سعيد محمد سعيد

لست «غريبا»… فيا «قريب» كن أديبا!

 

يألف الكثير منا بعض الطرقات والشوارع حتى تصبح جزءا من ذاكرته لأنها ربما كان يستخدمها من صغره ولا يزال، ولهذا، كان مدخل قرية الزنج، القادم شرقا من الشارع الشهير المعروف باسم «شارع ابو عشيرة» واحدا من أهم الشوارع التي ارتبطت بمراحل الطفولة والصبا والشباب بالنسبة لي وبالنسبة لغيري الكثير من أهالي قرى بلاد القديم والزنج والخميس والقرى المجاورة.

على أية حال، أتذكر أن هذا الجزء من الشارع، وتحديدا في منعطفه (إلى اليمين) للقادمين من الشرق إلى الشمال، يشهد بين الفينة والأخرى شجارات بين بعض الطلاب حين ينزلون من حافلة المدرسة القادمة من مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة الثانوية… مزاح يتحول إلى شجار! فيما كانت شجارات أخرى تحدث بين بعض الشباب والصبية من مناطق السلمانية والزنج ومنطقة الإصرار (التي كانت تعرف باسم الدفنة وهي اليوم تتبع منطقة الماحوز) بعد انتهاء مباراة في كرة القدم على ملعب لم يعد موجودا منه اليوم إلا مساحة صغيرة.

مرت السنين وتطورت المنطقة وتغيرت الكثير من ملامحها بطبيعة الحال، وخصوصا في الجزء الذي يضم اليوم مقهى ومطعم وبعض المكاتب التجارية والعلاجية، فبدأ الخلاف على إنشاء مشروع خاص على أرض كان الأهالي يقولون إنها مخصصة لحديقة، فيما كان البعض الآخر يقول إن الأرض (ملك خاص) ومن حق مالكها أن يستثمرها كيف يشاء، وتبع القضية كتابة عريضة وقعها الأهالي يطالبون فيها بأرض حديقتهم، ونشرت المشكلة في الصحافة، لكن المشروع الاستثماري مضى في خطواته الطبيعية واكتمل.

مدخل قرية الزنج، كان يشهد صورتين تتكرران بين الحين والآخر… الصورة الأولى هي وقوع الحوادث المرورية في تقاطع الإشارة الضوئية، أما الصورة الثانية، فكانت بعض الشجارات التي تبدأ بخلاف على موقف سيارة، أو بسبب الزحام، خصوصا في ليالي الإجازات والمناسبات التي تكتظ فيها المنطقة بالسيارات، وما من شك، في أن بعض المعاكسات والملاحقات كانت هي الأخرى سببا في وقوع الشجار، وقليلا ما يكون ذلك الشجار بين المواطنين، فيما غالبيته يحدث بين بعض الخليجيين وشباب من المنطقة، وليس الشجار الذي وقع بين بعض الشباب وبعض الخليجيين حديثا هو الشجار الأول والأخير، فحتى سكان المنازل القريبة كانوا يتشاجرون مع بعض من يوقفون سياراتهم أمام بيوتهم ويسدون المرآب أو يتسببون في صعوبة الدخول والخروج من المنزل.

لكن ليس من العدل اتهام بعض الأهالي بأنهم «متوحشون» يعادون ضيوف البلد، فبصراحة، لا يمكن قبول تصرفات بعض الخليجيين الذين لا هم لهم سوى معاكسات بنات الناس، بل والقيام بحركات تخدش الحياء، وعقد اللقاءات الغرامية حتى في مواقف السيارات ثم يعاب على الأهالي تصديهم لمثل هذه الحركات «البايخة»، حتى أن حكايات وقصص وسلوكيات بعض الخليجيين وعدم احترامهم للمجتمع البحريني المحافظ لم تعد مقبولة لدى الكثير من المواطنين.

ماذا تريدون من مواطن خرج من منزله ليجد لقاء غراميا بين شاب خليجي وفتاة في السيارة؟ كيف يجب أن يتصرف من تعرضت زوجته أو شقيقته أو إحدى قريباته أو جارته لمعاكسة وقحة خارجة عن حدود الأدب؟ هل (يصرف نظره) ويتظاهر بأنه لا يرى شيئا من باب الحفاظ على العلاقات الأخوية بين الأشقاء؟ أو من قبيل إكرام الضيف؟

يا جماعة، قد يتغاضى المواطن البحريني عن الكثير من الأمور المزعجة التي يقوم بها بعض الخليجيين من استعراضات بهلوانية في الشوارع، وتفريغ ولع البعض بالسرعة القاتلة، لكن أن تصل المسألة الى انتهاك حرمات الناس وأعراضهم، فهذه ستكون حلقة من شجارات أخرى كثيرة، ويا (قريب) كن أديبا، وحياك بين أهلك، وإلا فلا يلوم لائم مواطن دافع عن شرفه.

سامي النصف

الاتجاه المعاكس في السياسة الكويتية

النيابة ومثلها الوزارة ليست عملا تخصصيا، اي لا يطلب من النائب ان يكون خريج محاسبة او حقوق ليمارس عمله في الرقابة والتشريع، والحال كذلك مع الوزراء فلا يطلب بالضرورة ان يكون وزير الاشغال مهندسا أو الصحة طبيبا، الحقيقة ان عمل الوزارة والنيابة سياسي بالدرجة الاولى.

لذا يختار النواب من يشاءون ليقدم الاستجواب فلا يفرض على النائب الطبيب ان يختص باستجواب وزير الصحة أو المهندس وزير الاشغال.. الخ، بل يقرر النواب الاصلح منهم لتقديم الاستجوابات، لذا نرى اسماء مكررة للمستجوبين وخلو اسماء اخرى من اي استجواب، وعليه يجب ان يعطى الحق ذاته للفريق الآخر المشارك في اللعبة السياسية المقامة تحت قبة البرلمان وامام مدرجات الجمهور ونعني الفريق الحكومي ليختار من يشاء من لاعبيه للتصدي للاستجوابات حيث ان المسؤولية تضامنية والقرارات تناقش جماعيا في مجلس الوزراء وليس من العدل ان تختار اللاعب الذي يشوت «البنلتي» من فريقك وتفرض في الوقت ذاته حارس المرمى الذي تريد على الفريق الاخر، نرجو الا تمتد قدسية الدستور للائحة الداخلية فيكفر من يريد تعديلها.

في النظام الاميركي والغربي يعتبر الحزب هو المهيمن على اللعبة السياسية لذا يفرض اجندته على من يمثله من نواب ووزراء كونهم انتخبوا من الاساس لترويجهم برنامجه الانتخابي وعبر دعمه المادي والبشري لهم فالحزب هو بمنزلة جذع وأصل الشجرة والباقون فروع له سواء في المجالس النيابية او الادارات الحكومية.

البعض يحاول وبشكل خاطئ تماما ان يطبق نفس المبدأ على اللعبة السياسية في الكويت وينسى ان الامر معكوس تماما حيث ان قمة الانجاز السياسي لأي تكتل ضمن اللعبة الكويتية هي ايصال الوزراء والنواب وعليه يجب ان يقود هؤلاء القرار والخيار ضمن التكتل لما يضمن بقاءهم كوزراء واعادة انتخابهم كنواب.

فعلى سبيل المثال يوصل النواب لتكتلهم السياسي ان ما ينفعنا ويدعم مركزنا كنواب ويعطي فرصة اكبر لاعادة انتخابنا حسب ما نراه ونعيشه هو اتخاذ موقف معارض، أو مؤيد، لاستجواب ما ويتلو ذلك اصدار التكتل المعني بيانا داعما لهذا التوجه ويوعز لكتابه وقواعده بالترويج لذلك الموقف المعلن لنوابه والحال كذلك مع وزرائه فهم من يقررون الموقف الافضل للتكتل المعني سواء بالبقاء في الوزارة او الاستقالة منها وعلى التكتل ان يدعم الوزير الذي يمثله فإن قرر البقاء أصدر بيانا داعما لذلك البقاء وان قرر الاستقالة اصدر بيانا داعما لتلك الاستقالة.

في بلد الاتجاه المعاكس الكويت يحدث في كثير من الاحيان العكس تماما من ذلك التصور الصحيح لكيفية ممارسة اللعبة السياسية، فيحاول هذا التكتل او ذاك فرض قراراته على ممثليه في المجلس فينفرون منه ويعلنون انهم لم يعودوا يمثلونه والامر كذلك مع الوزراء عندما تتم محاولة اجبارهم على الاستقالة فيعلنون كذلك انهم لم يعودوا مرتبطين به وتنتهي اللعبة الخاطئة بخسارة الطرفين معا، فلا يبقى للتكتل المعني من يمثله في اللعبة السياسية فيبقى خارجها كما يفقد من كانوا على صلة طويلة به دعمه لهم فيضعفون امام زملائهم.

آخر محطة:
ضمن مسلسل الف كذبة وكذبة لصدام ذكر ضمن ما نشر بالامس في جريدة «الشرق الاوسط» ان احتلال الكويت كان يفترض ان يتم بسرعة اكبر نظرا لدعم الشعب الكويتي للاحتلال! كما أنكر قيام قواته بإشعال النيران في آبار النفط! أو علمه بالجرائم التي ارتكبها جيشه في بلدنا من قتل وتعذيب وسرقة! كما انكر انهم اخذوا اي اسير كويتي معهم!، اجمل تعليق على ما يقوله صدام أتى من عراقي من السويد بأن صدام لو أنكر احتلال الكويت لصدقه عشاقه ومحبوه!

سامي النصف

صدام كاذب حياً وميتاً

نشرت جريدة الشرق الأوسط الغراء خلال الأيام الماضية محاضر التحقيق مع الطاغية صدام حسين، والحقيقة أن نظرة سريعة لما نشر تجعلك توقن بأن أجهزة كشف الكذب ستنفجر لو عرض أمامها ما يقوله القائد «الضرورة»، فبين كذبة وكذبة كذبة ثالثة تقفز بينهما ولو لم يفعل صدام موبقة واحدة في حياته فستكفيه تلك الأكاذيب لوضعه في الدرك الأسفل من النار.

فجيش الشاه الذي كان يملك من طائرات النقل أكثر مما تملك بريطانيا ولديه من طائرات الفانتوم والدبابات الأميركية والبريطانية أضعاف ما تملكه إسرائيل والذي تسبب بعض خبراء جيشه الذين أرسلهم لدعم الأكراد في استسلام كامل لصدام وعرضه إعطاء نصف شط العرب لإيران، أصبح ضمن تلك المذكرات أو التحقيقات المضحكة جيشا ضعيفا «هرعا» لا يستطيع الصمود أمام جيش صدام أكثر من شهر حسب قوله، ولو كان الأمر كذلك فلماذا لم يبدأ حربه على إيران إبان الشاه لا بعده؟!

وتاريخ حربه مع إيران الثورة، والذي يعرفه الجميع، أصبح يروى بشكل معاكس تماما، فإيران هي من غزت العراق وليس العكس، وما حدث عام 82 لم يكن هزيمة مروعة للجيش الصدامي بل كان انسحابا مشرفا، كما أن إيران هي من استخدمت السلاح الكيماوي ضد العراق وليس العكس في تلك الشهادة القريبة من «خليفة خليفوه» كما أن العراق حسب أقوال الرئيس «أبو لمعة» لم يكن في حالة مالية سيئة بعد انتهاء حربه مع إيران (تراكم على العراق بسبب تلك الحرب العبثية دين بأكثر من مائة مليار دولار) والجميع يتذكر أقوال صدام التسولية إبان قمة بغداد وبعدها على لسان مبعوثيه.

وفيما يخص الشأن العراقي لم يكن للحمل الوديع صدام أي ذنب في الدماء التي أسيلت والقتل المنظم الذي ابتدأ بالدائرة المحيطة به وانتهى بالمقابر الجماعية لملايين العراقيين، كما ذكر أنه يحب حياة البساطة في العيش والمسكن (لديه من القصور ما لا يملكه أحد في العالم)، كما ادعى أنه يؤمن بالديموقراطية وإنشاء الأحزاب إلا أن زملاءه الآخرين في القيادة ـ سامحهم الله ـ رفضوا ذلك وفرضوا عليه الخيار الديكتاتوري مرتين لا مرة واحدة.

وقال الكاذب صدام إن خشيته من إيران جعلته لا يمانع في قيام حلف عسكري مع أميركا لمنعها من غزوه بعد عام 1988، ولو كان الأمر كذلك فلماذا لم يعقد أو يقترح عقد معاهدة تحالف عراقية ـ خليجية ـ أميركية، بدلا من اتهام الكويت والإمارات بالتآمر مع أميركا للإضرار به، وكيف يصح قوله إن الكويت كانت تريد غزوه بالتعاون مع أميركا (!!) ولم يكن هناك جندي أميركي على أرضها قبل عام 90 كما ان حدودها مع العراق كانت شبه خالية من العسكر مما سهل غزوها، وقد كان مضحكا للغاية تشبيه الكويت بالجار الخطر المدجج بالسلاح الجاهز لغزوك لذا كان عليك أن تخرج وتبادر لغزوه.

ومن دعاواه الطريفة أن الكويت سرقت 2.5 مليار برميل من حقول الشمال ولن نتحدث عن حقيقة يعلم بها الجميع وهي أن الكويت كانت تهديه مع السعودية إنتاج نفط المنطقة المحايدة بأكمله الذي يقارب 400 ألف برميل يوميا، ونذكر حقيقة رقمية فحواها أن مستوى الإنتاج الكويتي من حقول الرتقة أو الرميلة لا يزيد عن 60 ألف برميل يوميا مما يعني حاجة الكويت للقيام بالسرقة اليومية لمدة تتجاوز 1157 سنة كي تستولي على 2.5 مليار برميل من تلك الحقول.

آخر محطة:
(1) في مكان آخر من التحقيقات يكشف صدام عن السر الرهيب لتصرفه المريب الذي كان يظهره وكأنه يملك أسلحة دمار شامل عبر طرد المفتشين الدوليين وتحديد تحركاتهم بقوله إنه لم يكن يريد أن تعلم إيران بأنه لا يملك تلك الأسلحة فتهاجمه وتسقط حكمه وهو ما تم على يد أميركا بسبب تلك التصرفات الغريبة والغبية والحمقاء. الأكيد أن لدى صدام صداقة وثيقة مع هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري، فهذه العقلية من تلك!

(2) ومما ذكره أنه لم يكن يعلم أن صاحبه طارق حنا عزيز مسيحي الديانة والأرجح أنه كان يعتقد وبحق أن بابا الڤاتيكان شافعي المذهب!

احمد الصراف

الهند لهم والحزن لنا

من الأمور المثيرة للشفقة أن الكثيرين منا يستسهلون السخرية من شعوب العالم الأخرى، والهنود، كمثال، وكأننا شعب مثالي كامل الدسم والأوصاف. ولو تمعنا، ولو للحظات، في ما حققه الشعب الهندي في العقدين الماضيين فقط، بالرغم من تعدد أعراقه واختلاف دياناته وتنوع وتشعب لغاته، سواء على المستوى الاقتصادي، السياسي، أو حتى الأخلاقي، لأصابنا إحباط وخجل كبيران لسخف آرائنا وتواضع ما قدمناه للبشرية مقارنة بهم، بالرغم من كل ادعاءاتنا التاريخية بالسؤدد والرفعة. ولسوء الحظ فإن هذا الاحباط لن تشعر به الغالبية منا، وسنبقى على جهلنا و«عمانا» لأننا، ببساطة شديدة، لا نقرأ، وبالتالي لا نعرف حقيقة موقعنا وموضعنا بين دول العالم الأخرى، أو لا ندرك مقاييس الحكم على تقدم أو تطور شعب مقارنة بآخر!!
في الانتخابات النيابية التي جرت في الهند أخيرا شارك 62% من جملة الناخبين البالغ عددهم 720 مليون في الإدلاء بأصواتهم.
وهي نسبة تزيد على نسبة أية دولة عربية ديموقراطية.. ان وجدت!! وبالرغم من كل السلبيات التي رافقت الانتخابات فانها جرت، بشهادة جميع المراقبين الأجانب، بهدوء، وتوجه فيها الناخبون لعشرات آلاف مراكز الاقتراع وصوتوا ضد الشقاق السياسي والطائفي والطبقي، وضد ألعاب القوى المتصارعة، مع عدم تناسي خلافاتهم، والفوارق بينهم.
تمتلك الهند الكثير الذي بإمكانها الفخر به، وربما يكون احدها اصرارها المستمر على اظهار الجانب الايجابي لديموقراطيتها، التي نفتقد لأبسط مكوناتها. ففي انتخابات عام 1977 مثلا صوت الهنود بأغلبية ساحقة ضد أنديرا غاندي، ابنة الشعب المدللة والبيت السياسي العريق، وأخرجوها من السلطة. ولا تعرف الهند، منذ استقلالها في منتصف القرن الماضي، أية أحكام أو انقلابات عسكرية وبقيت ديموقراطيتها قريبة من الكمال بمعنى الكلمة.
وقد كتبت «نيويورك تايمز» في احد اعدادها الاخيرة الفقرة التالية عن الهند «… هي موطن ظهور الهندوسية والبوذية والجانية والسيخية، وفيها ثاني اكبر تجمع اسلامي في العالم، كما عاشت فيها المسيحية منذ الفي عام، وتواجد فيها اليهود منذ ان هدم الرومان «هيكلهم الثاني»، وتقع فيها اقدم معابد اليهود في العالم، كما تستضيف الهند حكومة التيبت في المنفى، وفيها يقيم «الدالاي لاما» منذ ان طردته الصين من موطنه قبل اكثر من 30 سنة. والى الهند لجأ الزرادشتيون الفرس (المجوس) قبل اكثر من الف عام، هربا من بطش المسلمين بهم، ورحل اليها واستوطنها الارمن والسوريون وغيرهم منذ قرون عديدة وجعلوها وطنهم النهائي. والهند هي التي وصفتها ارفع المؤسسات المالية العالمية بكون اقتصادها الاسرع نموا، حيث ينجح سنويا في انتشال 40 مليون معدم الى ما فوق خط الفقر بكثير، وهذا يعني ان الهند ستنجح في 2025 في جعل عدد شريحة الطبقة المتوسطة فيها يقارب كامل سكان الولايات المتحدة الاميركية!! كما يمكن ملاحظة مدى حيوية الشعب الهندي من خلال ما تنتجه الهند من افلام وفنون متعددة اخرى واقتصاد مزدهر وصناعات عالية الدقة ومنتجات تشمل كل قطاع ومجال، كما انها مكتفية ذاتيا من الغذاء والدواء، ولم يتأثر اقتصادها الا قليلا بالازمة العالمية الاخيرة، وكان من المفترض ان يشكل هذا النجاح حافزا لشعوبنا وان نتوقف عن نقد الهند والهنود، خصوصا عندما نعرف مدى الفارق العلمي والخلقي والصناعي الذي يفصلنا عنهم، ولكن، لسوء حظ الكثيرين منا، كما سبق ان ذكرنا، فان هذا لا يمكن ان يحدث، لاننا ببساطة شعوب متغطرسة على الفاضي، فما اقل حيلتنا وضآلة اهميتنا.. وطول لساننا!!
أحمد الصراف
[email protected]

علي محمود خاجه

كله من البدو

لم يكن سهلاً عليَّ أن أسير عكس تيار المناداة بطرح الثقة بوزير الداخلية على خلفية المحور الأول المتعلق بالإعلانات الانتخابية، ومع أني لم أنكر أبداً أن وزير الداخلية تسبب في ضياع خمسة ملايين دينار من خزائن الدولة، فإن قناعتي التي ترسخت من خلال حكم المحكمة الدستورية ودراسة للنائب السابق والمحامي أحمد المليفي التي نشرتها مشكورة مدونة «دللي ومللي»، جعلتني لا أستطيع أن أقف مع عمل غير دستوري «الاستجواب» من أجل إطاحة وزير ضيّع خمسة ملايين من أموال الدولة. أكرر نعم لمحاسبة الوزير، بل وإطاحته أيضاً، لكن وفق الأطر القانونية والدستورية، فليس من المعقول أبداً أننا نناصر وندافع عن مادة من الدستور على حساب الدستور نفسه. عموماً، فإن ما أفرزه هذا الاستجواب، أو إن صح التعبير، ما طفا على السطح بوضوح بمعية هذا الاستجواب، لهو أمر بغيض وكريه ومرعب، فقد انقسم المجتمع أو جزء كبير منه، حسبما أرى، إلى جزءين ليسا مبنيين على آراء وقناعات منطقية، بل استناداً إلى فئوية كريهة باتت تزامل الكويت بأنماط مختلفة على مر التاريخ الحديث. ففي الثمانينيات مثلاً قُـسِّمت الكويت إلى تقسيم طائفي كريه إبان قضية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وهي قضية الثورة الإيرانية وما تلتها من حرب عراقية- إيرانية طويلة المدى، مما حدا بالبعض إلى إجراء انتخابات فرعية سنية في بعض الدوائر الانتخابية لضمان عدم وصول الشيعة، وحدا بالطرف الآخر إلى التمترس وراء الطائفة في المساجد التي اتخذها البعض منهم كمظلة لأعمال تألـيب ضد الطائفة الأخرى، ولعل أوضح الأمثلة في تلك الفترة هو احتلال القائمة الطائفية السُنيّة للمركز الأول في الجامعة وتليها القائمة الطائفية الشيعية في المركز الثاني، وتراجع كل القوائم المنادية بالوحدة إلى المراكز الأخيرة. والمؤسف أن لدينا نواباً يسعون بكل قواهم إلى إعادة هذا التقسيم أحدهم فاز أخيراً بالدائرة الثانية والآخر في الدائرة الرابعة. اليوم نحن أمام شكل جديد من أشكال هذا التقسيم إلا أنه غير مبني على الطائفة الدينية بل على العرق الاجتماعي، فقد بات البعض يعتقد بأن المعركة هي بين البادية والمدينة بين بوابة السور من الداخل والخارج، وهو وضع مقيت لا يصلح لأن يقوم في دولة، نعم أنا أختلف مع ممارسات يمارسها بعض أبناء القبائل، ولكني أختلف أيضاً مع بعض السُنّة والشيعة والنساء، فهل يعني ذلك أن أعارض أي امرأة أو أي شيعي أو أي سني؟ إن ما يمارس حاليا لا مصير له إلا إشعار أبناء القبائل بالغبن والظلم، وهو ما سيولد لديهم شعوراً بأنهم لن يتمكنوا من الحراك ما لم يعززوا روح القبيلة على حساب أي أمر آخر، فتصبح الانتخابات الفرعية الفئوية شعاراً لابد منه حتى في صغائر الأمور، وتصبح المحسوبية واحتكار المعروف على الأقربين، هما أساس الممارسة العامة للجميع. نعم ليُحاسب المخطئ ويُنبذ أيضاً، ولكن لا يُعمَّم حاله على الجميع، وليكن أول المنبوذين هو من يقسِّم المجتمع إلى فئات وطوائف وقبائل، كي نتمكن من التعايش قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه. خارج نطاق التغطية: نمى إلى علمي أن وزير الكهرباء جلب ما يقارب العشرين موظفاً من أبناء قبيلته بغير وجه حق لإدارة مكتبه، فإن صحّ ما علمت به، فهو دليل دامغ على ما ذكرته أعلاه. 

سامي النصف

الجلوس في طائرة متجهة للأعماق

مع بداية الإجازة الصيفية المتأخرة هذه الايام واغلاق ابواب الصخب والاثارة في المبنى الواقع امام ساحة الارادة، نرجو للطيور المهاجرة ـ وما اكثرها ـ رحلات مريحة حيث مازال الطيران هو الوسيلة الاكثر امنا للنقل ولسبب بسيط جدا هو ان عالم الطيران يتعلم من الاخطاء والحوادث منعا لتكرارها وهي قضية لو طبقناها على الحياة السياسية في الكويت لكنا البلد الاكثر هدوءا وتقدما وانجازا في العالم بدلا مما نراه من تكرار اخطائنا حتى قيام الساعة!

لا يبحث الانسان عن الارخص عند صرفه نقوده لشراء حاجياته المختلفة او حتى عند اختياره لاماكن سكنه في اجازته رغم ان الخطأ في تلك الاختيارات ليس مرتبطا بقضايا الحياة والموت، اما عند الترحال فيبحث كثيرون عن الناقل الارخص سعرا حتى ولو بدينار او دولار واحد دون الاهتمام بقضايا السلامة رغم ان ذلك الاختيار قد يكون فيه الفارق بين ان تحيا او ان تصبح اشلاء مقطعة تبحث عنها الغواصات في اعماق المحيطات، ولا يعرف المرء خطأ اختياره عادة إلا في الثواني الاخيرة قبل الارتطام بالصخور او الغوص في اعماق البحور.

وللباحثين الجادين عن السلامة عند التنقل اليكم بعض نصائح الخبراء، ومنها ان تختار الشركة التي تنقلك، دون توقف، للبلد الذي تنوي زيارته حيث ان الحوادث تقع في الاغلب ابان لحظات الاقلاع والنزول لذا فكلما قلت محطات التوقف قلت معها فرص وقوع الحادث، كذلك فالرحلة النهارية اقل عرضة للحوادث من الرحلات الليلية المرهقة للطيار ولمراقبي الحركة الجوية.

وينصح الخبراء بالاستماع جيدا لارشادات السلامة قبل الاقلاع بل وينصحون بتكرارها قبل الهبوط بدلا من قراءة الجرائد و«الهذر»، كما ينصحون بأن يحفظ الراكب اقرب مخرج طوارئ له في الطائرة او حتى في الفندق حيث قد يضطر للوصول اليه في الاغلب دون رؤية بسبب الدخان، وينصحون كذلك بألا تضع اشياء ثقيلة فوق كبائن الرأس، كما ينصحون بربط الاحزمة طوال الوقت، فحتى الطيار لا يعلم احيانا متى تقع المطبات الهوائية العنيفة، واخيرا لا تشرب ام الكبائر على الطائرة فنقص الاوكسجين يزيد من تأثير الخمر المدمر ولن يستطيع الشارب ان يخلي الطائرة في اقل من 90 ثانية خاصة اذا كان لا يستطيع الوقوف اصلا.

ويعتقد البعض ان الاهتمام بالسلامة هو ترف مكلف يجب ان تختص به شركات الطيران المملوكة للدول وليس الخاصة، والحقيقة هي العكس من ذلك تماما فالشركات الحكومية تستطيع تحمل كلفة وقوع حادث، اما شركات القطاع الخاص فيكفيها حادثا مروعا واحدا لافلاسها كما حدث مرارا في الماضي حيث تتكالب عليها الكلفة المباشرة وغير المباشرة للحوادث التي تصل في بعض الاحيان الى عشرات الملايين من الدولارات وتزداد معها كلفة التأمين بصورة رهيبة، ومن يعتقد ان سلامة الطيران مكلفة فعليه ان يجرب كلفة حادث طيران واحد، فالسلامة اولا والسلامة قبل كل شيء!

آخر محطة:
ابان إحدى رحلاتي الاخيرة على احدى شركات الطيران العربية، عرفني مساعد طيار شاب بنفسه ثم اشتكى لي من ان حرصه على السلامة ودقة العمل جعل بعض قادة الطائرات يشكونه لمرؤوسيه الذين طلبوا منه بدورهم السكوت مهما شاهد ورأى، نصيحتي ونصيحة كل خبراء الطيران لكل الشركات العربية هي شجعوا المساعدين الشباب على الاعتراض بشدة على الاخطاء وساهموا في تقوية شخصيتهم بدلا من قمعهم فقد تكون تلك الجراءة والشجاعة هي الفيصل الوحيد بين الحياة والموت كما تخبرنا حوادث الطيران المتكررة ومن لا يتعلم من اخطاء غيره سيتعلم بعد دفع الدم الغالي من اخطائه الذاتية.

احمد الصراف

أميركا عومة.. مأكولة مذمومة

يعيش غالبية رجال الدين في منطقتنا، ولأي مذهب انتموا، في حالة من التناقض عندما يتعلق الأمر بصحتهم وبقائهم على قيد الحياة، أو حتى عند تعلق الأمر برفاهيتهم. ورأينا، المرة تلو الأخرى، كيف «حسد» الإمام الخميني فرقة كاملة من جنوده لقوا حتفهم في معركة مع الجيش العراقي، لأنهم سيحظون برؤية الرسل وآل البيت قبله! ولكن ما إن أصيب بالمرض حتى أمر باحضار أفضل أطباء الغرب «الكافر» والمتآمر ليقدم العلاج له!
وقد أجرى برنامج «60 دقيقة» الأميركي الشهير قبل سنوات خمس تقريباً مقابلة مع السيد ناصر الصانع، النائب وقتها عن حزب الإخوان المسلمين الكويتي، قال فيها عن أميركا ما لم يقله مالك في الخمرة، ونعت مجتمعاتها بالاباحية والفساد وبانتشار القتل والاجرام في شوارعها. ولكن لم تمض إلا أيام معدودة حتى كان الصانع على رأس الحضور في حفل اقامته السفارة الاميركية بمناسبة وطنية. ولم أتعجب من وجوده، لكونه سياسياً في حزب ديني. ويبدو ان هؤلاء يحق لهم شتم أي جهة كانت، وبالذات دول أوروبا وأميركا، ومن ثم اللجوء اليها والارتماء في أحضان «ملذاتها»، والغرق في بحورها، وارسال ابنائهم، من بعدهم، لتلقي التعليم في جامعاتها والعلاج في مستشفياتها، والتمتع بحرياتها، مع الحرص على تحريمها على الغير!
كما نقل قبل أيام قليلة رجل الدين والداعية السلفي عبدالرحمن عبدالخالق إلى أحد مستشفيات بلاد الغرب لتلقي العلاج فيها. ومن حسن حظه انهم سيقدمون العلاج له بــ«إنسانية» مطلقة لا علم لهم بما جرته فتاواه من ويلات وكوارث على الغرب وأهله، وعدد المرات التي كفر فيها السفر الى بلدانهم، والنهي عن تلقي التعليم عندهم لما يتضمنه كل ذلك من خطورة الاختلاط بهم وبنسائهم!كما تذكرت قصة رجل الدين المصري محمد متولي الشعراوي مع غرف العناية المركزة، الغربية الصنع، والتي كان «فضيلته» يحرم الاستعانة بأجهزتها لأنها تمثل نوعاً من التدخل البشري في مشيئة الله، وأن من الأفضل ترك المرضى لمصيرهم! ولكن ما ان أصيب الشيخ الشعراوي نفسه بــ«وعكة» صحية حتى نقل الى الغرب لتلقي العلاج، وبطائرة ملكية مجهزة لتكون غرفة عناية مركزة طائرة! وهناك في بريطانيا، أم الشرور والآثام، مكث الشيخ في غرفة عناية مركزية «أرضية» شهراً كاملاً من دون تأفف. وبعد عودته معافى مشافى، لم يعلن عن إلغاء فتواه التي تحرم الاستعانة بغرف العناية المركزة.
وللشيخ عايض القرني قصة مماثلة مع مستشفيات فرنسا التي استعان بها لعلاج «ركب» فضيلته. كما كانت ليوسف القرضاوي وجهات نظر ومواقف مماثلة من الغرب من مواقف القرني وعبدالخالق والشعراوي، وما يمثله من شر وكفر ونجاسة، ولكن ما ان أصيب القرضاوي بالمرض حتى أصبح يدق أبواب سفارات أميركا وبريطانيا مستجدياً فيزا علاج، ولكن الدولتين رفضتا طلبه بسبب دوره الخطير في التشجيع على القيام بالعمليات الإرهابية!
وفي ضوء الهجوم الذي يتحفنا به أحد الكتاب بين الفترة والأخرى على أميركا، وما يبديه من كراهية معلنة لها، على الرغم من تواجده فيها لفترات طويلة، فقد كتبت قارئة تشتكي من طريقة معاملة السفارة الأميركية السيئة للطلبة الكويتيين الراغبين في الدراسة هناك، حيث تتأخر فيزهم كثيراً، وتقول الأم انها تستغرب موقف السفارة من الطلبة في الوقت الذي ترحب فيه وتمنح الفيزا لمن يشتمها علناً!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سامي النصف

اليمنية والإرباك القاتل

ضمن استراحة الجمعة التي خطها ه الرشيق الزميل والصديق د.محمد الرميحي على الصفحة الاخيرة لجريدة «أوان» وجه لنا تساؤلا حول الاسباب المحتملة لسقوط الطائ‍رة اليمنية، والحقيقة ان الوقت مازال مبكرا للجزم بالاسباب الحقيقية التي قد تتراوح ما بين خلل فني فادح وعمل ارهابي غير متوقع وبالطبع خطأ الطيارين المتجدد والذي يتسبب عادة فيما يزيد على 80% من حوادث الطيران.

أقلعت الطائرة المنكوبة من اليمن (142 راكبا منهم 66 فرنسيا + 11 طاقم) وتوقفت في جيبوتي ثم وصلت في ساعات الفجر الاولى الى مطار الأمير سعيد ابراهيم في جزر القمر وكان الجو صحوا، الا ان سرعة الرياح الجنوبية قاربت 60 كم/ساعة في غياب اجهزة النزول الآلي I.L.S على الممر 20 والتي تخفف عبء النزول اليدوي عن الطيار، خاصة أن عامل الارهاق يلعب عادة دورا كبيرا في المساعدة على ارتكاب الاخطاء غير المتوقعة.

ومن ذلك قد يكون الطيار قد تعرض ابان محاولته الهبوط للمرة «الثانية»، كما ذكر وزير النقل الفرنسي على ذلك الممر الصعب وضمن تلك الاجواء، الى ما يسمى عامل الارباك Spatial Disorientation الذي يجعله يفقد السيطرة على ذاته وحركته ومن ثم يمكن ان يتجه بالطائرة الى انحراف قاتل خطر ينتهي بها الى ان تهوي الى اعماق المحيط، خاصة أن الأمر لا يحتاج – في تلك الارتفاعات المنخفضة التي تسبق النزول او الاقلاع ـ إلا الى ثوان قليلة من الفعل الخاطئ وعدم الادراك المفاجئ.

وقد كان نفس السبب أي عامل الارباك المفاجئ للطيار هو سبب سقوط طائرة الايرباص الخليجية في 23/8/2000 في مياه الخليج وعلى متنها 143 راكبا، كما انه السبب الرئيسي لسقوط طائرة فلاش اير المصرية في 3/1/2004 بالبحر الاحمر وعلى متنها 148 راكبا منهم 139 فرنسيا بعد اقلاعها بدقائق، وجميع تلك الحوادث وقعت في ظلام الليل الدامس الذي يساعد على عملية الارباك لغياب الافق الحقيقي الواضح بالنهار والذي يساعد الطيار على معرفة درجة انحرافه.

وأحد الاسباب المهمة والملحوظة في تلك الحوادث هو عدم تدخل مساعد الطيار وهو يرى الخطأ القاتل يقع أمامه، وفي رحلة فلاش اير اكتفى المساعد عمر الشافعي وحتى المتدرب اشرف عبدالحميد بالاشارة للخطأ 3 مرات متتابعة قبل السقوط في البحر دون ان يفعلا ما تفرضه قواعد السلامة من اعطاء الامر للكابتن بالابتعاد عن الدفة وان المساعد هو من يتولى زمام القيادة عبر القول «I Have Control» وتصحيح المسار الخاطئ ثم معرفة ما اذا كان الكابتن يتعرض لإرباك طارئ بسبب الارهاق او ارباك دائم كحال اصابته بورم في الدماغ او مرض نفسي حاد وهي أمور اكتشفت في حالات مماثلة بعد انقاذ الطائرة.

ولا شك في أن الاعراف والتقاليد تلعب دورا مهما في هذا الصدد (التردد في مخالفة الاكبر سنا) وقد سبق ان تقدمت بورقة لاتحاد الطيارين الدولي المنعقد في زيوريخ عام 1984 حول هذا الامر بعد حادث الطائرة اليابانية التي اسقطها قائدها في البحر بداية الثمانينيات دون ان يتدخل المساعد، وحوادث ارباك الكابتن أو مساعده قد تحدث ولا يشعر بها احد متى ما قام الطيار الآخر بالتدخل الفاعل والسريع لإنقاذ الطائرة واكمال الرحلة بسلام.

آخر محطة:

(1) من المصادفات البحتة ان طائرة الايرباص 310 اليمنية المنكوبة هذا الصيف مصنوعة عام 1990 وهي نفس نوع وعمر الطائرة السودانية التي تحطمت ابان نزولها في مطار بورت سودان صيف العام الماضي، كما انها نفس نوع وعمر طائرة هابغ لويد الالمانية التي تحطمت قبل نزولها مطار ڤيينا بالنمسا صيف عام 2000.

(2) في عام 1980 أرسلت من قبل «الكويتية» وطيارين آخرين لتقرير ما اذا كانت طائرة الايرباص 310 افضل ام طائرة البوينغ 767، وكان قراري بعكس زملائي هو ان البوينغ افضل، بعد وقوع 9 حوادث للطائرة الاولى واثنين للطائرة الثانية، أظن أن قراري كان صحيحا آنذاك.

(3) سجلت قبل ايام لقاء مع الزميل محمد القحطاني حول سلامة الطيران سيعرض كما اخبرت في 7/7 على قناة «الصفوة» والقناة العامة في أوربت.

(4) بالنسبة للفتاة الناجية من حادث «اليمنية» قد تكون جالسة في المقاعد الخلفية الاكثر أمنا أو يكون للحظ أو الهدوء وسرعة البديهة دور في نجاتها.

(5) الحادث الحالي لـ «اليمنية» هو الأول في تاريخها مما يؤكد ما قلناه سابقا من ان عدم وقوع حوادث في الماضي لا قيمة له في علوم السلامة ولا يعطي أي دلالات مستقبلية.