدول «المتخلفة» لحقوق البشر: إما ترك معالجة هذا الموضوع لكل دولة لتهتم به بطريقتها، أو أن يعهد لجهة غير أميركا مهمة التصدي لإعداد التقرير السنوي عن أحوال حقوق الإنسان في العالم، خاصة أن تكليف الأمم المتحدة بالأمر سيكون غير مجدٍ لأسباب كثيرة.
وحيث إن لا أحد منا، وفي الكويت بالذات، يرى ترك موضوع حقوق الإنسان لكل دولة على حدة لتهتم به، فقد كانت تجربة الغزو والاحتلال خير شاهد على حاجتنا للعالم لكي يتدخل في شؤوننا ويحررنا من الغازي، فإن خيار إيجاد دولة أخرى هو الباقي! فما هي الدولة الأكثر تأهيلاً، غير أميركا، والأكثر استعداداً للتصدي لاعداد مثل هذا التقرير الخطير والمكلف والمعقد ونشره ومتابعة تطبيقه، وتوقيع العقوبات بمختلف أشكالها، على الدول المخالفة؟ وهل هناك حقاً من يمتلك ما تمتلكه أميركا من قوة وسلطة وما توفر لديها عبر سنوات من البحث من كم هائل من المعلومات شبه الكاملة عن أوضاع العمالة في كل دول العالم تقريباً؟ كما ان ما تمتلكه من أجهزة علنية وسرية تساعد في إعداد مثل هذا التقرير لا تتوفر في أي دولة أخرى. وهنا نجد ان خياراتنا تصبح شبه معدومة، فالدول الأوروبية الأخرى التي من الممكن أن تتصدى لهذا الموضوع، إما أن سجلها الاستعماري لا يساعدها على ذلك، أو أنها عاجزة، مقارنة بأميركا، أو غير راغبة في التصدي بشكل كامل لمثل هذه القضية الشديدة الحساسية والتعقيد، وبالتالي لا خيار للعالم أجمع غير أميركا.
وفي رد لوزير الشؤون على التقرير، فقد وصفه بأنه «غير منصف»، وأن ديننا نص على احترام حقوق الإنسان (!!). وافتخر الوزير بأن وزارته، بالتعاون مع وزارة العدل «بصدد» دراسة قانون تجريم الاتجار بالبشر! فكيف يكون التقرير «غير منصف» ونحن لا نزال، وعلى الرغم من كل الانتقادات التي وجهت لنا على مدى سنوات، ندرس تجريم الاتجار بالبشر؟
أما اتحاد عمال الكويت فقد صرحوا بأن التقرير لم يفاجئهم لأنهم طالما دعوا الحكومة لاتخاذ الإجراءات والتدابير التشريعية التي من شأنها تلافي هذه الاتهامات، وأن التقرير تضمن حقائق. كما شدد الاتحاد على دور الحكومة السلبي في التعامل مع مكاتب استقدام العمالة وإعادة تنظيم هذا القطاع حفاظاً على حقوق هذه الفئة.
ولا ننسى هنا فضيحة الـ 1200 شركة وهمية التي استقدم أصحابها، وبتواطؤ حكومي بيّن، عشرات آلاف العمال مقابل قبض مبالغ نقدية كبيرة منهم، وترك هؤلاء في الشارع ليواجهوا مصيرهم المظلم من دون عمل ولا دخل ولا أمن ولا مستقبل ولا حتى خبزة جافة!
الشكر كل الشكر لأميركا وسفارتها على جهودهم في كشف عيوبنا وجرائم البعض منا ومتاجرتهم بحقوق البشر وسكوت حكومتنا عن كل هذه المخالفات سنة بعد أخرى. وكان حرياً بنا تقديم الشكر لها على جهودها، لا توجيه اللوم والعتاب، فكما «سمحنا» لها قبل 20 عاماً بتحريرنا وإعادة إنسانيتنا لنا، فإن من حقها، وهي التي ضحت بأرواح أبنائها من أجلنا، أن تحذرنا من عدم إنسانية البعض منا مع الغير وسلبهم لحقوقهم، مع سبق الإصرار والترصد.

أحمد الصراف
habibi [email protected]